آراء

آراء

كنوز مهجورة أم قبور مستورة؟

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣

نتيجة انشغالنا طيلة حياتنا بتفسير نظرية المؤامرة المحاكة ضدنا، وشغفنا المنقطع النظير بفك طلاسم السياسة التي لا نفهمها، وتورطنا الفريد في تغييب العقل وتشتيت الفكر واستباحة الضمير، أصبح من المستحيل لفت انتباه عالمنا العربي لكنوزه الاقتصادية المهجورة وقضاياه المصيرية المنكوبة. الوطن العربي يخسر سنويا 122 مليار دولار أميركي نتيجة لعدم الاستفادة من تدوير النفايات الصلبة التي ينتجها. في دول الخليج العربية يقدر حجم النفايات الصلبة بنحو 92 مليون طن سنويا، وتشكل المخلفات الإنشائية 53% منها والنفايات البلدية 33%، فيما تبلغ النفايات الصناعية 14% من إجمالي النفايات. حصة السعودية فقط من النفايات الصلبة تشكل نحو 65% أو ما يعادل نحو 17 مليون طن سنويا، ليفوق معدل ما ينتجه الفرد السعودي سنويا من هذه النفايات 675 كيلو جراما، وهو من بين أعلى النسب عالميا، حيث يصل هذا المعدل للفرد الواحد 790 كيلو جراما في أميركا و512 في بريطانيا، و297 كيلو جراما في الهند. النفايات الصلبة تنقسم إلى عدة أنواع، معظمها ناتج عن مخلفات البناء، وأهمها النفايات البلدية والصناعية والزراعية، إلا أن أخطرها النفايات الطبية والنووية والإلكترونية. قبل أيام حذرت منظمة الأمم المتحدة من تفاقم مشكلة النفايات على مستوى العالم، مشيرة إلى أن سكان الكرة الأرضية الذين يفوق عددهم 7 مليارات نسمة، ينتجون نحو 5 مليارات طن من النفايات سنويا وبمعدل نمو سنوي…

آراء

ناس مش طايقة بعضها

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣

يهل علينا الشهر الكريم لتنقلب أحوالنا رأسا على عقب بشكل يزيد عن بقية شعوب المسلمين رغم أننا شعب يكاد يكون كله في إجازة خلال رمضان، إلا أن هذا الواقع لا يمنع ارتفاع مستوى الأدرينالين في شراييننا بشكل جنوني يجعل منها أنابيب قابلة للانفجار لأتفه الأسباب. ربما تكون هناك أسباب بيولوجية إلى حد ما، ولكن هناك أوضاعاً كثيرة غير مواتية تجعل أعواد الثقاب تتكاثر حول مشاريع الانفجار الآدمية على مدار الساعة. كميات النشويات والدهون التي يتم استهلاكها منذ أذان المغرب إلى أذان الفجر تنقلب وبالا على الإنسان خلال النهار، وإذا أضفنا لها كميات الكافين والنيكوتين التي تنقطع فجأة مع بدء الصيام فإن المسألة تصبح معقدة وخطيرة جدا. يخرج الناس قبل الظهر غالبا في درجة حرارة كافية لإذابة أي جمجمة في الأحوال الطبيعية، وأما حين تتزامن هذه الحرارة مع الجوع والعطش فالله وحده لطيف بعباده. منذ إدارة محرك السيارة والسير في الشارع يتحول الوضع إلى مواجهة غير محسوبة العواقب مع كل شيء وكل أحد، «الناس مش طايقة بعضها» وكأن كل واحد ينتظر أبسط ما يظن أنه خطأ أو تجاوز لينفجر في وجه الآخر. أي مشوار لا ينقضي إلا بجهد جهيد لضبط الأعصاب، هناك من يستطيعه وهناك من يفشل. الناس في أماكن شغلها، الحكومية على وجه الخصوص، كأنها جاءت ترافقها كل شياطين الكون،…

آراء

محاربة الكره بنبذ المذهبية

الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣

زادت نسبة ضخ الكراهية بين المجتمعات الإسلامية من خلال تغذية الفوارق المذهبية في محاولة لتغييب مفاهيم التعايش المجتمعي للمحيط الجغرافي الواحد مع تغيب تنوعاته واحتياجاته التي يرغب أصحابه تحقيقها في ظل القانون المساوي بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، بناء على المواطنة، وليس بناء على المذهبية أو العرقية أو الانتماءات الفكرية، ولهذا اتسعت الفرقة، كون الفرقاء يتجاذبون الأفراد ويجيشونهم لتحقيق هدف المذهب أو الفئة أو الجماعة.وفي ظل غمة هذه الكراهية، غدا كل رأي مستنير ينبذ المذهبية أو الطائفية أو الانتماءات الضيقة رأيا محاربا يتم تشويه صاحبه تشويها مزريا، فلا يلتفت إلى ما يقول، وهي السياسة التي اتبعها مثيرو الكراهية لكي يغلقوا الأبواب على الآراء المستنيرة، من خلال تحريض أنصارهم بالكف عن متابعة كتابات أو مقولات أو آراء فلان أو علان، وفي هذه التوصية تم حجب أنصارهم من الاطلاع والتفقه بما هو حادث، وليس بما هو محفوظ في ذهنية الأتباع من إيمان جازم بأن المخالف لهم هو الأوجب بالمحاربة والقطيعة. وفي موجات الكراهية هذه كان الدين وسيلة الجذب، فكل فئة تستخدم آيات القرآن والأحاديث النبوية بما يعزز وجودها ويظهر الآخر بأنه الضال المظل، ومع مرور الزمن وتكشف الأهداف السياسية لكل فئة، وما كان يحمله أصحابها من تجاوزات أو أخطاء يقوم الطرف المناوئ والمخالف بتضخيم تلك الأخطاء وإظهارها للآخرين أنها منتمية للدين،…

آراء

أكثر من 200 ريال

الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣

من أكثر الأخبار الصحفية (غثاثة) ما نشرته الوطن قبل أيام حول تراجع إدارة الجوازات عن إعفاء أبناء السعوديات المتزوجات بأجانب من رسوم إصدار وتجديد تأشيرات الخروج والعودة والبالغة 200 ريال!، فهذا الرسم الذي يبدو صغيرا في نظر البعض سيبقى غصة في حلق أبناء المواطنات الذين هم بالضرورة أبناؤنا وأبناء البلد ولن يفيد إدارة الجوازات. ولو كانت المسألة تتوقف عند المائتي ريال لقلنا إن (المغثة) متوسطة الحجم، ولكن ثمة استبعاد لمعظم هؤلاء من ميزة تخليص معاملاتهم عبر البوابة الإلكترونية (أبشر). بحسب صحيفة الوطن، فإن إدارة الجوازات تراجعت عن إعفاء أبناء السعوديات المتزوجات بغير سعوديين من رسوم وتجديد تأشيرات الخروج والعودة بعد شهرين فقط من تطبيقها للإعفاء، حيث يجب أن يحضروا لدفع الرسوم بصحبة والدتهم حتى لو كانوا على كفالة مؤسسة تملكها هذه الأم، أما إذا كانت الأم غير قادرة على الحضور للجوازات، فيمثلها وكيل شرعي سعودي!. ويؤسفني أن أقول لكم إن (المغثة) لم تنته؛ لأن ثمة استثناء من هذه الرسوم وفرصة لتخليص المعاملة عن طريق البوابة الإلكترونية لأبناء السعوديات، ولكن كيف؟، وهي أن تكون إقاماتهم مدرجة في فئة تسمى (مرافقي عمالة منزلية)!.. يا له من مسمى ..ويا لها من حالة رمزية تترك في النفس ما يصعب أن يمحوه الزمان!. ** في خبر نشرته صحفية الحياة جاء أن الجهات الأمنية في تبوك…

آراء

هدايا عبدالله الثاني التذكارية ولوحة عبدالرحمن خان!

الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣

بين يديَّ درع تذكارية ـ تسلمتها قبل قليل بعدما شاركت في ندوة ـ ستنضم إلى زحمة من الدروع أرصها بدون فخر في دولاب ينوء بها، أعتقد أنني سأتخلص من معظمها، فهي لا تعني لي الكثير باستثناء اثنتين، درع بسيطة هي جائزة علي وعثمان حافظ للصحافة، حصلت عليها مع شيك بقيمة 10 آلاف ريال عام 1990 وتسلمتها من الناشرين هشام رحمه الله ومحمد علي حافظ المؤسسين لأعرق المؤسسات الصحافية، لا السعودية فقط، بل العربية، وهي الشركة السعودية للأبحاث والنشر. هذه الدرع تعني لي الكثير، إذ كنت يومها صحافياً ناشئاً، وحزت التكريم من بين زملاء أسبق مني في المهنة، وقد حملتها معي حيثما حللت في تقلباتي الوظيفية الكثيرة، فهي درع أعتقد أنني استحققتها عن جدارة، إذ كنت يومها صحافياً ميدانياً أغطي الحرب الأفغانية ضد السوفييت، أما بقية الدروع، فهي لا تعدو شكراً لحضور ندوة، أو كانت أقصى ما تفتق عن ذهن مدير العلاقات العامة بدائرة حكومية، وبالتالي لا تؤسس لعلاقة شخصية وإن حملت اسم المُهدى إليه. بدأت الدروع كلوحة نحاسية يكتب عليها عبارة شكر وتقدير مع اسم المكرم بالحفر، حتى تبقى للتاريخ! ثم أخذت تتطور وتكبر ويثقل وزنها، حتى رأينا دروعاً أو مجسمات تذكارية ينوء بحملها العصبة من الرجال تقدم عادة لكبار المسؤولين، وقد عملت مع مسؤولين كبار، ولا أريد أن أخبر…

آراء

وضع إيران على سكة جديدة

الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣

أظهر الشعب الإيراني في الانتخابات الإيرانية الأخيرة، حماسا منقطع النظير لنتائج هذه الانتخابات (حيث شارك في هذه الانتخابات 70 في المائة من الذين يحق لهم التصويت وعددهم نحو 50 مليون شخص، وفاز روحاني بـ50.68 في المائة من الأصوات)، بينما اعتبر روحاني هذا الفوز «انتصارا» للاعتدال على التطرف»، وهي إشارة واضحة لحكم المحافظين الذي مثله أحمدي نجاد! ويعول كثير من المراقبين على قرب الرئيس الإيراني الجديد من الإصلاحي الرئيس الأسبق محمد خاتمي والرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني في قيادة إيران باتجاه مختلف يعنى بالانفتاح الداخلي والخارجي، وتجبير الجسور المتصدعة بين إيران والعالم. وفي أول تصريح له وعد الرئيس روحاني بمزيد من المرونة في الحوار مع الغرب، في الوقت الذي قلل فيه المراقبون من «نجاعة» هذا الوعد، خصوصا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أو العلاقات الدولية التي تخضع مباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي. ولقد أبدت الولايات المتحدة (العدو الأكبر لإيران) استعدادا للتعاون مباشرة مع طهران حول ملفها النووي، وأشاد بيان للبيت الأبيض بـ«شجاعة الإيرانيين لإسماع صوتهم». ودعا البيان الحكومة الإيرانية الجديدة إلى «الأخذ في الاعتبار إرادة الإيرانيين». كما دعت بريطانيا الرئيس الإيراني الجديد إلى «وضع إيران على سكة جديدة»، مشيرة بذلك إلى «قلق المجتمع الدولي تجاه البرنامج النووي الإيراني». كما أملت إيطاليا أن تتطور علاقاتها الثنائية مع إيران، وأن تبدأ هذه الأخيرة بلا…

آراء

عندما تعرف الحكومات كل ما تفكر به!

الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣

"إذا كان فيسبوك يعرف ما تقوله، فإن جوجل تعرف ما تفكر فيه".. هذه المقولة لباحث أوروبي تعطيك بوضوح ما معنى أن تجمع هذه المواقع كافة المعلومات عن أي مستخدم، وما معنى أن تمتلك حكومة مثل الحكومة الأميركية القدرة على الوصول لهذه المعلومات. هذا هو باختصار سبب الضجة العالمية التي حصلت حول الوثائق التي سربت من وكالة الأمن القومي الأميركي. أحد الصحفيين كتب تأملاته في صحيفة نيويورك تايمز حول ما يعنيه برنامج استخباراتي كان قد سمحت به حكومة الرئيس أوباما وظهرت معلومات عنه ضمن الوثائق نفسها والذي يقوم على تحليل معلومات الإيميل (أي المرسل والمستقبل والتاريخ) دون الاطلاع على الإيميل نفسه لكل الإيميلات التي أرسلت داخل أميركا لمدة عامين. هذا يشبه ما يفعله برنامج اسمه Immersion والذي يسمح لك أن تحلل إيميلاتك بنفس الطريقة لتكتشف عبر السنوات التي استخدمت فيها الإيميل من هم أكثر الناس الذين تواصلت معهم، ويكشف شبكة العلاقات بين الناس الذين تعرفهم وتتواصل معهم. تخيل ماذا يعنيه أن تملك الحكومة الأميركية هذه المعلومات عن كافة الأميركيين، إنه باختصار يغني الحكومة عن ملايين من الدولارات لفهم الأنماط الاجتماعية وشبكات العلاقات بين الناس والتجمعات الموجودة وكيف تنمو وتتكون وتتغير، سواء كان ذلك في أوقات الأزمات أو في أوقات الرخاء. إن اتخاذ أي قرارات ضخمة على المستوى الحكومي يتطلب وجود هذا…

آراء

عادت مصر.. عاشت مصر

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

على مدى الأيام الماضية، استعاد ميدان التحرير هيبته ووهجه ومعناه. مخطئ من يظن أن ما يحدث فى مصر ليس إلا شأناً مصرياً خالصاً. إنها مصر التى أراد لها الله أن تكون قلب العرب النابض بالحياة والمحبة والسلام. ولهذا فإن الحدث المصرى كان محل اهتمامنا اليومى فى الخليج ومتابعتنا وقلقنا. لقد تفاعلنا هنا مع كل لحظة عاشتها مصر وشبابها يصرون على الخروج من مأزق الأدلجة وما قادت له من تراجع وخيبة أمل! وما زال ميدان التحرير يحرضنا على التفكير والتأمل فى دروس مهمة أعطتنا إياها تجربة السنة الماضية التى اختزلت «السبع العجاف» فى سنة واحدة. وأهم تلك الدروس أن من يقدم «الأيديولوجيا» على «التنمية» لابد أن يفشل. ولو انشغل الإخوان بقضايا التنمية قدر انشغالهم بمحاولات الهيمنة على كل حراك المجتمع وكل مفاصل الدولة لما انتهى بهم المطاف تلك النهاية المحزنة. من لا يقرأ وعى شباب مجتمعه وهمومه واهتماماته إنما يبنى بينه وبينهم سداً منيعاً يفقده صواب الرؤية. ما بناه الإخوان فى ثمانين سنة هدمه مرسى فى سنة واحدة. وفى ذلك خير: لقد عاش الشارع العربى طويلاً يسمع شعارات تنادى بأن «الإسلام هو الحل». وإن سألنا: أى إسلام تقصدون؟ جاء الرد بالتكفير والتخوين والإقصاء. فكل جماعة تسعى لفرض «إسلامها» على الجميع بالقوة. وكل جماعة ترى فى نفسها الحق وفى غيرها الباطل. كأن…

آراء

الكابوس الجزائري في مصر

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

العنف كان رسالة قادة «الإخوان» في مصر، بعد إقصاء محمد مرسي من الرئاسة، في أعقاب المظاهرات الاحتجاجية الضخمة ضده. مشاهد القتلى ورائحة الحرائق والفوضى في أنحاء مصر، الجمعة الماضي، تذكّرنا بما حدث في الجزائر بعد وقف الانتخابات 1992، وقد يكون الإسقاط صحيحا، لكن لا بد من إيراد الرواية بعناصرها. فقد سبق تعطيل الانتخابات في الجزائر الفوضى، والتهديد برفض النظام، وفي أعقاب التعطيل صار العنف، وبعده خسر المتطرفون الرأي العام الجزائري، وفشل العنف في تحقيق أهدافه. قبل ذلك، وحتى أواخر عام 1988، كانت الجزائر بلدا مغلقا في بداية مشروع انفتاح اقتصادي، وعندما حاول الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد التراجع، وأعلن عن التقشف الاقتصادي بسبب انخفاض أسعار النفط، اندلعت المظاهرات ضده. قدّم بن جديد مشروعا إصلاحيا اعتمد دستورا جديدا أنهى سيطرة الحزب الواحد، وسمح بالانتخابات، والحريات الإعلامية. وبسبب التنافس دخلت البلاد في فوضى، ومظاهرات لم تنقطع لأكثر من عام. وولدت عشرات الأحزاب، بينها الجبهة الإسلامية للإنقاذ (فيس)، الذي كان نجما. ولم يكن سهلا التعرف على الحزب الجديد، إلا من خلال ما يصرح به قادته، ومعظمهم كانوا معتدلي الخطاب، مثل الشيخ عباسي مدني، وفي الوقت نفسه، تزعم بعضهم مظاهرات متطرفة في ميادين العاصمة، تتحدث بلغة مختلفة، وتتوعد بإلغاء الدستور بعد الفوز، ومن أبرزهم كان علي بلحاج نائب رئيس الحزب. وازدادت حالات العنف المرتبطة…

آراء

طابور الفوضى الخلاقة!

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

الله يستر.. مصر بعد العراق وسوريا وليبيا واليمن تكاد أن تقترب من مرحلة المواجهات الدامية، صحيح أن مصر - حماها الله - ليس فيها ثنائية السنة والشيعة كي تتحول حفلات القتل إلى طقوس شرعية لا نهاية لها، ولكن فيها ثنائيات أخرى قد تناسب من يرتبون طابور الفوضى الخلاقة، دائما هناك أسباب وجيهة للاقتتال بين أبناء الشعب الواحد ودائما هناك قوى دولية وإقليمية من مصلحتها أن تسكب البنزين على النار، ودائما يوجد من هو مستعد للقتل كي يفرض الحقيقة التي يؤمن بها على الجميع. ونحن حين نقول (العراق، سوريا، مصر) فإننا نتحدث عن دول كانت قوية جدا بالمقاييس الأمنية والعسكرية انتهى بها الحال إلى أنها لم تعد اليوم قادرة على تأمين شارع لا يتجاوز طوله نصف كيلو متر، لقد رحل الطغاة الذين كانوا يقمعون الشعب بالجملة وجاء الطغاة الذين يقمعون الشعب والتجزئة، ذهب الرجال الأشداء بمخابراتهم وجيوشهم وشرطتهم وحضر رجال أقوياء آخرون بمليشياتهم وشبيحتهم ومجاهديهم، لم يحارب الأولون ولا اللاحقون الأعادي بل بقيت البنادق مثلما كانت مصوبة نحو الداخل، ذهبت الدولة البوليسية ولم تأت الدولة المدنية بل حضرت دول الطوائف والقبائل والمليشيات، غابت المعتقلات وحضرت مشاريع التقسيم. ما يحدث في العالم العربي اليوم ليس مؤامرة لأن المؤامرات تحدث في الخفاء بل هو فيما يتكشف يوما بعد آخر جزء من خطة معلنة…

آراء

تضخّم العقار .. هل هو خطر يهددنا؟ (2 من 2)

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

إني لأرجو أن يُؤخذ ما سأدوّنه في هذا المقال على محمل الجد، وأن يجد آذاناً صاغية! ليس لشيء إلا لتحقيق الاستقرار ثم الاستقرار ثم الاستقرار. نواة أي مجتمع بشري هي الفرد، تحيط به أسرته كدائرة أوسع قليلا، لكنها الأوثق ارتباطاً بذلك الفرد من أي رباط آخر، وهكذا تجتمع آلاف أو ملايين الأسر لتكوّن مجتمعاً واحداً ضمن حدوده الدولية المتعارف عليها. لا جديد هنا، فالأمر معلوم لدى الصغير والكبير منا، لكنه أحياناً يغيب عن حيثيات كثيرٍ من قراراتنا المصيرية، التي يتمنى المرء لو أنها غابت عن ذاكرتنا ولم تغب عن حيثيات تلك القرارات! وعليه؛ إنْ تعرّض هذا الفرد لأي ضغوطٍ مادية ونفسية مهما كان وزنها، فإن آثارها تنتقل فوراً لمحيطه الأسري، ومن ثم لتجتمع بصورة أكبر على حساب المجتمع بأكمله! قد تتطور الأمور لما هو أسوأ من ذلك، فقد تتسع دائرة تلك الضغوط لتعمَّ أفراداً أكثر عدداً، وقد يزداد ثقلها عليهم مع مرور الوقت وديمومتها! بل قد تجلب مزيداً من الضغوط الأخرى المختلفة نوعاً وكمّاً، وتمضي تلك الدوائر في الاتساع والتعمّق ما شاء الله لها أن تمضي، إلى أنْ تنتهي إلى ما قدّر الله لها من نهايةٍ، هي في أوّل الأمر ونهايته لا تتجاوز كونها سُنة من سنن الخالق في خلقه، غير أنها بالنسبة إلى البشر لا أقل من أن يصفها…

آراء

تجدد الثورة المصرية ومصائر الإسلام السياسي

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

أنهى الشباب المصريون حكم «الإخوان المسلمين» للبلاد ورئاسة الدكتور مرسي بعد عامٍ على بدئه. وكان نزولهم إلى الساحات والميادين بقيادة حركة «تمرد» ساحقاً إلى الحدّ الذي دفع الجيش المصري للتضامن معهم، وتأييد مطالبهم في المسير إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والدخول في مسار انتقالي مختلف عن السابق. فقد وصلت أعدادهم في اليومين الأولين إلى ما يزيد على العشرين مليوناً؛ بينما استطاع «الإخوان» حشد المليون في سائر النواحي. وبقدر ما كانت الأعداد حاسمةً، كان حاسماً أيضاً إصرار الجيش على الاستجابة لإرادة الناس، وهو المسلك نفسه الذي سلكه بعد ثورة 25 يناير 2011. لقد بدأت المشكلة بعد ثلاثة أشهُر على الموجة الثورية الأُولى، عندما شعر الشبان أن الأمر مُرتَّب، وتُركوا وحدهم في الشارع، فاندفعوا للاصطدام بالشرطة ثم الجيش. وظهرت لديهم الفكرة القائلة بأن «الإخوان» اتفقوا مع الجيش والأميركيين على تسلم السلطة بمفردهم. وجاءت الاستفتاءاتُ والانتخابات المتوالية ووصول مرسي إلى الرئاسة لتثبت هذا الانطباع. وفي الشهور الأُولى بدا كأنما سلَّم الجميع بالسيطرة الإخوانية، وتشكّلت أحزاب مُعارِضة ما كان من بينها حزب قويٌ للشباب. ثم توالت وجوه الفشل الإخواني في إدارة الشأن العام، من الاقتصاد إلى التعامل مع مؤسسات الدولة، إلى السياسة الخارجية. وعندما بدأ نشاط «تمرد» لجمع تواقيع من أجل إقالة مُرسي قبل ثلاثة أشهُر، ما كانت فئة معتبرة من فئات الشعب المصري راضيةً،…