آراء

آراء

وصل قبل الجميع

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

(إني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت و الآخر عاجز أن يولد و ليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي) ..نيلسون مانديلا كان يملك كل الخيارات وأختار التسامح، في عالم مضطرب تحيط به الفتن وتهرب منه حتى الحقيقة، دخل مهزوماً وخرج منتصراً وتقاعد بطلاً والآن مسجي على فراشه تنتظره النهاية ولا ينتظرها، الأمور دائما مختلفة في اللحظات الأخيرة، ليست كل نهايات المناضلين الحقيقين في ساحات المعارك! السر في بقائه وخلوده بيننا تقبله للآخر بكل ما يحمله من ألوان وأفكار مختلفة وتسامحه عندما ملك القوة و تنازله في الوقت المناسب واختياره أن يعيش مع عائلته بقية حياته. ( التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل) .. نيلسون مانديلا بعد سبع و عشرين سنة خرج من زنزانته الضيقة وشاهد بنفسه أن بعض العقول بأفكارها أضيق من زنزانته وحبيسة أفكارها الضيقة، بعضهم مستعد للموت في سبيل قضايا خاسرة وآخرون مستعدون للانتقام والبعض خائف من المجهول، القلوب بعد سنوات طويلة من التميز العنصري تحجرت والحرب الأهلية تقرع أبوابها وقد يكون الموت هو سيد الموقف ولكن “ماديبا” وهو لقب نيلسون مانديلا أختار الحياة والتعايش وقدم التسامح وقد كان خيار العبور الآمن كما يسمى بين حقبتين “التمييز العنصري و”التحول الديمقراطي” في تاريخ جنوب أفريقيا هو ما جعله حاضراً في الذاكرة الإفريقية حتى الآن ورغم أن الكثير…

آراء

ماذا بعد التنظيم الإخواني ؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

لا يخفى على احد ما عاشته دولة الإمارات من حملات تشويه واستفزاز من جماعة الإخوان المتأسلمين خلال فترة العامين الماضيين من خلال الأبواق الإعلامية ونشاز الإخوان . بعد حكم الإخوان لمصر ارسل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله رسالة تهنئة و دعوة للرئيس المصري بزيارة دولة الإمارات وذلك تأكيدا لعمق العلاقات المصرية الإماراتية التاريخية ومواقف دولة الامارات تجاه شقيقتها الكبرى . ولكن تم تجاهل الدعوة من قبل الرئيس المصري المخلوع والذي سارع بعد عدة شهور لزيارة ايران و وفتح العلاقات معها لكسر الحاجز الذي كان يقف شامخا أكثر من ثلاثين عاما بين الهرم المصري والحوزات الإيرانية متجاهلا عمق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية . استمرت الاستفزازات الإخوانية لدولة الامارات بدعم أعضاء الإخوان فيها و بإحتضان عدد منهم في مصر لخدمة اجنداتهم الحزبية وتمكينها من الحصول على مكانة في دول الخليج ، هذه الاستفزازات لم تلتفت لها دولة الامارات وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بدعم مصر وبناء مشاريع سكنية للشعب المصري بقيمة 300 مليون وتطوير خدمات البنى التحتية لم يكن ذلك الدعم منة ولا رياء فيه ولكنه تتعامل معه الإمارات احد الواجبات التي من الواجب عليها القيام بها . واستمر اعضاء الإخوان في الامارات من الاماراتيين والمصريين بتمويل الحملات ضد الدولة بالرغم من اللين وتجاهل الإساءات والتصريحات المعادية من…

آراء

ضدّ الشيعة أم حزب الله؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

منذ إعلان دول الخليج إجراءات تستهدف التعاملات المالية والتجارية لمغتربين لهم علاقة مع حزب الله، والاجتماعات تتوالى لمسؤولي مجلس التعاون الخليجي لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرار، الذي يستهدف كشف الخلايا المرتبطة بالحزب ورصد حركة الأموال الداعمة. حتى الآن لم يتم الإعلان عن طبيعة هذه الآليات أو تفاصيلها، فقط أنباء تتواتر عن إجراءات يعلنها الجانب الرسمي اللبناني فقط، ونظراً لأن تدخل حزب الله السافر في سورية لمعاونة نظام بشار الأسد، أفضى إلى ارتفاع منسوب الطائفية في المنطقة لأعلى معدلاته منذ قرون طوال، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال: هل شيعة الخليج مستهدفون من الإجراءات ضدّ حزب الله؟ أكثر ما ضرّ المواطنين الشيعة في الخليج، إدخالهم في قضايا سياسية خارجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سواء من قبل أقلية منهم لا تُذكر، أو من قبل جهات خارجية مرتبطة بشكل أو بآخر مع إيران، وبالتالي يتم إقحامهم في أزمات لم يختاروها أساساً، وهذا ما جرى من قبل حزب الله الذي أراد بكل خبث اللعب على ورقة الشيعة في الخليج وتصوير المسألة وكأن الحزب هو حامي حماهم، على الرغم من عدم وجود أي مؤشرات لتجاوب شيعي خليجي، إلا من قلة لا يمكن التعميم على أنهم يمثلون الأغلبية من طائفتهم، وعندما فعل حزب الله ما فعله من قتل وتنكيل طائفي في سورية، التفتت الرقاب…

آراء

خريف الطائفية

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

من أكبر الأمراض تأثيراً على الأوطان «الطائفية» حيث تُعدُ من الأسباب الرئيسة التي تُضعف اللحمة الوطنية وتهدمها وتقوض أركانها مهما كانت صلابة قوتها، فالطائفية نتنة بجميع أشكالها وأصنافها، وهي عامل رئيس في زعزعة الأمن والاستقرار. في المرحلة الأخيرة شهدت المنطقة تحولات خطيرة وتداعيات كبيرة، وذلك عندما تدخل ما يسمى «حزب الله» اللبناني على خط ثورة الشعب السوري الشقيق ليقف في صف النظام، بل شارك في القتال إلى جانب جيش النظام وارتكب مجازر بشعة، خاصة في مدينة «القصير»، وقد بدا واضحاً ومعروفاً أن هذا الحزب يعمل لصالح إيران وينفذ جميع أوامرها ومخططاتها، وقد سقطت أكذوبة المقاومة التي تستر بها، واكتسب بها تأييد وتعاطف حيز من الشارع العربي والإسلامي باسم مقاومة العدو الصهيوني وشعار تحرير فلسطين، وقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الحزب يحمل أجندة طائفية خاصة لا علاقة لها بقضايا وهموم العالم الإسلامي، بل تدور بوصلته مع المصلحة الإيرانية وتحديد التطلعات الصفوية للهيمنة على المنطقة، وقد أثار تدخل هذا الحزب حفيظة المسلمين في جميع العالم الإسلامي بسبب إذكائه لروح الطائفية وتأجيجها بين المسلمين عندما رفع الشعارات الطائفية فوق المساجد، خاصة مسجد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بالقصير، وانكشف المستور وبانت النيات التي يخطط لها هذا الحزب أمام المسلمين والعرب في الشام وغيرها، وأصبح موقفه الآن…

آراء

بعد نكسة 30 يونيو.. ماذا يَنتظر قيادة «الإخوان» بمصر.. إقالة أم استقالة؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

يفترض أن حملة الاعتقالات التي يشنها «النظام الجديد» بمصر على «الإخوان المسلمين» ما هي إلا موقتة فرضتها ظروف الانقلاب والخشية من أن ينظم «الإخوان» أو أنصارهم مقاومة له تفتح باباً لفتنة لا يريدها أحد، ذلك أن مثل هذه العلاقات تتنافى مع روح الثورة الأولى (25 يناير) التي قيل إن الثورة الثانية (30 يونيو) جاءت لتصحيح مسارها. ويفترض أيضاً أن تتعافى القوى المدنية من نشوة الانتقام وتعود إلى مبادئها فترفض اعتقال خصومها من «الإخوان»، وقمع الحريات الإعلامية ونزعة الإقصاء المتنامية في الإعلام المصري، فتدعم المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في بناء مصر جديدة بعد السقوط السريع للجمهورية الثانية. ويفترض أيضاً أن يتوقف «الإخوان» عن تسيير التظاهرات تحت راية «إعادة الشرعية»، والاكتفاء بالرسالة التي بعثوا بها، وهي أنهم ضحوا وماتوا من أجل مبادئ الديموقراطية وسيادة الشعب، فهم يعلمون (أو يفترض ذلك) أنهم سيعجزون عن إسقاط النظام الجديد الهجين والمختلط بين عسكر ومدنيين ويتمتع بمباركة الدولة العميقة (نظام مبارك) وقوى إقليمية، فالتظاهرات الحاشدة التي أسقطتهم سمح لها وشجعت وموّلت من دولة عميقة وقوى خارجية وإعلام متواطئ ضدهم، أما تظاهراتهم فهي تفتقد كل ذلك، وسيتم التعامل معها بقسوة لأنها «تهدد الوحدة الوطنية». نعم إنه تمييز في المعاملة، ولذلك جعل الله سنة التدافع والابتلاء، والحصيف من أدرك ذلك. بعد حصول كل الافتراضات السابقة سيكون من الجيد…

آراء

مصر: هل يتعظ الجيش والمنتصرون؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

الحدث جاء سريعا، وبالضربة القاضية، وعجز الرئيس المعزول، ومعه الإخوان، عن استشعار الخطر رغم أن الموعد مضروب، والحشود تعلن عن برنامجها منذ زمن، والنداءات كانت تتعالى بإسقاط النظام. أعتقد أن الجيش المصري نفسه لم يكن متوقعا أن تمتلئ الشوارع والميادين بهذه الملايين وفي أنحاء الجمهورية، وإن كان حتما قد خطط للتدخل إن أحس بخطر الانهيار، أو الفوضى. الآن، أمامنا فريقان وحدث واحد. منتصرون: ائتلاف المعارضة، يشعرون أن غالبية الشعب معهم، وقد أعطاهم «الشرعية» بنفس الطريقة التي نزعها من الرئيس الأسبق حسني مبارك. وخاسرون؛ الإخوان المسلمون، في حالة عدم تصديق كأي ملاكم يسقط بمثل هذه الضربة السريعة، ويعتقد أنه صاحب «الشرعية» وسيقاتل لاستردادها. الجيش، كونه راعي الثورة الثانية أيضا، أدهش الجميع بقدرته على التخطيط والتدخل، وإجراء عملية استئصال جراحية سريعة ونظيفة، لم نشهد لها مثيلا من قبل. في خلال يوم واحد فقط، سقط نظام كامل، رئيس ورئيس وزراء وحكومة وأجهزتها الكبيرة. وفي يوم نجح الجيش المصري في تعيين رئيس مدني وفق الدستور، أقسم اليمين أمام القضاة والقوى الدينية الرسمية والمدنية، كما امتنع الجيش عن تولي مقعد رئيس الحكومة كما أشيع من قبل، وقال إنه سيبقى أيضا مدنيا. أيضا، تحاشت القيادات العسكرية إطلاق البيانات، وقللت من الظهور على الشعب، ببيان واحد أعلنت فيه عن التدخل وأسبابه. هذا ما جعل الغرب تحديدا، يتردد…

آراء

أنا ومن بعدي الطوفان

الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣

في العصر الحديث، الفلسفة الوحيدة التى أنتجتها الولايات المتحدة الامريكية للعالم، هي الفلسفة البرجماتية. وفي أبسط تعريف للفلسفة البرجماتية حسب وليم جيمس ( 1842- 1910م) هو أن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل بها، إلى أن يعترضها مُعترض ويثبت زيفها وبطلانها، وتستمر صلاحيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض" أي أن معيار الصدق في البرجماتية لأية فكرة إنما يكمن فيما يترتب عليها من نتائج عملية، تنفع صاحبها. فإذا كان اعتقاد الناس بالدين يفيدهم ويجلب لهم المنفعة، إذاً ليكن الدين حقيقة، وقس على ذلك أي فكرة أو تصرف أو اعتقاد. ولذلك نقرأ أو نسمع في نشرات الأخبار دائماً أن الولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين، أوتنعت أيضاً بازدواجية المعايير، لأنها ببساطة تهتم بما سيترتب على مواقفها مع مختلف الدول من منفعة لها، وليس على مبدأ الوقوف مع الحق. البرجماتية هي الفلسفة المفضلة لدى المتسلقين والسياسيين، وواقعياً هي الوحيدة التى تناسبهم، وتبرر لهم رفع شعارات هم أول من يكفر بها، فهم يرون على المستوى السياسي أنه لا فرق بين المصلحة العامة والخاصة، ولا ضير في الكذب قليلاً كان أو كثيراً، ما دام أن النتيجة في النهاية ستكون لصالحهم ومنفعتهم. هذه الفلسفة انتشرت حول العالم وتبناها الكثيرين، وكما يوجد في العالم من يتخصصون في الطب وآخرون في الفيزياء والإدارة وغيرها…

آراء

Homework شهر يوليو

الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣

سبحان الله، كيف انقضت الأيام كأنها كانت قبل لحظات ونحن نحتفل بقدوم العام الجديد 2013، ونحفز بعضنا في وضع أهداف نعمل على تحقيقها في هذا العام، أهداف ترتقي بفكرنا وعلمنا ومهاراتنا. اليوم أصبحنا في يوليو بمعنى انقضاء نصف السنة، وحان وقت التقييم: ماذا أنجزنا؟ وفي ماذا أخفقنا؟ نحتاج اليوم إلى وقفة لن تزيد عن ساعة، لكنها 60 دقيقة في غاية الأهمية تعود بنا إلى الوراء، نتمعن بها بعين تبصر مستقبل أفضل بإذن الله. أما من فاته ذلك بداية العام، لماذا لايبادر اليوم، ويضع خطة للنصف الثاني منه، وأنا على يقين لو بدأت بكتابتها اليوم ستجد حلاوتها غداً. مات موريس وضع نقاطاً تساعدنا في رسم خطة وأهداف تطويرية لنا، وقبل البدء أضع مقولته الهامة هذه: When it comes to doing something, planning what you intend to do is essential. Writing down what you want is the first step والآن نبدأ مع نقاط موريس: - ابدأ الآن: نعم الآن، هذه الخطة عبارة عن مشاريع أعمال وتحتاج إلى وقت، والوقت لا ينتظر أحداً، كلنا يشعر كيف الأيام تركض مهرولة بلا عودة. - بداية صغيرة .. نهاية عظيمة: بلاشك ستكون لديك أهداف كبيرة، حتى تشعر بلذة الإنجاز ضعها في أهداف أصغر، واحتفل عند إنجازها، ولاتغفل عن النهاية فهي المطلب! - تعلم من الآخرين: علمتني…

آراء

الرئيس مرسي الأسد‏!‏

الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣

بدلا من أن ينهي الرئيس محمد مرسي صفحة حكمه بسلام ويستجيب لصوت الشعب ويعطي جماعته فرصة أخري ربما تتكرر في المستقبل البعيد علي أساس أنهم هذه المرة لم يكونوا يعرفون‏, فإنه بحجة الشرعية أعلن وبإصرار اختياره طريق الرئيس السوري بشار الأسد الذي يضع مصر في حرب أهلية. وهو قرار لا يبدو في الواقع مفاجئا فالإخوان منذ بدايتهم لم يتركوا حكما لم يصطدموا معه بالعنف والضحايا, سواء مع حكم الأحزاب السابقة علي ثورة52 أم بعدها مع عبد الناصر والسادات وحسني مبارك. وأخيرا عندما حكموا بأنفسهم, جاء الاصطدام مع الشعب طبيعيا في سياق نهجهم, ورغم ماسيكون له من ضحايا إلا أنه كما نبه أحد قياداتهم سيمنع الإخوان من الحكم لخمسين سنة قادمة علي الأقل. الرئيس مرسي وأنا أكتب هذا ظهر أمس قبل ساعات قليلة من انتهاء مهلة الفترة التي أعطيت له لتلبية طلبات الشعب, استخدم في خطابه الذي ألقاه آخر الليل كلمة الشرعية الدستورية عشرات المرات وهو يعرف أو لايعرف. إنه حاول مع الفريق أول السيسي تصوير تدخل الجيش بأنه إنقلاب علي الشرعية, ولكن الفريق السيسي طلب إليه الفرجة علي إسطوانة تسجل حشود الشعب غير المسبوقة التي خرجت إلي الميادين قائلا إن من يتجاهل صوت هذه الملايين هو الذي يخون شعبه ووطنه وهو مالن تفعله القوات المسلحة. إن القضية ليست جيشا يسعي…

آراء

يوم اختفى الإخوان من شوارع مصر

الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣

سيذكر التاريخ أن الإخوان المسلمين عاشوا ثمانين عاماً ونيفًا يحلمون بالوصول للسلطة كبوابة محلية لـ«أستاذية العالم» والانتشار في الكون والمجرات، لكنهم في عام واحد من وصولهم إليها كانوا بالكاد يتحسسون موطئ قدم لهم في شوارع مصر، متاورين في ميدان واحد، بعد أن فاضت بالغاضبين المتوعدين. (1) عن 30 يونيو ومظاهراته المتوقعة - والمُفاجئة في ذات الوقت - أتحدث، في هذا اليوم فضلت الابتعاد عن المسيرات الضخمة والسير في الشوارع لمراقبة أحوال الناس، وعلى الأقدام في شارع الهرم صادفت العديد من المسيرات العفوية التي لم أشاهد مثلها منذ 28 يناير 2011 وحتى ميدان الجيزة، أغلب هؤلاء كانوا بسطاء الناس الذين لم ألحظ عليهم أي مظاهر «تسييس»، مسيراتهم كانت صغيرة وعفوية، حتى هتافاتهم كانت بسيطة ومختصرة دون أي قيادة أو تنظيم. مظاهر الاحتشاد الأخرى ضد الإخوان كانت متعددة، سائقو السيارات والميكروباصات، وفي محطة مترو الدقي كان الناس إما متجهاً للمظاهرات حول الاتحادية أو عائداً منها. لم أشهد طوال الرحلة شخصاً أو لافتة واحدة تؤيد الإخوان. كان العثور على ذلك ضرباً من المستحيل. وفي ظني أن أي مؤيد للإخوان في تلك الظروف كان في حال من ثلاثة: إما متوارياً في رابعة العدوية أو في بيته، أو مؤثراً الصمت خوفاً على سلامته الشخصية (وهو ملمح غير صحيّ بالمناسبة). من محطة سراي القبة وحتى قصر…

آراء

مرسي ضيع اللحظة التاريخية

الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣

في خيمة «الإخوان» معسكران؛ صقور وحمائم، لكن تاريخيا الكلمة العليا للصقور الاستعلائيين: لا تتنازل، لأن التنازل سيهدد التنظيم بالانهيار، وسيحتاج «الإخوان» إلى 50 عاما للعودة مرة أخرى. كانت هذه رسالة صقر «الإخوان» خيرت الشاطر إلى الرئيس الإخواني محمد مرسي. نهاه عن القبول بدعوة الجيش المصري قبل عشرة أيام، وحذر العسكر بأنهم لن يسمحوا بالتأزم أن يهدد أمن البلاد، وتمنوا عليه أن يتوصل إلى حل سياسي مع القوى السياسية الأخرى. الرأي الثاني براغماتي تصالحي، طالبوه بأن يكون من الحكمة بالقبول بمطالب المعارضة. قيادات إسلامية خارجية دعت لمثل هذا التعاون، وينسب للشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، أنه حث على التصالح، حتى لا تضيع الفرصة «هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية». خسر «الإخوان» اللحظة والتاريخ، وأضاعوا حكم أكبر دولة عربية، والذي جاءهم سهلا على طبق من ذهب. وكان الثمن المطلوب منهم للبقاء التعايش والمشاركة والقبول بنظام ديمقراطي متكامل. مرسي والشاطر والمرشد عجزوا عن السير في هذا الطريق، بعد أن فازوا في الانتخابات وصار من حق «الإخوان» الرئاسة، كحزب مصري لا يمكن إنكار وجوده، وشعبيته، ومعاناته بسبب إقصائه. مشكلة «الإخوان» يمكن اختصارها في كلمة واحدة: الفاشية. وبقدر ما أن هذه الكلمة موجعة ومؤذية فإنها بكل أسف تصف بشكل صحيح الفكر الذي يقود التنظيم الإخواني. فالنازية كانت حركة وطنية في ألمانيا، والموسولينية كذلك…

آراء

فرانسوا مراد.. ضحية التطرف والنظام

الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣

ما كان الإسلام يوماً ما دين قتل، بل دين سماحة ويسر، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّم ظلم أهل الذمة أو التعدي عليهم، وجاء عن صفوان بن سليم عن عددٍ مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا مَن ظلَم معاهداً، أو انتقصه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة"؛ رواه أبو داود والبيهقي. كذلك أكد على حُرمة دمائهم، والاعتداء عليهم بغير حق، فقال صلى الله عليه وسلم، بحسب رواية البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: "مَن قتل معاهداً لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما". وأوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه جنوده عام 12 للهجرة بقوله: "... وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له..". هذه هي روح الإسلام، أما أن يظهر في سورية من يدّعون الجهاد، فيعتدون على دير للنصارى ويقتلون "الأب فرانسوا مراد" وينهبون الدير، فهذا ليس من الإسلام. وأيا كان الفاعل.. سواء كان النظام السوري، كما يروج المدافعون عن الثورة، أو مدعي الجهاد كما تشير الوقائع، فتلك الجريمة لا يقبلها الله ورسوله. الدير الذي كان يتعبد فيه موجود بمنطقة منعزلة بين القرى، وأغلب أهاليها هجروها بعد هروب النظام منها، وسيطرت عليها جماعات…