آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
يشبه الموقف الأميركي لإدارة أوباما من الثورة السورية هذه الأيام في مقابل الموقف الروسي لحكومة فلاديمير بوتين، ما كان عليه الموقف الروسي لحكومة غورباتشوف في مقابل موقف إدارة جورج بوش الأب إبان الأزمة التي فجرها الغزو العراقي للكويت عام 1990. آنذاك كانت واشنطن تمسك بخيوط إدارة الأزمة إقليمياً ودولياً. كانت موسكو تساير واشنطن وتجاريها داخل الأمم المتحدة وخارجها. تمكنت إدارة بوش من تشكيل تحالف دولي كبير، وكادت روسيا للمرة الأولى في تاريخها أن تكون ضمن هذا التحالف. لم تعترض حينها على كل القرارات الدولية التي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يرون ضرورة أن يتبناها مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوضع حدّ لما اعتبروه عدواناً عراقياً يتحدى الشرعية الدولية. كان مجموع هذه القرارات 53 قراراً بين عامي 1990 و 2000، وهي سابقة تاريخية، كان أشهرها القرار رقم (678) الذي أجاز استخدام القوة لتحرير الكويت إذا لم يمتثل العراق لقرارات المجلس السابقة، ومررت روسيا هذا القرار بالامتناع عن التصويت. كم يبدو المشهد مختلفاً الآن أمام الأزمة السورية. موسكو لا تمسك بخيوط قيادة هذه الأزمة في مجلس الأمن، لكنها تمسك بحق الفيتو لإبطال أي قرار تريده واشنطن، وإدارة أوباما ليست في كل الأحوال متحمسة كثيراً لأي قرار دولي حول هذا الموضوع. خارج الأمم المتحدة تبدو واشنطن هي التي تساير موسكو وتجاريها في موضوع إيجاد…
آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
تعودت الشعوب على أن تستمع إلى وعود من قادتها بتحقيق إنجازات يتطلعون إليها وتحقيق آمال يحلمون بها. وألفت العديد من تلك الشعوب أن يُباع لها الوهم تلو الوهم، وأن تنسيها الوعود اللاحقة الوعود الماضية، إلا الإمارات، فإننا لم نعتد على وعود من قادتنا بتحقيق آمالنا، أو بالارتقاء بالخدمات التي تقدم لنا بل ما ألفناه واعتدنا عليه، أنه بدلاً من الوعود التي قدمها الآخرون لشعوبهم، فإن قادتنا يصدرون الأوامر لتحقيق ذلك ويضعون الخطط المستقبلية لبناء غد مشرق للأجيال القادمة. المتأمل لمسيرة التنمية في الإمارات يجد أنها قد اكتسبت صفة الديمومة والاستمرارية حتى ألف الناس واعتادوا على رؤية الإنجاز تلو الإنجاز، وأصبح التطوير والارتقاء بالخدمات أمراً يمكن ملاحظته في الأيام، وليس في الشهور والسنين ويدرك ذلك بصورة جلية الأجانب الذين يزورون الإمارات بين الفينة والأخرى من خلال ما يشاهدونه بأم أعينهم من تطوير يشمل جميع أنواع الخدمات. ومما يؤكد ذلك ما حققته الإمارات من مراتب متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2013، فقد تبوأت الإمارات المركز الأول بين دول العالم في كل من مجالي الكفاءة الحكومية والترابط الاجتماعي والمركز الرابع في الأداء الاقتصادي، والمركز الخامس في مؤشر التوظيف، والمركز السادس في ممارسة الأعمال، بينما حازت على المركز الثامن في مجال التنافسية. وكل ذلك لم يتحقق من خلال أحلام وأماني، بل من خلال…
آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
من يقرأ بيان هيئة الاتصالات عن أسباب إيقاف تطبيق الفايبر بحجة أنه لا يفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية يظن أن هيئة الاتصالات «ذابحها» الحرص على الوفاء بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية، بدليل أن شركة كشركة الاتصالات المتكاملة حصلت على رخصتها دون حتى أن تستكمل إجراءات تأسيسها الصحيحة! طبعا، لن أحدثكم عن تكشير الهيئة عن أنيابها عندما يتعلق الأمر بمصالح شركات الاتصالات، ودفن رأسها في الرمال عندما يتعلق الأمر بمصالح المشتركين، ففي الحالة الأولى سارعت الهيئة لإلغاء خاصية التجوال الدولي المجاني وأوقفت بعض برامج الاتصال المجاني عبر الإنترنت، بينما في الحالة الثانية عجزت عن أن تفرض على شركات الاتصالات منح المشتركين حقهم في نقل أرقامهم حتى وهم لا يدينون لمزودي الخدمة بقرش واحد! إنها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي حيرتنا حالة انفصام الشخصية التي تعاني منها بين أسد في حروبها مع المشتركين ومصالحهم، ونعامة في حروبها مع شركات الاتصالات ومصالحها، للأول القرارات الحازمة التي تطبق قبل أن يجف حبرها، وللثاني البيانات الاستجدائية التي يتم نقعها وشرب حبرها! كنت أتمنى ــ على الأقل ــ أن يكون بيان الهيئة أكثر شفافية في توضيح المتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية التي خالفها برنامج الاتصال المجاني حتى نعرف حقيقة المنع، لكن استخدام المفردات المطاطة والعبارات الفضفاضة يعني أن خط الاتصال بين هيئة الاتصالات والمجتمع يبقى مقطوعا!. المصدر: عكاظ
آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
سقطت القصير، واحتفل بذلك النظامان السوري والإيراني، ووُزِّعت الحلوى في ضاحية بيروت الجنوبية، وهنأَ خامنئي الأسدَ ونصرالله بالانتصار. وما كان الانتصار بالطبع على إسرائيل، بل على سكان بلدة سورية على الحدود مع لبنان. وقد أعلن «نصرالله» عن بدء القتال فيها قبل ستة أشهُر، وقال إنه يقاتل دفاعاً عن اللبنانيين(الشيعة) في تلك الناحية. ثم قال قبل شهر إنه مضطرٌّ لقتال «التكفيريين» على الحدود وفي دمشق، حيث تُنتهْكُ المقدَّساتُ الشيعية والمزارات. وقبل أسبوعين أضاف إلى هدف قتال التكفيريين: منع نظام الأسد من السقوط، لأنه إنْ سقط سقطت المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين! ليس من النزاهة في شيء التقليل من شأن ضربة القصير، فالضربة قاسية من الناحية المعنوية على الثورة ومؤيديها، ربما أكثر من قسوتها من الناحية العسكرية والاستراتيجية. ويرجع ذلك إلى أن الثوار استطاعوا الصمود هناك، وما تمكنت كتائب النظام من زعزعتهم رغم تقدمها في مدينة حمص. لذلك تدخَّل «حزب الله» بقوة لمساعدة قوات النظام محتجاً بما ذكرناه. لكنّ الواقع أنّ تدخُّله كان ضمن استراتيجية إيرانية روسية مشتركة، بعد أن ظهر أن النظام ما عاد يملك قوات تتحرك على الأرض، بل مراكز عسكرية محاصرة في أنحاء سوريا باستثناء دمشق. قال لنا خبراء إيرانيون وعراقيون قبل ثلاثة أشهر إنه تشكلت قيادة مستقلة للإيرانيين بسوريا بزعامة الجنرال سليماني، وطلبت عشرة آلاف مقاتل من «حزب…
آراء
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
من خلال عملي الصحفي، وقفت شخصيا على الكثير من القصص المشابهة لما هو مثار نقاش وجدل في مجتمعنا في هذه الأيام؛ بسبب بعض التغريدات التي تبث عبر "تويتر" أو بسبب رأي نشر لكاتب في صحيفة، أو بسبب حديث تم تسجيله وبثه عبر "يوتيوب"، ولعل من آخرها التغريدة التي تم تفسير محتواها على أنه دعوة للتحرش بالسعوديات العاملات في وظائف كاشيرات، بهدف دفعهن إلى ترك العمل، والتي نفى صاحبها صحة ما تم استنباطه من فحوى كلامه، رغم أن هناك قناعة ـ عند عدد ليس بقليل من المتابعين ـ أنه لا يمكن فهم غير التحريض من تلك التغريدة. أقول وقفت شخصيا على آراء لمشاهير نشرت على ألسنتهم، ويوم أن مورست عليهم ضعوط من أطراف معينة، أو يوم أن كانت تداعيات ما صرحوا به أكبر مما توقعوا، تراجعوا عما قالوا، ولكن هذا التراجع لم يكن وفق ما يفهم من كلمة "تراجع"، بل تمثل تراجعهم في تكذيب الصحيفة، واتهامها بنشر ما لم يكن صحيحا ودقيقا، وحينها قد تكون النصرة لأولئك المتراجعين ـ الكذابين ـ في حال عدم وجود تسجيلات أو أي وثائق تؤكد وتعزز صحة ما نشرته الصحيفة. لكن في هذه الأيام يحفر البعض قبورهم بأيديهم، عندما ينكرون رأيا كتبوه بأيديهم أو قالوه بألسنتهم، فيكتب أحدهم تغريدة على حسابه الشخصي ويوم أن تضطرب الأمور…
آراء
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
على طريقة الشيخ القرضاوي في الاعتراف بسوء التقدير، أعترف بأنني كنت واحدا من ضمن الكثيرين الذين كانت تستفزهم عبارة (نعمة الأمن والأمان)؛ لأنها تأتي أحيانا في سياق وأد الإصلاحات، أو يتم وضعها في كفة تختلف عن كفة الحريات، فأنا مؤمن بمقولة أنه لا أمن بلا حرية ولا حرية بلا أمن، ولكن ما يحدث اليوم في الكثير من بلدان العالم العربي، وخصوصا في سوريا والعراق من صراعات طائفية متوحشة وغياب كامل للقانون يجعلني أعيد النظر بهذه العبارة التي تعتبر اليوم أهم ما تملكه المملكة ودول الخليج، بل إنها الثروة الحقيقية لهذه الدول وليس البترول، فالعراقيون ــ على سبيل المثال ــ لا يستطيعون الاستفادة من ثروتهم النفطية بعد أن غاب الأمن والأمان وحضرت الفتنة الطائفية!. نحن لسنا محصنين أبدا من الفتنة الطائفية، فما يحدث في سوريا يغذي الاستقطاب الطائفي في بلداننا، وثمة قوى دولية وإقليمية يهمها أن يمتد الحريق الطائفي حتى يصل إلى هذه المناطق الآمنة، إما لتخفيف الضغط عن مناطق الصراع الحالية، أو كي تأخذ مشاريع التقسيم فرصتها في التوسع، ومن المؤسف أن عددا لا بأس به من تجار الطائفية في ديارنا يحاولون استغلال مكانتهم الدينية لشحن الشباب من الطائفتين؛ من أجل الوصول إلى نقطة الصدام الطائفي التي لن يستفيد منها إلا تجار الفتنة الذين سيتحولون إلى زعماء على حساب أشلاء…
آراء
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
يقول ألبرت آينشتاين «لو كنت على وشك أن أقتل، وأمامي ساعة واحدة فقط لأبحث عن طريقة لإنقاذ حياتي، فإنني سأكرس أول خمس وخمسين دقيقة في البحث عن السؤال المناسب، وبمجرد الوصول إلى ذلك فإن العثور على الإجابة سيحتاج إلى خمس دقائق فقط». كجزيرة معزولة في محيط تحيط بنا المشكلات، تحاصرنا، وتفرض أجندتها علينا، تتحكم في تحركاتنا، وتقرر خطواتنا، وعلينا التنفيذ، من يستطيع الهروب من مشكلاته والتزاماتها؟ الجواب: لا مفر هل فكرت يوماً أن تكون سباحاً ماهراً في بحر مشكلاتك؟ إن كنت لا تستطيع الاستغناء عن البحر فكر جدياً في السباحة، لن يتركك أبداً في حالك، وأفضل من أن تكون معزولاً في جزيرتك، جرب السباحة للضفة الأخرى. بلا إنذار مسبق تأتينا المشكلات والهموم، تفتح أبوابنا عنوة، تشاركنا تفاصيل حياتنا، تفضح سترنا، تجبرنا على التعامل معها، ولا نستطيع بعدها إغلاق أبوابنا، ونتساءل، ونحن في ذروة همومنا، كيف نتعامل مع مشكلاتنا؟ يقول الكاتب ديل كارينجي «اكتشف النظام في الأشياء التي لا تجد فيها نظاماً في النظرة الأولى» عندما ترهقنا المشكلات علينا الرجوع خطوات للوراء وبهدوء ننظر إليها، لا بد أن تستعيد توازنك وترى الأشياء من منظور مختلف، وأيضاً عليك التريث، فالاستعجال في الحلول لا ينهي الموضوع، لأن المسكنات المؤقتة تخفي الألم للحظات، ما يلبث أن يرجع ثانية. سيكون مفيداً جداً أن ترتاح قليلاً…
آراء
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
العالم العربي يتغير كل يوم وبشكل جذري بضغط من شبابه الذين باتوا الغالبية، بل إن الناجحين الأقوياء، جيراننا الأتراك، يخرج شبابهم غاضبين يريدون من حكومتهم أن تستمع إليهم، فحري بالحكومة السعودية أن تستمع إلى شبانها وشاباتها، فهل فعلت ذلك؟ أزعم أنها فعلت، فما يجري في السوق السعودية من تغيير هائل لقواعدها بالحملة الماضية بقوة لتخليص البلاد من الاعتماد على العمالة الوافدة بفرض مختلف التشريعات تحت مسمى «تصحيح أوضاع العمالة»، إنما هو محاولة من الحكومة السعودية لإعادة البلاد إلى طبيعتها. قبل أن يقول القارئ إني أبالغ، فإن الصورة أعمق من مجرد مئات من الباكستانيين والفيليبينيين والبنغال وغيرهم من الجنسيات الوافدة، يحتشدون منذ الصباح الباكر أمام سفارات بلدانهم يبغون تصحيح أوضاعهم أو إكمال أوراقهم كي يتم ترحيلهم بسلام إلى بلادهم. البعض يرى تأثيرات ذلك في مجرد بقالة تغلق، أو مطعم يقفل أبوابه. هؤلاء الأجانب هم الفيل الكبير في البيت السعودي الذي على رغم سعته، والقدرة المالية للجالسين فيه، وخبراتهم الواسعة، فإنهم بينما يتحدثون عن إصلاح التعليم من أجل تخريج كفاءات وطنية تستطيع منافسة الأجنبي، أو بينما يقدم خبيرهم مقترحاً لوضع حد أدنى للأجور، يجول الفيل في المكان، فيربكهم ويعطل حديثهم، حتى باتوا منشغلين بالفيل أكثر من قضاياهم المصيرية، من دون أن يجرؤ أحد أن يقول: أخرجوا هذا الفيل حتى نستطيع أن نتحدث…
آراء
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
لم ينبس الأمين العام للجامعة العربية بكلمة واحدة، ولا منظمته العتيدة، طوال خمسة وأربعين يوما دام فيها حصار بلدة القصير السورية، ثم سكت طوال عشرين يوما من عمليات القصف والتدمير والقتل للبلدة التي يسكنها أربعون ألفا! ومعظم الحكومات العربية هي الأخرى لم تفعل شيئا منذ عامين من الذبح والقتل، حيث اكتفت بالفرجة عن بعد. وبعد هذا كله يلوم البعض الغرب والشرق لماذا لا يتدخلون لنجدة السوريين؟! لو كانت هناك عزيمة حقيقية لما كانت هناك مأساة من الأساس، ولو كان هناك إحساس بقيمة الإنسان، وحرص على لجم المجرمين لما استمر النظام في سوريا يبطش بالناس ويدمر المدن ويهجر الملايين من المدنيين الأبرياء، والآن يقطع البلاد كما يشتهي من أجل إعادة رسم الخريطة من جديد. ونظام بشار الأسد يعتقد أنه قادر خلال عام أو عامين على تصدير مشكلته عبر الحدود باللاجئين والسلاح والميليشيات، يريد تغيير خريطة لبنان السياسية، وإسقاط النظام الأردني، وتخريب تركيا بالفتن، ونقل المشكلة للسعودية والعراق والبقية. ما الخطأ الذي يحدث؟ بدأ بعدم الإحساس بحجم الظلم الذي يقع على الشعب السوري، وعدم الإحساس بالمسؤولية، واللامبالاة حيال حماية الأمن الإقليمي، وعدم الشعور بالخطر الهائل الذي ستجلبه لنا تدخلات إيران وحلفائها، وعدم قراءة أو فهم مخاطر الواقع الجديد الذي يبنى أمام أعيننا. بداية، لا توجد معايير تحاسب عليها المنظومات الإقليمية عندما تتقاعس،…
آراء
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
دعتنــــي قريبتي حيــــن زرت الرياض إلى عشاء عائلي في مطعم فرنســي فتح حديثاً، وحين أقول عائلي فإنني أقصد الإناث طبعاً. المطعم يقع في شارع التحلية، حيث تصطف عشرات المطاعم والمقاهي والمحال التجارية التي تعني بيع سلع للشباب، وهم أكثر الجمهور استهلاكاً وصرفاً للنقود، احتجنا نصف ساعة كي نصل إلى الشارع، وساعة أخرى كي نصل إلى المطعم نفسه من شدة زحام السيارات، ومراهقين وشبان معظمهم لا ينشد غير الفرجة والتسكع، تركنا السائق وذهب كي يحضر زوج قريبتي من المطار، لكن قريبتي المتوترة طوال الطريق والتي كانت تحثنا على الإسراع حتى لا تقاطعنا صلاة العشاء زفرت قائلة: «ألم أقل لكم، ها قد أغلقت أبواب المطعم بسبب الصلاة». وقفنا في شارع ممتلئ بشبان يزعقون في حضور كل امرأة وقد تلفعت من رأسها حتى أخمص قدميها، ويطلقون أحياناً تعليقات ساخرة أو أغاني من نوافذ سياراتهم المفتوحة، دققنا باب المطعم كي يفتح لكنه لم يجب، درنا للباب الخلفي للمطعم ودققنا بابه، لكن الموظف لم يجب حتى مرت نصف ساعة وفتح، وقفت أمام النادل الفرنسي أسأله: «لماذا تركتنا خارج المطعم ننتظر كل هذا الوقت ولم تفتح؟»، فقال لي: «إنه قانونكم سيدتي، هذا ليس قانوني أنا». قلت: «كنت أدخلتنا ولا تقدم لنا خدمة»، قال: «لا أستطيع». نسيت القصة واستمتعت بعشائي. بعد يومين طلبت من قريبـــتي أن نذهب…
أخبار
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
لم يَدُر في خُلدي وأنا أجول في شوارع إسطنبول الجميلة و ألتقط الصور التذكارية في ساحة تقسيم الشهيرة منذ حوالي الأسبوعين أن المكان الذي أقف فيه الآن سُرعانَ ما سيَعُجُّ بحشود غاضبة من الأتراك الساخطين على حكومتهم والمطالبين بإقالتها في صورة تستدعي تلقائيًا تلك الاضطرابات التي مرّت وما زالت تمر بها بعض دول المنطقة والتي انتهت في بعض الحالات إلى قلب أنظمة الحكم فيها كماحدث في مصر وليبيا واليمن. بدت الأوضاع خلال زيارتي لإسطنبول هادئة للغاية ولم تكن هناك أية إرهاصات تُنبئ بغضبة أواحتجاجات قادمة.... ناهيك عن أن تُحدث شرارتها الأولى "حديقة". الأسباب التي منعت معظم المتابعين للمشهد التركي من التنبؤ بإمكانية حدوث مثل هذا التحول المفاجئ في الوضع السياسي هي الموشرات الإيجابية التي تحققت للاقتصاد التركي منذ حوالي عقد من الزمان. فعلى عكس دول "الربيع العربي" التي شهدت تدهورًا مزمنًا في أوضاعها الاقتصادية خلال الفترة التي سبقت انتفاضاتها الشعبية، كان الاقتصاد التركي يصعد بثبات ويحقق نجاحات اقتصادية باهرة رغم وقوعه ضمن منطقة زلازل سياسية واقتصادية. ففي الغرب تجاورها دول أوروبية أنهكتها الأزمات الاقتصادية الأخيرة، ومن الشمال والشرق والجنوب تحده دول تتآكلها الحروب والاضطرابات السياسية. كان من اللافت والمثير للإعجاب حقًا أن يبرز من وسط هذه العواصف والقلاقل السياسية والاقتصادية المحيطة اقتصاد ناشئٌ بدأ في الصعود سريعًا وبخطوات ثابتة، بحيث…
منوعات
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
في أجواء تخللها عبق الفن الاسلامي وجمال الحرف العربي، احتفت صالة "آرا" في الأمس بافتتاح معرض "فنون إسلامية" تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم لنخبة من الخطاطين المرموقين عربيا وعالميا. المعرض حضره عدد كبير من الزوار في ظل تواجد الصحافة وعدسات المصورين ونخبة من الفنانين التشكيلين الذين سحرتهم ألوان الحبر ورشاقة الحرف وعذوبة العمل الفني. ليستمتعوا برؤية التاريخ الإسلامي يروى بلسان قصبات خلدت بحبرها عراقة الفن العربي الإسلامي منذ القدم. هذا وقد شارك في المعرض كل من الخطاطين ماجد اليوسف، إيمان البستكي، محمد رضا هنرور، نرجس نور الدين، محمد عبد ربه علان، عبد الرزاق محمود، وسام شوكت، مريم غلامي، موفق بصل، فاطمة البقالي، عدي الأعرجي وتاج السر حسن. ومن الجدير بالذكر أن المعرض سيستمر حتى 31 أغسطس من العام الجاري. موزة العبار، مؤَسِسَة صالة "آرا"، عبرت عن سعادتها إزاء مشاركة هذه الكوكبة الفريدة من الخطاطين والمؤلفة من اثنا عشر خطاط بقولها: "أكثر ما يميز هذا المعرض هو اجتماع عدد من الخطاطين المبدعين تحت سقف واحد." وأضافت أن هذا المعرض أتاح الفرصة للخطاطين لعرض أعمالهم التي اتسمت بالدقة والحرفية في حين تناغمت المادة المكتوبة مع أنواع الخطوط المستخدمة. العبار بينت أن المعرض يحتضن أعمال تحمل الطابع الإسلامي الأصيل للمرة الأولى في حين أبدت إعجابها الشديد حيال…