آراء

آراء

الإمارات والفخ «الإخواني»

السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣

تختلف الإمارات عن دول الخليج الأخرى في أنها واجهت مشكلتها مع «الإخوان» بصرامة ووضوح منذ اللحظة ولذلك فإنها الأقرب للتطهر والأكثر عرضة للخطر في ظل موجة انتشاء «الإخوان» وبدئهم حصاد مواقع السلطة. حين تدافع الحكومة المصرية عن «الإخوان» فإنها تعلي الموقف الحزبي على الصورة السياسية مما يجعل الرفيق «الإخواني» مواطناً من الدرجة الأولى، ولذلك تشعر الكوادر التي تحاول الحركة في بلدان الخليج بأنها محمية سياسياً إنْ كُشف أمرُها قبل نجاح خطتها. ثم إن الإمارات مقياس ممتاز يجري من خلاله ردة الفعل الخليجية في مراحل لاحقة. استهداف الإمارات ليس عشوائياً فهي الكنز الذي يحلمون به، وهي الأرض التي حرثوها طويلاً متنكرين إلى أن الدولة احتضنتهم أيام شتاتهم وقدمت لهم كل عون. يعتبرون الإمارات بوابة الخليج خصوصاً أن تركيبتها الاتحادية تمنحهم فضاءً واسعاً وأنهم استولوا على المسجد والمدرسة والجامعة مستغلين محدودية التباينات الاجتماعية وغياب المنافسين عقوداً كاملة. المفاجأة كانت في الحسم الإماراتي ووضوحه وعدم تراخيه وهو حسم لم يكن ليظهر لولا طلائع الخطر التي تريد أن تضيف الإمارات، سريعاً، إلى قائمة بلدان الربيع العربي. المسألة ليست تهوراً أو مبالغة بل واقع كشف لثامه جزئياً في السعودية والكويت بينما يتمتع بالسلطة والدعم في قطر لذلك ظلت البلد الوحيد الذي لا يرتفع فيه الصوت الإخواني ناقداً ومهاجماً ومحرضاً. «الجماعة» نالت حظها في بلد المنشأ…

آراء

مصر بخير … ولكنها بحاجة إلى مصالحة بين «الإخوان» ورجال الأعمال

السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣

أمضيت يومين في القاهرة، قابلتُ وتحدثت خلالهما مع بضعة عشر صديقاً. مصر لا تزال كما هي، بكل مشكلاتها القديمة المتوارَثة التي عرفها كل عربي يعرج عليها بين حين وآخر. لا شيء في المطار يشير إلى أن مصر يحكمها «الإخوان المسلمون» أو أن ثورة مرت بها، اللهم غير موظفة الجوازات التي تنهي إجراءات الدخول بسرعة، فلا ترسلك إلى كرسي مهترئ تنتظر قرار ضابط أمن الدولة، الذي يجلس خلفها وراء زجاج عازل، الذي يبحث عن اسمك في قوائم الممنوعين أو المطلوبين. لقد اختفى هذا الضابط. مصر لا تتغير بسرعة، ولا تتوقف فيها الحياة، حملت كل المشكلات التي صنعها الرئيس المخلوع مبارك أو ورثها وعجز، أو لم يهتم بحلها، وألقت بها أمام الرئيس الجديد المنتخب محمد مرسي لتحمِّله مسؤوليتها، ولكنها باتت قوية، فـ «تشخط» في الرئيس وهي تقدم مطالبها. في الماضي كانت تلمح لمن سبقه بالنكتة والمقالة والتعليق والرسم، أما الرئيس مرسي فنصيبه كل ما سبق... إضافة إلى «الشخط». كثيرون يقولون إن مرسي ضعيف، وكذلك رئيس وزرائه، والحق أنهما ليسا كذلك، لكن شعب مصر هو الذي أصبح قوياً. لو لم تكن الثورة، وكان هشام قنديل صديقاً لنجل مبارك، لصعّده إلى منصبه الحالي رئيساً لمجلس الوزراء. حينها كانت «الأهرام» لتخرج بمانشيت «إنه زمن الشباب»، أما اليوم فإن نصيبه حساب إعلامي عسير، وهذه وظيفة الإعلام،…

آراء

لماذا نكتب؟

السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣

“الزمن هو الذي يحكم.. الزمن هو المقامر الآخر قبالتنا..على الجانب الآخر من الطاولة.. وفي يده كل أوراق اللعب وعلينا نحن أن نحزر الأوراق الرابحة في هذه الحياة” جوزيه ساراماغو سألني صديق عزيز يوما: هل قرأت “رواية العمى” لجوزيه سراماغو فأجبته بالنفي وصديقي من النوع الذي يتلذذ بكلمة “لا” ليمطرك بعدها بسيل من المعلومات عن الذي لم تعرفه! خسرت! وأنا الذي كنت أعتقد أنني لا أهزم عندما يأتي الحديث عن القراءة ومما أغاظني كثيرا جملته بعدها “غريبة كيف لم تقرأها “ وضعتها في قائمة كتبي وعندما حان وقتها وأنا بين الصفحات كأن أصابني العمى مثل أبطال القصة. وبعيدا عن هذه الرواية الإنسانية الباذخة والترجمة الجميلة، تساءلت لماذا كتب هذه الرواية ؟ ولماذا نحن نكتب؟ يقول واسيني الأعرج “نعم نكتب لأننا نريدُ من الجرح ان يظل حياً ومفتوحا. نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله . نكتبُ بكل بساطه لأننا لا نعرفُ كيفَ نكره الآخرين، ولربما لأننا لا نعرفُ أن نقولَ شيئا آخر”. الكتابة مثل الصرخات في الوسادة ، نحتاجها لنفرغ طاقات ومشاعر مكبوة، نحتاجها لننسى رغم ان كلماتنا تذكرنا، نكتب لنغير ونتغير، نكتب في العالم الافتراضي لتصل حروفنا إلى العالم الحقيقي، نكتب لنخفف أوزاننا كم نحن ثقلاء بكلماتنا وعسى ويا ليت…

آراء

نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل

السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣

" بما ان اشباع الجوع هي غريزة اساسية لأجل البقاء، اذاً والدك اشبع جوعه ليعيش، ويتمكن من إثبات ذاته، وسيلته كانت الطعام وغايته هو تحقيق أهدافه، ولم يكن العكس، الوسيلة هنا مشروعة والغاية نبيلة، فعليك ان تفخري به" كانت تلك الكلمات موجهة للطفلة الصغيرة، المحتارة، بين ما تراه وتستوعبه بعقلها الصغير، وبين ما قيل لها كحقيقة قد تفهمها في يومٍ ما،عندما تكبر. وقفت اليتيمة، تقرأ امام زميلاتها في اسبوعها الأول في المدرسة، " أحداث الصيف" وقالت فيما قالت:أبي كان رجلاً محباً ومعطاءً، وكان رجلاً حكيماً، يكثر من نصحي، لأتعرف من خلاله على الحياة فأتجنب الوقوع في الخطأ. كان دائماً ما يردد على مسامعي " أن الإنسان يأكل ليعيش، ولا يعيش ليأكل" ثم يتبع حكمته " على الإنسان ان يعيش من اجل تحقيق ذاته " وكنت أسئله عن كيفية تحقيق الذات، ليشرح لي ان يصبح الإنسان عضواً فعالاً في المجتمع ويسعى الى المساهمة الإيجابية في بناءه، وكنت انظر اليه فارغة فاهي لعدم استعابي، فيربت على كتفي ويمضى شارحاً، العمل طريقة مثلى في المساهمة في تطور المجتمع، والإخلاص فيه مطلب أساسي لتحقيق أهدافه، كلنا شركاء في بناء مجتمعاتنا، مهما صغر نوع العمل الذي نؤديه، اسهاماتنا تقاس بحسب قدراتنا، لا بحجم العمل ذاته، لذلك يمنحنا العمل لذة تحقيق الذات. كان أبي، يعلمني ان…

آراء

“الإخوان حساسين” يا قينان.. هل فهمت؟

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

في مقاله اليومي وتحت عنوان (ميزانية "وزارة المالية": "السرِّية" وصمت الوزراء)، كتب الزميل قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الماضي عن وزارة المالية وكيف أنها غامضة وأن الكل من المتخصصين والإعلاميين والمهتمين لم يتمكنوا من فك رموز هذه الميزانية ومما قال: "..لكن الأمر المدهش الذي علمته أن جميع الوزراء والمسؤولين في الدولة كلها – باستثناء وزير المالية ووزارته – لا يعلمون شيئاً عن الميزانية حتى لحظة كتابة هذا المقال، وأنهم قرؤوها أو سمعوها مثلنا". وفي جزئية ثانية من المقالة يقول: "فهل من المعقول عدم وجود آلية دقيقة وشفافة بحيث تعرف كل وزارة، بل كل إدارة في المملكة مخصصاتها من الميزانية قبل إعلانها للناس؟! هذا أمر لا يصدق، فالميزانية ليست سرّاً خطيراً، وأظن أنه من حق كل إدارة – ناهيك عن الوزارة- مهما صغرت أن تعرف ميزانيتها قبل أن تعلن الميزانية العامة للدولة أمام الناس". ثم أضاف قائلا: ".. في موضوع إيضاح الميزانية وتفاصيلها يجب ألا نلوم الوزراء والمسؤولين حين لا يردون على الإعلام، ولا يتحدثون، كيف يُطلب منهم الحديث فيما لا يعلمون، هذه الميزانية حتى الآن هي "ميزانية وزارة المالية" حيث لا يعلم عن تفاصيلها أحد غيرها، والمستغرب هو صمت أعضاء مجلس الوزراء الباقين، لماذا لا يطلبون من وزير المالية هذه الآلية؟ لماذا لا يبلغون الملك وولي العهد…

آراء

«الميزانية» ق ق ج

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

صرخت البنت الكبرى بصوتها العالي وهي تقف في منتصف درج المنزل قائلة: - بابا بابا.. جاء إعلان الميزانية! نزل الأب ومعه الزوجة وبقية أفراد الأسرة المكونة من ولدين وثلاث بنات.. تسمروا أمام التلفاز وهم يبتسمون لبعضهم البعض والآخر يفرك يده بالأخرى وسط تمتمات ما بين (يا رب ويا كريم ويا رزاق) لتقطع الابنة الكبرى التمتمات وهي تعدّل نظارتها المنكسر طرفها قائلة: - يا رب اجعل الميزانية تزود راتب أبوي ويسدد فواتير الكهرباء والماء في وقتها. يقاطعها شقيقها وهو يومئ بشماغه المتهالك طرفة الأيمن قائلاً: - وشو فواتير.. يا رب اجعل الميزانية تجيب لي وظيفة وزوجة. تتدخل الفتاة الصغرى وعيناها على «لزقة» جروح في طرف إصبعها: - أي وظيفة.. يا رب خل الميزانية تجيب لنا مستشفيات متطورة وآكل زي الناس. تتنحنح الأم ثم تقول: - خلوكم من الخرابيط.. ادعوا أن الميزانية تجيب لنا أرض وبيت مُلك. أشار الأب بيده بالصمت والتركيز على النشرة ولم يُسمع منه أي تعليق سوى عبارة خرجت وهو يُعدل من جلسته قائلاً: - اللهم اقضِ الدين عن المدينين.. اللهم اقضِ حوائج الناس. انتهاء إعلان الميزانية.. ساد صمت حالك.. طُرق الباب وخرج الابن ليعود لوالده وهو يعض على طرف شماغه قائلاً: - هذا (العلّة) راعي البيت يبي الإيجار! المصدر: صحيفة الشرق

آراء

الطالب السري وأخطاء «التربية»!

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

اعترفت وزارة التربية والتعليم بوجود الخطأ في شعارها الذي صححه «أحد» الطلاب ووعدت بتصحيحه وتكريم الطالب المذكور مع أن مؤسسة تربوية تخطئ في شعارها الرئيس لابد أن تكثر أخطاؤها في تفاصيل كثيرة. منذ نشر القصة في «الشرق» إلى لحظة اعتراف الوزارة ظل الطالب مجهولاً رغم أنه البطل الذي يجب الاحتفاء به، وعلى «موهبة» أن تحتضنه وإن كان للوزارة فضل فهو أن أخطاءها تكشف المواهب الطلابية بعيداً عن خططها التربوية المتدرجة. هذا الطالب ليس الأول ولن يكون الأخير لأن الأخطاء متكررة وكثيرة لدرجة أن الطلاب أنفسهم يكتشفونها بسهولة وإن كان الفرق في أن الطالب السري حتى الآن كان نابهاً نحوياً بما يفوق منهجه وواضعه بمراحل. يعترف المتحدث الرسمي للوزارة بوجود الخطأ لكنه كبقية المسؤولين يرى أنه لايمس الهوية ولايجرحها، ويعترف أيضاً أن شركة ما هي التي نفذته دون أي مراقبة أو تصحيح من الوزارة المعنية بالتربية والتعليم. التربية هي مجموعة تفاصيل وليست شعارات ضخمة وبراقة وإن كانت الوزارة تتراخى في التحقق من هويتها فمن الطبيعي أن تتناسى التفاصيل التربوية التي تشكل نصف اسمها، وأن تخسر النصف الثاني لأن نتيجة التعليم هي التربية. أخطاء المناهج المتوالية في شكلها ومضمونها تبرهن على أن «النخبة» القائمة على مراجعتها وتدقيقها ليست نخبة أبداً وأنها تتعامل مع المسألة بحس بيروقراطي والأقرب أنها غير مدركة لجسامة دورها…

آراء

«لو»… التي تغلق عمل الإنسان!

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

ماذا لو أقرَّ الزعيم الخالد الأوحد/ «عبدالناصر» الدستورَ الذي أعدَّه -بأمره هو شخصياً- خمسون «تكنوقراطاً»/ أي «مهندس إدارة» من «نخبة» أبناء مصر الولاَّدة؟ لكن السلطة أسكرته -ونشوتها أشد من نشوة «أم الكبائر»؛ كما يقول «عمر بن الخطاب»- فسلم موهبته الخطابية لرغبة «الجماهير» النشوى بحشيش الشعارات، ومخدرات «الهياط» العرباني المتخمرة تحت عمامة السيد/ «حسن نصر الله» -مثلاً مثلاً مثلاً يعني- منذ «حرب تموز 2006»؛ حين حذَّر منه قلة نادرة من «المُبصَّرين»، في مقدمتهم «قينان الزمان الغامدي» -الكاتب في «الوطن» آنذاك- فوضع رأسه تحت مقصلة «الجمهور» غير عابئ «بالكليشات» العربانية القومجية، التي تبادر إلى اتهام من يحاول «عكننة» مزاجها بالعمالة، والخيانة، والانبطاحية، و… «تحيا الأمة العربية»! ماذا لو لم ينتحر «الحبيب بورقيبة» بإعلان نفسه «رئيساً أبدياً» عام 1976م بعد أن أخذ «الصنف» بتلافيف دماغه المناضل العظيم، كما أخذ بتلافيف دماغ «خَلَفِه»؛ فلم ينتبه لضرورة تغيير السلام الوطني التونسي «الشابِّي»؛ فظل يحرض «الجمهور» صباحَ مساءَ: «إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر»! ماذا لو أن «ملك ملوك إفريقيا الجماهيرية الاشتراكية الإسلامية العظمى» صرف لتنمية وطنه «ربع العشر» فقط من ثروته؟ بلاش الثروة.. ماذا لو كشف أسرار «الصنف» فقط قبل أن يقتلوه بتلك الوحشية؟ ماذا لو أن «فرعون» فهم آية واحدة من تسع آياتٍ أرسلها الله له خلال أربعين عاماً، وتنازل…

آراء

شريعة المجتمع وشرعية الدولة

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

كان الهدف الأول من الدساتير والقوانين الأساسية في المشرق منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر: الحد من الاستبداد وقدرة الحاكم على التصرف في الإدارة والمال من دون رقابة أو مسؤولية؛ إذ بسبب الإنفاق غير المنضبط بأي قيد رزحت الدولة العثمانية وأقطارها تحت أعباء مديونيات هائلة للحكومات والمؤسسات المالية الأوروبية. وقد أفضى ذلك إلى احتلال مصر وأقطار أخرى، وإلى تقييد قدرة السلطان العثماني على التصرف؛ ولذا فإن القنصل البريطاني Cunning يزعم أن الإقبال على المطالبة بالدساتير من جانب نخب الدولة، تقدم فيها اعتبار صون المال العام على اعتبار تمثيل الإرادة الشعبية. والذي أراه أنه ما كان هناك داع لهذه الفذلكة؛ لأن حق الرقابة على صرف المال العام، لا أساس له غير التمثيل للإرادة الشعبية. وقد كان الإصلاحيون الدستوريون يتداولون المقولة البريطانية: «لا ضرائب من دون تمثيل». من أين أتت فكرة التمثيل أو حق الرقابة على إنفاق المال العام؟ الطهطاوي وخير الدين التونسي وعلي مبارك، كل هؤلاء يقولون إنها أتت من أنظمة الدول الأوروبية الديمقراطية. وبالفعل فإن الباي بتونس والخديوي إسماعيل بمصر، والسلطان عبد الحميد (الذي ألغى دستور عام 1876)، احتجوا لإطلاق سلطاتهم بمواريث السلطة والتقاليد، وتجرأ عبد الحميد الثاني باعتبار الإطلاقية هي مقتضى الإسلام وإمارة المؤمنين. وما كان طلائع الإصلاحيين ديمقراطيين كبارا، لكنهم في احتجاجاتهم على استبدادية السلطان وشاه فارس،…

آراء

“العثمان” والتصنيف.. شخصنة المعارك

الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣

وأخيراً، وصلت جامعة الملك سعود، وأوفت بوعدها الذي قطعته قبل أربع سنوات، بأنها ستقتحم نادي المئتين في تصنيف "كيو.إس" للجامعات بالتحديد، وهو التصنيف المعتمد على معياري: "المحتوى والجودة". وبالطبع، مر شهران على صدور تصنيف العام الجديد، ولم نسمع ردة فعل كالعادة، ولم ينبس بشر بابن شفة، ولم يكتب أحد ربع مقال في تقريع وتهميش استحقاق هذه الجامعة التي تصدرت كل جامعات العرب، والشرق الأوسط، مسبوقة ـ للأسف الشديد ـ بالجامعة العبرية في القدس الشريف. أما سبب الصمت، فالجواب يكمن في البرهان أن جل معاركنا مع نجاح الأفراد، أو المؤسسات، مجرد "شخصنة"، للحروب التي نضعها في طريق المبدعين والناجحين، لا حوارات نقاش وبناء حول الأفكار، ومنها ما كان في المعارك العنترية في مثلث: "العثمان والتصنيفات وجامعاتنا المحلية". وخذ بالمثال أنه المجتمع الذي أقام ذات حرب التصنيفات على المتناقضين: الأول؛ عندما هب ابتداء من مجلس الشورى حتى مجالس القرى الشعبية، عندما اكتشف أن جامعاته خارج التصنيف "الإسباني"، لقائمة الألف جامعة، والثاني؛ هو ذات المجتمع الذي هب إلى التشكيك في مؤسسات عالمية مرموقة لمجرد أننا على النقيض دخلنا إلى قلب التصنيف. كانوا يكتبون ويدبجون مقالاتهم في وجه عبدالله العثمان بدلا من أن يناقشوا المعايير. كانوا يبحثون عن الألغام في طريقه بدلا من أن يسألوا أنفسهم عن الفوارق ما بين تصنيفات "شنقهاي، أو كيو.إس،…

آراء

تركيا.. السجان الأول للصحافيين

الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣

في لائحة الدول العشر الأسوأ من حيث سجن الصحافيين في العالم فإن الدولة التي حلت في المرتبة الأولى هي تركيا. وتركيا في مركزها هذا تقدمت على إيران التي حلت ثانية، والصين التي حلت ثالثة، وسوريا التي حلت خامسة، بحسب اللجنة الدولية لحماية الصحافيين. لا شك أن تبوؤ تركيا صدارة هذه المرتبة السيئة يعد أمرا مفاجئا بعض الشيء، فنحن في الدول العربية ما زلنا نعيش أسرى للصورة الباهرة للنجاحات التي انطبعت في الأذهان عن تركيا خلال العقد الأخير. فهذا البلد يدغدغ تاريخا مديدا خبره العرب والمسلمون، وهو اليوم بلد متقدم سياحيا وشهد قفزات اقتصادية كبرى وتميز بحضور سياسي إقليمي لافت ومحاولات حثيثة للاقتراب من «جنة» الاتحاد الأوروبي، عدا عن انبهارات شعبية في العالم العربي بنجوميات تركية تبدأ من «مهند» ولا تنتهي بـ«حريم السلطان» الذي ضاق صدر السلطات التركية به وطالبت بوقفه. الأكيد اليوم أن تلك النجاحات التركية لها جوانبها المعتمة، إذ يقول تقرير لجنة حماية الصحافيين، إن حكومة رجب طيب أردوغان تشن واحدة من «أكبر الحروب على حرية الصحافة في التاريخ الحديث». واللافت أن معظم الصحافيين السجناء في تركيا هم من الأكراد الذين لم تستطع الدولة التركية بعد طي ملف تجاوزاتها وغبنها لهذه الأقلية. وعلى الرغم من تأكيد السلطات التركية أن اعتقالها لصحافيين أكراد لا علاقة لهم بعملهم، بل بقضايا إرهاب،…

آراء

لماذا تقبيل أيادي الروس؟

الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٣

لا نفهم لماذا هذا الحرص المستمر منذ عام ونصف على محاولة إقناع الروس بالتخلي عن نظام الأسد في سوريا بعد أن بان عناد الكرملين، ولماذا هي محور العملية العربية إلى اليوم في سبيل وقف الإبادة ضد الشعب السوري. سيد الكرملين فلاديمير بوتين أظهر وضوحا واستمرارية في موقفه الملتصق تماما ببشار الأسد، دعمه بالسلاح والخبراء، وحماه في مجلس الأمن، ودافع عنه في المحافل الدولية، بل وطبع له الليرات السورية أيضا، بعد أن منعت أوروبا مطابعها! في البداية، كنا نخمن الأسباب، وكانت الوفود الخليجية وقوى المعارضة تزور موسكو تحاول فك اللغز الروسي بيد وتحمل الوعود والهدايا باليد الأخرى. قلنا ربما يعتقد الروس بحجج الأسد، أو خشية على مصالحهم، أو خوفا من المتطرفين الإسلاميين، أو حبا في مصالح مادية، كلها طرحت وأُمّنت لكن بلا فائدة. الآن، وبعد أكثر من عام على هذه الزيارات والاجتماعات والهدايا والصفقات، بات واضحا أن السبب غير مهم، الاستنتاج الوحيد المتبقي أن روسيا ستقف مع بشار إلى النهاية، حتى وإن أصبحت تستخدم عبارات مزخرفة لتبرير مواقفها المعيبة. روسيا حتى لو بدلت موقفها الآن فإنه قد فات الأوان ليصبح ذا قيمة. لقد ساعد الروس في إطالة الحرب وساهموا في القتل الذي بلغ المسجل منه إلى الآن خمسين ألف إنسان، ودمرت معظم المدن السورية، وهجر أكثر من ثلاثة ملايين إنسان. ما…