آراء
الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢
ملاحظة مهمة جداً جداً جداً : عزيزي القارئ .. إذا كنت أنت مدير الإدارة التي أعمل بها فإنني أنصحك ولوجه الله أن تغلق هذه الصفحة الآن وشكراً . * * * مدير إدارتي المبجل .. اسمه سعيد .. ولأنه مدير .. وقد ولدته أمه مدير (ويا ليتها لم تلده) فقد خرج إلى الدنيا (ويا ليته ما خرج) .. وهو بدون بصمة !! يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ تساؤل .. بدون بصمة !! وأنا هنا أحيلك إلى قاموس المورد (عربي - إماراتي) .. المدير بلغة أهل الإمارات هو الشخص الذي يأتي الدوام ويخرج منه دون بصمة أو (شخطة كرت) ، ومن عجائب الزمان يروى قديماً أنه كان هناك مدير في بداية الاتحاد يحضر إلى الدوام قبل التاسعة .. ثم حصل له حادث وهو في طريقه إلى الدوام .... ومات !! سعيد .. أو كما نطلق عليه نحن الموظفين (المساكين) اسم " سعوود الفار " -وسبب ذلك هو أن أحد المراجعين كان يود مقابلته ورفضت السكرتيرة السماح له بالدخول حتى صرخ .. (ياالله يالزمن .. سعوود الفار عنده سكرتيره وما نروم ندخل عليه أي وقت) !!! وهنا بدأ البحث عن ماضيه الأسود في فريج طفولته المدير (الفريج الشرجي) !! مديرنا الفار كان يقوم بتكليفنا بمهام خارج نطاق العمل، أحد المهندسين كانت مهمته الذهاب…
آراء
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢
لا أعلم بالدقة، متى تحولنا من أناس بسطاء نهتم بمعاني البشر، إلى أناس لا تهمنا سوى المظاهر. الإنسان الخليجي في السابق كان رمزاً للبساطة والتواضع، ومازال هناك الكثير من الخلجيين يشتهرون بالتواضع والبساطة ولا يعيرون للمادة أية أهمية، ولكن يلاحظ في نفس الوقت أن هناك أعدادا متزايدة بالمقابل تدمن المادة. حين ننظر حولنا، نلمس على الفور ودون عناء مدى تغلغل المادة فينا لتصبح شغلنا الشاغل، تقييمنا للفرد بات يعتمد على نوع المركبة التى يقودها، أو ماركة الساعة التى يلبسها، أو مجموع رصيده في البنك، وطبعاً كلما زاد الرصيد كلما ازدادت أهمية الشخص، لذلك ترانا نمشي مرحاً في أول كل شهرعند نزول الرواتب في حساباتنا البنكية، فبضعة الدراهم التى تحيي أرصدتنا من بعد أن كانت رميم، تمنحنا شعوراً بالتفوق، وبالارتقاء إلى مصاف من يستحقون الاحترام. ولأن كلما زادت بهرجة المظاهر، كلما ارتقت بصاحبها الى مصاف الناس المهمين " في. آي.بي"، فإن كثيرا من شبابنا وللأسف يدخلون طوعاً في معمعة الديون، ليشتروا أفخر أنواع السيارات وأحدثها، وليبكوا بعدها طويلاً لعجزهم عن دفع قيمتها، كل ذلك حتى ينالوا احترام الشارع. وأذكر الشارع هنا لمحدودية استعمال السيارة في الشوارع فقط، فلو استطاع الشباب اصطحاب سيارتهم أينما تواجدوا، لوجدتهم لا يفارقونها حتى عند دخولهم الحمام "أكرمكم الله"! قيمة الإنسان واحترامه بالنسبة لهم، مرتبطان بشكل كلي…
آراء
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢
تعرّض مجلس الشورى لانتقادات لاذعة وفي بعض الأحيان ساخرة، وذلك بسبب مقترح المجلس والمتضمن آلية مشاركة المرأة في أن تكون حاضرة في القاعة التي يوجد فيها أعضاء الشورى مع وضع فاصل بين الأعضاء والعضوات حفاظا على خصوصية المرأة. وكان مجمل الانتقادات يتمثل في أن الاقتراح السابق، ركّز على أمور ثانوية وغير جوهرية وأهمل الهدف الحقيقي من وراء مشاركة المرأة في مجلس الشورى من الأساس، والبعض يتساءل: "كيف ستوصل المرأة وجهة نظرها وتناقش، ويتم الشرح وهي وراء حاجز؟"، وفي حقيقة الأمر أن هذا الاقتراح جاء كردة فعل تجاه الجدل الدائر حول تولي المرأة للمناصب الحساسة في الدولة. ففي المجتمع يوجد صراع فكري وثقافي بين تيارات متعددة على مستوى قضايا المرأة، فمنهم من يعارض على الإطلاق تولي المرأة للمناصب السياسية وعدم جواز ذلك في الإسلام، بينما يرى أصحاب التيار الآخر أن الإسلام لا يمانع من تولي المرأة هذه المسؤوليات إذا أحرزت في نفسها الكفاءة العلمية والقدرة النفسية للقيام بهذه المهام. وبالرغم من وجود قرار سياسي قد حسم أمر الجدل بين هذه التيارات، وأصبحت مشاركة المرأة أمرا واقعيا، إلا أن الجدل ما زال مستمرا، وأصبح في صور وأشكال مبطنة وغير ظاهرة، فمنهم من يقول: "إن حكم الأخذ برأي المرأة واستشارتها - إذا كانت من أهل العلم والرأي - في أمور الأُمة، جائزٌ لثبوته…
آراء
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢
أخرج عقالي الصوف من الكبت، وأتأكد من أن لمعة النعال تعكس صورتي، وأختار كندورة العيد الأخير وغترة تحمل الرقم نفسه للون «بينتون» للكندورة، ثم أبدأ رحلة الآلام لاختيار فروخة لم يصفر لونها، للتناسق مع المشهد الكلي، وفي هذه اللحظة كانت جدتي رحمها الله تناديني، وتجلسني إلى جوارها وهي تخبرني كم أشبه أحد أجدادي الذي يحمل اسماً مرعبا، ثم تبدأ بإعطائي عدداً من النصائح: لا تمشِ مع فلان، فقد قالت أم سعيد إنه يوزّع السجائر على الأطفال ويدخّن معهم، ولا تمشِ مع فلان، فهو يذهب إلى سهرات متأخرة في فنادق سيئة السمعة بها الكثير من بنات الحرام، ولا تمشِ مع فلان فهو مشهور بعلاقاته المشبوهة وسياقته المتهورة لسيارته الجديدة، ولا تمشِ مع فلان فأموال أبيه التي يصرفها يوميا على ندمائه وخلانه هي أموال حرام من تجارتهم في «الدوخه» و«التتن».. وكما ترى فقد كانت رحمها الله تعطيني بحسن نية «داتا بيس» كاملاً لكل الموبقات التي أحتاج إليها لنهاية أسبوع لا تنسى! وكانت تستغرب كثيرا لمبالغتي في تقبيل رأسها والدعاء لها بطول العمر بعد هذه النصائح! يقول أهل العلم: لا تلقنوا أبناءكم الكذب كإخوة يوسف، إذ إن يعقوب عليه السلام حذرهم من أن يأكل الذئب يوسف، وهو بذاك أعطاهم الحجة التي استخدموها فعلاً في ما بعد، للتغطية على إلقاء سيدنا يوسف في غيابة…
آراء
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢
تحدثت في مقال الأسبوع الماضي عن الجناح السعودي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، والجهود التي بذلت من قبل الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات لإنجاح المشاركة وتقديم حالة ثقافية مختلفة، بمتابعة مباشرة وحضور متواصل للملحق الثقافي الدكتور صالح السحيباني الذي لم أكن أعرفه من قبل، لكنه والحق يقال تمكن مع فريق العمل من إخراج الملحقية الثقافية من عملها النمطي المكتبي المتعارف عليه، ومن الفكرة السائدة بأنها تكتفي بالإشراف الأكاديمي والمالي على الطلاب المبتعثين وتسيير أمورهم في الخارج، منتقلا بـ"سفينة" الملحقية إلى العمل الثقافي الحقيقي كما هو مسماها. و"السفينة" التي تشكل بتصميمها الجناح السعودي بالمعرض، لها حكاية وفلسفة أدت إليها. وهي طبقا للسحيباني ترمز إلى أن "المشهد الثقافي السعودي كغيره متحرك كالسفينة يؤثر ويتأثر إيجابا، ومنه خرج المبدعون والمفكرون والكتاب، كما أن السفينة في غدوها ورواحها تربط بين الدول وتقوي العلاقات وهي متحركة للأحسن، فضلا عن أننا يجب أن نتفاعل مع تطور معرض الشارقة من سنة لأخرى ولا نقف جامدين، بلدنا كبير بإمكانياته كبير بإرثه كبير برجاله إذا أخلصوا في خدمته". من خلال التجربة التي عايشها الجمهور والضيوف من أدباء ومثقفين في معرض الكتاب بالشارقة، يفترض بالملحقيات الثقافية أن تضيف الفعل الثقافي إلى صلب مهامها، وذلك يأتي إذا أعطيت الصلاحيات للقائمين عليها بأن تشارك في الفعاليات وتنظمها، وحبذا لو خصصت قاعة في مبنى…
آراء
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢
تروي السيدة صباح خليل المؤيد، مدير عام بنك الإسكان في البحرين، قصة مؤلمة حدثت في مقر عملها بالبنك حينما كانت نائبة للمدير العام. تعرضت موظفة في البنك لتحرش واستفزازات من قبل موظف في ذات البنك. تولت المؤيد التحقيق وبعد أن تأكدت، بكل الدلائل، من صدق الموظفة وإدانة المتحرش، صدر الأمر، وفقاً للقانون، بفصل الموظف الذي تحرش بزميلته في العمل. المشكلة -تروي صباح المؤيد- أن “كبار القوم” في محيطها سارعوا بالتوسط للموظف طالبين عدم فصله. آخرون برروا فعلته لأنه كان يأخذ بعض “الأدوية”! المؤيد روت هذه القصة خلال منتدى القيادات النسائية العربية الذي نظمته قبل يومين مؤسسة دبي للمرأة. وكان الحوار على أشده في محاولة لرصد مشكلات تعيق حضور المرأة “المؤهلة” في مجالس إدارة الشركات الكبرى. ومن ضمن طرق الاستفادة القصوى من طاقات وقدرات نسائية مبهرة في دول الخليج، ولحاجة سوق العمل لتلك الخبرات، لابد من تشجيع المرأة المؤهلة على العمل الجاد حتى تصل بجدارتها وتأهيلها إلى مجلس الإدارة. هذا يتطلب -من ضمن قائمة طويلة من الإصلاحات- قوانين صارمة وحازمة تعاقب كل من يتحرش أو يعاكس المرأة. هذه مسألة لاتقبل “المزح”. مجتمعاتنا مقبلة على تحولات ثقافية واقتصادية كبيرة. لابد أن يكون للمرأة حضورها في حراك المجتمع. شئنا أم أبينا، المرأة في الخليج ستكون حاضرة بقوة في كل حراكات المجتمع. ولهذا تكون…
آراء
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
أفاق الشعب الإماراتي منذ بضعة أشهر على جريمة بشعة ارتكبها أب تجرد من مشاعره الإنسانية حين حبس شقيقتين وربطهما بالسلاسل وعذبهما بالضرب والحرق والتجويع وإجبارهما على الأكل من مخلفاته هو وصديقته إلى أن ماتت الطفلة (وديمة) من شدة التعذيب ليواري جثتها في الصحراء، لينتفض المجتمع الإماراتي شعباً وحكومة وحاكماً فاعتمد مجلس الوزراء الأسبوع الماضي مشروع إطلاق (قانون وديمة) الذي يعيد للطفل حقوقه المسلوبة ويحميه من الإساءة بالقانون. وفي الأسبوع الماضي استيقظنا على ألف طعنة في نفس الجرح العميق، بعد أن كشفت عضوة حقوق الإنسان التفاصيل التى أدلت بها (أم لمى) والاختصاصية المشرفة على حالتها، بأنها أيضاً اغتصبت في أكثر من مكان، ليثبت الأب أن الأم غير صالحة للحضانة تدفع الثمن طفلة بريئة لتموت عصفورة أخرى ببشاعة وتنضم إلى عصافير الجنة الضُعفاء العُزل الذين قضوا نحبهم تعذيباً على يد أقرب الناس، ولم نثأر لهم بل مازلنا نتفرج، ولكن لا نستطيع أن نستمر في تجاهل ما يحدث من خطأ كبير، مع كل ضحية جديدة يزيد حجم شعورنا بالذنب لأننا في الأصل لم ننسَ (غصون وشرعاء وأحمد وأريج ورهف وعبدالله وكلثوم وبلقيس وكثيرين) ولن أستطيع أن أتخلص من حقيقة أن عظام لمى كُسرت، ولا أتخيل حجم الألم الذي كانت تشعر به طفلة الخمس سنوات التي من المستحيل أن تبقى على قيد الحياة بعد…
آراء
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
في الولايات المتحدة تعتبر قضية الإجهاض المتعمد أحد أكثر القضايا جدلية في المجتمع الأمريكي، فهناك من يعارضها لأسباب دينية وهي قتل النفس، وهناك من يؤيدها بدعوى حرية المرأة في إتخاذ قرارها والتحكم في جسدها. في عام 1973 أعلنت المحكمة العليا أن للنساء حق دستوري في الإجهاض، ثم في عام 2003 وقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش قانون يحظر الاجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، حيث قال إن الحكومة "تدافع عن الأطفال الأبرياء". هذه القضية نجدها حاضرة دائماً في اللعبة الإنتخابية، فبينما يعارض الحزب الجمهوري الإجهاض، فإن الحزب الديموقراطي يدعمه. وقد أظهر استطلاع لرويترز أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما حصل على تأييد 55% من أصوات النساء لنظرته المرنة تجاه قضايا حقوق الإجهاض وزواج المثليين. وقد بلغ عدد حالات الإجهاض في أمريكا منذ عام 1973 وحتى الآن أكثر من 55 مليون حالة، وهذه السنة 2012 لوحدها تجاوزت المليون حالة. في عام 2009 كان الطبيب جورج تيلر (67عام) يهم بدخول كنيسة قبل أن يُغتال من قبل مسلح لاذ بالفرار، وهذا الطبيب كان من القلائل الذين يوافقون على اجراء اجهاض في فترات متقدمة من الحمل. وكثيرا ما كانت تنظم تظاهرات مناهضة له امام عيادته التي كان يجري فيها عمليات الاجهاض، وقد صدرت إدانة شديدة من الرئيس بارك أوباما على هذه الحادثة مؤكداً أن قضية الإجهاض…
آراء
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
لست أول من يضع هذا السؤال ولن أكون الأخير، فسلّة التحولات التي أصبح ينوء بحملها الإنسان العربي البسيط غدت تستوعب كل الخيارات والتساؤلات والمفاجآت، فنحن أمام لحظة زمنية يصعب فيها التكهن، لا بالأشياء غير المتوقعة، بل يصعب التكهن بالأشياء المتوقعة! كأن سلّة التحولات العربية غير مكتظة بفواكه وأتربة وديدان الربيع العربي حتى نحشر فيها تحولات الموقف من زيارة القدس والمسجد الأقصى. ظلّت زيارة القدس، منذ السادات، تهمة لا تغتفر بحسبانها تطبيعاً مع العدو الصهيوني وإقراراً بوجوده وولايته على القدس وفلسطين بعامة. الآن، نحن أمام لغة أخرى غير تخوينية لزوار القدس، بل هي لغة تحفيزية للذهاب إلى القدس وزيارة المسجد الأقصى، فما الذي تغيّر؟! هل تغير مفهوم التطبيع، أم تغيرت الوقائع على الأرض، أم تغيرت أجندة الإنسان العربي بحيث أصبح يمزج الرومانسية بالواقعية .. والطوباوية بالبراغماتية؟ هل نشوة الربيع العربي أم انضمام فلسطين إلى اليونسكو وما قد يلي في الأمم المتحدة هو الدافع لهذه المبادرة، حتى أن د. وصفي الكيلاني وضع مؤخراً كتاباً صغيراً عنونه «لماذا يجب أن نزور المسجد الأقصى المبارك؟». الدعوة إلى زيارة القدس تنطلق الآن من زعامات سياسية (الرئيس الفلسطيني) وقيادات دينية (مفتي فلسطين ومفتي مصر) ومن مكونات ومدونات شعبية، لكن تعارضها بالمقابل زعامات سياسية (حماس) وقيادات دينية (القرضاوي) ومكونات شعبية محافظة. حجة الطرف المعارض أن زيارة القدس…
آراء
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
يوم الخميس 25 أبريل عام 1974 وفي تمام الساعة 12:20 صباحاً فوجئ سكان مدينة جراندولا جنوب العاصمة لشبونة بإذاعة أغنية Grândola Vila Morena. كانت هذه الأغنية الشعبية بالذات محظورة من قبل الدولة لأنها تعتقد أنها شيوعية، ولكن إذاعة الأغنية كان إعلاناً سرياً بنهاية الحكم الديكتاتوري في البرتغال وبدء “الموجة الثالثة” من حمى التحول للديموقراطية في أكثر من 25 دولة في 4 قارات مختلفة وخلال 15 سنة اللاحقة فقط. قبل شهر تقريباً ذهبت لاستعارة كتاب مغمور اسمه “الموجة الثالثة” لأستاذ العلاقات الدولية الشهير صاموئيل هنتنتجتون، الكتاب في آخر رفوف المكتبة مغبراً بتجليد أحمر سميك وعنوان على الحرف فقط وأوراقه صفراء، آخر شخص استعاره كان في شهر مارس عام 1995 ويبدو من آخر اسمه Cky أنه من دول شرق أوروبا، حسناً موضوع الكتاب أن العالم مر خلال القرنين الماضيين بثلاث موجات للديموقراطية الأولى بدأت عام 1824 في أمريكا التي تحررت مادياً ونهائيا من دولة الاحتلال البريطاني وعدلت نظام الانتخاب ودخلت ولايات للحكومة الفدرالية وانتشرت نحو أوروبا حتى عام 1926، بعدها تراجعت الديموقراطية ودخلت دول مثل إيطاليا والأرجنتين وإسبانيا وبلغاريا ويوغسلافيا وألمانيا بالطبع عصر الديكتاتورية حتى عام 1942، ومن جديد موجة ديموقراطية ثانية من 1942 حتى العام 1962 تبعها تراجع ثان نحو الديكتاتورية حتى سمع سكان غراندولا تلك الأغنية الشهيرة. حين حلت الأزمة…
آراء
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
تطالب بعض الأصوات المتزمتة في مصر بإزالة الأهرامات كونها -كما يزعمون- ليست سوى أصنام وجودها يخالف تعاليم الإسلام. هل ترى إلى أين وصلت بنا جاهليتنا اليوم؟ أصوات التطرف في عالمنا تحتقر عقول شبابنا حينما يظنون أن الشاب المسلم سيبدل دينه بمجرد المرور حول الأهرامات أو لمجرد رؤية كنيسة. بعضهم يحذر مبتعثينا للدراسة في الغرب من دخول الكنائس حتى لو كان ذلك خلال رحلة سياحية. أما السبب فهو في “الخوف على شبابنا من دخول المسيحية”. يعني أن عقلك يا أخي المسلم “مخفّة”! فما أن ترى شيئاً جديداً حتى تأخذ به وتبيع ما كان عندك، لو كان هؤلاء يحترمون دينهم وأبناء معتقدهم لما صوروهم بهذه الهشاشة في إيمانهم؛ فمن سيبدل دينه بمجرد دخول كنيسة؟ الدعوة لهدم الأهرامات ليست “نكتة” حتى وإن بدت لبعضنا كذلك، فالفتنة تبدأ أحياناً بكلمة عابرة أو رأي أحمق. المصيبة أن الفلتان الأمني في بلدان الربيع العربي ساهم في تدفق الأسلحة، من ليبيا تحديداً، إلى الجماعات المتطرفة من سيناء إلى السودان ومن مالي إلى اليمن؛ ولهذا لابد من أخذ التهديدات بإزالة الأهرامات -مهما بدت المسألة مضحكة أو مستحيلة- كمقدمة لمرحلة خطيرة تعيد العنف في مصر إلى مربعه الأول. أما وقد توفر السلاح، فما الذي ينقص جماعات التطرف؟ فتوى؟ تلك آخر همومها. فما من جماعة متطرفة إلا وتنتج مُفتيها، والكل…
آراء
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢
حضرت المناظرة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه مت رومني والتي جرت في مدينة بوكو روتان بولاية فلوريدا، مدينة رائعة بكل ما تعنيه الكلمة، بها كل ما تريد في أي مدينة؛ أمريكا بدون الزحام والصخب والجريمة، وفوق ذلك طقس معتدل معظم أيام السنة، إنها المدينة المنتجع للمتقاعدين، في الليلة قبل المناظرة دعاني صديق أمريكي، لمطعم فاخر هناك، حيث عرفني على والده الذي يبلغ 92 من عمره ويعيش متقاعداً هناك، سألته كيف الحياة هنا؟ رد مبتسماً وبصوت أجش «أهلاً بك في غرفة الانتظار». استغفرت ربي فنحن المسلمون لا نحب هذا النوع من المزاح، بالرغم أن الجملة بدت ليلتها أخف وطئاً وهو ينطقها بالإنجليزية، أخذت أفكر فيما قال، معه حق فنحن جميعاً في غرفة انتظار نترقب الموعد الكبير، بعضنا فرصته أفضل ذلك أنه وصل قبلنا في «الدور» والد صديقي من هؤلاء، ويبدو أن اقتراب الموعد لم يعد يخيفه، فهو يعيش لحظة رحيل أحد جيرانه في بوكو روتان كل بضعة أسابيع «من الذي رحل اليوم؟» يقول إنه يسأل أصدقاءه عندما يجتمعون على العشاء بين آونة وأخرى . كأن الأمريكي يعمل كل حياته لضمان ما تبقى له من أيام، بل إن مسألة التقاعد وحقوق المتقاعدين إحدى أهم القضايا السياسية في الانتخابات الأمريكية، بل هي كذلك في كل الدول الغربية ومعها اليابان وكوريا .…