آراء

آراء

إيطاليا والبرازيل.. وحسني البورظان

السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٢

هل تذكرون تلك العبارة الشهيرة التي كان الصحافي والكاتب حسني البورظان يرددها في مسلسل «صح النوم»: «إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل؟» كان ذلك في زمن ما قبل العولمة، كانت سورية مغلقة وقتها، رجال المخابرات فيها يراقبون الصحف والطرود، وزارة الاقتصاد تفرض مزيداً ومزيداً من السياسات الانغلاقية، رجل الأعمال الأجنبي موضع شبهة، وهو يزور دمشق، ويصبح قضية أمنية خطيرة لو كثرت أسئلته عن عدد مصانع النسيج المتبقية بحي القيمرية، وإنتاج الدولة من القطن لذاك العام. ربما يبدو سؤال البورظان منطقياً أكثر اليوم بفضل العولمة واتفاقات منظمة التجارة العالمية التي حررت التجارة، ولكن ثمة بُعْداً آخر طرأ علينا في العالم العربي، هو الربيع وتحول الحكومات من شمولية إلى ديموقراطيات منتخبة، سيؤدي ذلك إلى مزيد من انفتاحنا جميعاً بعضنا على بعض وعلى العالم من حولنا. بالفعل بات ما يحصل في إيطاليا والبرازيل مؤثراً في اقتصادات العربي حيثما هو، فارتفاع الدخل في الهند والصين هو الذي رفع كلفة الغذاء على مائدتنا، والجفاف في وسط أميركا صغّر حجم رغيف العيش. الكاتب الاقتصادي السعودي عصام الزامل، المعروف باهتمامه بالدفاع عن حقوق المستهلك فسّر لمواطنه ماذا يعني له إعصار «ساندي» الذي ضرب بشراسة شرق الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، فكتب على حسابه في «تويتر»: «كيف يمكن أن يؤثر فينا الإعصار…

آراء

الحقيقة.. بعد فوات الأوان

السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٢

يقول عنها ميشيل ليفي: تستطيع ثنيها أو لفها، تشويهها أو مهاجمتها.. لكن لا أحد يستطيع تغيير الحقيقة بعض الحقائق نعرفها متأخراً جداً، وأحياناً بعد فوات الأوان، أحياناً تصدمنا الحقيقة بقوتها ونقف مشدودين لسماعها، صامتين لوقعها وتختلف ردود أفعالنا حينها، لأننا، فعلاً، مختلفون في التعامل مع الأحداث، فهناك من يقبلها ويباشر، وأيضاً هناك من يرفضها ويعاند، وآخرون يفقدون القدرة على التعبير ! وعلى الرغم من اختلاف ردود الأفعال والتعامل تبقى الحقيقة هي الحقيقة ! أن تنتظرا عمراً كاملاً لتعتذر ! هل يرمم الاعتذار جروح الحقيقة ؟ يأتيك أحدهم في الوقت الضائع معتذراً، يحمل هموم معرفة الحقيقة، وبصدق يمد يديه مصافحاً، وهو لا يعلم أنه باليد الأخرى ينبش في ماضٍ تركته في أرفف النسيان، يحرك صفحات في كتابك قد تجاوزتها وأحداث عفا عليها الزمن ، يذكرك بما جاهدت سنين لتنساه ! ويطلب الصفح في موقف يتطلب النسيان ! وربما بحسن نية لا يعلم أنه يقدم لك الألم في طبق الغفران وهكذا الحقيقة، قد تكون مؤلمة قبل الأوان، وأحياناً بعد الأوان. لو قلت الحقيقة فلا داعي لتذكر أي شيء.. (مارك توين) يقال إنك لا تعرف نفسك إلا عندما تواجه الحقيقة، لهذا أصعب أنواع المواجهات هي مواجهة النفس. عندما تكون صادقاً مع نفسك، فإنك تلقائياً تكون صادقاً مع الآخرين. و من لا يهتم بالحقيقة…

آراء

«انفجار» الرياض

السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٢

مؤلم جداً أن تتكرر حوادث أليمة في مدننا وقرانا بسبب الإهمال في تطبيق ومراقبة شروط السلامة. لا يمكن أن نترك مسائل تمس سلامة المجتمع لرغبة الناس، تطبقها أو تتجاهلها متى ما شاءت. حادثة «صهريج» الرياض قبل أمس لابد أن تكون شاهد فشل كبير في إجراءات السلامة العامة وتطبيق قوانينها. من سمح، ولعقود طويلة، لهذه القنابل المتفجرة تتحرك في شوارع مدننا وبين بيوتنا كل يوم وكل ساعة؟ أم لابد من كارثة كهذه حتى ننتبه لخطر شاحنات الغاز على حياة وممتلكات الناس؟ ما قدت سيارة خلف شاحنة في أي من شوارع الرياض إلا ودعوت الله أن أتجاوزها بسلام. مرة، وعلى شارع الملك عبدالعزيز، رأيت بنفسي شاحنة تقل على سطحها سيارة عطلانة وفي منتصف الطريق تهبط السيارة المحمولة على الشارع أمامي فيما واصلت الشاحنة انطلاقتها دون توقف. حمدت الله أن الشارع لم يكن مزدحماً بالسيارات والناس. وثمة -أنا على يقين من ذلك- عشرات من الأمثلة المرعبة على إهمال الأجهزة المعنية بمراقبة تطبيق شروط الأمن والسلامة في مدننا وقرانا. نحن فعلاً نعاني من «سوء إدارة» على أكثر من صعيد. وما تزايد نسبة الحوادث والجرائم والسرقات والاستهتار بالأنظمة والقوانين إلا مؤشرات خطيرة على «سوء إدارة» تتطلب منا جميعاً وقفة وطنية صادقة للمراجعة والمصارحة! كثيراً ما نسأل: ما الذي ينقص أجهزتنا لتطوير مهارات أفرادها وتوظيف مزيد…

آراء

وداعا “علي أكبر”

الجمعة ٠٢ نوفمبر ٢٠١٢

تجتاح لوعة الفراق العديد من الأسر السعودية، ما إن يقترب موعد سفر أحد أفرادها أو أبنائها إلى الخارج سواء لدراسة أو لعلاج أو نحوه، ويشعرون بأن مكانه سيظل فارغا ولن يسده أحد سواه، لكنهم يُعزّون أنفسهم بالثمرة ويعشّمون أنفسهم بالعائد والمرجو من تلك الغربة الاختيارية التي تستحق التضحية والصبر. لكن ثمة فراق أصعب وفراغ أكبر يخلفه رحيل العمالة المنزلية من خادمات أو سائقين سواء سفرا نهائيا أو لإجازة موقتة، هنا يصبح التعويض من الصعوبة بمكان، في ظل أسرٍ باتت تعتمد على العمالة المنزلية اعتمادا كليا يصعب معه التعويض، وبلا مبالغة فإن غياب السائق أو الخادمة لدى بعض الأسر يستدعي حالة استنفار قصوى، ويستوجب أخذ احتياطات مسبقة يأتي في مقدمتها توفير البديل المناسب، والذي لن يكون بأي حال من الأحوال في نفس مستوى التفهم والتقبل للأوامر الصارمة، والالتزام والتقيد بالمواعيد، ولا بذات التأقلم مع أجواء المنزل ومزاجيات قاطنيه، لا أخفيكم أيها القراء بأن ثمة غيرة تنتابني من وقت لآخر بسبب سائق أسرتنا الخاص، وغيرتي هي غيرة الابن الذي يجد أن وجوده أصبح "زي عدمه"!، وأن بقاءه أو رحيله لفترة من الزمن قد لا تخلف ذات الأثر الذي يخلفه غياب السائق!. إنه أمر لا جدال فيه – على الأقل بالنسبة لي – لكنني أستدرك لأؤكد أنها غيرة سرعان ما تتحول إلى قَدر…

آراء

ثنائية «الابتلاء» و«العقوبة»!

الجمعة ٠٢ نوفمبر ٢٠١٢

بيننا أناس يختزلون تفسير ما يحدث في الكون من كوارث طبيعية في تفسيرين لا ثالث لهما: الابتلاء أو العقوبة! إن أصابتهم كارثة قالوا: ابتلاء. وإن أصابت غيرهم قالوا: عقوبة! كم بيننا من يؤمن إيماناً راسخاً أنه على حق فيما غيره -ممن ليس نسخة منه طبق الأصل- على باطل وفي ضلال مبين؟ تلك عقلية أنا وحدي “الفرقة الناجية” وغيري إلى جهنم وبئس المصير. كثير من هؤلاء هم فعلاً ضحايا ثقافة غرست داخلهم موقفاً عنصرياً وعدائياً من أي “آخر” يختلف معهم في الرأي ناهيك عن الدين أو المذهب. أذكر أن طلاباً من بلادي أيام الدراسة في أمريكا، وبعضهم كان يُحضّر للدكتوراة، كانوا يستمعون لأشرطة وعظية، تصلهم من الوطن الأم، تحذر من “الابتسام” في وجه “الكفار”! وتحثهم على إظهار “الغلظة” ضد الأمريكان في ديار الأمريكان! وسمعت شاباً من بلادي يستنكر على زميله السعودي أنه دعا لزميل دراسة أمريكي بالشفاء من وعكة صحية. كيف نُغيب الوجه الإنساني عن مجتمعنا وثقافتنا وديننا؟ ثم نسأل: لماذا يخافون منا؟ حينما ينشأ المرء على أنه “الأفضل” و”الأتقى” و”الأنقى” فإنما نزرع بداخله موقفاً “عنصرياً” تجاه “الآخر” مما يضر به هو أولاً ويخدعه في نظرته لنفسه ولغيره. من ينشأ على هكذا ثقافة طبيعي جداً أن يفسر أسباب الفيضانات والأعاصير إما “ابتلاءً” يُبتلى به المؤمنون أو “عقوبة” يُعاقب بها العصاة والمفسدون.…

آراء

اللوبي العربي

الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٢

قد يكون العرب من أكثر الشعوب التى تؤمن بنظرية المؤامرة، فهناك بعد الشيطان، المحفل الماسوني، والحركة الصهيونية، والغرب بشكل عام، هم من خرب بيوت العرب، وتسببوا في كل إخفاقات الأمة العربية. لذلك اجتهد العرب في تفكيك شفرة مؤامرات أعدائهم، ونجحوا نجاحاً باهراً في فضح مخططات الأعداء، وفهم نمطية عملهم ضدهم. نسمع ونشاهد ونقرأ التكتيكات والأساليب التى تعمل بها كل تلك القوى الشريرة لتدميرنا، ولقد أغرقها مثقفينا ومحليلينا، وشيوخ ديننا، تحليلات إلى درجة أننا أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، بل يستطيع أي طفل عربي، في المرحلة الابتدائية أن يفضح الإمبرالية الأمريكية، أو يلقي الضوء على الحرب القذرة التى تدور رحاها ضدنا. مما يثير الكثير من علامات التعجب، والاستغراب، فطالما أننا قد كشفنا تلك الأساليب والألاعيب، وبتنا خبراء بها، فلماذا اذاً تنطلي علينا؟ لماذا في كل مرة يفتعل الآخر أمراً ليستفزنا عن قصد، بدلا أن نخيب آمالهم، ونفشل مخططاتهم نلجأ إلى ردة الفعل التى يتوقعونها منا، وياحبذا لو انتهى الأمر على ذلك، لكننا وللأسف نتبرأ من التهم التى توجه إلينا لأنفسنا، كالمتهم البريء الذي يقبض عليه ظلماً، وبدلا من أن يدافع عن نفسه ويقدم الأدلة على براءته، يكتفي بترديد "أنا بريء" لنفسه، وكأن العالم يسمع ما يدور في رأسه! أتذكر حين تم نشر تلك الرسوم القذرة المسيئة إلى رسولنا الكريم، وكيف انبرت…

آراء

رب تغريدة قالت لصاحبها….

الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٢

في مسافة ثلاث ليال فقط، اضطر الدكتور محمد العريفي أن يسحب تغريدته معتذراً لأهل الكويت ومختتماً بالقول: عفا الله عما سلف. تذكرني نزعة العريفي التويترية بقصة – عابر سبيل – من قرون خلت، وهو يدخل قرية ثم شاهد أهلها في حشد عظيم على أطرافها فبادرهم قائلاً (أحسن الله عزاءكم) دون أن يتمهل ليعرف ما إذا كان الحشد لزواج أو عزاء أو ختان أو درس حصاد أو يوماً مفتوحاً للاحتطاب، وعندها أنكر عليه عقلاء القرية مبادرة العزاء، موضحين له أن القرية أنقذت – نائبها – من السيل ولا مكان لخيمة عزاء، وكل ما كان لهذا (العابر) إنما هو جهل فاضح بالتصور. أعتقد أن – العريفي – بادر بالاعتذار بعد أن صعقته ردود فعل ذات المدرسة من الكويت حين استنكروا فزعته، واقرؤوا ما قاله وليد الطبطبائي ومسلم البراك ووائل الحساوي ومشاري العفاسي ومحمد طبطبائي. أولهم قال له بالحرف "إنه أفتى بما لا يعلم، وآخرهم قال إنه لا يدري بأبعاد الأمور ويجهل طبائع وتركيبة المجتمع الكويتي، وإن هذه التغريدة مدعاة للإفساد لا للإصلاح، وقد سماها النبي المصطفى بالحالقة". ظن العريفي أن منسوبي مدرسته في الكويت سيطيرون الآفاق بفزعته فإذا به يفاجأ بأنهم وصموه بكل ما هو صادم وأنهم أول (من وضعه على البلاطة)، كما يقول المثل. وحتى على مستوى اللغة، يقول العريفي في…

آراء

حكايا العوسج في جنون “العرفج”

الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٢

مثل جواد جامح ينطلق في براري مخيلته ليخط دربا خاصا به، وفي إصداره الجديد و"غير الجديد" المعنون بـ"المختصر من سيرة المندي المنتظر"، أعاد الكاتب أحمد عبدالرحمن العرفج ـ بأناقة ـ ترتيب بعض أوراقه ومقالاته المنشورة. وأحسبه يعني ما يعنيه إذا بدأها بمراده من إخفاء تاريخ ميلاده، ليضرب بحنكة أكثر من عصفور بحجر. فالميلاد بداية ومثله المقال، وحكاية يوم ميلاده الضائع رسالة عن بساطة زمن نشأته عبر بدائية أسلوب التأريخ. ثم أكمل الحكاية بقليل من تفاصيل طرائف طفولته، ليبث فينا بأسلوب ساخر حالة العوز التي كان يعانيها غير متحرج من ذلك داعيا الجميع إلى الفعل ذاته. يغوص العرفج في علل المجتمع وطبائع بعض شخوصه، فيحذر ممن لا ينشرون الأمل والسعادة، وممن ينهبون أفكار الآخرين أو لا يحترمون الوقت، وممن "يتفشخرون" عند منع مقالاتهم من النشر، مؤكدا أن فهم الخطوط العامة، وإدراك شبكات الفهم عند القراء، ومعرفة خط الصحيفة ونَفَسها جزء من مهارات الكتابة. أبواب سخرية العرفج أكثر من أن تعد، فهو حتى في تصنيفاته للكروش، لا يغفل الغمز من أصحاب "الربا" و"لصوص الأراضي"... ومن أجمل ما فيه أنه يستلذ بالهجوم "المحبب" على ذاته، وهل أدل على ذلك من قوله "أحمد كتابيا هو المختل عقليا"؟ * * * بقية الحديث: ....... وأما العوسج فهو النبات المعروف، وأما العرفج فهو "عامل المعرفة". وتكثر…

آراء

5 % زيادة للإعلام الجديد

الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٢

حيث إنني مشغول بتأسيس محطة العرب الإخبارية في زمن تتغيّر فيه ملامح وقواعد وأدوات الإعلام كل خمس دقائق، فقد اغتنمت الفرصة أن كنت أمام السيد بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت ومطور البرامج الشهير خلال قمة أبو ظبي الإعلامية، فسألته كيف أوزّع ميزانية تأسيس المحطة الإخبارية بين التلفزيون التقليدي والإعلام الجديد؟ قبل أن أذكر إجابته في نهاية المقال، كان تقديري أن علينا تخصيص 75% للتلفزيون التقليدي و25% للإعلام الجديد، والمقصود هنا هو الإنفاق على المحتوى الذي وإن كان في أصله خبر وتعليق وتحليل ورأي، إلا أن ثمة أكثر من طريقة وأسلوب لصياغته وتوزيعه، التقليدي هو ما ترونه الآن على شاشات الإخباريات العربية، بينما يجلس أحدكم على كنبته المفضلة، و هو أيضاً ما تشاهدونه على شتى الأجهزة المحمولة، ولكن المحتوى الجديد هو الذي يصاغ ويسجل، ليتوافق مع مواقع الإنترنت والأجهزة الزكية، فمشاهدتك لبرنامج «يا هلا» لعلي العلياني على آي فون لا تعني أنه إعلام جديد ما لم تعد صياغته أو ينتج متوازياً بشكل غير ما يبث على التلفزيون. هل كنت واضحاً؟ لا أعتقد، إنها مادة لن تراها على التلفزيون مثلما تراها وتتفاعل معها على غير التلفزيون، وكذلك هي مادة كانت على التلفزيون، ولكنك تراها في وقتك المناسب على هاتفك، أو حتى على تلفزيون تفاعلي، أعتقد أنني عقّدت الصورة أكثر. باختصار الإعلام بات معقداً،…

آراء

ساندي وإعلام الكوارث!

الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٢

التطورات المهولة في حقل الإعلام الجديد، وما أنتجته تقنيات الاتصال الحديثة من وسائل حديثة في التواصل، لابد أن تغير مفاهيم كثيرة ذات علاقة بإعلام الطوارئ. كيف نتعامل إعلامياً مع الكوارث الطبيعية وغيرها في وقت بات فيه سهلاً تزوير الصورة أو صناعتها؟ إعصار ساندي أبرز خطر التلاعب بالصور التي تنشر كما لو كانت صورة حقيقية ساهمت في نشر الرعب بين سكان نيويورك و ضواحيها. ثم تبين لاحقاً أن هواة أجادوا تلفيق الصورة، عبر برامج سهلة مثل الفوتوشوب، مما يثير أسئلة مهمة حول أخلاقيات التعامل مع التقنيات الحديثة والقوانين المفترض أن تعاقب كل من يسهم في إثارة الرعب والفوضى بين الناس. عربياً، لا تزال الصورة محور جدال في الصراع المرعب الدائر حالياً في سوريا. دبلجة الصوت وتلفيق الصورة صارت من أدوات الحرب الطاحنة بين المتصارعين سياسياً وفي ميادين القتال. وفي المجتمعات التي تنتشر فيها سريعاً الإشاعات وأخبار الفضائح، بات مهماً البدء في مشروع تثقيفي يحذر الناس من تصديق المتداول على الإنترنت حتى لو كان بالصوت والصورة! اليوم يستطيع أي فرد، في قرية أو مدينة، أن يؤلف قصة مبهرة في حبكتها وإخراجها، ثم ينشرها لتصبح، خلال ساعات، كما لو كانت «حقيقة» لا تقبل الشك! في هذا الزمن، بالإمكان تقويلك ما لم تقل، وإقناع الناس -وبعظمة لسانك- بأنك قد فعلت ما لم تفعله أصلاً…

آراء

يا «الهتلان» حدّثنا عن «دبي» الإنسان!

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٢

لئن قلتُ: إنّ «دبي» ما مِن أحدٍ بعد عامنا هذا باتَ يجهلُ بؤرة موقعها: «الجغرافي» مِن العالم الصاخب استثماراً، ذلك أنّها قد أضحت ملء السمع والبصر مِن كلّ أحد، لئن تفوّهت بما مضى فما أحسبني قد قلتُ شيئاً ذا بالٍ يُمكنه أنْ يكون كلاماً لافتاً أو يكترثُ له!، وبخاصةٍ أنّهُ قد قُدّر عليَّ الكتابة في صحيفةٍ لم يدع فيها المتألقُ يوميّاً: «سليمان الهتلان» موضع بياضٍ إلا وقد دلق فيه قنينة حبرهِ مُطنباً في الثناءِ على معشوقته: «دبي»، وليسَ ثمّة تثريب فيما يجترحهُ ذلك أنّه يعيشُ سكْرةَ هيامٍ مِن شأنها -بداهةً- أن تضطرهُ وَلَهاً إلى أن يقولَ في: «دبي» وهي جديرةٌ، ما عجزَ: «مالكٌ» عن قولهِ في الخمر!. وهو الأمر الذي يأخذني إلى منعرجاتِ التّيه (جغرافيّاً) وذلك كلّما أنجزتُ القراءة لبعض من مقالات الدكتور: «الهتلان» المدبجة في الحبيبة: «دبي» إذ أروحُ من حينها أُقلقُ كلّ من حولي بسؤالٍ هذه صيغته: هل محافظة: «سراة عبيدة» تقع فيما بين الشارقة وبين دبي؟! عذراً فجغرافيتي (مش ولا بد) بحسباني واحداً من المتخرجين في: «المعهد العلمي» وكانت العناية فيه جغرافياً لصادرات: «البرازيل» إذ اكتشفنا حينها أن: «البرازيل» ليست: «بلد كورة» وبس!. ومهما يكن من أمرِ عشق الدكتور: «الهتلان» لجميلته: «دبي»، فإنّ من زعم بأنّ: «دبي» قد غدت قبلةَ من لا قبلةَ له، لا أحسبه قد…

آراء

المشلحجي

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٢

كلنا يعرف ما يعنيه مسمى: (المصلحجي) في المتداول الشعبي، عن الإنسان الذي لا يقول أو يصنع معروفاً لأحد هكذا من دون مقابل، إذ لا يقدم شيئاً إلا وهو يرتجي من ورائه شيئاً أكبر، فهو وإن كان يقول كلاماً كثيراً عن مصالح الناس ... لكنه يؤدي أعمالاً كثيرة لمصلحة نفسه، فهو يدور حيث تدور مصلحته، ولا يأبه إن كانت مصلحته تتعارض أو تسلب مصالح الآخرين. المشلحجي (أو الكرَفَتْجي) هو صيغة هندامية من الشخصية المصلحجية. حيث يتم توظيف النمط الأرقى من الزي الوطني من أجل تسهيل الدخول إلى الأماكن التي يتم فيها تفريخ المصالح! من المهم الإشارة إلى أن «المشلح/ البشت» ليس ملبس سوء ولا هو ذريعة إلى الفساد، فممّن يلبسه أخيارٌ كثر وشغوفون بأناقته ووجهاء ملزمون به أدبياً أو رسمياً. لكن، لا أحد ينكر أن «المشلح» له دور فعال في إزالة القشرة التي تحمي مصالح الناس، كما أن له أثراً قوياً في هضم الوعود الوهمية واختصار الإجراءات النظامية للحقوق العامة. يتكاثر المشلحجيون في أيام الأعياد وفي مناسبات التعازي وفي حفلات المدائح. هو لا يكترث بتهنئة أقاربه بالعيد أو تعزية أحد جيرانه في وفاة أو زيارة أحد معارفه المرضى، على رغم سهولة المهمة إذ لا تستلزم منه سوى لبس ثيابه الاعتيادية. لكنه بالمقابل مستعد لضرب المسافات الطويلة واختراق الصفوف المتراصة، حاملاً جواز…