آراء
الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥
ربما لا يعلم البعض أسباب «الهستيريا» التي أصابت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد «عاصفة الحزم» وذعر عملاء إيران في لبنان وإصابتهم بتلك الهستيريا أيضاً. تؤكد المعلومات أن نصر الله هو من رسم للحوثيين خطة مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني اليمني، بل وأشرف شخصياً على الملف اليمني بتكليف من قائد الحرس الثوري الإيراني، كما تبين المعلومات أن مخطط إسقاط صنعاء والسيطرة عليها وعلى القصر والمراكز الحكومية الحيوية والسيادية في العاصمة تم الترتيب له في بيروت وليس في صعدة، وتحت نظر نصر الله وخبراء إيرانيين، غالبيتهم من الحرس الثوري. هناك معلومات لدى بعض الجهات الرسمية اللبنانية والخليجية منذ وقت مبكر عن علاقة «أنصار الله» و«حزب الله»، بل وعن بعض الترتيبات التي خطط لها في الضاحية الجنوبية بإشراف نصر الله، وأرسلت رسائل خليجية مباشرة وغير مباشرة بالتوقف عن زعزعة أمن اليمن. الرياض كانت تعلم أن «حزب الله» يقوم بتدريب حوثيين بحضور خبراء إيرانيين في الضاحية الجنوبية، ويحتضن شخصيات مؤيدة للرئيس المخلوع ومن القيادات الحوثية ممن يجمعهم العداء للسعودية، وذلك للتخطيط وتنفيذ عمليات تستهدف الداخل السعودي عبر عملاء ومهاجمة حدود المملكة، وهو ما يتبيّن في خطاب نصر الله الأخير الذي توعد وهدد فيه بالرد. خلال مشاركتي في قنوات فضائية للتعليق على الأوضاع في اليمن، لاحظت أن ضيوفاً حوثيين يُستضافون للحديث من بيروت…
آراء
الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥
لماذا يبدو الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله في حال غضب مكتوم يسيطر عليه، ويتخلله قلق حاد المزاج من تحالف عاصفة الحزم؟ العاصفة تحالف عربي يعمل على وضع حد لميليشيا تريد الاستيلاء على الدولة في منطقة بعيدة من الشام. يقع الحدث في جنوب الجزيرة العربية، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من لبنان. «حزب الله» ميليشيا أخرى في الشام. ما شأن الميليشيا بسياسات الدول وتحالفاتها؟ لماذا يبدو «حزب الله» قلقاً على مصير ميليشيا أخرى في منطقة نائية؟ ما يفرض السؤال أن الأمين العام لم يترك شيئاً يؤكد أنه في حال توتر إلا وجاء على ذكره. خلال أسبوعين ألقى خطابين متتاليين عن عاصفة الحزم تميز كل منهما بخليط من العداء للسعودية، والشتيمة لها، والكذب في سرد الأحداث وسياقاتها، ومسبباتها. من يمثل «حزب الله» بمثل هذا الموقف؟ هو لا يمثل الدولة اللبنانية، ولا غالبية الشعب اللبناني. هل يمكن أن يكون بمثل هذا الخطاب المنفلت، والموقف المنفعل لا يمثل إلا نفسه أمام تحالف دول عربية في منطقة يفترض أنها تقع خارج مصلحته كميليشيا محلية؟ هذا السؤال تحديداً يستدعي التدقيق بأمانة وصدق في ما يقوله الأمين العام كرجل دين يمتهن السياسة. يقول نصرالله أنه يقف مع الشعب اليمني ضد السعودية. هذا حقه كفرد، لكن لماذا يبدو أنه وحزبه في حال قلق؟ هل يقف «نصرالله»…
آراء
الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥
كان الأسبوع المنصرم فارقا وبدت أحداثه مؤدية لتغير واضح في مؤشرات المشهدين السياسي والميداني، ولعل أبرزها سياسيا إنهاء مهمة جمال بنعمر واختيار الرئيس هادي لخالد بحاح نائبا له بالإضافة إلى مهامه رئيسا للحكومة وكذلك تسارع الخطوات للإعداد لمؤتمر الرياض وبعد ذلك قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الأوضاع على الأرض. جاء إنهاء السيد جمال بنعمر لمهمته الأطول بعد أربع سنوات من التعامل مع الأزمة اليمنية عايش خلالها تحول حركة التغيير التي نشدها الشباب في ساحات التغيير إلى قضية تفاوضية بين أحزاب سياسية قدمت جميعها مصالحها الحزبية على مصلحة الوطن، ورغم يقيني أن السيد بنعمر كان يدرك هذا، إلا أنه تماشى معه وتغاضى عن كثير من الأخطاء التي تراكمت حتى بلغ الأمر ذروته بإشرافه على (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) الذي باركه مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي فكان نقطة التحول في موازين القوى على الأرض حتى بلغت حد سيطرة الحوثيين على كل مفاصل السلطة والتحكم في مجرياتها وتم لها بموافقة حزبية وأممية. في ظهوره الإعلامي الأول أحسن خالد بحاح اختيار مفرداته وأحسن الفعل بأن أكد على أن اهتمامه سينصب على الجوانب الإنسانية والعمل على تخفيف آثار الكارثة التي تزداد معها آلام الناس ومعاناتهم كل دقيقة، ومن الأفضل التركيز مع فريقه الموجود في الرياض على هذا الجانب لأن كل التبعات الإنسانية التي ستتضح آثارها…
آراء
الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥
قرار إدارة جائزة الشيخ زايد للكتاب بتخصيص جائزة العام لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كشخصية سياسية قيادية أغنت وأثرت الثقافة أثلج صدور الجميع وخصوصاً الذين تابعوا جهود سموه التاريخية والمتواصلة في دعم الثقافة والكتابة والأدب والتعليم ورعاية المثقفين والكتاب والأدباء والمتعلمين. ولقد بدأ ذلك الدعم وتلك الرعاية منذ مرحلة مبكرة في مشواره القيادي، حيث اهتمت جهوده القيادية في وزارة الدفاع التي تسلمها منذ أول تشكيل وزاري اتحادي بالتدريب الأكاديمي المتطور وبالتوجيه المعنوي الذي يمد أفراد قواتنا المسلحة بالجرعة القوية من الثقافة الوطنية التي تؤكد على ثوابت الهوية الوطنية الإماراتية وانفتاحها على محيطها العربي والإسلامي والعالمي. أما شرطة دبي التي حولها بتوجيهاته النيرة إلى واحدة من أكفأ المؤسسات الشرطية في العالم، فقد ركز على تحصينها بالعلم الأكاديمي، فأمر بتأسيس أكاديمية شرطة دبي بأساتذتها المميزين ومناهجها المتطورة التي خرجت أجيالاً من الكفاءات الشرطية الوطنية القديرة، وإدراكاً من سموه لأهمية الدراسات والبحث والتوثيق العلمي في المجالات الأمنية فقد وجه بتأسيس مؤسسات شرطية ثقافية مميزة عدة منها، متحف شرطة دبي ومركز البحوث والدراسات ومركز دعم اتخاذ القرار. ولقد قام سموه خلال العقود الزمنية الأربعة الماضية برعاية وتشجيع العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية الرائدة والخلاقة مثل (ندوة الثقافة والعلوم) التي تأسست بتشجيع ودعم من سموه وقامت بنشاطات ثقافية وأدبية وفكرية عدة منها،…
آراء
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
تعلمتُ قبل مدة لعبة جماعية اسمها (مافيا). جميلة وفيها كثير من الدهاء والحِيَل، ولكن الأجمل من ذلك أنك لابد أن تمارسها مع مجموعة لا تقل عن 7 أشخاص. لا تحتاج فيها إلى أجهزة إلكترونية، لا هواتف، لا إنترنت، ولا شيء غير أصدقاء، وساعات جميلة تقضونها في مساء لطيف. وقبل أيام مررتُ بمحل للألعاب في أحد المراكز التجارية، فدخلته لأرى ما الجديد لديهم. وهي عادة لم أتوقف عن ممارستها، ليس فقط لأعرف ماذا أشتري لأطفالي أو لأطفال العائلة في المناسبات، بل أيضاً، حتى لا أفقد اتصالي بذكريات الطفولة. وربما هي محاولة بائسة مني للتعلق بجذور البراءة والنقاء، واجترار أحاسيسي في تلك الأيام التي كانت تخلو من كره أو حقد، فأقصى خطيئة يمكن لطفل أن يرتكبها هي أن يغار مِن أتْرابِه. خلال جولتي في محل الألعاب تفاجأتُ، أو رُبما صُدِمْتُ، عندما وجدت أن غالبية الألعاب الجديدة لا تمت للتكنولوجيا بِصِلَةٍ، فمعظمها كانت ألعاباً بدائية: أوراقا، أحجارا، نردا، وغيرها من الأدوات البلاستيكية والمعدنية التي يستخدمها لاعبو (مونوبولي) الشهيرة. خرجتُ من المحل وأنا أفكّر في لعبة (مافيا) وأتساءل لماذا أخذت تنتشر بين الناس بسرعة كبيرة؟ ولماذا تنتشر في ذاك المحل ألعاب بدائية؟ ثم فكّرتُ أكثر: لماذا عادت صيحات الأزياء الكلاسيكية إلى الأسواق، كالنظارات، والساعات، والملابس، بل حتى السيارات بدأت تستعيد أشكال الستينيات والسبعينيات؟ ما…
آراء
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
لا أعلم من قال هذه الجملة، ولكنه أصاب الحقيقة كاملة. عندما أرى الأحداث المؤسفة التي تحدث في الدول المحيطة بوطني، وأرى وطني في قمة أمنه وأمانه، عندها أتأكد أني في حديقة وطني الرائعة أنتم في خيراتها، ومن حولي يعانون من حريقة الحروب والانقلابات وعدم الاستقرار. من دون تطبيل، أين تجد بلدا يخوض معركة مع عدوّ يتربص ويضمر لنا كل شر، ونحن المواطنين نتجول بكل أريحية ونتابع المباريات ونتسوق ونتزاور ونعيش حياتنا الطبيعية. أين تجد بلدا يهدده الخطر وشعبه لم يسمع حتى صافرات الإنذار أو يشعر في لحظة بالتهديد أو الخوف أو الهرب إلى الملاجئ المحصنة. ليس تبلدا في المشاعر أو جهلا أو تجاهلا، بل من باب الثقة العمياء في قادتنا وجنودنا البواسل الذين يفتدونا بأرواحهم الشريفة ولكن، لتستمر هذه الحديقة، يجب أن نشكر الله ونشكر قادة هذا البلد. لا تفتحوا آذانكم للمفسدين الذين يدسون السم في العسل، احموا حديقتكم بالولاء والانتماء لمن بشرع الله زرع فيكم الأمان والمعيشة الكريمة، وانظروا إلى من حولكم وقياسا عليهم قرروا. اللهم أدِم علينا الأمن والأمان، واحفظ اللهم لنا ولاة أمورنا، وسدد خطاهم، وأهلك عدوهم، واجعل كيد عدوهم في نحورهم. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها". وكما…
آراء
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
أول مشتريات إيران بعد توقيع مبادئ اتفاق برنامجها النووي، والتعهد برفع الحظر عنها، لم تكن سيارات، أو طائرات ركاب، أو ثلاجات، أو حقائب نساء، بل صواريخ بعيدة المدى! وقد أعلنت إيران عن سعادتها بصواريخ S300، التي وافق الكرملين على تسليمها لها هذا الصيف. الإعلان الروسي زاد من غضب دول المنطقة محذرة من تبعات اتفاق لوزان الذي سيرفع العقوبات العسكرية والاقتصادية. ها هو وقبل أن يوقع يدفع بعسكرة المنطقة ويزيد من توترها. نتساءل: لماذا هذا الحرص والاستعجال من روسيا، مع أن التوقيع النهائي على الاتفاق الغربي - الإيراني المتوقع بعد أقل من ثمانية أسابيع؟ هل يريد الكرملين استمالة إيران حتى لا تنحرف باتجاه الولايات المتحدة بعد المصالحة المنتظرة اللاحقة؟ أم أن تسليم الصواريخ الروسية لإيران جزء من الصراع بين روسيا والغرب في أوكرانيا، ويريد الرئيس فلاديمير بوتين توسيع دائرة القلاقل للغرب وحلفائه في مناطق نفوذهم؟ أو هل الأمر مجرد تجارة، بيزنس؟ فالشرق الأوسط صار أكبر سوق لشراء السلاح في العالم، وتريد روسيا تكبير حصتها فيه. فهي ببيعها صواريخ ذات تأثير خطير ستضطر بقية دول المنطقة إلى التفتيش عن سلاح أفضل وأكبر. وتقول وزارة الدفاع الروسية إنها ستمنح الإيرانيين النسخة المطورة من صواريخ S300، تعويضًا عن خذلانها لهم وبنفس مبلغ المليار دولار تقريبًا الذي حصَّلته منهم ولم تشحنها آنذاك. استراتيجيًّا، الصواريخ قد…
آراء
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
أتاح اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي انعقد في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فرصة سانحة أمام محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والاقتصاديين وأرباب الصناعة المصرفية العالمية، للتدبّر مليّاً في القضايا المطروحة والعمل على أساس من التعاون. ولسوء الحظ، وبعيداً عن المحادثات ثنائية الأطراف التي دارت بين المشاركين على هامش الاجتماع، بما فيها تلك التي عقدت بين اليونان وصندوق النقد الدولي، فقد خلا من المشاركين الفاعلين الذين يمكنهم أن يعملوا على الدفع بمبادرات عملية منظمة على المستويات الوطنية والإقليمية ومتعددة الأطراف بما يصبّ في مصلحة الاقتصاد العالمي. وقد وضع صندوق النقد الدولي تصوراً للسياق الذي يصدر هذه الاجتماعات في نشرات مطبوعة، خاصة منها تلك التي تتضمن نسخة محدثة حول وضع الاقتصاد والتقرير المتعلق بالاستقرار المالي العالمي. وتقدم هاتان الوثيقتان اللتان صيغتا بطريقة جيدة، صورة عامة عن التعافي النسبي للاقتصاد العالمي الذي لا يزال يتميز بشيء من الهشاشة والضعف الواضح في بنيته الهيكلية. وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع للاعتقاد بأن هذه التوقعات تمثل الصيغة المتواضعة للنقاشات التي دارت خلف الأبواب المغلقة بين الفرقاء وأعضاء المجموعات التنفيذية الذين يمثلون 188 دولة عضواً في الصندوق. وهناك بندان وردا في التقرير ينطويان على أهمية خاصة، ويعتبران دليلاً فعالاً يصلح للاهتداء به بالنسبة لمعظم الدول المشاركة في اجتماع واشنطن. ويشير أولهما…
آراء
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن ينتظر العالم بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص حدثاً مهماً وخطيراً ستكون له انعكاسات جيو- سياسية واقتصادية على بلدان المنطقة، إذ من المتوقع إذا سارت الأمور وفق ما هو متفق عليه مبدئياً أن يتم توقيع الاتفاق النووي بين البلدان الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل. لا زال هناك احتمالان قائمان حول إمكانية التوصل إلى اتفاق من عدمه رغم التفاؤل، إلا أن عقبات حقيقية تقف أمام الصيغة النهائية، خصوصاً وأن الأميركان والغربيين عموماً لدغوا مرة من كوريا الشمالية التي أعطت الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون نفس التعهدات بالنص الحرفي للاتفاق مع إيران، إلا أنه اتضح فيما بعد أنها خدعت المجتمع الدولي، وعمدت سراً إلى تفجير قنبلتها النووية الأولى بعد عشر سنوات من تقديم تعهداتها، فالأنظمة العقائدية والشمولية لا تلتفت كثيراً إلى سمعتها واتفاقياتها الدولية. ومع أننا نتمنى التوصل إلى صيغة نهائية تجنب منطقتنا حرباً جديدة، إلا أنه لا بد من أخذ كافة الاحتمالات بعين الاعتبار، إذ إن عنصر المفاجأة، كما فعلت كوريا الشمالية ستكون كلفته باهظة للغاية في الحالة الإيرانية. ولكن لنفترض أنه تم التوصل لصيغة نهائية واحتفل الجميع بالتوقيع في إحدى المدن السويسرية الجميلة والبعيدة عن الأخطار والأزمات والحروب، فإن انعكاسات اقتصادية مهمة يتوقع أن تتمخض عن تجاوز أزمة الملف…
آراء
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
سقطت بعض وسائل الإعلام العربية في «وَحْل» تفسير «عاصفة الحزم» التي اضطُرت لها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الشرعية إلى اليمن، بعد أن تم اختطاف البلاد والحكومة من قِبل جماعة الحوثيين، الذين حوّلوا البلاد إلى غابة للسرقة والقتل وتعطيل مؤسسات الدولة، بل وملاحقة الرئيس الشرعي، ما حدا به للاستنجاد بدول مجلس التعاون، ومن ثم اللجوء إلى المملكة العربية السعودية مؤقتاً. وعدد الحوثيين وأنصارهم -الذين يتحالفون مع إيران- لا يتجاوز 20% من سكان اليمن البالغ عددهم 26,5 مليون نسمة مع نهاية 2014 وهم يتضاعفون كل 23 عاماً وتبلغ نسبة الشباب منهم نحو 34%، فهذا يطرح تحديات خطيرة حول ازدياد نسبة البطالة، ومحدودية فرص التعليم، وانتشار الأمية التي وصلت إلى 78%. كما أن معدَّل التحاق الأطفال بالمدارس بلغ 48% فقط! أي ما يعادل نحو نصف عدد أطفال اليمن! وإذا ما استمرت الفوضى وإغلاق المدارس واحتلالها وحرقها من قبل عصابات الحوثيين وأنصارهم، فإن كارثة اجتماعية وإنسانية ستحلُّ بهذا البلد، وملايين الشباب والأطفال (أكثر من ثلث سكان اليمن) سوف يكونون «زيتاً» للنيران التي تستعر في هذا البلد، ناهيك عن اشتراكهم في عمليات التهريب والجريمة والانحراف الأخلاقي والفكري. وكل ذلك سيؤثر سلباً على دول مجلس التعاون، خصوصاً المملكة العربية السعودية التي تحاذي اليمن في أطول حدود لها مع جيرانها، ويؤثر أيضاً داخل اليمن،…
آراء
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
«خير الناس أنفعهم للناس».. محمد صلى الله عليه وسلم. ■■ مليار ونصف المليار حول العالم يعيشون من دون كهرباء، ويدفعون أكثر من نصف مدخولهم الشهري لإنارة منازلهم. لهذا أطلق ليلك دياز مشروعه «Liter of Light» في عام 2011، مستهدفاً إنارة آلاف البيوت لمصلحة مليون إنسان في 54 دولة مع نهاية هذا العام، كل ذلك بواسطة علبة بيبسي كبيرة ومواد أولية بسيطة. ■■ سامي الغامدي شاب سعودي، بدأ قبل سنوات مشروعاً صغيراً بجهود فردية؛ لنقل ذوي الإعاقة مجاناً، اليوم حوّل سامي مشروعه الصغير إلى جمعية تطوعية سمّاها «إحساس للنقل التعاوني». ■■ أما مارك بوستوس، فيعتبر أشهر حلاق في نيويورك، ليس لأنه يصفف شعر المشاهير، بل لأنه خصص أيام إجازاته الأسبوعية للطواف في المدينة، وحلاقة شعر الفقراء والمشردين مجاناً! ■■ في فرنسا، قدم 63 عضواً في البرلمان مشروعَ قانون يجبر المتاجر على التبرع بالبضاعة، التي لم يتم بيعها بعد مرور فترة معينة قبل أن تتلف، خصوصاً الأطعمة، وقد تم تطبيق هذا القانون في بلجيكا، ونجح بشكل مذهل. ■■ الباكستانية بارفين سعيد تطعم فقراء مدينتها كراتشي يومياً، من خلال مطبخها المنزلي مقابل ثلاث روبيات فقط! وهو مبلغ زهيد لكنها تصر عليه، وعندما سئلت عن السبب؟ قالت: حتى أحفظ كرامتهم فلا يشعروا بضعف، ولا يستسلموا لفقر! ■■ تولاسي موندا، وُلِدَتْ لعائلة أمية لا تعرف…
آراء
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
رفع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عمرو حمزاوي قبعته لساسة طهران في مقال له بعنوان «عن كفاءة الدولة الإيرانية»، وهو ليس أول مَن «يرى مِن الجمل أذنه»، فهناك صف من المثقفين يصفقون إعجاباً بسياسات الملالي، ولو من باب حثّ دولهم على اللعب بالطريقة الإيرانية! يقول حمزاوي إن إيران انتزعت الاعتراف بحقها النووي، وبوضعها كقوة إقليمية كبرى، وذلك عبر مؤسساتها المتماسكة، وحشدها الطاقات الداخلية لتحمل العقوبات، وتكثيفها العلاقات مع بعض الدول، وصنعها صورة عالمية إيجابية عنها، ومدّ نفوذها عبر الورقة المذهبية، وتسليح وتمويل حلفائها، وختم شهادة التقدير التي سطرها للدولة الإيرانية بقوله: «هذه هي الحقائق، فدعونا لا نتجاهلها إن أردنا الخروج من ظلامية واقعنا العربي المعاصر». ورغم أن حمزاوي أشار في نصف سطر إلى وجود انتهاكات للحقوق والحريات في إيران، وهو دأب كل المعجبين بـ«كفاءة» الدولة الإيرانية، ففي رأيي أن هذا هو مربط الفرس، وأن تلك الكفاءة تنبع أساساً من الضغط المتواصل على 80 مليون إيراني وتحميلهم أكلاف السياسات التي تبهر السُّذج. كان يمكن اعتبار سياسات طهران نموذجاً يحتذى في انتزاع الاعتراف بالحقوق والمواقع، لو لم يكن الإيرانيون يدفعون ثمناً باهظاً من حريتهم حتى في ارتداء الثياب، ومن حقهم في التواصل حتى عبر موقع «تويتر» المحظور هناك، وهو الأمر الذي ساهم مع القمع في تماسك مؤسسات دولة الكفاءة، ومن رفاهيتهم في…