آراء

آراء

النصر للجوعى

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥

ولد سيف الشيشكلي عام 1981 في الرياض لأب سعودي وأم ألمانية. والده رجل أعمال يملك شركة ناجحة لمكافحة الحشرات. لها فروع في أنحاء المملكة كافة. درس سيف في مدارس نجد الأهلية. وحرص والداه على تدريسه اللغتين العربية والألمانية، إضافة إلى الإنجليزية، ليتأسس جيدا مبكرا فيها. عندما اجتاز الأول ثانوي قرر والداه أن يبعثاه إلى أمريكا للدراسة في مدرسة داخلية لتطوير لغته ومهاراته المعرفية استعدادا للدخول في جامعة مرموقة في الولايات المتحدة. نجحت خطتهما. تم قبوله في جامعة تافتس المتميزة في العلاقات الدولية في ولاية ماساتشوسيتس. تخصص في العلاقات الدولية والإحصاء الكمي. قرر سيف أن تكون اليابان هي محطته التدريبية قبل التخرج ليتعلم شيئا وثقافة مختلفة. وقع في غرامها منذ أن وطئت قدماه أرض مطارها. من فرط عشقه لها شرع في تعلم لغتها. انتهى تدريبه في طوكيو بنجاح. لكن بدأ ولعه باليابان. عاد إلى أمريكا وقلبه في شرق آسيا. أنفق فترة اختباراته في التفكير كثيرا باليابان وقليلا بدراسته. قبل أن يتلقى نتيجة فصله الدراسي النهائي كتب رسالة إلى محمد جميل، مدير مجموعة عبداللطيف جميل المحدودة، وكيل شركة تويوتا اليابانية في السعودية، شرح فيها مسيرته التعليمية وشغفه باليابان ورغبته في العمل في مجال يقربه من هذه المنطقة الثرية عمليا على حد تعبيره. أرسل له مكتب محمد جميل أن المدير سيسعد بمقابلته. تزامن…

آراء

.. ورحل الزعيم الأسطورة صاحب المعجزة

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥

لا يمكن الحديث عن سنغافورة دون التوقف أمام سيرة "لي كوان يو" الذي رحل أخيرا بعد حياة حافلة بالإنجازات العظيمة، فهو مؤسس سنغافورة الحديثة، ومهندس نهضتها الجبارة، ومصمم معجزتها الخلاقة، وهو الذي حولها من مجرد مستنقع يتكاثر فيه بعوض الملاريا، وبالوعة قذرة لمياه الصرف الصحي، وبلد نام متخلف، إلى واحدة من أكثر دول العالم تقدما وازدهارا ونظافة وسمعة طيبة، بل إلى أهم مركز تجاري ومالي في العالم، وثالث أكبر مكان في العالم لتكرير النفط. وهو الذي جعل اقتصادها ينتقل من الاعتماد على عائدات القاعدة العسكرية البريطانية إلى الاعتماد على عائدات الصناعة والتصدير، والخدمات المصرفية، ورسوم خدمات الاتصالات، بفضل ما امتلكته البلاد في عهده لأنجح شركات الطيران، وأفضل المطارات، وأنشط الموانئ البحرية وشركات الشحن والمناولة في العالم بأسره. وهو الذي كان بسياساته الحصيفة وحكمته وعقلانيته وحسن تدبيره، وبعده عن الشعارات الطنانة والمماحكات، وراء وصول متوسط دخل الفرد السنغافوري إلى 30 ألف دولار أمريكي مرتفعا من 435 دولارا في الستينيات، وانخفاض البطالة من 14 في المائة في 1965 إلى 4.5 في المائة في 1973، وقفز الناتج المحلي من ملياري دولار في 1960، إلى 86.8 مليار دولار في 2002، وقفزت الاستثمارات الأجنبية من 5.4 مليار دولار في الستينيات إلى 109 مليارات دولار في 2005، وتقديم أفضل الخدمات الصحية، والتعليمية، والإسكانية، والاجتماعية، والإدارية لمواطنيه…

آراء

الجوار والاستكبار

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥

قال الدكتور عبد الله بن زايد إن «إيران لم تترك لنا الأمل لإقامة علاقات نموذجية معها». هذا اختصار شديد ومؤلم لثلاثة عقود من التوتّر المعلن والمكتوم بين طهران والعالم العربي برمّته، وليس فقط جوارها المباشر. حاول العرب، أو أملوا، طوال الوقت، في إقامة علاقة حسنة أو سوية لمصلحة الفريقين. رأوا ماذا فعلت حربها مع العراق بالبلدين وأهلهما، وما تركت من آثار مادية ونفسية، وأملوا ببدء مرحلة خالية من القوة والعنف والنزاعات، لكنهم اكتشفوا أن إيران التي ترفع شعار «الموت لأميركا وإسرائيل»، تتجه نحو العالم العربي دون توقف، وتطلق على أحد شوارعها اسم قاتل رئيس عربي، وتحاول أن تحتكر القدس كصاحبة لها. وساعدها في ذلك انتصار المقاومة اللبنانية في الجنوب، فلم تعد حربها على الاحتلال الإسرائيلي، بل على «التخاذل» العربي. ولم تترك مشكلة داخلية إلا تدخلت فيها سرًا وعلنًا، من البحرين إلى تونس. ولم تبق دولة عربية إلاّ حاولت التفاهم مع إيران ومعرفة سبب السياسات العدائية. وكان الموفدون يعودون بأجوبة غامضة لا تعيش أكثر من فترة الزيارة. وتحول جميع العرب إلى متهمين في إعلام إيران الداخلي والخارجي. وعدنا إلى الدعوى النفعيّة المغطاة دومًا برداء فلسطين، وهي أنه من أجل تحريرها يجب أولاً إسقاط الدولة العربية، لأن الطريق إليها يمر في لبنان والكويت، وكل دولة يمكن وضع اليد عليها. حاولت جميع الدول…

آراء

البالون الصوتي بـ«اسم إيران»

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥

< لا يمكن لحسن نصر الـ... أن يتحدث من دون استدعاء العنوان الكبير الذي يسكنه، ويعيش في داخله أكثر من انتمائه العروبي المزيف حتى تاريخه، انتماؤه مستند إلى بضع فلاشات يدبّج بها خطبه وحواراته، فينساق معها القطيع المهووس بالعروبة المغناة على اللحن الفارسي، وإن صرخ وصاح وغضب زعيم اللحن وقال إنه رائد العروبة وقضاياها من دون أن يكلف نفسه تجاهها سوى بإجادة السبك والحبك والعزف على عمق الجذور، وضرورة ألا تموت هذه الجذور سوى على قضية «منيحه» تتكئ على قيم ومبادئ يراها لوحده. العنوان الكبير الذي يستلهمه لقاحاً مضاداً ضد ما هو عربي هو اللقاح الايراني، إذ يدخل معه وبه في نوبة من الهيجان، والإدمان لروائح ولوازم وتحضيرات العنوان وما رافقه من البهارات، يدندن المتحدث -البالون الصوتي- بين وقت وآخر على وتر قضية فلسطين، لأنها القضية التي تدغدغ العامة، وتسحب العواطف لا العقول، متى ما كانت الساحة منشغلة بقضية أكثر إرباكاً وخيانة وحسابات قذرة، يرتدي فلسطين بصفتها عمامة موقتة، فيما لا يعنيه وعشاقه دعس هذا الشعار طالما كان في الطريق نحو حبكة سياسية بالغة الخبث. مفتتن هذا الكوكتيل المصنوع على نسق «سمك تمر لبن هندي» بحكاية «ما حدا إلو على حدا جميل»، ولكنه لا يعرف الفرق بين الجميل والعميل، فهو يستخدم كلمة الجميل في هذه العبارة الشعبية فقط، فيما يستبدلها…

آراء

الاتفاق النووي ليس عنوان استقرار لأي بلد خرّبته إيران

الخميس ٠٩ أبريل ٢٠١٥

فور إعلان التوصل إلى «اتفاق نووي» لم ينتظر المجتمع الإيراني إيضاحات ولا تفسيرات، بل تظاهر احتفالاً في الإشارة الأولى إلى العالم بأن شعب إيران شعبٌ طبيعيٌ لا يختلف عن سواه. وكانت المفارقة أن مظاهر المبتهجين بالحدث لا تنمّ عن خروجهم من صفوف «الحرس الثوري» أو «الباسيج»، أو أنهم من مشايعي هذين التنظيمين، إذ هتفوا لوزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قاد مفاوضات يُفترض أن تقود إلى انفراج معيشي ينتظره الإيرانيون منذ أعوام طويلة، وأن يمهّد جوهرياً لعودة إيران إلى الأسرة الدولية كـ «دولة طبيعية». ودلّت التغطية الإعلامية لـ «الاحتفالات» إلى أن الشعب يريد أولاً وأخيراً «رفع العقوبات»، وأنه فهم جيداً أن «الاتفاق المبدئي» لم يظهر إلا لأن القيادة الإيرانية قدّمت التنازلات اللازمة، لكنها تفضل إبراز ما بقي من البرنامج النووي على الاعتراف بما تساقط منه خلال المفاوضات. قد لا تكون إيران تخلّت كلّياً عن حيازة «القنبلة» إلا أنها، على رغم كل التصريحات الانتصارية المخادعة، ستجمّد سعيها إليها لمدّة عشر سنوات على الأقل، سواء بفعل الرقابة المباشرة والمشددة أو بالمناخ الجديد الذي سيفرض نفسه من خلال الانفتاح على الاستثمارات الخارجية المتأهبة لدخول إيران. أما «المكاسب» التي سُلّطت الأضواء عليها (الاحتفاظ بالبرنامج والمنشآت والتخصيب والأبحاث) فكانت كلّها متاحة منذ أعوام، لأنها تتعلّق بمعايير أي برنامج سلمي علني وشفاف يُسمح به لكل الدول…

آراء

هل تخرب علاقة السعودية بمصر؟

الخميس ٠٩ أبريل ٢٠١٥

إلى مصر، تشحن طائرات جديدة من نوع «إف 15» المقاتلة، وصواريخ «هاربوون»، ودبابات «إم 1»، لتنضم إلى أسطول القوات المسلحة المصرية التي تخوض حربًا صعبة في سيناء ضد الجماعات المتطرفة.. وتقوم قواتها بحراسة الحدود مع ليبيا؛ جبهة القتال الثانية. أما لماذا هذا الحب الأميركي الطارئ لحكومة عبد الفتاح السيسي؟ فالسبب أن واشنطن تراجعت عن قراراتها بمعاقبة السلطات المصرية على إقصاء الإخوان المسلمين من الحكم. وهاتف الرئيس الأميركي نظيره الرئيس المصري، في مكالمة مصالحة، يبلغه قرار استئناف المعونة العسكرية والاقتصادية، التي أبرمت منذ زمن الرئيس الأسبق أنور السادات، وكانت الحكومة الأميركية قد جمدتها في أكتوبر (تشرين الأول) 2013. وبهذا تُطوى صفحة تنظيم الإخوان بشكل نهائي من على المسرح الدولي، إلا من العالم الافتراضي، مثل «تويتر» و«فيسبوك». وبعد أن خسر تنظيم الإخوان تأييد الولايات المتحدة لـ«شرعيته»، التفت يأمل في تخريب العلاقات المصرية - العربية، فأشاع أخبارًا وتفسيرات حول غياب القوات المصرية عن القتال إلى جانب حليفتها السعودية، وبقية دول «عاصفة الحزم»، بأن العلاقة انتكست. هذا الافتراض يتجاهل نشاط القوات البحرية المصرية في جنوب مياه البحر الأحمر، أيضًا يتجاهل ما هو أهم؛ العلاقة الاستراتيجية بين البلدين التي صارت أكثر صلابة، ويثمنها الطرفان بشكل كبير في زمن الفوضى الذي لم تعرف له منطقتنا مثيلاً من قبل، من حيث ضخامة وعدد الأحداث المحدقة بكل دولة.…

آراء

ما نفع لبنان للسعودية؟

الخميس ٠٩ أبريل ٢٠١٥

ما الحاجة إلى بلد فيه من يخاصمك ليل نهار، يوجّه إليك سهامه، فإن أخفق في إماتتك جاء معتذراً عن الخطأ؟ لبنان لم ير من السعودية سوى الخير والبناء والتعمير والرزق، وهي التي طوت مرارات الحرب الأهلية الطويلة بـ «اتفاق الطائف» فما حاجتنا إليه، ونحن كلما مددنا يداً للمصافحة أسلم إلينا خنجراً ليس من صنع أهله؟ كلما أسهمنا في إعماره ونجدته صدّر إلينا ولاءه للفقيه وطاعته للسيد؟ نحترم نبلاء لبنان الذين عارضوا وانتصروا، مثل السيد وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع وسواهما من الصادقين الكثر المخلصين لبلدهم والخائفين عليه، لكن هيمنة الحزب وسلاحه واستعراضاته تخنق صوتهم الحضاري، وهو يريد أن يجعل البلد منطقة شقاق وأرض توتر، لأن حضوره ينطفئ كلما استطال الاستقرار. بيروت التي أرهقها الأسد الأب وبعده الابن، ثم فاض عليها «حزب الله» الموالي لطهران، الذي لا يراها سوى مكان يستغله ليحقق رغبة أسياده، لا يستطيع أحد إنقاذها سوى أهلها، فالكرامة لا يصنعها البعيد مهما أحب وأخلص الجهد والعمل. لبنان الذي كان فخر العرب بانفتاحه وتنوعه وتمازجه المذهل، والشهير بمبدأ «النأي بالنفس»، اتضح أن نأيه أحادي الوجهة، حتى إن تلفزيونه الرسمي يفتح باب الشتائم ضد السعودية التي كانت لها اليد الخضراء، والتي وقفت إلى جانب جيشه ليكون اليد الطولى النقية من التمزقات والصراعات. اللبنانيون أصدقاء وأحبة يعيشون في الخليج كأنهم أهله…

آراء

وطن يستحق.. وشعب وفي

الخميس ٠٩ أبريل ٢٠١٥

رغم التحديات التي تطال بلادنا من كل اتجاهه، وهي أصبحت تحديات أوصلت المملكة لدرجة المبادرة بنصرة بلد شقيق واجه انقلابا واحتلالا للسلطة، ومنها برز التحالف الدولي لمواجهة هذه العدوان "الإيراني الحوثي" لكي تعود الأمور إلى نصابها ووضعها الصحيح. ما يحدث من "حرب" الآن ومواجهة فعالة، يجب أن نستذكر أن كل ذلك لم يؤثر على واقع المملكة من الداخل سواء اقتصاديا أو اجتماعيا، بل برز الدور المهم للسياسية الحكيمة للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والذي أكد بحواره مع القادة العسكريين وكلمته لهم "تدافعون عن وطن يستحق.. وشعب وفي"، وهذه تمثل قمة التلاحم والتعاضد بين أبناء هذا الوطن لحمايته ومكتسباته، فمهما كان هناك من نقاش أو حوار أو جدل أو غيرها، نعود إلى الأساس والأصل وهو "الوطن" حبا له ودفعا عنه، وتقدير القيادة بأعلى سلطة لذلك ولهذا الشعب الذي يدافع عنه وطنه. لقد طويت كل شيء وأصبح التركيز الآن كله منصب على هذا الوطن، وخلف قيادة تقود لبر الأمان وحماية وطن، وتأييدا وولاء لها بل ما تقوم به، وصفا واحدا ودعما كليا بهذه المواجهة الحاسمة للوطن، أفتخر بأن أجد هذا الشعب كله يؤازر ويساند ويدعم "عاصفة الحزم" بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وحماية كل ما يهدد هذا الوطن. اقتصاديا وحياة يومية اجتماعية، وكل شؤون حياتنا من عمل ودراسة وتنقل وكل التفاصيل، لم…

آراء

من ندرة المياه إلى ضمان أمنها

الخميس ٠٩ أبريل ٢٠١٥

في اليوم العالمي للمياه، الذي صادف 22 مارس الماضي، حثَّ الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» المجتمع الدولي على التضافر وتوحيد الجهود لمعالجة التحديات الملحة التي تواجه العالم في مجال المياه. وتوقع تقرير الأمم المتحدة حول المياه حصول عجز بنسبة 40% في الإمدادات بحلول عام 2030 ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى تطوير آليات جديدة لإدارة المياه. وباعتبار أن الإمارات العربية المتحدة تقع في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، يعدّ الأمن المائي بالنسبة لنا ضرورة استراتيجية تتطلب تضافر الجهود. وبفضل الرؤية الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة، تم وضع هدف طموح للحد من بصمتنا المائية بنسبة 20% بحلول عام 2030، فضلاً عن تكثيف العمل مع المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول الملائمة لضمان أمن المياه. ويمثل المنتدى العالمي السابع للمياه الذي سينعقد الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، منصةً حيوية لتوحيد الجهود الرامية إلى مواجهة تحديات الحصول على المياه النظيفة. ويقدم هذا المنتدى فرصة ملائمة لتسخير خبراتنا الجماعية لإيجاد مصادر موثوقة للمياه، بصفتها أهم الموارد، وأكثرها ندرةً. وبالنسبة لنا، كانت ندرة المياه واقعاً حقيقياً اختبره شعب الإمارات منذ فجر التاريخ، حيث كان أجدادنا يعتمدون على الآبار والواحات لتلبية احتياجاتهم من المياه. واليوم، حتى بوجود الاقتصاد القوي والبنية التحتية الحديثة، لا تزال الحاجة للمياه في مقدمة أولويات قيادتنا الرشيدة باعتبارها مورداً حيوياً وضرورة…

آراء

لعبة «الشيطان الأكبر»

الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠١٥

إليكم موجزاً لأخبار الأسبوع الماضي، ولكن مع تعديل في الألقاب فقط: «وزير خارجية الشيطان الأكبر ووزير خارجية الملاك الأكبر، يتجولان على ضفاف بحيرة جنيف عشية استكمال محادثات الملف النووي الإيراني». «وزير الشيطان الأكبر يستضيف نظيره وزير الملاك الأكبر، على مائدة عشاء في أحد المطاعم السويسرية». «الشيطان الأكبر يُثني على المهارة التفاوضية لنظيره الملائكي»! ما سبق، نماذج لأخبار عالمية متداولة، تمت إعادة صياغتها فقط وفق لغة الإعلام الإيراني منذ ما بعد الثورة حتى ما قبل الاتفاق النووي. لعبة الشيطان الأكبر ليست جديدة في ألاعيب السياسة، فدول كثيرة استخدمتها سابقاً، إما ضد: الصهيونية أو الإمبريالية أو الشيوعية أو القومية العربية أو الصحوة الإسلامية. بحيث يتحكم هذا التصنيف الشيطاني في تحديد نوعية العدو، فيكون تارة إسرائيل وتارة أخرى «طالبان» أو البعث أو «الإخوان المسلمين» أو «داعش»، وهكذا يتم اكتشاف العدو الأول مجدداً كل حين. ما تختصّ به إيران من دون غيرها في ممارسة هذه اللعبة، أنها أطالت مدة اللعب بورقة «الشيطان الأكبر» لأكثر من خمس وثلاثين سنة، في ممارسة عدائية / طهورية باسم الدين، حتى إذا حانت اللحظة التاريخية لسقوط الأوراق تبين أن الشيطان الأكبر، بالتعاون مع الشياطين الصغار في الغرب، يتفاوض مع الملاك الأكبر ضد مصالح الملائكة الصغار في المنطقة! كل الأوصاف السابقة افتراضية، فلا شيء يؤكد الآن أن الشيطان الأكبر هو…

آراء

رسالة خاصة إلى شيعتنا

الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠١٥

لعل من أكثر القصائد التي اجْتُلِبت من الذاكرة، ساعة انطلقت فعاليات ما سمي «الربيع العربي»، هي قصيدة الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي (لحن الخلود)، التي يقول في مطلعها: إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة *** فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ تلك التي ظلت محفورةً في ذاكرتنا حتى انفجرت كعبوة ناسفة؛ لتجسد واقعاً جلياً عما تنوء به قلوب الشعوب العربية المندحرة ردحاً من الزمن أمام سياسات دولها القمعية، فرحاً وطرباً بـ«الربيع العربي»، الذي ينسج للغد حلماً مسكوناً بالتطلع إلى الحرية والعدالة والمساواة، ثم تراجعت مخذولة بعدما خرجت اللعبة من أيدي الشعوب، وتسلمتها أيدٍ طائفيةٍ عفيةٍ قذرةٍ؛ لتبدد كل الأحلام الشعبوية، وتصيبها بالخذلان المبين، وتنكس راياتها إلى غير رجعة، والأمر من ذلك والأدهى هو نجاح الدعوات الطائفية والجماعات الإرهابية في تمرير أجندتها في عالم يمور في حيص بيص، ويغرق في وحل التفرقة والتشتت، بين أبناء الشعب الواحد، بعدما زرع الخوف بينهم، وفرغ عقولهم وأرواحهم من كل قيم السلم المشمولة بتراثهم الحقيقي. لم يفِ ذلك الطود العظيم من المؤلفات والكتب، التي منها ما اختلق الأزمة وظل ينفخ فيها حتى تورمت وتدحرجت ككتلة ثلج، وباتت كلقيط يبحث في جيناته عن نسب حقيقي له، بدءاً من تعريفها وانتهاءً بصياغات فلسفية قد لا يفهم منها شيئاً إلا في غرز الحشاشين، ويوم وقعت الكارثة تطايرت الأوراق، أو بالأحرى احترقت،…

آراء

«مركز الإمارات» وتحولات المنطقة

الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠١٥

نظم «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» مؤتمره السنوي العشرين بعنوان «الشرق الأوسط وتحولات الأدوار والمصالح والتحالفات»، حضره خبراء وباحثون ومسؤولون، عبَّرت الأوراق المقدمة والتعليقات والمداخلات عن الحالة الحيوية التي يعيشها الخليجيون والعرب، اليوم، بعد «عاصفة الحزم» والقمة العربية الاستثنائية، اللتين عززتا ثقة العرب بقدراتهم على استعادة التوازن الإقليمي، وعلى تجسيد مفهوم الأمن المشترك وتفعيل التعاون العربي لمواجهة التحديات، وأيضاً إرسال رسالة إلى إيران وحلفائها بأن العرب قد ضاقوا بالتدخلات المستمرة في شؤونهم. نعم، «عاصفة الحزم» رسالة بليغة موجهة إلى إيران التي تتباهى بسيطرته على 4 عواصم عربية وبتحكمها في طرق الملاحة العالمية، رسالة قوية توقظ إيران من أحلامها الإمبراطورية، وهي تعكس التحول العربي والخليجي من حالة الإحباط والعجز إلى حالة اليقظة والقدرة على مواجهة التحديات، ليقول الخليجيون والعرب كلمتهم، وليضعوا حداً للعربدة الإيرانية في ديارهم، وليوقفوا مسلسل خطف الشرعية على يد الميليشيات المدعومة خارجياً. لقد آن لدول الاعتدال العربي أن تبرز مخالبها، دفاعاً عن الشرعية وحماية لمصالحها وصوناً لأمنها، فلا يفل الحديد إلا الحديد، وسياسة «الأدب الجم» التي تميز بها الخليجيون في علاقتهم بإيران يجب أن تتوقف، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي يطلق أيادي إيران ووكلائها في المنطقة. لقد كانت آمال الحاضرين وتطلعاتهم أن يستثمر الخليجيون، باعتبارهم مركز الثقل العربي، نجاح تحالف العرب في عملية «عاصفة الحزم» واتفاقهم خلال القمة،…