آراء
الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠١٥
صادف يوم 20 آذار (مارس) الجاري، يوم السعادة العالمي، والذي أقر في الأمم المتحدة في مبادرة من دولة بوتان، وتسعى الأمم المتحدة من هذه الفعالية العالمية إلى تحقيق السعادة بمفهومها الواسع، وأنها جزء أساسي من مفهوم حقوق الإنسان. وقد غطى التقرير 156 بلداً من خلال مقابلات لحوالى 130 ألف شخص في دول البحث، ويركز البحث على معايير السعادة في أوجه عدة، منها قضايا الحرية السياسية والعلاقات الاجتماعية الناجحة في المجتمعات، إضافة إلى معايير الصحة العقلية والجسدية والأمان الوظيفي والأسري ومعدلات الجريمة والفساد في أي مجتمع. وللمعلومية أتت الدول الخليجية في مراتب متقدمة عربياً في هذا التقرير، وتقدمت في مراكزها العالمية من حيث سعادة شعوبها، والمملكة احتلت المركز الخامس عربياً و33 عالمياً، وهذا باعتقادي مركز لا بأس به، ولكن نأمل أن نكون في مركز متقدم في الأعوام المقبلة، وأعتقد بأن قضية الرعاية الصحية لدينا تحتاج إلى الكثير من الاهتمام، حتى تنعكس على سعادتنا، وهذا مطلب بسيط، ويمكن تحقيقه في ظل توافر إمكاناتنا المالية الضخمة، متى ما توافرت الإدارة الناجحة في وزارة الصحة، والتي يبدو أنها تعاني من هذا الإشكال منذ فترة طويلة، وكلنا يتذكر فترة تولي -المرحوم- غازي القصيبي لهذا المنصب والتحولات التي طرأت عليه في تلك الفترة، أما بعد ذلك فهي مرحلة مليئة بالتخبطات والعشوائية وعدم المحاسبة، فأرقام الأخطاء الطبية…
آراء
الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠١٥
شكراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم العرب)، التي وضعت النقاط على الحروف، فخرجت الكلمات أروع، والعبارات أبلغ، تصدح في أرجاء الوطن العربي. عندما يكون الحديث صادراً عن أم الشيوخ وأم الإماراتيين، فلابد أن يفيض بالحكمة، التي يتوجب أن نفكر فيها ونتأملها، لتكون منهاجاً للعمل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأم والزوجة والأخت والابنة. وأكدت سمو الشيخة فاطمة أن المرأة الإماراتية تستطيع مواكبة العصر، دون تفريط في خصوصيتها وشخصيتها وهويتها، أو بالتزامها بتعاليم الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية، والمحافظة على العادات والتقاليد. كان هذا رداً لكل من يروّج بغباءٍ سافر وعقلية «مُخبقة»، أن مواكبة العصر بالتحرر من كل سبق.. يشيعون أنّ الهوية الإماراتية والعادات والتقاليد تعيق تقدم ورفعة المرأة، وأنّ الالتزام بالشريعة الإسلامية يقف بالمرصاد لطموح المرأة في وقتنا الحاضر. يا سادة يا كرام، إنّ مواكبة العصر غير مقترنة بتغيير الملابس، وتفصيل العباءات الكاسية العارية، ولا باستيراد الأفكار الغربية غير المتناسبة مع مجتمعنا، وليست بالتحدث باللغة الإنجليزية بدلعٍ، وإهمال اللغة العربية، ولا شأن لها بمخاطبة الأبناء باللغة الإنجليزية ليتحدثون بلغة عربية مكسّرة، ولا تعني بتاتاً حرية الاختلاء مع الرجال في الأماكن المغلقة، التي تثير الريبة والاشتباه، ولا بالتقاط الصور التي تخدش الحياء وتثير غرائز الرجال، وليست باقتحام المجال الذي لا يتناسب مع ما فطرها الله عليه. نعم، لا نختلف أنَّ المرأة تحتاج…
آراء
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
لم تعد الرقابة على الإنترنت سرية أو خجولة. ولا تشعر الحكومات بالحرج حين تشهر إجراءات ضبط وتعقب جديدة لمستخدمي المواقع الإلكترونية. نعم، انتهى زمن الشعور بالتردد أو الارتباك لدى إعلان أي سلطة خطط رقابية على الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. من يمكنه أن يجادل حكومة حين تقول إنها تفعل ذلك في سياق إجراءات قمع الإرهاب والعنف. بل كيف تقاوم هذا المنطق حين نجد فعلا كيف يجري استخدام الإنترنت ومواقع التواصل للتخطيط والتجنيد وتنسيق هجمات والدعاية. «الرقابة على مواقع الإنترنت موجودة ومستمرة وهي جزء من استراتيجيات العمل الحكومي». قالها رئيس الحكومة التونسية حبيب الصيد بعد الهجوم الدموي على متحف باردو. وهذا الهجوم هو الامتحان الأقسى لهذا البلد الذي يحمل سمات شبه النجاح الوحيد في بلاد الربيع العربي. فقبل هذا الهجوم كنا نكيل المديح للنجاح التونسي في اجتراح ديمقراطية ما عكس الدول التي انقلب ربيعها إلى مقتلة وفوضى، لكن الهجوم الأخير شكل صفعة قاسية لكل من كان يتمسك بأمل اسمه التجربة التونسية. كيف ستكون آليات الرد التونسي تجاه هذه الضربة! هذا الرد سيحدد ما إذا كانت تونس ستقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه ليبيا ومصر واليمن ودول أخرى غرقت في الفوضى في سياق معركتها مع العنف. نعم، هجوم متحف باردو خطير ويهدد التجربة التونسية الهشة والتهديد ليس أمنيا فقط، إنه أيضا…
آراء
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
مؤلم ذلك المشهد، ومؤلمة أكثر منه، حالة عدم الاكتراث، وعدم احترام المكان والزمان والمعلم، ومؤلم أيضاً رؤية جيل جديد يخطو خطواته نحو الفوضى، لا يأبه بأي شيء، ولا يحترم أية قواعد، ويبعد بعيداً عن مساحة الذوق والأدب والأخلاق. مشهد لطلبة في المرحلة الثانوية، يبدو من ملابسهم وشكل الفصل الدراسي أنهم في مدرسة حكومية، يتفاخر أحدهم بالجلوس على الأرض قرب مقعده الدراسي ليدوخ «الدوخة»، ويفخر بكل سحبة ونفخة دخان وهو ينظر إلى كاميرا الهاتف التي يلتقط بها زميله لقطات له، ثم يبعد «الزوم» أكثر فأكثر، لنكتشف أن الطالب يجلس في فصل دراسي، وفي مقدمة الفصل هناك مدرس يجلس على طاولته! «الدوخة» تغزو المجتمع، وتجتاح الفئات العمرية من 14 عاماً فما فوق، وتنتشر في المدارس، والآن نكتشف أنها موجودة حتى داخل الفصول الدراسية، وأثناء الحصص، وبوجود المعلم، يدخنها الطلبة بكل جرأة، وبشكل طبيعي لا يختلف عن إخراج قلم من «المقلمة»، بل إنها أصبحت أداة عادية من أدوات الدراسة، موجودة في جيوب معظم الطلبة، بمختلف أعمارهم، ومراحلهم الدراسية.. أليس ذلك مؤلماً؟! من أين أتى هؤلاء الطلبة الصغار بهذه الجرأة؟ ولماذا أصبحت القوانين المدرسية، وقواعد العلم والأدب آخر ما يهتمون به؟ ولماذا أصبح المدرس ضعيفاً لهذا الحد الذي يجعله لا يحرك ساكناً، بل أصبح وجوده في الصف شكلاً «للديكور» فقط، لا يختلف عن الطاولة…
آراء
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
ليس مستغربا أن يحاول الثنائي اليمني، الرئيس المعزول والحوثيون، اللحاق بالرئيس الشرعي الذي أفلت من أيديهم، وكانوا يحاصرونه في القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، وظهوره فجأة في مدينة عدن، وإعلانه عن نقل العاصمة مؤقتا. ربما كان مفاجئا أن يستخدم الطيران العسكري لقصف الرئيس هادي في عدن، فالمسافة بين المدينتين شاسعة (430 كيلومترا). القصف الجوي لم يعطل نشاط الحكومة الشرعية، وأعطاها دعما كبيرا، خاصة في الجنوب الذي لم يكن متحمسا للإبقاء على الوحدة بين الشمال والجنوب. ووفق المتعاملين مع الوضع في عدن، فإنهم يعتقدون أن إفلات هادي من سجانيه الحوثيين، وقيام المتمردين بمحاولة قتله وقصف عدن، منحاه تعاطفا وشعبية كبيرة. هادي قبل ذلك كان يعاني من التشكيك في قدراته القيادية وشعبيته، المتمردون في الشمال والانفصاليون في الجنوب كانوا يشكلون طابورا كبيرا ضده. الآن هادي يمثل المشروع اليمني الوطني، وتعترف به الشرعية الدولية المتمثِّلة في مجلس الأمن، واتفاق مجلس التعاون الخليجي على دعمه. المشهد تغير قليلا؛ بعد أن كانت المواجهة في صنعاء، انتقلت إلى عدن، وهذا يعبر عن أزمة الرئيس المعزول المسؤول بشكل كبير عن الفوضى والتمرد، والذي مع مرور الوقت يخسر أكثر من الحوثيين. لهذا يريد صالح أن يفرض على الأطراف المؤثرة قراره بتعيين ولده أحمد رئيسا للجمهورية، وإذا لم يستطع فعل ذلك خلال أقل من عام فستتناقص أمواله التي هي خارج…
آراء
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
< مطلوب جهة محايدة وموثوقة. هيئة تمتلك الرصانة العلمية الضرورية. لا تخلط الأرقام بالتمنيات أو الأوهام. هيئة جدّية ومحترمة. تعمل بشفافية ونزاهة، ثم تضع حصيلة جهودها أمام القارئ العربي. من حقّنا أن نعرف. كم عدد الرؤوس التي قُطِعت على يد تنظيم «داعش». ويُستحسن ان يُرفَق العدد بلائحة تُظهِر انتماءات من فُصِلت رؤوسهم عن أجسادهم. طبعاً مع الإشارة الى الذُّنوب التي ارتَكَبوا حتى استحقّوا هذا النوع من العقاب الذي كادت البشرية أن تنساه. من حقّنا أن نعرف أيضاً التزايد المريع في عدد الأرامل في مسارح ما اصطُلِح على تسميته «الربيع العربي». ومن هي الجهة الموكلة إليها رعاية الأرامل الجديدات؟ وهل يحظَيْن برعاية نفسية وطبية، وهل يحصَلْن على شيء من التعويضات؟ من حقّنا ان نتعرف إلى جيوش الأيتام الجدد. أين يقيمون ومَنْ يتولى إعادة تأهيلهم ومن يوفّر لهم الحد الأدنى الضروري، لئلا يكونوا حطباً جاهزاً للتنظيم الذي سيخلف «داعش» في السنوات المقبلة. من حقّنا أن نسأل عن عدد العرب الذين يقيمون الآن في الخيام، بعدما اقتُلِعوا من منازلهم بفعل الرعب من التنظيم المتوحش أو قذائف الميليشيات او براميل الجيوش. وماذا عن اوضاع مَنْ فاضت بهم بلادهم ودفعتهم الى الدول المجاورة، ينتظرون صَدَقات المحسنين؟ وهل صحيح ان بعض أطفالهم مات من شدة الصقيع وشدة الجوع؟ من حقّنا أن نعرف عدد الذين ماتوا تحت…
آراء
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠١٥
لو عاد الزمن بالخليجيين إلى عام 2011، هل سيسلكون المسلك نفسه في علاج الأزمة اليمنية؟ هل كانوا ليتخلون عن الرئيس القوي علي عبدالله صالح الذي كان يستطيع بمساعدتهم حكم اليمن وبسط سيطرة الدولة على التراب اليمني كافة أم سيعملون مع القوى الثائرة على ضمان وحدة اليمن من خلال إبقاء الرئيس السابق في سجن المنفى وعزله تماماً عن مصادر قوته في الداخل؟ هل كانوا سيراجعون المبادرة الخليجية بحيث تجرّم صالح وتضعه وجهاً لوجه أمام العدالة الدولية أم سيعيدون ما فعلوه نفسه طمعاً في سيناريوات جديدة ومختلفة؟ مشكلة دول المنطقة، واليمن ودول الخليج ليست استثناءً، أنها تعتقد بأن الاستقرار السياسي والديموقراطية يأتيان بالنيات الطيبة والأماني المخلصة. يعتقد المسؤولون في هذا الجزء من العالم أن الأمور تسير دائماً وفق ما هو مخطط لها على الورق. يظنون أن النظرية تؤدي دائماً إلى التطبيق من غير الحاجة إلى توفير البيئات المناسبة والشروط اللازمة للانتقال من الأمنية إلى الواقع. هذا ما حدث مع الأزمة اليمنية بالضبط في عام 2011. اجتمع الخليجيون مع القوى اليمنية ومن بينها كتلة علي عبدالله صالح، واتفقوا على أن يخرج الرئيس من دائرة الحكم معززاً مكرماً محصناً ضد الملاحقة القانونية، ويُسلم اليمن إلى رئيس توافقي على أن يختار اليمنيون بعد ذلك رئيسهم في انتخابات عامة. جرت الأمور ببساطة شديدة، واختلط لمعان الأسنان…
آراء
الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥
أيهما أخطر على المنطقة العربية «إيران الإسلامية» أم «دولة داعش الإسلامية»؟ بصراحة، يقول وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، «إيران أخطر من داعش ألف مرة»! ويضيف: «إن هذا التنظيم الإرهابي الذي تجاوز كل الحدود في جرائمه.. هو مجرد مجموعة صغيرة بالإمكان محاصرتها والقضاء عليها في النهاية. أما بالنسبة لإيران فإن الأمور أكثر تعقيداً وأكثر خطورة، فهي أصبحت عملياً تهيمن على أربع دول عربية، العراق وسوريا ولبنان واليمن». إن هيمنة إيران على العراق قد تكون كذلك الأخطر في تحليل مراسلة الشرق الأوسط «منى علمي»، التي تقول إن «مع موارد العراق الشاسعة، تبقى الميليشيات العراقية الشيعية أغنى بكثير من نسخة «حزب الله اللبناني». إيران في صراع مرير مع السعودية ودول الخليج ودول عربية أخرى، في دعمها للنظام السوري على امتداد أربع سنين ومئات الآلاف من الضحايا، رغم استياء كل عقلاء إيران والشيعة، الذين يذكرون جيداً ويعرفون أن معظم الإرهابيين الذين قدموا إلى العراق بعد عام 2003 وقتلوا آلافا مؤلفة من الشيعة كانوا يتجمعون في سوريا ويتدربون في اللاذقية وتسهل لهم سبل اختراق الحدود العراقية، وكان باستطاعة إيران أن تضغط على سوريا ولكنها لم تفعل، لأن إيران كانت مثل سوريا في خوف شديد من نجاح تجربة العراق بعد سقوط صدام. «إيران على الجهات السعودية» يقول الإعلامي البارز عبدالرحمن الراشد ويضيف: «سبق أن التقت…
آراء
الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥
هل هناك حل سياسي ممكن في سورية؟ السياسة هي فن الممكن، كما يقال. لكنها لا يمكن أن تكون كذلك من دون توافر شروطها ومعطياتها. هناك سؤال آخر: هل يمكن أن يكون هناك حل في سورية من دون حل في العراق؟ هذا مستحيل. فصلُ الحالين كان ممكناً بُعيد الاحتلال الأميركي للعراق ومع بدايات الثورة السورية. أما الآن فقد تداخلت وتعقدت علاقة الارتباط الشرطي بين الحالين. إيران هي اللاعب الرئيسي في العراق وسورية. تقاتل في كلا البلدين بأموالها وأسلحتها واستخباراتها وجنرالاتها. الميليشيات التي تقاتل في العراق، خصوصاً الشيعية منها، هي نفسها التي تقاتل في سورية. هدف إيران في كليهما واحد: الإبقاء على حكومة شيعية في العراق، وعلى بشار الأسد العلوي في سورية. ما يعني أن مصلحة إيران في إيجاد حل سياسي في سورية مرتبطة عضوياً بحل سياسي في العراق، والعكس صحيح. معطيات المشهد تقول أن العرب وأميركا يحاربون - بالنيابة عن إيران - الميليشيات السُنّية في العراق وسورية، ويلتزمون الصمت إزاء الميليشيات الشيعية المنتظمة في الحرب ذاتها بتوجيه وتمويل إيراني. والمدهش أنها حرب مجانية يخوضها العرب والأميركيون لتخليص إيران من ألد أعدائها في المنطقة، ويفعلون ذلك من دون أي مقابل! يتصرف العرب في المشهد من دون استراتيجية يهتدون بها. مثل باراك أوباما هم في حال ارتباك. ينتظمون في ما يسمونه «حرباً على…
آراء
الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥
كتبت مرارا على هذه الصفحة مطالبا الرياض ببذل جهد، هو في نظري واجب الجيرة عليها، وهو أيضا أمر يتعلق بأمن المملكة المرتبط عضويا باستقرار اليمن، كما أن وشائج الرحم والقربى بين البلدين لا تحتاج إلى براهين.. في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 نشرت مقالتي الأسبوعية هنا تحت عنوان «الدور السعودي المأمول في اليمن» وقلت «إن اليمن اليوم – أكثر من أي وقت مضى – في أمسّ الحاجة إلى يد العون والمساعدة الأخوية الصادقة، ولا يمكن أن أتصور أن الرياض ستتركه لمصير يلحقه بما يجري في أقطار عربية صارت مناظر الدماء والشقاق والكراهية هي العنوان البارز لمجتمعاتها، وعليها واجب الأخوة والجيرة، كما أن عليها مسؤولية العيش المشترك بين جارين لا يفصلهما سوى خطوط على خريطة، ويجمعهما تاريخ وإرث وعقيدة، وفوق كل ذلك مصير مشترك، فهما يواجهان أعداء لا يألون جهدا في بث الفرقة وزرع الفتن وخلق النزاعات».. وكتبت أن المملكة هي «الجار الأكثر تأثرا بما يدور في اليمن والبلد الأكثر تأثيرا ومعرفة وإدراكا بمجريات السياسة اليمنية وتشعباتها». منذ ذلك الحين تغيرت معالم المشهد السياسي وأصبح مشوشا إلى درجة أجد صعوبة - وأتصور أن كثيرين غيري يعانون منها - في استيعاب المتتالية العبثية لسير الأحداث وممارسات الساسة اليمنيين وسعيهم الدؤوب كي يرسخوا أمرا واقعا يفرضونه على البلاد وفي نفس الوقت لا يخجلون…
آراء
الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥
لم يكن مستغربا ردود الأفعال المستهجنة من قبل الكثير من المسؤولين والمحللين العرب تجاه تصريحات علي يونسي، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني لشؤون القوميات والأقليات الدينية، ووزير الاستخبارات السابق في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي وصف بغداد بعاصمة إيران حاليا كما كانت في السابق. ولعل لسان حال القارئ يقول إذا كان هذا الأمر ليس بمستغرب وهو كذلك بالفعل، فما هو الأمر الآخر الذي من شأننا اعتباره أمرا غريبا في هذه المسألة؟ نسير في السطور القادمة لنستشف بُعدا آخر متمثلا في تتبع الموقف الإيراني ومسؤوليه تجاه تلك التصريحات، وما هي أبعاد ذلك الموقف وحقيقته. بادئ ذي بدئ، نستعرض تصريح علي يونسي الذي جاء كالتالي: «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا»، وفي موضوع متصل قال «إن إيران تنوي تأسيس (اتحاد) ولا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية، يجب أن تقترب من بعضها البعض.. لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالميا وأن نعمل إيرانيا وقوميا». وأدعو القارئ هنا إلى أن يستذكر معي لاحقا عبارة «أن نعمل إيرانيا وقوميا» وما الرابط بين هذه العبارة وبين عنوان المقالة. وما إن أطلق يونسي تصريحاته، حتى جاءت ردود فعل قوية من…
آراء
السبت ٢١ مارس ٢٠١٥
قال رئيس اللجنة الوطنية للسياحة والسفر الدكتور ناصر الطيار لهذه الصحيفة أمس: «إن رحلات دبي والدوحة والكويت تم إغلاقها بالكامل خلال إجازة الربيع». دبي محطة تقليدية للسياح السعوديين حتى في آب (أغسطس)، لكن اللافت والغريب دخول الدوحة والكويت ضمن الوجهات السياحية، وإن كانت الأخيرة تشهد هذه الأيام حفلات مهرجان فبراير الغنائية. الدوحة والكويت معظم زوارهما المألوفين من مستخدمي الطرق البرية الذين يذهبون لرؤية أقاربهم، أما أن يصل الأمر إلى درجة عدم وجود مقعد طيران إليهما خلال الإجازة فهذا إعلان عن مزاج سياحي جديد يقبل أي شيء من أجل السفر. لا شيء في الكويت يختلف أو يفوق الرياض وجدة، بل تتميزان بالتنوع والتعدد الذي لا يتوافر في الكويت. الدوحة غالية جداً ومحدودة الخيارات، فمناخها متطابق مع المنطقة الشرقية، وشواطئها لا تختلف عن الدمام والخبر من دون ذكر مزايا شواطئ جدة وتبوك والشقيق، فلماذا يدفع ساكن الرياض، مثلاً، كل هذه المبالغ وهو قادر أن يركب سيارته أو القطار ليصل إلى شواطئ الشرقية الواسعة؟ الشيئان الوحيدان المختلفان هما: السينما، ومرونة الحركة الاجتماعية، فهل هما أو أحدهما هو الدافع لاختيارهما؟ هل يبلغ الولع السعودي بالسينما هذا الحد حتى إن بلغت كلفة التذكرة ألف ريال أو يزيد؟ السياحة اكتشاف ومقاربة المختلف مكاناً وثقافة، ما يجعل أوروبا ومصر وتركيا أماكن سياحية مفضلة تمثل تجربة مختلفة بحكم…