آراء
السبت ٢١ مارس ٢٠١٥
ينطبق على المرحلة السياسية العالمية وخاصة ما يتعلق بالمنطقة العربية بأنها تتبع سياسة المتاهات، أو سياسة قل أي شيء ثم افعل ما تريد الوصول إليه فعلياً. نفتح باب المتاهات فيقابلنا تصريح وزير الخارجية الأمريكي (كيري) قائلاً إن التفاوض مع النظام السوري ممكن لإنهاء حالة الحرب، ثم يعقبه رد فعل من واشنطن يؤكد أن لا تفاوض مع الأسد. وكذلك تفعل بريطانيا التي عادة لا تخرج عن الخط الأمريكي! في قضية إيران التي تهدد بإزالة اسرائيل، اتجهت بنادقها إلى العراق وسورية ولبنان واليمن. تاجرت بقضية فلسطين لكنها خدمت إسرائيل بإشعال الحرب الطائفية، والعمل على إشغال العرب وإضعافهم. حالة ضعف دفعت رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يعلن بكل برود وعنجهية تتجاهل كل ما سبق من قرارات واتفاقيات، ليعلن صراحة أن دولة فلسطين لن تقوم وأن بناء المستوطنات سوف يستمر. إن نتنياهو يعلن ذلك بعد أن عاد من أمريكا بشعور المنتصر الذي استطاع أن يخاطب الكونجرس ويكسب تأييده في قضية السلاح النووي الإيراني رغم أنف البيت الأبيض!! ولم يجرؤ عضو في الكونجرس على طرح قضية حقوق الإنسان. ولم يسأل أحد نتنياهو أين يكمن خطر إيران على إسرائيل؟ ومتى هاجمت إسرائيل؟ ثم هل يتذكر العالم ملف فلسطين؟ بعد أن أصبح لدينا أكثر من فلسطين؟ هل تهميش قضية فلسطين هو أحد نتائج الفوضى الخلاقة؟ هنا يتكرر السؤال:…
آراء
السبت ٢١ مارس ٢٠١٥
ترددت في تلبية الدعوة إلى زيارة مخيم الزعتري، حيث يقيم أكثر من 80 ألف لاجئ سوري في الأردن غير بعيدين من حدود بلادهم. خشيت أن أتعرض مع من معي إلى ما تعرض له المبعوث الأممي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في تشرين الأول (أكتوبر) 2012، عندما احتج مئات من اللاجئين، وقيل إن بعضهم رموه بالحجارة لشعورهم أنه يسوف بهم وعاجز عن وقف الحرب الظالمة التي شردتهم. لم يتحسن شيء منذ زيارة الإبراهيمي التي لم تسفر عن شيء، مثل زيارتي الإثنين الماضي مع مجموعة من الباحثين معظمهم ألمان، على هامش حلقة نقاش عقدوها في عمّان. وسمعت خلال الزيارة عبارة تختصر معاناة اللاجئين والشعب السوري عموماً «نلتقي دوماً بوفود، نعرض عليهم معاناتنا، ونقدم لهم مطالب متواضعة ويعطوننا وعوداً، ثم لا يحصل شيء». سمعت هذا العتب وسكتّ مع غيري، لأننا لا نستطيع أن نكذب، فلا شيء في الأفق يدعو إلى التفاؤل في ما يخص الشأن السوري. في تلك الزيارة قبل عامين، وعد الإبراهيمي بأنه «سينقل ما رأى في المخيم إلى الأمم المتحدة». لابد من أنه فعل. حصل الكثير منذ أن صرح بذلك، ولكن ليس ما يوقف معاناتهم أو يعيدهم إلى وطنهم. استقال الإبراهيمي وجاء مبعوث أممي جديد بأفكار جديدة، تضاعف سكان المخيم وتحول من مخيم إلى مدينة كرافانات تضم 84 ألف سوري، ومر…
آراء
السبت ٢١ مارس ٢٠١٥
نجاح هذه المدينة ثابت وليس محل تشكيك أو جدل، وهي لم تعد تجربة ولا مشروعا، بل كيانا مدنيا واقفا بذاته، ومن حق كل من شاء أن يكّونَ رأيه فيها. الناس المعجبة أرجعت النجاح إلى أسباب مختلفة وأخطأت. من قال إن دبي أدركت أهمية المستثمرين العرب والأجانب، فشرعت لهم الأبواب، وهم من قاموا بالمهام الضخمة التي وضعت المدينة على الخريطة. ومع أن الاستثمار الأجنبي فاعل أساسي في مسار تنمية دبي، إلا أن هذا ليس صانع دبي، لأن الاستثمارات متوفرة في كل المنطقة من بحر بيروت إلى محيط المغرب، لكنها لم تصنع شيئا كبيرا كدبي. والحقيقة أن معظم مشاريع دبي الضخمة، من النخلة الأولى إلى منطقة وسط المدينة العملاقة، بما فيها المول العملاق وبرج خليفة، وكذلك شبه مدن صغيرة داخل دبي مثل المارينا، والواجهة البحرية السكنية، والمدينة الملاحية، وقرية الشحن، والمطار، وشركتي الطيران، ومنطقة جبل علي الصناعية، كلها مشاريع من تفكير وتخطيط مؤسسات حكومة دبي، وكان دور المستثمر الأجنبي فيها الاستفادة من الفرص المربحة له دائما. وهناك من عزا النجاح للقطاع الخاص المحلي، وأن الحكومة مجرد إطار يقدم له خدمات الكهرباء والماء. هؤلاء ينسون أن حكومة دبي تملك معظم الشركات الكبرى، وقيادة القطاعين العام والخاص الفعلية واحدة، تحت شخص الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي. أيضا، لا ننسى عاملا مهما، وهو أن…
آراء
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥
لقد تناولت في مقالات ثلاث سابقة، حالة تشكيل وإعادة تشكيل العالم العربي، إثر مشروعي سايكس بيكو الأوروبي، بداية القرن العشرين، والشرق الأوسط الجديد، الأميركي، بداية القرن الحادي والعشرين. وفي إحدى مقالاتي استعرضت في عجالة الدور الذي لعبته تركيا، في مشروع سايكس بيكو الذي أتى على حسابها، كما يبدو. وفي الحقيقة هو لم يأت على حساب الجمهورية التركية الأتاتوركية الوليدة حينها، وإنما أتى على حساب تركيا، الخلافة الإسلامية التي أصبحت جزءا من الماضي. فعندما هجمت جيوش القوى الأوروبية الناشئة حينها في البلقان واليونان، على ما بقي من جسد دولة الخلافة العثمانية لتقطيعه والتهام ما بقي منه، بعد هزيمتها مع دول المحور في الحرب العالمية الأولى، تصدى لها الجيش التركي وبكل حزم وشجاعة، بقيادة قائده الفذ حينها، كمال مصطفى أتاتورك، الذي أعاد للجيش التركي تماسكه، بعد محاولة تفكيكه والقضاء عليه، وطردها من حدود تركيا المتعارف عليه اليوم. وقبل ذلك، كان قد تصدى الجيش التركي، وبشجاعة مبهرة، لمحاولة غزو الجيش البريطاني لمضيق الدردنيل والسيطرة عليه، إذ تم دحره في معركة قاليبولي عام 1915 التي بسببها فقد السير ونستون تشرشل، قائد البحرية البريطانية حينها منصبه، وكادت أن تفقده مستقبله السياسي في بريطانيا. وفي نفس الوقت، رفعت معركة قاليبولي من شأن قائد الجيش التركي مصطفى كمال أتاتورك، وحولته من أحد قيادات الجيش التركي، إلى بطل…
آراء
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥
عاش المحاسب المالي، براندون ستانتون، مواليد 1984، أزمة شخصية ومالية بعد طرده من عمله في إحدى الشركات الخاصة. ظل فترة طويلة يبحث عن وظيفة تسد جوعه وتقيم أوده بلا نتيجة. اشترى له كاميرا شبه احترافية من نوع «كانون» وحاول أن يتعلم عليها التصوير؛ ليخفف من حدة آلامه النفسية. شرع فور أن اقتنى الكاميرا في تصوير المناظر الطبيعية والمباني المميزة. لكن بعد فترة استوقفته تعابير مطلية على وجه أسرة في قطار. التقط صورة لها دون إذنها. وتأمل الصورة ووجد فيها قصصا لم يستطع التقاطها في المناظر الطبيعية أو المباني. قرر أن يبدأ خطوة جديدة ترتكز على التقاط الصور للبشر وليس الحجر. راقت له الفكرة جدا ولا سيما بعد أن انطلق في بلورتها إلى واقع. توهجت التجربة عندما زار نيويورك. لم يلتقط صورا لتمثال الحرية أو برودواي أو معالم تايمز سكوير. التقط صورا للعابرين في نيويورك. لكن بعد الحصول على إذنهم هذه المرة. كان أصعب شيء هو أن يتحلى بالشجاعة ويتقدم نحوهم ويطلب أن يصورهم. ردود أفعال أصدقائه الإيجابية دفعته إلى تخصيص ملف لهذه الصور في "الفيسبوك" بعنوان (البشر في نيويورك). كان مقررا أن يبقى أسبوعا في المدينة الأمريكية المزدحمة، بيد أن القصص التي رآها والتعليقات التي تصفحها جعلته يمدد الإقامة في نيويورك حتى إشعار آخر. تطورت الفكرة. أضاف إليها تعليقا. كان…
آراء
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥
يدخل اليمن، وندخل معه نحن عرب المشرق والخليج، في أزمة طاحنة هي الرابعة أو الخامسة خلال السنوات الخمس الماضية. وهي أزمة لها أربعة مظاهر: تفكك الدول والمجتمعات، وعجز دول المجموعة العربية على وجه الانفراد أو الثنائية أو الاجتماع عن اجتراح تدخل شامل للتوقي فالعلاج، واستشراء التدخل الإقليمي والدولي، وتفاقم التطرف والعنف باسم الدين. وقد فكرت طويلا في ترتيب مظاهر الظاهرة الهائلة هذه من حيث البروز والأهمية حتى ارتأيت هذا الترتيب السالف الذكر. فالتفكك هو الأبرز بالفعل، كما ظهر في بدايات حركات التغيير في عام 2011، فقد أصرّ معظم الذين تحركت شعوبهم ضدهم على المواجهة حتى النهاية من مثل النظامين السوري والعراقي، والنظام الليبي. وما اعتنى أي من هؤلاء بالحيلولة دون الخراب والتخريب الناجمين عن الاستخدام المفرط للعنف. وفي الوقت ذاته، فإن القوى المجتمعية التي تحركت ما استطاعت أو ما أرادت الوصول إلى قواسم مشتركة في ما بينها قبل الحديث عن القواسم المشتركة مع النظام الذي ثارت عليه. ومنذ البداية غلبت وجوه الوعي المحلي والإثني والمذهبي، التي واجهتها الأنظمة بالعنف والتدمير والتهجير. ولذا يمكن الحديث منذ نهايات عام 2011 عن واقعتين متلازمتين: الديكتاتورية المفرطة والقاتلة كأنما الحاكم مستعمر أجنبي، وفي المقابل مسارات متسارعة باتجاه النزاعات التي تشبه الحروب الأهلية. كيف واجه العقل السياسي العربي هذا الأمر؟ لقد جرت مواجهة الظاهرة بالأشكال…
آراء
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥
هل في العالم من حولنا أزمة تسمى «سوريا»؟ عند بدايات سقوط أوراق «الخريف العربي» كانت السياسة الأميركية تطرح نفسها -وليست تسييسها- على أساس أنها ضد نظام الأسد ومع الشعب السوري قلباً وقالباً، وبعد بلوغ الأزمة ذروتها تحولت السياسة قلباً مع الأسد وقالباً مع الشعب. في خضم انشغال الناس بتفاصيل كوارث «الخريف العربي» الذي تحول إلى «خروف» يتم التضحية به باسم شعارات هلامية براقة ليس لها في الأرض قاع ولا في السماء قائم، فهي معلقة لا تنتمي لا إلى هذا ولا إلى ذاك، ينسى الناس معنى السياسة ومتغيراتها، فأميركا لو أرادت التخلص من الأسد لعاملته كما عاملت صدام دون أن تشاور قريباً ولا بعيداً. فكلمة انقلاب في السياسة الخارجية الأميركية مع الأزمة السورية أو الأسد على وجه التحديد، وضرورة التفاوض معه، كبيرة في استخداماتها وثقيلة في مفاعيلها لأنها شرق أوسطية أو من متداولات العالم الثالث تحديداً. فالسياسة الأصل فيها التغيير أو المرونة والتأقلم مع الأوضاع المتقلبة، فهي التي تحدد الانقلاب في المفاهيم والمفاعيل السلمية والحربية، نووية كانت أو تقليدية. والأدلة عديدة على عدم إرادة أميركا استبدال الأسد بغيره لأنه أنسب شخص يخدم إسرائيل في هذه المرحلة من عمر «الخروف العربي»، فعندما نقول ذلك، نرى الشواهد في مؤتمر جنيف 1 و2 واضحة فليس هناك بند واحد يدعو إلى تنحي الأسد، بل كل…
آراء
الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥
أخطر الأمراض هو أن تكون لا أحد لأيّ أحد «الأم تريزا». تعرفتُ إلى أحمد الأنصاري خلال دورة الحوكمة التي كان محاضراً فيها، ثم شرَعتُ بالتواصل معه على «الواتس أب». وعلى الرغم من قلة رسائله إلا أنها مميزة، لذلك أحرص دائماً على قراءتها، وكان آخر ما قرأتُ له هذه القصةَ الطريفة: «عائلة ميكال» عائلة عراقية ثرية جداً من سكان البصرة، نزلت في مدينة صُحار على مَتْن سفينة كبيرة، ثمّ علقتْ العائلة هناك ولم تتمكن من العودة بسبب الغبار والرياح والأمطار التي هطلت لثلاثة أشهر متتالية، فأدّى ذلك إلى نفاذ مؤنهم ونقودهم، فنزلوا ضيوفًا على «ابن دريد»، فأكرم مثواهم وأحسن إليهم، حتى إنه أحرق بعض مقتنيات منزله المصنوعة من الخشب؛ لتدفئة ضيوفه وطبخ الطعام لهم. وحينما هدأت العاصفة عادتْ عائلة ميكال إلى البصرة، بعد أن طلبت من ابن دريد اللّحاق بها إلى العراق، عسى أن يعلِّم أبناءها شيئاً من الشعر والأدب العربي، لبّى ابن دريد طلبهم، لكنّه فوجئ ببرودة الاستقبال، وفتور في التكريم على غير ما تَوقّع، ما أدى إلى شعوره بالإهانة والخذلان والضيق، فقرر العودة إلى مدينة صُحار، وبالفعل عاد إلى عُمَان بعد بضعة أشهر. وبنزوله في ميناء صحار وجد الفرحة والبهجة مرتسمة في وجوه المستقبلين له من أهله وأقاربه، وآنس في مظهرهم علامات الثراء، فسألهم: ما الأمر، وكيفَ تبدل الحال…
آراء
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
لسبب وجيه بسيط، سألت عن صحة أصابع اليد اليمنى للصديق الشقيق، عبده خال، ولم أسأل عن لسانه الذي صمت عن الكلام في وعكة صحية طارئة. ذاك لأن (أبا وشل) لم يكن في المشهد الإبداعي العربي مجرد (ظاهرة صوتية) لسانية بقدر ما كان فعلا، كتبت ثلاث من أصابع يده اليمنى حكاية الأرض والطين ومآسي القرى وأماسي القصور المترفة. هو باختصار واحد من بيننا الذي تبدو صحة أصابعه أهم من صحة لسانه الذي (تلعثم) عن الكلام حتى تكاد تقول إن (المرض) الطارئ نفسه يعرف ماذا يصطاد ويعرف ماذا يترك. مشكلة عبده خال أنه كتب لمجتمع لا يحبذ الاعتراف بمآسيه ولا بقصص القاع المجتمعي الموغلة في الحرمان والألم والبؤس. مشكلته أنه كاتب قصص وروايات المهمشين على أطراف أظافر هذا المجتمع. مشكلة عبده خال الأساسية أنه كان نهرا روائيا جارفا، ولكن بلا ماكينة إعلامية تضعه في المكان الصحيح الذي يستحق في عالم الإبداع الروائي للغة العرب بجانب نجيب محفوظ ومحمد شكري ويوسف إدريس وحنا مينه. وحتى حينما فاز بجائزة (البوكر) العالمية، أخذتنا الدهشة لحظة الإعلان، لأن عبده خال كان يجلس لحظتها في (دبي) على طاولة مستديرة مع سبعة من دهاقنة الرواية العربية. مشكلة عبده خال أنه كتب (مدن تأكل العشب) لمجتمع مدني خالص وصحراوي لا يرى مساحة حديقة صغيرة من العشب الأخضر. مشكلته أنه…
آراء
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
معركة تطهير مدينة تكريت من تنظيم داعش الإرهابي كشفت عن عمق الدور الإيراني العسكري، وسلطة قيادات من الحرس الثوري الإيراني على ما سمي «الحشد الشعبي»، وهي ميليشيات موازية للجيش العراقي. إيران أرسلت قوات ومستشارين وأسلحة، وكرر قادتها الأمنيون أقوالهم بأنهم هم الذين أنقذوا النظام وبغداد. وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شبكة صواريخ متقدمة نصبتها إيران داخل الأراضي العراقية، كما تحدثت قيادات عراقية عن صفقة مشتريات عسكرية من إيران بعشرة مليارات دولار. هذه ليست مظاهر دعم إيراني مؤقت للعراق في محنته، بل مشروع هيمنة واستيلاء من قبل الإيرانيين على جارهم العراق، الغني بالنفط وذي الموقع الجيوستراتيجي. الذي تغير منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أن إيران لم تعد تكتفي بالاعتماد على مكتب رئيس الحكومة نوري المالكي، بعد أن تم إسقاطه بشكل دستوري من قبل أغلبية القوى العراقية، وكان المالكي حليفا لصيقا لها، بل قررت أن تكون موجودة في كل المراكز العراقية؛ السياسية والعسكرية والحزبية والدينية. الزحف الإيراني على العراق، والهيمنة على صناعة قرار بغداد قد يعبر عن رغبة منها في حسم الصراع الإقليمي، بحيث تكون مهيمنة على سوريا والعراق، ويعني هذا تلقائيا هيمنة على معظم المشرق العربي، بما فيه الخليج. زاد قلق إيران عندما تمكنت القوى العراقية من إخراج المالكي الذي كان متشبثا بكرسي الحكم، وكان ينوي التجديد لنفسه أربع سنوات أخرى،…
آراء
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
الحدث ينظم للمرة الأولى، ليس على المستوى المحلي، بل العالمي، فلم يحدث أن نُظّمت قمة للتواصل الاجتماعي، ولم يحدث أن اجتمع عدد كبير من مستخدمي هذه الوسائل، والمؤثرين فيها، تحت سقف واحد، للتناقش والتباحث والتعارف والتواصل، وهذه ميزة دبي دائماً، سباقة وتنتزع الريادة في الأفكار الحديثة. تنظيم هذه القمة هو في حد ذاته قمة الذكاء، والأسباب كثيرة، فلقد ضمت سلسلة من الفعاليات والأنشطة المبتكرة كلياً، من حيث المفهوم والتطبيق، ما عزز من قيمة الحدث، والأهم من ذلك أنها قمة جمعت بين المبدعين الشباب، الذين يملكون أفكاراً رائدة ومفيدة، ويُحسنون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفائدة المجتمعات التي يعيشون فيها، وبين الممولين الراغبين في الاستفادة من هذه الأفكار، وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية تسعى للربحية، وفي ذلك فوائد عدة سيجنيها الجميع. قمة التواصل الاجتماعي ضربت عصافير عدة بحجر واحد، ففيها جهد كبير من أجل تحسين و«تنظيف» بيئة مواقع التواصل الاجتماعي التي لوّثها البعض بأفكار وممارسات مشينة، لأنهم صغار عقول لا يعرفون كيفية استخدام التقنية إلا بأسوأ وأبشع صورها، لا يعرفون من الحوار سوى الشتيمة والسب، فجاءت فعالية «جلسات دردشات» المبتكرة في القمة، لتقدم نموذجاً حديثاً وعصرياً لعرض الآراء والأفكار، وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة، وفيها التقى أبرز المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم، مباشرة مع الحضور، من خلال جلسات تفاعلية ناقشت…
آراء
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
عاشت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تطورا ملحوظا وتحولا نحو التحديث الحضاري والتنمية الاقتصادية، حيث برز ذلك منذ اللحظة الأولى التي اكتشف فيها النفط في المنطقة الشرقية من بلادنا. إذ أسهم هذا المنعطف الكبير في تاريخ اقتصاد المجتمع إلى الاتجاه نحو الأخذ بالوسائل المادية للحضارة: السيارة والطائرة والقطار، الهاتف والتلفزيون، مواد البناء الحديثة، وواكب ذلك انضواء أفراد المجتمع السعودي تحت لواء الدولة ومؤسساتها بعد أن كانوا شيعا وقبائل متناحرة، لينشغلوا بتنمية ذواتهم في عدة أنشطة تراوحت ما بين الزراعة إلى التجارة الخارجية. مضى اليوم على هذا التطور أكثر من 85 عاما، ولكن يجب الاعتراف وبكل شفافية أن حكاية التطور الاقتصادي لم تكن طبيعية بما يكفي للقول إنها نقلة حضارية، وبمعنى آخر إن لم تمرّ بالتدرج الحضاري والتحديث المادي، بل عاشت مرحلة تغيير (راديكالية) نقلت حياة المجتمع بشكل مفاجئ من البداوة والريف إلى تكوين المجتمعات الحضرية، على الأقل على المستوى المادي للحضارة، بعد أن أصبح ريع البترول يجلب لنا كل ما نتوق إليه، دون المرور بالمرحلة "الصناعية" التي تعبّر عن الإنتاج والإنجاز والاكتفاء الذاتي إلى حد معقول نسبيا. ومع وجود الطفرة الاقتصادية هذه، يمكن القول إنها أسهمت بقوة في تحقيق جانب كبير من التحديث التنموي، لكنها لم تسهم في التحول إلى المدنية الاجتماعية،…