آراء

آراء

أسعار النفط.. إلى أين؟

الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥

من المتوقع أن تشتد المنافسة بين مصدري النفط في العالم في الفترة القادمة وسط اتهامات واختلافات حادة وتقديم خصومات غير مسبوقة لكسب المزيد من الزبائن وزيادة الحصة السوقية لكل دولة.. هذه إحدى النتائج التي توصلت إليها الندوة المهمة التي نظمها الأسبوع الماضي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان «تطورات أسواق النفط الراهنة وانعكاساتها على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وساهم فيها نخبة من الخبراء الأجانب والمحليين. وإلى جانب دول مجلس التعاون تم تناول أوضاع بعض البلدان الرئيسية المنتجة للنفط، كروسيا وإيران والعراق وإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة والذي أضحى يُشكل 70% من إنتاجها من النفط، ويؤثر بصورة كبيرة ومباشرة في إيجاد فائض أدى إلى تدهور الأسعار في الآونة الأخيرة. وفيما يتعلق بروسيا باعتبارها أكبر منتج للنفط في العالم، فإنها بحاجة متزايدة لعائدات صادراتها من النفط والغاز، وبالأخص بعد تعقد الأزمة الأوكرانية والعقوبات المفروضة عليها من الغرب، مما يتوقع معه أن ترفع إنتاجها، كما صرح وزير الطاقة الروسي ليتجاوز عشرة ملايين برميل يومياً. أما إيران التي تطالب دول مجلس التعاون الخليجي بتخفيض إنتاجها، فإنها عازمة بدورها على زيادة الإنتاج إلى أربعة ملايين برميل يومياً وفق تصريحات وزير النفط الإيراني، إلا أن ذلك سيعتمد على مدى إمكانية توصلها إلى اتفاق مع بلدان 5 +1، وبالتالي رفع العقوبات المفروضة عليها،…

آراء

إيران الملالي: سيناريو ألمانيا النازية القادم في الخليج؟

الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥

بعد أن فقدت قرابة المليونين من أبنائها، خسرت الإمبراطورية الألمانية الحرب التي ابتدأتها، فاستسلمت بهزيمتها للحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وبموت الرئيس الأمريكي، غابت القيادة الأمريكية عن اتفاقيات ما بعد الحرب، فاقتطع الحلفاء أجزاء ألمانية، وانتزعوها أقاليم كانت تابعة لها. وحملوا ألمانيا ديون كلفة خسائر الحرب، ثم أكتفى الحلفاء بعد ذلك منها بحصارها اقتصاديا لمنعها من القدرة على إثارة الفتن وإشعال الحروب. وتخدر الحلفاء بلذة دغدغة شعارات النصر، فتسلوا بها عن آلام جراح الحرب، ولكن ألمانيا الجريحة لا سلو لها ولا عزاء ولا نصير ولا حليف. وقد أثقل الدين كاهلها وقطع الحصار الاقتصادي السبل عليها، فاستسلمت ألمانيا لسكرات الموت. وجاء الكساد العظيم، فتسابقت البنوك الأوربية والأمريكية على سحب أموالها من ألمانيا، فكانت كمن صب الأسيد على الجروح الألمانية، فتقيحت، فأخرجت ألمانيا أخبث أبنائها فاعتلوا سلطة البلاد. وتعاملت الدول مع الكساد العظيم من منطلق أوضاعها. فانصرف الحلفاء لبناء اقتصاديات بلادهم على حساب بناء الجيوش، وانصرفت ألمانيا النازية لبناء الجيوش سرا على حساب الاقتصاد. فهذه أمريكا تخفض الإنفاق على الجيش مقابل البرامج الحكومية الصناعية والإسكانية متجاهلة تحذيرات جنرالات الحرب، وكذلك فعلت بريطانيا. وأهملت فرنسا توصيات ديغول ببناء قطاع الدبابات، قالوا أسير حرب معتوه فأهملوه، فكتب كتابا يُحذر قومه الحرب الثانية القادمة على ظهور الدبابات. فتلقف الألمان كتاب ديغول وعملوا بتوصياته، فدخلوا باريس…

آراء

هل الحادثة التاريخية من تعاليم الدين؟

الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥

بين تفجير حركة طالبان لتماثيل بوذا في وادي باميان عام 2001، وتدمير تنظيم «داعش» لمتحف الموصل قبل أسابيع قليلة، يكمن فهم مشوه للإسلام، لكنه، للأسف الشديد، ثمرة للأساليب التي يتم فيها تلقين الإسلام لأجيال من العرب والمسلمين. أساليب لا تزال تخلط بين التاريخ والدين نفسه، فلا يصبح هناك فرق بين الحادثة التاريخية، وبين تعاليم الدين، فيتم التعامل مع الأحداث التاريخية وكأنها من صميم التعاليم. في ما خص التماثيل (وتالياً كل التاريخ السابق للإسلام)، ليس هناك من أمثولة سوى ما قام به نبينا محمد (ص) والمسلمون يوم فتح مكة، من تحطيم الأصنام التي كانت داخل الكعبة وحولها. لكن فتح مكة كان حدثاً تاريخياً في المقام الأول، وكان يوم انتصار الدين الجديد، أي الإسلام (وقتذاك)، على عبادة الأصنام، فكان تحطيم أصنام الكعبة أمراً طبيعياً. وبعد وفاة النبي الكريم، فتح المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، العراق وفارس والشام ومصر، وتوالت الفتوحات شرقا وغرباً، لكن التاريخ لم يسجل أن المسلمين قد قاموا بهدم تماثيل أو معابد أو كنائس في كل البلدان التي فتحوها. فقد بقيت آثار بابل وآثار فارس وأهرامات مصر ومعابد الفراعنة والكنائس والمعابد اليهودية في كل الأقطار التي فتحها المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين وما بعدهم، فهل كان أولئك المسلمون الأوائل أقل إيماناً من قادة طالبان أو قادة «داعش» مثلاً؟ لماذا…

آراء

مالك بن نبي القحطاني

الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥

كثيرون هم الذين كتبوا وتحدثوا عن تجديد الفكر الإسلامي وتطوير الخطاب الإسلامي وإصلاح العالم الإسلامي. وإن تم ربط هذه المبادرات النهضوية غالباً بأسماء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، ما يؤدي إلى إغفال أسماء سبقت هؤلاء الثلاثة وأسماء جاءت بعدهم وأسهمت مثلما أسهموا وربما أكثر، لكن الوضع الجيوسياسي للعالم الإسلامي حينذاك هو الذي فرض رسوخ هذه الأسماء الثلاثة واستئثارها بنبرة التجديد والإصلاح والنهضة عمّن أسهم بعدهم في هذا الحقل الحيوي بنصيب وافر من الأطروحات المغروزة بعمق في خطاب التجديد، من أمثال: الطاهر بن عاشور وعلاّل الفاسي ومالك بن نبي، والأخير هو الاسم الأشهر بينهم في المشرق العربي، والذي اشتهرت عنه نظرية «القابلية للاستعمار» كإحدى أبرز وأصدق أدوات تفسير حال العالم العربي والإسلامي مع الاستعمار. لا أحد يمكنه الزعم بأن تجديد الخطاب الإسلامي بفعل أولئك المجددين قد أُنجز أو أن الإصلاح قد تم، أو أن النهضة على وشك البزوغ بين عشية وضحاها. لكن من الإنصاف أيضاً لتلك الجهود عدم الظن بأنها قد ذهبت سدى قياساً على الواقع «الأسوأ» الذي يعيشه العالم الإسلامي الآن، إذا استثنينا التجربة النهضوية الماليزية. فأطروحات مالك بن نبي خصوصاً ما زالت تفعل فعلها في الخطاب التجديدي الذي ما برح يقاوم الإحباط، فيظهر بين حين وآخر على أيدي بعض الكتّاب والباحثين المسكونين بهاجس المراجعات التاريخانية والتجديد العصراني…

آراء

سوريا في مشهد جديد

الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥

حديث وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن «اضطرار» واشنطن إلى التفاوض مع الرئيس السوري، يشكل نقطة انعطاف مهمة في مسار الأزمة السورية. كيري يتحدث اليوم عن مقررات مؤتمر جنيف - 1 كإطار مناسب للخروج من الأزمة، وهو نفس الموقف المعلن من جانب روسيا، الحليف الرئيس للنظام السوري. تبرير هذا التحول جاء على لسان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان، الذي قال إن واشنطن وحلفاءها قلقون من تفكك الدولة وسقوطها بيد الجماعات المسلحة المتطرفة. لم يكن هذا التحول متوقعا قبل الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، يوم بدأ سلاح الجو الأميركي عملياته فوق الأراضي السورية، لكنه منطقي تماما هذا اليوم، لأن واشنطن لم تعد مجرد حليف للمعارضة أو راعٍ لمؤتمر جنيف، بل أضحت شريكا مباشرا في الحرب. نحن إذن أمام مشهد سوري جديد. الولايات المتحدة أضحت شريكا مباشرا في الصراع، وهي تدعو لمفاوضات مع دمشق بينما ترفض الاعتراف بدور للجماعات التي تعتبرها متطرفة، رغم أنها تقوم بمعظم الجهد العسكري للمعارضة. في الوقت نفسه يشهد العراق نوعا من تفاهم ميداني بين واشنطن وطهران، قد يمثل نموذجا لتفاهم سياسي بين واشنطن وموسكو في سوريا. بعبارة أخرى، فإن الساحة السورية تشهد تحولا جذريا في المواقف، سيؤدي دون شك إلى تحول ارتدادي في صفوف المعارضة، قد يكون تجسيده الأبرز هو ظهور اصطفاف جديد، يضم…

آراء

خريف العرب وربيع بني فارس

الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥

حزنت جدا وأنا أستمع لشيخ فارسي معمم في مقطع قصير وهو يقول بكل صلف وغرور ما يلي: "نعم نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نسكن ونربض فوق ما يقرب من 70% من النفط العالمي وبالتالي نسيطر على ثلث اقتصاد هذا العالم. نعم، نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نحكم عواصم أربع دول عربية جوهرية، من سورية إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان. نعم نحن اليوم أقلية مذهبية ولكننا نسيطر على باب المندب ومضيق هرمز، ولم يعد لدى السنة سوى "قناة السويس" ولا معنى لهذه القناة إذا ما أقفلنا الباب وأغلقنا المضيق..". لم يكن هذا الشيخ الفارسي المعمم يتحدث في صالون خاص أو في دهاليز ندوة محصورة مغلقة. كان يتحدث إلى طلاب جامعة طهران وهي ذات المعمل الذي يتبارى فيه دهاقنة السياسة الفارسية ومن منبرها تخرج أشهر خطبة جمعة. وفي تاريخي مع الكتابة يعلم الجميع أنني تماما ضد تقابلية المذهب وضد التصنيف الطائفي على مرتكز المعتقد، لكن حديث هذا المعمم الإيراني الفارسي لا يشير سوى إلى حالة واحدة: استغلال العاطفة المذهبية من أجل الهدف العرقي. إحياء الأرومة الفارسية باستغلال الدين. والخلاصة ما يلي: خرجت ملايين بني يعرب إلى الشوارع في كذبة "الخريف" العربي لتصنع وتخلق نهرا جارفا يصب اليوم في قم وشيراز وينتهي "بربيع" فارسي بالغ الخطورة. هذه هي البراهين: قاسم سليماني، جنرال…

آراء

حان الوقت لتمديد إجازة الأمومة في دولة الإمارات

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

خلال مشاركتي في إحدى جلسات القمة الحكومية بدبي مؤخراً، أُثير سؤال في غاية الأهمية عن "العقبات التي تحول دون تولي المرأة للمناصب القيادية في العالم العربي" . في الحقيقة، لا أستطيع أن أتحدث عن المنطقة بأسرها، كما لا يمكنني الخوض في تفاصيل الإجابة عن هذا السؤال على نطاق واسع . ولكنني بالتأكيد أستطيع أن أسلّط الضوء على واحدة من العقبات الرئيسية التي تواجه المرأة العاملة في العالم العربي، ألا وهي مدة إجازة الأمومة . في الواقع، يفترض المجتمع من المرأة العاملة قدرتها على تحقيق التوازن المثالي بين مسؤولياتها الوظيفية وواجباتها الأسرية، ولا يتقبل فكرة تباين هذه القدرة بين سيدة وأخرى، ورغم وجود تقبّل اجتماعي واسع لفكرة دخول المرأة إلى سوق العمل والبحث عن نجاحها المهني، فإنه من ناحية أخرى، يتوقع المجتمع منها أن تكون ربة منزل على درجة عالية من الكفاءة، وهذه معادلة صعبة للغاية؛ إذ الاعتراف بحقوق المرأة وتمكينها هما شيئان مختلفان تماماً . فمن السهل أن تعترف بأهمية دور المرأة في القوى العاملة، ولكن هذا الاعتراف يحتاج إلى التطبيق على أرض الواقع . إن تمكين المرأة يقتضي بالضرورة تهيئة البيئة المناسبة لها كي تتمكن من الاستمرار في العمل، بل والوصول إلى مراتب متقدمة من التميّز والنجاح . وفي الوقت نفسه، يشكل إنجاب الأطفال أمراً طبيعياً بالنسبة للنساء، وعملية…

آراء

التمدد الحوثي وهاجس الضغوط على الأمن الخليجي

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

لم يكن الأمن الخليجي مهددا من الخارج كما هو عليه اليوم، النيروز الإيراني الذي يأتي في فصل الشتاء كشر عن أنيابه تجاه دول الخليج العربي، وما كان بالأمس مجرد تخمين أصبح اليوم مشهدا وواقعا وحقيقة واضحة لا لبس فيها، خاصة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، لدرجة أن أصبح مطار صنعاء يستقبل الطائرات الإيرانية لنقل المساعدات «الإنسانية لنصرة المظلومين في اليمن»! بلا رقيب ولا حسيب. أصبح الأمن الخليجي محاصرا بين تهديدين مصدرهما واحد وهو إيران، ولكنهما مقبلان من جهتين؛ تهديد مقبل من العراق بعد تدخل إيران الصريح بحجة محاربة «داعش»، وهي التي كانت بالأمس ترفض الاشتراك مع التحالف الدولي، واليوم تدعم الميليشيات الشيعية في العراق جهارا نهارا وجنرالات إيران يصولون ويجولون في العراق ويعدون الخطط العسكرية لا بغرض تخليص العراق من الدواعش ولكن لغرض في نفس يعقوب! والتهديد الآخر مصدره الحوثيون في صنعاء الذين يتلقون الدعم من إيران، والذين أصبحوا يحشدون قواتهم استعدادا لحرب عدن التي سوف تحسم الموقف إما للأحزاب اليمنية أو للحوثيين. إن الدور الإيراني في اليمن لم يعد منحصرا في الغرف المغلقة ومقتصرا على أجهزة الاستخبارات، بل تجسد بشكل علني عبر دعم الحوثيين وجعلهم مرآتهم الوحيدة داخل المشهد اليمني، وهو ما يبين جنوح طهران نحو تأجيج الصراع وجره إلى منحى طائفي ديني، قوامه نشر التشيع ودعم الجماعات الشيعية…

آراء

الإمارات ومستقبل مصر

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

لقد مثل مؤتمر «مستقبل مصر» الذي انعقد في الأيام الماضية حدثاً استثنائياً بكل المعايير ليس فقط لنتائجه الاقتصادية وإنما أيضاً لما دل عليه من أهمية مصر ومكانتها بحيث يهرع العالم للوقوف إلى جوارها من أجل تجاوز العقبات الاقتصادية الكؤود التي تعوق مسيرتها. كما أن المؤتمر كان فرصة لتبديد أي سحب عالقة في سماء العلاقات المصرية- الخليجية، فلقد حضرت دول مجلس التعاون الخليجي كافة والتزمت الكويت والسعودية والإمارات وعمان باثنتي عشر ملياراً ونصف المليار من أجل دعم الاقتصاد المصري. غير أن ما أود التركيز عليه هو الحضور اللافت لدولة الإمارات في المؤتمر الذي مثلها فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. وكانت الكلمة التي ألقاها سموه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر هي الأقرب وصولاً لقلوب المصريين وعقولهم والتي استهلها بقول المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد منذ أكثر من أربعين عاماً: «لن يكون النفط العربي أغلى من الدم العربي»، ونقل تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وذكر بالراحل الكريم عبدالله بن عبدالعزيز، الذي كان له فضل المبادرة بالدعوة إلى المؤتمر في وقت شدة حقيقية مرت بها مصر. كانت الكلمة سيمفونية رائعة في حب مصر والتدليل على مكانتها وقوة علاقتها بشقيقتها الإمارات، وكانت مقولته الصحيحة عن علاقة مصر…

آراء

هل جُنّ كيري؟

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

لا أفهم كيف يقول مسؤول في مكانة وزير الخارجية الأميركي إنه يمكن القبول بالأسد لأنه يحتاج إليه في محاربة تنظيم داعش! تصريح جون كيري، هذا وحده يكفي لدفع ملايين الناس هنا إلى تأييد «داعش»، ولنفس السبب. فإن كانت حجة كيري أنه سيتعاون مع الأسد كرها في «داعش»، فإن ملايين السوريين بدورهم سيتعاونون مع «داعش» كرها في الأسد. ومبرراتهم أعظم من حجته. ربع مليون إنسان قتلهم نظام الأسد، بعون حلفائه من إيرانيين وحزب الله، ويستحيل أن يتصالحوا معه مهما كانت مبررات الأميركيين. فهل يظن وزير الخارجية الأميركي أن ملايين السوريين سيسكتون وينسون المذابح والتشريد الذي حل بهم، فقط لأن كيري قرر أن يتحالف مع شيطان ليقاتل شيطانا آخر؟ وسواء كان ما صدر عن كيري، وأثار غضب ملايين الناس، هو جزءا من محاولة «مساج» الإيرانيين، لإقناعهم بالقبول باتفاق نووي، أو أنها نصيحة مستشاريه الذين لا يعيرون اهتماما كبيرا لمأساة السوريين ومحنتهم، فإن ما قيل من أسوأ ما صدر عن كيري، على الرغم من كثرة زلاته الكلامية! إحدى أهم ركائز مواجهة تنظيم داعش الإرهابي هو بنبذه محليا، بإقناع شعوب المنطقة بالعمل سوية لمحاربته، لأنه يمثل خطرا مشتركا على المسلمين وغيرهم. ومن دون تعاون دول المنطقة فلا أحد يستطيع الانتصار على الجماعات الإرهابية التي تجتذب المتطوعين، والمتبرعين، من رجال وأموال، مدعية أنها من تقف…

آراء

ست الحبايب

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

الأم، ما أروع الأم، حاضرة في كل زمان ومكان، هي زوجة الرجال وأم الرجال وأخت الرجال ومربية الأجيال، هي التي يقوم عليها أساس كل بيت، هي التي إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، هي كتلة مشاعر وطاقة من الحنان الذي لا ينتهي. عندما يتعلق الأمر بكِ لا أعرف كيف أعبّر، بل أنا في أحوال كثيرة فاشلٌ في التعبير، تتوقف الكلمات في صدري، وأقف عاجزاً عن الحديث مثل الأبكم حتى في أكثر اللحظات فرحاً وأكثرها حزناً. أدين لكِ بالكثير، فقد تعلمت منك ومازلت أتعلم، لا أكفّ عن ذكر الأشياء التي تعلمتها منكِ، تنصحينني دائماً بالصمت، تنبّهينني عند الخطأ، تتحدثين عن الأخلاق وحسن التعامل، لم أسمعك يوماً تتحدثين بالسوء عن أحدهم وتكتفين بعبارة: الله يستر عليهم، تكتفين بالصمت في مواقف كثيرة، ليس من باب السلبية، بل لتوجهين لي رسالة معينة عند الخطأ، أشعر حينها بالخجل وأتوارى بعيداً أشعر بذنبي وخطئي الذي اقترفته. أفتخر بكِ رغم بساطتك في كل شيء، افتخر أنكِ تمكنتِ من إكمال دراستك بعد سنوات من الزواج، ولم تكتفِ بذلك بل عملتِ لسنوات طويلة في تخريج أجيال المستقبل، كنت فيها ربة بيت رائعة ومعلمة عظيمة يشهد لها الجميع. بعد أيام ستحلّ علينا مناسبة عيد الأم، هذا اليوم الذي يتم التذكير فيه بالأمهات في كل أنحاء العالم، نحتفل بعيد الأم مع…

آراء

إعفاء الوزير … لا مكان للمقصرين

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥

هناك مشاعر بهجة عمت المواطنين بعد إعفاء وزير الإسكان من منصبه الأسبوع الماضي، وهذا باعتقادي له دلالات عدة، فقد أتى إعفاؤه بعد ساعات من تقديم عرض لرؤيا وزارة الإسكان لبرامجها الإسكانية أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويبدو أن ما قدمه وزير الإسكان كان ضعيفاً وبعيداً عن الواقع، والجميل في قرار الإعفاء أنه أتى سريعاً بعد لقاء الوزير مع أعضاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. سرعة قرار الإعفاء حقيقة هي بداية الحل -باعتقادي- لكثير من مشكلاتنا، ولاسيما في القطاعات الخدمية مثل الإسكان والصحة والتعليم والنقل وغيرها، وهي رسالة واضحة وصريحة لجميع الوزراء والمسؤولين من القيادة؛ أن من يقصر ويتأخر في مهامه فليس له مكان في الأجهزة التنفيذية، فكلنا لديه الشعور أن الوزير أو المسؤول سيتبوأ هذا المركز أعواماً عدة، ولكن الوضع قد تغير، والدليل ما حدث في تغير في الهرم الإداري لوزارة الإسكان، قبل هذه الديناميكية في سرعة المحاسبة واتخاذ القرار. كنا نتابع ما يجري في مجلس الشورى من مناقشات واستجوابات لبعض الوزراء، وما يطرحه بعض أعضاء مجلس الشورى من انتقادات لأداء بعض الأجهزة الحكومية، ولكن لم يكن هناك قرارات حاسمة لحل ضعف أداء تلك الأجهزة، بل إن بعض المواطنين أصبحوا يتهكمون على ما يجري داخل المجلس من مناقشات لتقارير الوزارات، وكان النقد حاداً، ولكن لا قرار كان يتخذ، وأصبحت تلك المناقشات…