آراء

آراء

إيران.. هل تمسك المنطقة؟

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

بات ثمّة ما يقارب الإجماع على أن الاتفاق الأميركي- الإيراني صار قاب قوسين أو أدنى، فإذا صح هذا التقدير، الذي يُستدل عليه بإشارات وتسريبات وزيارات وتصريحات، بتنا وجهاً لوجه مع تحولات هائلة في النسيج الجيوبوليتيكي للمنطقة إذا صح الوصف. ذاك أن «التفويض الأميركي لإيران»، بحسب تعبير رائج يستعير تجربة العراق حين ترك الانسحاب الأميركي فراغاً سده الإيرانيون، سيعني بادئ ذي بدء انخفاضاً في حرارة التحالفات الأساسية القائمة على صعد ثلاثة: -عربياً، لن تشعر الدول الخليجية خصوصاً، وبقية الدول العربية على العموم، بالثقة التي كانت توليها قبلاً للصداقة مع واشنطن. وأغلب الظنّ أن ما وصفته وكالات الأنباء بـ«زيارة الطمأنة» التي قام بها وزير الخارجية الأميركي للسعودية لن تكون كافية لإحداث هذه الطمأنة. ويمكن الافتراض أن تركيا -وهي عضو في حلف «الناتو»- تنتابها هواجس شبيهة بالهواجس العربية، خصوصاً إذا أبقينا في الخلفية التنافس القديم والتقليدي على النفوذ بينها وبين إيران. -أوروبياً، لن يكون الفرنسيون -وهم أكثر الأوروبيين عناية بمنطقة الشرق الأوسط- مرتاحين إلى «الصفقة» العتيدة الأميركية- الإيرانية، وهو ما عبر عنه بكثير من الصراحة الرئيس فرانسوا أولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس. وما يزيد القلق الأوروبي (وكذلك الخليجي) أن الانكفاء الأميركي، وما قد يستتبعه من «تلزيم» إيران، إنما سبق أن شهد تمرينه الأولي في موقف واشنطن الرجراج والمتردد حيال الأزمة السورية، وأن هذا…

آراء

النظام العربي.. مهمة إنقاذ

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

لا نريد الهروب من الواقع لنقول إنها مؤامرة، فهذا هو الأسهل عادة لتبرئة النفس من المسؤولية. والحدث كبير، وما يشهده العرب الآن ربما يكون هو الأقسى في التاريخ، فالتغير يقع بقوة وقسوة سواء من خلال المؤامرة، أو انتهاز الفرصة لتحقيق إعادة رسم الخريطة الجغرافية للبلاد العربية! وهذا ما يدعونا للتفكير بنمطية جديدة لإنقاذ الموقف العربي. أما القول بالمؤامرة، كما أشرت، فلا يعفينا من المسؤولية أبداً، فما يحدث في منطقتنا ما هو إلا نتاج لسياسات خاطئة تتطلب جرأة الاعتراف، والكف عن اللوم الذي هو عاد ظاهرة ثقافية ترسم بعض سياساتنا، سواء المستقبلية أو الحاضرة. فعندما أقدم صدام حسين على احتلال دولة الكويت ما كان بمقدرة العرب صد حماقته، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، مما أدى إلى نقل المواجهة إلى الساحة الدولية. واليوم يضيع اليمن، ذاك البلد العريق بعروبته وحضارته، وينتهي المطاف به في حالة تمزق لم يشهدها التاريخ، ولا تبدو عودة اليمن الموحد في المنظور القريب على رغم أنه يقبع في الجزيرة العربية، ويشكل دعامة أساسية لاستقرار المنطقة، إلا أننا تاريخياً جعلناه يعاني من العوز، بينما نقدم المساعدات والهبات المالية لدول تبعد آلاف الأميال، ولم نبالِ أحياناً باليمن الذي استقطب بؤراً إرهابية تمكنت من استغلال الظروف، وتمددت في غفلة من الزمن. إيران نجحت في استراتيجيتها واستطاعت أن تقحم نفسها في القضايا العربية،…

آراء

«داعش» والإنترنت.. الحرب المستحيلة

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

استخدام الإنترنت؛ لنشر الدعاية واستقطاب أعضاء جدد والحصول على تمويل مالي، من بدهيات الحديث عن تنظيمات العنف واستخدامها للفضاء الإلكتروني منذ أعوام. فقد طورت شبكة الإنترنت مجالاً تفاعلياً بلا قيود رقابية، مكن الجماعات المعادية للدول والنظام العالمي من استغلاله لمصلحتها. فقد كان تنظيم القاعدة -مثالاً- ينشط عبر المنتديات الإلكترونية في بداية الألفية؛ لنشر أدبياته، إضافة إلى استخدامه الإنترنت لبث الفيديوهات التي تنتجها مؤسسات التنظيم. لاحقاً، تمت مواجهة حضور تنظيم القاعدة من خلال إستراتيجيتين، الأولى: إغراق المنتديات التي ينشط فيها تنظيم القاعدة بحسابات تواجهه فكرياً، وهو ما أفقد خطاب «القاعدة» بريقه واستفراده بالساحة. الإستراتيجية الثانية: كانت تأسيس أجهزة المخابرات الدولية منتديات إلكترونية جهادية من أجل الإيقاع بأعضاء تنظيم القاعدة والمتعاطفين معهم. انتشرت هذه المنتديات، حتى قيل إن المخابرات الأميركية وحدها «سي آي إيه» أسست آلاف المواقع الجهادية. خلال الأيام القليلة الماضية، تعرض مؤسس «تويتر» جاك دورسي لتهديدات بالقتل من أشخاص يدَّعون صلتهم بتنظيم «داعش»، بعد إغلاق «تويتر» حسابات تابعة لأفراد التنظيم. هذه التهديدات ليست سوى نتيجة لحملة للموقع واستهدف خلالها آلاف الحسابات التابعة للتنظيم، تروج لفيديوهات القتل التي ينشرها، وتمجد بعملياته وتبررها. دائماً ما كانت النقاشات حول تنظيم القاعدة سابقاً، أو «داعش» الآن، تركز على مضمون الرسائل الإعلامية التي ينشرونها، ولم تحظَ أساليبهم في إرسال هذه الرسائل بجهد بحثي يذكر. لكن…

آراء

الرسائل السلبية

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

يتثاءب أحدهم، بعد صحوة من المنام، ثم يقرر أن يتحدث باسم الإسلام والمسلمين، ويقدم رأيا شاذا في قضية ما، فتتلقف وسائل الإعلام هذا الكلام نقلا، باعتباره من الطرائف. هكذا يسهم البعض في رسم صور ذهنية سلبية، عن الدين وعن أهل الدين، وعن بلد كامل، من خلال كلمات يظن أنه يفضي بها لمجتمعه الضيق؛ فإذا بها تتحول من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى رأي عام عالمي، سرعان ما تتعاطاه وسائل الإعلام الغربية، باعتباره جزءا من الصورة الحقيقية. إن تحول هذا العالم إلى قرية كونية، يفرض أن يتأمل المرء هذه المسألة بحصافة، فكل شخص من المحسوبين على نخب العلماء والمثقفين، هو مؤسسة اجتماعية وإعلامية؛ وينبغي له عندما يتصدى للكلام أن يستحضر هذه الحقيقة، وألا يتعامل معها باستسهال، خاصة إذا كان يتوخى خدمة الدين والوطن. وهناك لوم أوجهه إلى بعض فضائياتنا؛ فالآراء المستفزة التي يطرحها بعض الضيوف من المملكة، لا يمكن التعامل معها باعتبارها حرية تعبير، خاصة إذا كانت هذه التصريحات الشاذة، لا تخدم وحدة الصف، ولا تراعي المصالح القائمة بين أفراد المجتمع، وقد تشكل ــــ لا سمح الله ــــ تهديدا للسلم الاجتماعي. لقد أصبح التسابق على اقتناص وتقديم الآراء الحادة والشاذة فاكهة إعلامية، لا يستحضر الناقل أحيانا أن هذه الفاكهة المسمومة، تكرس صورا سلبية، لا تعكس بالضرورة الصورة الحقيقية للمجتمع. إن حرص…

آراء

معالي الوزير: كذبة أزمة السكن

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

بين يدي معالي وزير الإسكان المكلف، سأضع هذه الحقائق والأرقام التي أخذتها من "فم" معالي الوزير السابق في لقاء تلفزيوني قديم تمت إعادته مساء ما قبل البارحة: خذ مثلاً، أن خريطة مدينة مثل الحبيبة الرياض، تحوي ما نسبته 74% من الأراضي البيضاء الفارغة في نطاقها العمراني، وأيضاً بما يقارب 46% من مساحة الرياض داخل حدود الخط الدائري وضمن جهاته الأربع. خذ مثلاً، ومن لسان معالي الوزير السابق، أن مجرد ثلاث مساحات من الأراضي البيضاء داخل الحزام الدائري لمدينة الرياض يصل مجموع مساحتها إلى 16 مليون متر مربع، وهذه القطع الثلاث وحدها تشكل ضعف مساحة جزيرة مانهاتن، روح أميركا، وقلب نيويورك. خذ مثلاً أن معالي وزير الإسكان السابق يقول بالحرف: إن لدينا بالبرهان ما يقرب من 900 ألف وحدة سكنية شاغرة تنتظر التأجير للسكن في مدن المملكة كافة. كل هذه الأرقام السابقة تشير تماما إلى معادلة وحيدة: نحن لا يوجد لدينا مشكلة في توفر ووفرة الإسكان، بل لدينا خلل فاضح في وصف المشكلة وتوصيف المستحق فعلاً للسكن. خذ هذه المقاربة: في مدينة مثل "لندن الكبرى" يضعون الأراضي الفارغة تحت اسم "الأراضي الداكنة" أوblack properties ونحن هنا نسميها الأراضي البيضاء. تصل نسبة السكان المستأجرين في مدينة مثل لندن إلى ما يقرب من 58% من سكان هذه المدينة ولا زالت هذه المدينة الكبرى…

آراء

بغداد واليمن

السبت ١٤ مارس ٢٠١٥

بُعيد سقوط الشاه، خُيِّل إلى السذج من أمثالي، أن مرحلة جديدة سوف تبدأ بين إيران والعرب، قائمة على المصالحة بين الحضارات، كما حدث في سائر الأمم المتقدّمة، التي عزلت تاريخ الحروب والصدام والصراع والأزمان الإمبراطورية العاتية، لتبدأ زمنًا متحضرًا قائمًا على التحاور والتجاور والتعاون نحو حال بشرية أفضل لجميع الشعوب. هناك مقاربتان للتاريخ، واحدة قوامها التذكير الدائم بالحروب، وتمجيد الهزائم والانتصارات، وتعلية الثارات والانتقام، على قواعد التعايش. والمقاربة الأخرى هي استخلاص الدروس من القرون المتحجّرة التي علامتها الدائمة الدماء والخسائر والقهقرة. والثانية تتطلب قبل كل شيء، إلغاء عنصر الغطرسة وترك التراب يغطي ما هو تحت التراب. لذلك، كانت سمعة «عرش الطاووس الشاهنشاهي منفرة» في جميع القلوب. وعندما قامت الحرب العراقية - الإيرانية، شعرت بأسى داخلي من إحياء نغمات الفرس والعرب والقادسية. فقد كان ذلك يعني العودة قرونًا إلى الوراء في منطقة مكتظّة ببراكين الماضي والرماد غير القابل للانطفاء. آسفني فيما بعد أن أرى نبرة الازدراء التاريخي خارجة من طهران على نحو شديد الإهانة. والكلام الرسمي الذي ردده المسؤولون الإيرانيون في الأيام الماضية، قد يكون فيه شيء من صحة الماضي، لكن فيه الكثير من تحقير الحاضر وتظليم المستقبل. لم نكن في حاجة إلى تصريح مستشار الرئيس روحاني ليقول لنا إن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية الجديدة. رحم الله الدكتور طه حسين،…

آراء

الموبايل في جيب الميت

الجمعة ١٣ مارس ٢٠١٥

قصة حقيقية سأحاول إخفاء بعض تفاصيلها، والتغيير في ترتيب أحداثها حفاظاً على خصوصية أصحابها، في البداية يُقال إن السعداء هم من يرحلون عن هذه الدنيا بأمان، لتبقى ذكرياتهم الجميلة معنا لفترة من الزمن ثم مصيرهم للنسيان كحال من سبقوهم، ورغم قساوة الفراق إلا أن الإنسان يعيش متصالحاً مع نفسه متى تقبل فكرة الرحيل، ولكن تصور أن الأجل داهمك وفي جيبك الأيمن هاتفك المحمول، فمن له الحق في أخذه، فتحه، والنظر في محتوياته؟ هذا المشهد يحتاج في بدايته ألحاناً لموسيقى حزينة تعيش معها أجواء الفقد، ولكن مع وقوع «موبايل» الفقيد في يد زوجته الأرملة ستتبدل الألحان بموسيقى مسلسل رأفت الهجان، وكما لن ينفع الفقيد إلا عمله الصالح عند وفاته، لن ينفعه كذلك «الباسوورد» الذي وضعه لقفل «موبايله»، فهذه هي الأرملة الحزينة فور رحيل المعزين ستتحول «لهكرز»، وتتوصل لكلمة المرور «سماري 1985» ، فمن هي «سماري»؟ هذا ما ستكشفه لها سجلات المكالمات الواردة والصادرة والرسائل النصية، وألبومات الصور، ثم «الواتس أب». هل ستصدقني - عزيزي القارئ - إذا قلت لك إن صديقي الميت كان «online» في نفس ليلة وفاته؟!! ولأنني أعلم أن الميت لا يمكنه الاستمتاع بباقات اتصالات للبيانات، لم أسأله عن حاله أفي الجنة هو أم في سواها، بسرعة راجعت آخر المراسلات بيني وبين الفقيد، لا شيء يدعو إلى القلق، إذا…

آراء

السائق الدكتور!

الجمعة ١٣ مارس ٢٠١٥

«الجنة على الأرض خيارٌ نحن نَصنعُه، وليس مكاناً نبحثُ عنه» د. ويين داير تعودتُ ـ كلَّ صباح ـ أن أرسل رسائل «لا تتعدى كلماتها أصابع اليد الواحدة» إلى أصدقائي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر – واتساب)، لأنني على يقين بأنها تُطَرّز يومنا بالمودة وتشحنه بالإيجابية. وكانت إحدى رسائلي عن «عبدالله الناهسي» رجل الأمن «السكيورتي» في جامعة الملك سعود الذي بطموحه أصبح «دكتوراً» فيها. فأتاني ردٌّ من أحد زملائي بأن بيننا مَنْ يشبه الناهسي. فدعونا نعش قصته؟! منذ صغره كان عبدالرحمن متميزاً في دراسته، وكان يعشق الإذاعة ما ساعده على إتقان فن الخطابة بين الناس، إلا أن ظروف حياته الصعبة أجبرته ـ بعد التخرج من الثانوية العامة سنة 1988 - على الانخراط في السلك العسكري «شرطياً»، وقدر الله أن يعمل سائقاً لأعضاء هيئة التدريس في أكاديمية شرطة دبي. يقول الشرطي عبدالرحمن: في إجازات أعضاء هيئة التدريس وسفرهم لبلدانهم كانوا يعطونني مفاتيح شققهم لمتابعة أمور الصيانة فيها، وكنت آخذ معي طفلي، ليستمتعَ بالسباحة في مسبح العمارة بينما أقومُ (أنا) بمتابعة العمال، وذات يوم قال لي ابني: لماذا هم لديهم مسبح وليس لدينا مثلهم؟! تألم عبدالرحمن.. وكانت البارقة الأولى! أما البارقة أو الشرارة الثانية فكان مطلقها د. مفيد شهاب (أستاذ القانون الدولي ووزير التعليم العالي السابق في مصر)، الذي كان يزور أكاديمية…

آراء

إبليس.. بلا عزيزي..!

الجمعة ١٣ مارس ٢٠١٥

«أنا الشيطان وزني.. ولا حد بيودني أنا مين.. أنا مين أنا مييين أنا مين» • مطرب شعبي مجهول *** وجود إبليس أصبح ضرورة وكمالية مهمة في حياة شعوبنا.. فمنذ نعومة الأظافر، حينما يتم استدعاؤك وسؤالك عن سبب شقاوتك وكسرك للآنية الفخارية السخيفة التي يتم توارثها منذ أيام جد يحمل اسمه موسيقى غريبة، على نمط فنيطل ومجيلط ومجعفل.. إذا حاولت التملص من جريمتك فستعاقب بحسب قانون العائلة إما بكنس الحوش أو بالحبس في خن الدجاج، وغير ذلك من الأساليب التي لم تكتشفها السوبر ناني بعد.. لكنك إذا كنت طفلاً ذكياً فستستخدم فطرتك بإسبال عينيك وادّعاء الندم وذكر العبارة السحرية: «أستغفر.. الشيطان ضحك عليّ!»، وهكذا ستحصل على عناق وقبلات.. ونظرة فخر لأن عقيدتك سليمة.. والآنية الفخارية.. فدا راسك! يكبر الطفل وهو سعيد بهذه الهبة.. فإبليس دائماً موجود.. إبليس وزني .. الشيطان ضحك عليّ.. للمدرس عند ترك الواجب.. للشيخ عند ارتكاب معصية.. للزوجة عند اكتشاف خيانة.. هو موجود دائماً هناك، واقفاً في زاويته المظلمة، سعيد بإلقاء التهم عليه.. المهم أن نستمر.. الأجمل من ذلك أن الألفاظ المحرمة في أي منزل.. يُستثنى هو منها.. مثلاً تذكر حين تُغلق الهاتف بعد حوار قذر مع أحدهم.. ثم تقول: تفوووه الله يلعنه!.. فتأتي (مكتب التحقيقات الأخلاقية المنزلية) غاضبة عليك وتعطيك محاضرة في مساوئ اللعن، وأنه ليس من…

أخبار بزوغ فجر جديد لمصر المستقبل  – بقلم د. سلطان أحمد الجابر

بزوغ فجر جديد لمصر المستقبل – بقلم د. سلطان أحمد الجابر

الجمعة ١٣ مارس ٢٠١٥

على مرّ التاريخ، قدمت مصر الكثير من الإسهامات المميزة لمسيرة الحضارة الإنسانية، واستفادت الدول العربية والمنطقة والعالم من هذه الإسهامات. ونحن في الإمارات العربية المتحدة علاقات متميزة مع مصر تتسم بالأخوة والتعاون وتعود إلى ما قبل نشأة دولتنا الفتية، حيث ترسخت هذه العلاقات طوال العقود الماضية بفضل جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتابعت تطورها في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وبالتالي، فإن وقوفنا إلى جانب مصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، وقيامنا بتخصيص موارد بشرية ومالية لضمان استقرار مصر واستقرار المنطقة، إنما ينطلق من هذه الاعتبارات جميعاً. وتشارك دولة الإمارات هذه الأيام في "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري" الذي ينعقد في شرم الشيخ ليتيح منصة تقوم الحكومة المصرية من خلالها بإطلاع المستثمرين الدوليين على الخطوات التي بدأت بتنفيذها لتحقيق إصلاحات هيكلية في كل من الاقتصاد، ومنظومة التشريعات والقوانين، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار. والواقع أن عدداً كبيراً من المستثمرين والشركات متعددة الجنسيات من دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، قد أعلنوا بالفعل التزامهم طويل الأمد في عدد من القطاعات الرئيسية في الاقتصاد المصري. ويدرك المسؤولون في مصر، وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنه لا يمكن إيجاد حلول "سحرية" وسريعة للتحديات التي…

آراء

بهارات النجاح

الخميس ١٢ مارس ٢٠١٥

تعرّض ماغنوس أولسون إلى حادث خطير أدى إلى نزيف في رأسه ودخوله في غيبوبة. بعدما تذوق طعم الموت قرر أن يخوض غمار المشاريع المؤجلة التي كان يتطلع أن ينبري لها، لكن الخوف من الفشل حال بينه وبينها. بعد أن استيقظ أولسون من الغيبوبة عرف أنه كُتِب له عمر جديد. هذا العمر يجب أن يفنيه في العمل؛ لأنه قد يغادر هذا العالم في أي لحظة، ويجب أن يترك خلفه أثرا وتأثيرا. أقلع عن الأحلام، وبادر بمواجهة الواقع، وشرع في بلورة الأفكار التي نامت طويلا في رأسه. افتتح شركات عدة لم يكتب لها النجاح. تعرف على صديقه الباكستاني المولد، مدثر شيخة، الذي يعمل في وادي السيلكون (منطقة مشهورة بالمشاريع الريادية التقنية في كاليفورنيا)، ورأيا أن هناك مشروعا واعدا مكانه دول الخليج وليس الولايات المتحدة. ويتجسد هذا المشروع في خدمة حجز السيارات والسائقين عبر تطبيق ذكي. أطلقوا عليه اسما عربيا وهو "كريم". بدأ المشروع في الإمارات وافتتح في الرياض. ميزة هذا التطبيق أنه يمنحك التفاصيل الكاملة التي تريحك منذ أن تحجز السيارة حتى تصلك. ففور أن تحجز سيارتك تظهر لك بيانات السائق، وسيارته، ورقم لوحتها، والطريق الذي يسلكه، مع خريطة تتبع مساره، تجعلك مطمئنا أنه سيصلك في الموعد المحدد، ولن يفوتك اجتماعك أو لقاؤك. والأجمل من ذلك أنك ستجد تعاملا راقيا وعلبة مياه…

آراء

قيادة إيران والتقارب مع الشيطان

الخميس ١٢ مارس ٢٠١٥

مع اقتراب المفاوضات الأميركية الإيرانية لخط النهاية المعلن لم يعد السؤال عن السلاح النووي نفسه، الذي هو سبب الخلاف ودافع التفاوض، بل عن إيران النظام، هل سيكون معتدلا بعد أن يوقع الاتفاق؟ هل هي مجرد عقدة الشك بمجرد أن تحل باتفاقية ترفع العقوبات ستصبح إيران مثل مصر والمغرب والسعودية وباكستان، دولة صديقة للغرب ومنفتحة على العالم، أم أنها مجرد خطوة هدفها رفع العقوبات عن الأسد المتطرف المحبوس في قفصه؟ ليس سهلا قراءة عقل النظام الإيراني لأنه منغلق، ويشبه السياسيون الإيرانيون متطرفي العرب في الأعراض التشخيصية المتناقضة، في التوفيق بين الخطاب السياسي والممارسة الحقيقية، ومن بينها ممارسة العلاقات الخارجية المستترة، وتحديدا العلاقة مع الولايات المتحدة. وفي تصوري رغم كثرة الجزر الذي قدمه المفاوضون الأميركيون فإن هذه العلاقة لن تتطور كثيرا لاحقا، إلا بما يخدم الجزء العسكري الإيراني، فمعاداة واشنطن ركيزة رئيسية قامت عليها الثورة، وصبغت نشاطاتها الخارجية. وتاريخ إيران المعاصر يشي بذلك من بني صدر إلى روحاني. منذ البداية جرت محاسبة كل من دعا للانفتاح، أولهم أبو الحسن بني صدر، أول رئيس للجمهورية الإيرانية، الذي أجبر بسبب آرائه الانفتاحية على ترك موقعه والهرب للعراق ثم اللجوء إلى فرنسا. وانفتحت مرة بسبب حاجتها إلى السلاح إبان حربها مع العراق، فقد جربت الحكومة الإيرانية فتح قناة سرّية، وإبرام صفقة سياسية وعسكرية مع إدارة…