آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
الإجابة على هذا السؤال، تثبت بموجب البيانات الرسمية المتوافرة حتى تاريخه، أنها بالإيجاب! وأنها لم تتأخر عن القول بنعم، وأن تحديات أزمة الإسكان (المفتعلة) زائدا تحديات سوق العمل (المختزلة)، لم تواجها حتى تاريخه بالحلول والأدوات اللازمة للحد منهما، ومن ثم القضاء عليهما. الأعجب في سياق الغوص في أعماق كل قضية من القضيتين أعلاه، أنه على الرغم من حجم الموارد الهائلة التي سخرتها الدولة لكل من وزارتي الإسكان والعمل، وهي موارد مالية ضخمة تكاد تناهز النصف تريليون ريـال، وعلى الرغم من وضوح أسباب كل أزمة من الأزمتين (الإسكان، البطالة)، والوضوح الأكبر لسبل حل كل أزمة منهما لدى كلا الوزارتين، إلا أن النتائج المتحققة حتى تاريخه ووفقا لما صدر من بيانات وتصريحات رسمية عن كلا الجهازين (الإسكان، العمل)، تؤكد أننا لا نزال نقبع في المربع الأول من مواجهة كل من الأزمتين، مع الأخذ في الاعتبار زيادة حجمهما طوال فترة الأعوام الأخيرة. يبين البحث في أداء كلا الوزارتين طوال الأعوام الأربعة الماضية، على الرغم من اختلاف طريق كل جهاز عن طريق الآخر، أنهما تقريبا وصلا إلى النتيجة نفسها، فالأولى (الإسكان) وفقا لتقييم عملها حتى اليوم، اكتفت بالتحرك الأقرب إلى سكون الخطوات، إن لم يكن عدم التزحزح عن موقع أقدامها منذ كلفت بمهام مواجهة أزمة الإسكان! بينما انطلقت الثانية (العمل) في سرعات خاطفة في…
آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
(*) هذه القصة لا يستلزم أن تكون واقعية، ولا الأشخاص.. إنما المعاناة واقعية. أنا وليد، سوري، عمري في الشهر القادم سيقفل الخامسة عشرة. مظهري عادي، شعري بلون كستنائي محروق، وعينان خضراوان ضيقتان جعلت أولاد الحارة يطلقون علي الثعلب. لا أملك ذكاء الثعالب، ولكني أقرأ كثيرا. ربما قرأت عشرات الكتب لا يقرأها من هم في عمري.. ومعظم قراءاتي عن تاريخ بلدي.. سورية. أنا من سورية. من الهلال الخصيب.. من أول مكان بدأت تظهر به مدنية البشر. في بلدي ولد تاريخ الحضارات، وتكون الإنسان المستقر الذي بنى أول مسكن، وزرع أول حقل، ووضع عودا أمام ساحته الصغيرة ليحسب الأيام والشهور للزرع وللحصاد. بلدي يربط قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، قلب الشرق الأوسط.. بوابة العالم. مع كل ما يحدث منذ سنوات في بلدي، إلا أن حيِّنا لمدة طويلة لم يصل إليه أي خطر. كانت الحياة صعبة، ولكن كنا في جنة النعيم قياسا بمناطق ومدن وبلدات أخرى. تتعطل المدارس بشكل مستمر، وإن فتحت أبوابها وجدت أنها أفضل في إغلاقها. لذا، وللمفارقة، نمَت معارفي أكثر بقراءة كتب في غرفة والدي الذي رحل باكرا مريضا، وتُركت مئاتٌ من كتبه مكوّمةً عشوائيا في مخزن عتيق. هذا المخزن كان ملاذي، وفيه أجد أني أملك العالم. قمت من النوم قبل أسبوعين، وذهلت لما وجدت الدم يخرج غزيرا من رأسي، وطار…
آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
«شخصية الشهر»، منحتها الصحيفة استثناء هذه المرة لفريق عمل، رغم أنها، وفقاً لقانون إنشائها، جائزة تقديرية رمزية «شخصية» تمنح لشخص، رجلاً كان أو امرأة، قدم خلال الشهر عملاً وطنياً أو مجتمعياً أو بطولياً يستحق من خلاله التكريم. لم يسبق أن منحت «الإمارات اليوم» هذه الجائزة، التي تحظى بدعم ورعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمؤسسة أو جهة أو فريق عمل، وهذا لا يعني أبداً عدم الإيمان بضرورة العمل الجماعي، لكن تكريم المؤسسات والجهات له جوائز أخرى، وأماكن ومناسبات عدة، في حين فضلنا هنا أن تكون الجائزة لتكريم الأشخاص لشخصهم، وتقدير كل جهد وعمل شخصي قاموا به، وعاد بالنفع على المجتمع أو الدولة، أو أفراد آخرين في المجتمع، فمنهم من أنشأ مؤسسة خيرية بمفرده، ومنهم من أنقذ شخصاً من الموت، ومنهم من حصل على تقدير وتكريم عالمي، ومنهم من حصد ألقاباً دولية، ومنهم من اخترع وابتكر وأبدع. إلا أن هذه المرة كانت استثناء، وهذا الاستثناء كان نزولاً عند رغبة الشخصية الحقيقية الفائزة بالجائزة، وهو معالي الأخ محمد القرقاوي، فقد قرر مجلس تحرير الصحيفة منحه لقب شخصية فبراير، تقديراً له على جهده، ودوره الكبير في نجاح «القمة الحكومية الثالثة»، التي أصبحت أهم حدث محلي تنتظره الإمارات، وتحولت خلال فترة بسيطة إلى فعالية عالمية، تحظى باهتمام ومشاركة فعالة من…
آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
شَكرَ الله سعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعدما «طمأن» دول الخليج العربي بشأن الصفقة المحتملة بين مجموعة 5+1 وإيران حول البرنامج النووي الإيراني. واشنطن تؤكد أن اتفاقها القادم مع طهران لن يكون على حساب حلفائها الخليجيين، ومع التذكير بالعبارة الشهيرة «إما اتفاق جيّد أو لا اتفاق»، فإن كل المعلومات المتسربة عن الاتفاق، الذي يُطبخ على نار هادئة، تشير إلى أن عنوانه العريض هو مكافأة إيران على رعايتها للإرهاب، هكذا يتهمها الغرب صراحة، وهو أيضا ما قاله حرفيا كيري في الرياض الأسبوع الماضي، بصرف النظر عن التدخلات المفضوحة للسياسة الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، حيث تدعم قواتها الانقلاب الحوثي في اليمن، وكذلك تفعل بتأييد آلة الحرب التي يقودها بشار الأسد في سوريا، وقواتها تحتل أجزاء من العراق، وتتدخل في البحرين بشكل سافر، ناهيك عن فرعها في لبنان المسمى حزب الله. ملامح الاتفاق تضمن للإيرانيين أن يكونوا على بعد عام من إنتاج اليورانيوم، أي قبل الولوج مباشرة في الأسلحة النووية، ولن تكون إيران ملزمة بتفكيك أي من منشآتها أو بنيتها التحتية النووية، بل إنه بعد انقضاء مدة الاتفاق، والتي ستكون بين 10 إلى 15 سنة، سيسمح لها بتنفيذ برنامج نووي صناعي، كما فعلت اليابان، مما يعني أن الغرب سيسمح لها بأن لا تبتعد كثيرا عن السلاح النووي وسيكافئها برفع العقوبات عنها…
آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
«أول طائرة إيرانية تحط في اليمن منذ عشرات السنين»..ما تقدم هو واحد من عشرات العناوين التي وردت في مواقع الأخبار الإيرانية للاحتفاء بتدشين الرحلات الجوية بين البلدين، حيث شهدت كل من إيران واليمن في الأسبوع الماضي أول رحلة طيران بينهما..في الوقت التي حطت الطائرة الإيرانية في مطار صنعاء، كانت قد حطت طائرة يمنية في مطار الخميني بالعاصمة الإيرانية طهران. حتى الآن يبدو الأمر طبيعياً فتسيير الرحلات بين الدول هو جزء من العلاقات الثنائية والمتعارف عليها دولياً، ولكن يتبادر السؤال هنا: هل هناك ما هو أبعد عن مجرد طيران؟ نسير مع القارئ الكريم، لتناول خلفيات هذا الأمر، وما هي أبعاد تلك الخطوة. لا يخفى على القارئ ما تشهده الساحة اليمنية بعد الانقلاب «الحوثي» على الشرعية، والاستيلاء على صنعاء، وبالتالي محاولة الالتفاف على المبادرة الخليجية ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع عن طريق فرض إقامة جبرية على الرئيس هادي وعدد من وزرائه. هذا الأمر، وعلى الرغم من استهجان المجتمع الدولي للخطوات «الحوثية»، إلا أن النظام الإيراني كانت له نظرة مغايرة لذلك، فوصول «الحوثيين» واستيلائهم على السلطة يأتي من منظور مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبداللهيان على أنه زاد من قوة الأمن في المنطقة، وتضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية. هذا الأمر ساهم بدوره في سعي النظام الإيراني إلى تعزيز موقف «الحوثيين»…
آراء
الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
إذا سمّى الأوروبيون خطة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بخطة مارشال، تخليدا لاسم الجنرال جورج مارشال رئيس أركان الجيش الأميركي، وزير خارجية أميركا فيما بعد، أليس حريا بمصر أن تسمي مؤتمرها الاقتصادي بـ«بخطة عبد الله» لدعم مصر وهو الرجل الذي وقف مع مصر وقفة الرجال في مواجهة العالم كله؟ هل الأوروبيون والأميركان أكثر وفاء لقادتهم منا؟ لماذا «خطة عبد الله»؟ أولها أن الملك عبد الله ليس معنا الآن، ولا تملق هناك ولا رياء، بل وفاء. ثانيا أن الراحل - رحمه الله - كان المبادر وصاحب الفكرة. وللناس حقوق في تخليد أفكارهم خصوصا أنني أعرف أن المصريين يقدرون مواقف الملك الراحل وأن تسمية مؤتمر شرم الشيخ بخطة عبد الله لدعم مصر ستكون مصدر بهجة لشعب عرف عنه الوفاء. لسنا أقل من الأوروبيين والأميركان وفاء لقادة عظام، الفارق بيننا وبينهم أنهم يخلدون قادتهم بمؤسسات دائمة البقاء ونحن نخلد قادتنا بمشاعر جياشة في لحظة تتبخر مع الوقت ولا يمكن ترجمتها لاستمرار. منطقتنا بعد الربيع العربي تدين للملك عبد الله بالحفاظ على ما تبقى من استقرار. عندما أكتب عن «خطة عبد الله» فلا أعني الفرد فقط بل أعني الدولة السعودية حكومة وشعبا ومواقف، وقد كان الملك الحالي، الملك سلمان بن عبد العزيز، جزءا رئيسيا في دعم سياسات أخيه الراحل، كما كان الملك سلمان…
آراء
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥
قبيل زيارته الرياض الأسبوع الماضي، طرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فكرة إنشاء قوات عربية مشتركة. قبل ذلك كان يتبنى بهدوء لافت ما يسميه الحل السياسي في سورية. المتأمل في الفكرتين عن قرب سيكتشف أنهما فكرتان منفصلتان في خطاب الرئيس، لا علاقة لإحداهما بالأخرى، ولا تشكلان معاً خطة عمل واحدة، بل يبدو من كلام السيسي أن كل واحدة منهما تتناقض مع الأخرى. الحل السياسي يهدف إلى تلافي استخدام القوة نظراً إلى تعقد الأمور في سورية. أما فكرة القوات المشتركة فتهدف إلى قبول التخلي عن خيار الحل السياسي واللجوء إلى استخدام القوة، إذا ما تطلب الأمر ذلك. لنفصل في الموضوع أكثر من ذلك. من كلام الرئيس يبدو مقترح القوات العربية المشتركة غامضاً في شكل لافت. ما هي حدود هذه القوة وأهدافها؟ ومن هو المستهدف بها؟ يقول الرئيس أن هدفها دفاعي بحت، وأنها ليست موجهة ضد أي طرف إقليمي. في الوقت نفسه يُفهم من كلام السيسي أن المستهدف الرئيسي وربما الوحيد هو الإرهاب. في حديثه إلى صحيفة «الشرق الأوسط» يقول في إجابة عن سؤال عن كيفية مواجهة «داعش» بالنص: «لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون»، مفردة «المتربصين» معناها مفتوح. من المقصود بالمتربصين؟ يستطرد الرئيس قائلاً: «ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار (بنا)…
آراء
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥
على الرغم من أنني حين أزورها أحرص كل الحرص على أن أبدو كأحدهم، لطرد ذلك الشعور غير المريح، بأن الجميع ينظر إلى قفاك.. أركب اللادا الجميلة، واستخدم الهورن، بمناسبة أو من دونها، أضحك من قلبي، أطلق عبارات بصوت مرتفع: ولااااااااا، أوعاااااااا، سمو عليكووووووو، كانت الحياة ستكون صعبة جداً لولا وجود حروف العلة، تخيّل كيف ستمد كلمة مثل: «عبط»، دون أن تضطر إلى نفخ شدقيك في بائها؟! أجلس في المقهى الشعبي وأطلب «حجر سلوم وكشري»، أتقن اللهجة تماماً، ورغم كل ذلك، تأتيني الطلبات، ويقول لي «القهوجي» ببساطة: أجدع ناس بتوع الخليج! كيف أدركَ ذلك؟! راجعت «المنيوال» الخاص بكيف تكون مصرياً ثلاثين مرة، ورغم ذلك لم أفلت! الأغرب من ذلك أنك حين تفتح حديثاً مع أحد الأحبة المصريين، وهو يتحدث عن الخليج، يستخدم مصطلح «العرب»، العرب بيحبوا الأهوه، والعرب بيجوا هنه في الصيف، والعرب بيحبوا السمك، والعرب بيحبوا الحوامدية، أؤشر لمحدثي بأن يصمت، وأقول له: خف علينا، العرب والعرب، حسّستني أنكم «فرنساوية»! يبتسم بطريقتهم الجميلة، ويقول: أخف عليك ليه؟ هو أنا ضربتك؟! تختلف الثقافات باستخدام كلمة «خف»! في زيارتي الأخيرة للمحروسة التقيت أحد المصورين القدماء، الذي أخبرني بأنه كان في الإمارات في السبعينات، وقال لي إنه يعرف أن «العرب» يحبون الصور القديمة، أخرج لي مجموعة من الصور، فعلاً فيها صور كثيرة للشيخ…
آراء
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥
غالبية وكالات الأنباء العالمية والصحف والإذاعات تهتم اليوم ،الثامن من مارس، باليوم الدولي للمرأة، وهو يوم وضعت له الأمم المتحدة تعريفا منشورا في موقعها، نصه: "اليوم الدولي للمرأة يوم للتأمل في التقدم المحرز، ويوم للدعوة إلى التغير، والاحتفال بشجاعة عوام النساء اللواتي اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلادهن ومجتمعاتهن وما يبدينه من تصميم".. موضوع هذا العام هو "حق المساواة تقدم للجميع"، والقصد من الموضوع أن المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة وتمتعها بكامل حقوق الإنسان، والقضاء على الفقر، هي أمور حاسمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأكيد على الدور الحيوي لها بوصفها عاملا مهما من عوامل التنمية. يوم المرأة الدولي مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في العالم، وبلاد عديدة تجعله يوما وطنيا، ويوما لاحتفال النساء من جميع القارات، وإن فصلت بينهن الحدود الوطنية والفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية، يستعرضن فيه تاريخ النضال من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد تسعة عقود من الزمن تقريبا، ويوما يستذكر فيه النساء قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل. أنا على يقين شبه تام أن مقالي لن يرضي كثيرا من الذكور، وخصوصا زملاء العلم الشرعي، وذلك لحيثيات كثيرة ومكررة، ومنها أن الدين الإسلامي عظم حقوق المرأة، وأنه سبق…
آراء
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥
تمثِّل تعز العمق الثقافي والمخزون التاريخي للنخبة اليمنية، ومثَّل رجالها الرمز الأهم في مقاومة الحكم الفردي قبل 26 سبتمبر (أيلول) 1962 وبعده، وليس في ذلك انتقاص لبقية مناطق اليمن شمالا وجنوبا، وكان ذلك مصدر متاعبها في العهدين الملكي والجمهوري، كما تنوَّعت مصادرها الفكرية والسياسية وارتبط الكثير من أبنائها بالأحزاب القومية من البعث إلى الاشتراكي، مرورا بالإسلام السياسي ممثلا بحركة الإخوان المسلمين، والتف كثير من شبابها عاطفيا بعبد الناصر وصارت فسيفساؤها لوحة جميلة من التعايش النموذجي؛ إذ جمع كل هذه التناقضات حبهم لمدينتهم وعشقهم لها حد التعصب كرد فعل على تجاوزها في حسابات المركز المقدس صنعاء، ونفورهم من كل من حاول فرض صبغة أحادية ثقافية أو مذهبية على فضاءاتها التي اتسعت الجميع، وظلت تعز حاضنة لكل جنوبي فر اتقاء قسوة الاستعمار البريطاني أو ديكتاتورية الحزب الاشتراكي، مثلما كانت عدن ملجأ لمن رغب بالحرية بعيدا عن حكم الأئمة أو ملاحقات الأجهزة الأمنية في الشمال للالتحاق بالحكام الاشتراكيين حينذاك في الجنوب. اليوم، يواصل الحوثيون حصارهم النفسي وحملاتهم المذهبية على تعز غير عابئين بما يختزنه أبناؤها من تاريخ لا يحتمل الحملات الطامحة للسيطرة عليها، ولم يحملوا السلاح إلا تحت راية الدولة، وكانوا في مقدمة المقاتلين دفاعا عنها في الستينات حتى اشتد عودها، وبعدها عادوا إلى طبيعتهم المسالمة وتفرغوا لأعمالهم ومهنهم التي لم يتمكن أحد…
آراء
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥
كان الرئيس الأميركي أوباما يجري اتصالات هاتفية بالزعماء الأوروبيين وهو يشاهد "بملل" خطاب نتنياهو في الكونجرس ثم يقول "لا جديد". كان سماع مثل هذا التعليق ضرب من الخيال في العقود الستة الماضية. رئيس وزراء إسرائيل يحذر من اتفاق أميركا مع إيران. لقد تغيرت نظرة القوى العظمى إلى الشرق الأوسط، ولكنها ليست أولى الإشارات. قبلها بعام ونصف، وفي سبتمبر 2013 وصلت "يونغ شينغ" سفينة الشحن الصينية العملاقة إلى ميناء روتردام الهولندي، عبر القطب الشمالي في أولى الخطوات الكبرى لفتح خط ملاحة جديد بين أكبر اقتصاديات العالم، الصين والاتحاد الأوروبي دون المرور بالشرق الأوسط ومضايقه وحروبه، وتوقعات بتضاعف التبادل التجاري عبر هذا الخط 40 مرة خلال خمس سنوات، وتوفير في التكاليف والزمن. وفي القطب الشمالي تظهر مؤشرات صراع على الثروة بين القوى العظمى، إذ إن ربع احتياطيات العالم من النفط والغاز غير المكتشف، وأرقام تتصاعد من إجمالي إنتاج النفط والغاز والمعادن، وله منظمة أعضاؤها أميركا وروسيا والنرويج والسويد وكندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا، ومراقبون: الصين والهند واليابان وإيطاليا وكوريا وسنغافورة. وقبلها في 2011 تعلن وزير خارجية أميركا كلنتون أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الباسفيك الأميركي، وأن آسيا أرض الفرص والاقتصاد والنفط. ويكتب برجنسكي وكيسنجر أن أوراسيا هي ساحة الصراع العالمي القادم، وأن حصار الصين هدف استراتيجي، وتعلن اليابان نيتها تغيير دستورها للسماح…
آراء
السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥
تتحمل وزارة الإسكان عبء ملف كبير، هذا الملف يحمل أحلام مواطنين ينتظرون الحصول على سكن. ولا شك أن هذا الملف يحظى بأولوية في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. الخطوات التي تعكف عليها وزارة الإسكان مشهودة؛ لكنها بطيئة ومحدودة. ولا ننسى أن الدولة -رعاها الله- ضخت مليارات كثيرة، لتسريع معالجة هذا الملف، كما دعمت صناديق الإقراض والتمويل. وهناك من يرى أن من الضروري مراجعة مسارات الحلول لقضية الإسكان، إذ ينبغي السعي إلى تفتيت المشكلة وتجزئتها، حيث تراعي تفعيل كل الخيارات، بما في ذلك خيار الشراء وإعادة التوزيع على الناس، مع تسريع قضية منح القروض وتفعيل خيارات التمويل من المصارف التجارية بضمان القرض الحكومي. الوعود الإيجابية التي قدمها وزير الإسكان للمواطنين مرات كثيرة. ويبدو أن القضية تحتاج إلى أن ينظر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية فيها. ولا شك ان رئيس المجلس والوزراء المساندين له، قادرون على بناء تصورات ووضع حلول تنهي هذه المشكلة خلال فترة قصيرة، من خلال تحديد الإشكالات التي تواجه وزارة الإسكان ومعالجتها. إن قائمة الانتظار الكبيرة لدى وزارة الإسكان، تحتاج إلى حلول إبداعية، يتم وضعها أمام صاحب القرار. عندما حدثت الطفرة الأولى؛ قال وزير المالية الأسبق محمد أبا الخيل؛ كانت الأسئلة التي طرحتها الوزارة: هل نبني مساكن للمواطنين، أم نعطيهم أراضي وقروضا لتسريع هذا…