آراء

آراء

كيف تقول لمديرك «لا»؟!

السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥

«يظن كثير من رجال الإدارة أن العلاقات الإنسانية فصل في كتاب تنظيم العمل، وهم مخطئون في هذا، فالعلاقات الإنسانية هي كل الكتاب». بيلفر شتاين بدأ كريك ماكوين كتابه «Essentialism»، الذي يُعَدُّ من الكتب الأكثر مبيعاً على قائمة «نيويورك تايمز» بهذه القصة: كان من أمنياته أن يجد وظيفة مرموقة في شركة كبرى، فتحقق ما حلم به بأن تم تعيينه في إحدى شركات وادي السيليكون المشهورة، ولأن الفرصة جاءته على طبق من ذهب، فقد حرص منذ البداية على أن يترك «انطباعاً حسناً» أمام الجميع، وكانت وسيلته أن يقول «نعم» لكل طلب وأمر! لكنه اكتشف بعد فترة من الزمن أنه «غير سعيد»، وأن حياته أصبحت مملوءة بالضغوط التي لا تنتهي، وأن مهامه الوظيفية المنجزة أصبحت تقل يوماً بعد يوم، وبكفاءة أقل، حتى جاءت الطامة بأن الشركة عرضت عليه «تقاعداً مبكراً»! هنا فقط توقف واستدرك خطأ الماضي، وقرر أن يقول «لا» لكل أمر غير مهم، لدرجة أنه أصبح لا يحضر الكثير من الاجتماعات، وكان عذره أن لديه مهام أكثر أهمية، بل إنه طلب من زملائه عدم التواصل معه وهو خارج أوقات العمل، فماذا كانت النتيجة؟ أصبح أكثر تنظيماً، بدأ يعيش حياته الطبيعية مع أسرته، وراح يمارس الكثير من هواياته، والمفاجأة السارّة كانت حصوله على أفضل تقييم وظيفي! وهذه «داون ريزنبرج» تتساءل: هل تستطيع أن…

آراء

إيران وإسرائيل.. هل عدو عدوي صديقي؟

السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥

منذ فترة ليست بالقصيرة، وهناك فكرتان تتكرران باستمرار بخصوص التوازنات السياسية والعسكرية في الخليج العربي. هاتان الفكرتان ترتبطان بعضهما ببعض، وربما تكونان بمنزلة السبب والنتيجة، وإن لم تذكرا في السياق نفسه. الفكرة الأولى مفادها بأن إيران أخطر على العرب من الكيان الإسرائيلي. والفكرة الثانية أو النتيجة أن التحالف مع إسرائيل مهم في هذه المرحلة؛ لمواجهة الخطر الإيران. غالباً ما يتم تبرير فكرة التحالف بمبرر يفصل بين الأوضاع في المنطقة العربية والأوضاع بالخليج، باعتبار إسرائيل لم تهاجم دول الخليج بشكل مباشر، وبأن المصالح الوطنية لدول الخليج تتمثل في تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ باعتبارها أمراً واقعاً لا مفر منه، ويلي التطبيع أو يواكبه بناء حلف؛ لمواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة. ولاسيما مع اتفاق أميركي-إيراني يبدو وكأنه حتمي بخصوص المفاعل النووي. هذه الرؤية تغفل الدول العربية لمناطق نفوذ أساسية لدول الخليج، بل امتداد لها. غالباً ما يُتهم من يرفض هذه الرؤية بأنه غير عقلاني وعاطفي، وبأن المصالح الوطنية اليوم تفرض خطوة بهذا الاتجاه، بغض النظر عن تاريخ الصراع العربي-الصهيوني. إن خيار بناء حلف مع إسرائيل بعيد عن أي واقعية أو عقلانية. وهو خيار مبني على مجموعة من التوهمات والأحكام اللحظية. فجميع الأسباب التي تجعل إيران مصدر خطر في المنطقة، تجعل الكيان الإسرائيلي أشد خطراً وفتكاً منها؛ فإيران مصدر خطر أساسي على المنطقة وعامل…

آراء

الريادة السعودية في الوقت الراهن

السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥

لا شك أن المملكة تلعب درواً محورياً في منطقة الشرق الأوسط، أملته عوامل عدة، جعلت منها الدولة المؤهلة للعب لهذا الدور؛ فالاستقرار السياسي الذي تتمتع به السعودية، والمكانة السياسية الدولية، وتأثيرها الاقتصادي في المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك تأثيرها الروحي من خلال احتضانها للمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، كل هذه العوامل جعلت منها الدولة المحورية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما بعد اندلاع ما يسمى «ثورات الربيع العربي»، التي أثرت سلباً في دول عربية، ومزقت بنيتها الاجتماعية والسياسية، وأضعفت مواردها الاقتصادية، حتى إن بعضها أصبح مهدداً بالتقسيم، إن لم توجد معالجات سياسية عاجلة لها. منذ اندلاع ما كان يسمى «ثورات الربيع العربي» حاولت السعودية أن تجنب المنطقة والعديد من دولها تأثيرات تلك الثورات أو الاحتجاجات، من خلال محاولة منع التدخل الإقليمي والدولي في الشؤون العربية الداخلية، ولاسيما التدخل الإيراني، وقد نجحت مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وبدعم من الأمم المتحدة بصياغة المبادرة الخليجية في اليمن، إذ تنازل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لنائبه عبدربه منصور هادي، لكن التدخل الإيراني ومن خلال جماعة الحوثي، حاول الالتفاف على المبادرة الخليجية وتقويضها، وبالتحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتحول اليمن اليوم وبسبب التدخل الإيراني الفاضح والواضح إلى فوضى وعدم استقرار، حتى إن الحكومة والرئيس أصبحوا تحت الإقامة الجبرية، غير أن الرئيس استطاع…

آراء

إلى أين تتجه أسعار النفط؟

السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥

الصيف الماضي وبعد فترة طويلة غير معتادة من الاستقرار النسبي، بدأت أسعار النفط رحلة هبوط، حيث انخفضت بمقدار النصف في غضون ستة أشهر فقط. مع ذلك، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عملت السوق على إرساء أساس يتيح للأسعار استعادة بعض قوتها المفقودة. ورغم ذلك، من غير المرجح أن تعود مرة أخرى إلى حاجز المائة دولار للبرميل قريبا، وستظهر عواقب الانخفاض بشكل كامل لاحقا. من أسباب هذا الانخفاض الحاد في أسعار النفط زيادة المعروض من المصادر التقليدية وغير التقليدية للطاقة على حد سواء، مثل الغاز الصخري، وكذلك انخفاض الطلب، خاصة من الدول كثيفة الاستهلاك مثل الصين، وتبدّل رغبة منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بوجه عام، والمملكة العربية السعودية بوجه خاص، في الاستمرار في لعب دور المنتج المتأرجح، الذي يتمثل في خفض الإنتاج عند انخفاض الأسعار، وهو ما وفر قاعدة تمهيدية أكثر اتساعا للسوق في الماضي. وكشفت الصدمة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط عما يصفه خبراء الاقتصاد بالتحركات غير الإيجابية على نحو غير معتاد في منحنيات العرض والطلب على حد سواء. وباغتت تلك التطورات مجتمعة الجميع. أما الآن، فالانخفاض الحاد في أسعار النفط يؤدي إلى تقويض كبير للعرض سيظل متقدما في مساره، حيث تسبب انخفاض أسعار النفط في فقدان الكثير من حقول النفط الموجودة لقدرتها التنافسية، وعرقلة مصادر طاقة بديلة، وتجميد استثمارات طويلة…

آراء

ميثاق وفاء

الجمعة ٠٦ مارس ٢٠١٥

قال تعالى "ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً"، وتبيان مغزى هذه الآية الكريمة يكمن في سرّ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، تأسيساً وقيادةً على يد الوالد الشيخ زايد، رحمه الله وطيّب ثراه، وتمكيناً وريادةً على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه. إنها الدولة التي تسير بخطى واثقة للنجاح والريادة في جميع المجالات، بقيادةٍ رشيدةٍ من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الحكام، حفظهم الله. قبل أيامٍ ليست بالبعيدة، انعقدت فعاليات القمة العالمية في دبي، كاشفةً لنا عن سرِّ هذه الدولة العظيمة التي حباها الله قيادةً تستشرف المستقبل، برؤيةٍ فريدةٍ تعمل على ترسيخ الإنجازات والبناء عليها بالابتكار والإبداع. إنّ "بناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فقط بل هو واجب على كل مواطن أو مقيم على هذه الأرض الطيبة"، كلماتٌ من ذهب، ردّدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحكومية، وبهذه المقولة الحكيمة نرسم النهج، ومنها نستمد العزم، ونستلهم دورنا ومسؤوليتنا في البذل والعطاء، وبناء المستقبل المشرق للأجيال. من حكمة سموّه، وقبس أفكاره، نستلهم قدرتنا على مقاربة التحديات…

آراء

اعتماد المستشفيات

الجمعة ٠٦ مارس ٢٠١٥

قرأت تقريرا عن مستشفيات المنطقة الشرقية يقول إن 83 في المائة منها غير معتمد. أعتقد أن المنطقة الشرقية حالة تمثل بقية المناطق. تخيلوا هذا العدد الهائل من المستشفيات غير المؤهلة لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية حسب معايير المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية. عدد المستشفيات الحكومية المعتمدة 4 من 24 وبنسبة لا تتعدى 17 في المائة. أما المستشفيات الخاصة غير المعتمدة فبلغت ثمانية مستشفيات من 32 مستشفى، بنسبة 25 في المائة. يبدو أن تساؤلاتي السابقة الخاصة بأسباب انتقال "كورونا" داخل المستشفيات بدأت تجد الإجابات من خلال العقوبات المالية التي أوقعت على مستشفيات خاصة مخالفة، بسبب انتقال المرض لبعض المرضى المنومين داخلها. كيف لا تنتقل هذه الأمراض في مستشفيات لا تحقق أدنى متطلبات القبول! معلوم أن المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية كان يطبق نسخة أقل تعقيداً من النسخة الجديدة المعتمدة في أغلب دول أوروبا، هذا يعني أن التقويم الذي يعتمد المعايير الجديدة قد يخرج لنا مجموعة أخرى من المستشفيات خارج دائرة الجودة. تمول الدولة بقروض ميسرة إنشاء المستشفيات الخاصة، هذا يعني أن لها الحق في تطبيق المعايير العالمية عندما يتعلق الأمر بجودة وكفاءة المنشأة الصحية التي ترخص لها الوزارة وتقدم لها القروض في كل جزئياتها، لكن يبدو أن الاهتمام ينصب على المباني أكثر من مستوى تنفيذ الخدمات الصحية. يأتي الدور الأهم للوزارة من…

آراء

القادم مذهل.. لكن الإمارات لن تكون بعيدة

الجمعة ٠٦ مارس ٢٠١٥

في برشلونة، حيث يُقام حالياً المعرض والمؤتمر العالمي للهواتف المحمولة، المعرض الأكبر والأضخم من نوعه، هو ليس مقتصراً على الهواتف الذكية فقط، بل يكشف ويعرض معالم المستقبل، والمستقبل الذي اتضحت ملامحه هناك شيء مذهل لا يكاد يصدقه عقل، فهو أكبر من تخيلات وأحلام البشر. الثورة التكنولوجية القادمة التي ستغير وجه الحياة، وتجعل تفاصيل حياة الناس اليومية أشبه بأفلام الخيال العلمي، هي ثورة ما بعد الهواتف الذكية، وما بعد النسخة الحالية من عالم « الديجتال»، عالم جديد، عالم «الشرائح»، وهذا العالم لن يكون بعيد المنال، فالمتخصصون يتحدثون عن عالم سيبدأ من العام المقبل 2016، ليصل إلى ذروته خلال خمسة أعوام فقط! المرحلة المقبلة هي مرحلة «إنترنت الأشياء» internet of things IOT ، بحيث يصبح كل جهاز متفاعلاً مع البشر عن طريق شريحة إنترنت، يرسل عن طريقها رسائل نصية على هاتف صاحبه المتحرك، فمثلاً فرشاة الأسنان تخبرك عن أماكن لم يصل إليها المعجون لتنظفها، وتخبرك بحاجة كل سن من التنظيف، وعند الانتهاء من استعدادات خروجك من المنزل، تقرأ في المرآة وأنت تمشط شعرك المسارات السالكة في طريق عملك، ومواقع الاختناقات المرورية، وحالة الطقس الخارجي، كما تستطيع معرفة العروض التجارية في المحال الموجودة على خط سيرك، وفي الوقت نفسه ترسل السيارة لك «مسجات» عن نقص الزيت أو البنزين أو الأعطال، والثلاجة ترسل لك…

آراء

في أوروبا.. رمال متحركة

الجمعة ٠٦ مارس ٢٠١٥

نادراً ما نسمع عن أوروبا غير مستقرة أو تعاني مثلاً من أزمات مستفحلة وقليلاً ما يتم تداول مصطلح الكارثة أو المصيبة الكبرى أو المشكلة الأكبر في أدبيات هذه القارة الماضية في طريق الاتحاد الكلي منذ أكثر من نصف قرن. إلا أن الأوضاع الداخلية، فيما بين دول الاتحاد الأوروبي لم تعد كذلك منذ أن أطلت الأزمة المالية علينا بوجهها المغبر في عام 2008، وقبل ذلك في 1928، فهذه التواريخ ليست عابرة في تأثيراتها المستقبلية، بل غائرة في عمق النظام الأوروبي الذي يعاني اليوم من مشاغبات روسيا في شرقه المستقل والمحتل في آن. الذي يقود الاتحاد الأوروبي فعلياً ومالياً في هذه الآونة الحرجة هي بلا مواربة ألمانيا صاحبة الصناعات الثقيلة في وزنها السياسي، فالشروط الألمانية التقشفية قصمت ظهور أكثر من دولة عضوة في الاتحاد، وعلى رأسها اليونان التي اختارت لنفسها رئيساً يسارياً قصياً، فهو الذي عليه تحمل خروج اليونان من الاتحاد بسبب تراكمات الديون والقروض التي ضُخت لانتشالها قبل الوصول إلى الإعلان الرسمي عن إفلاسها، إلا أن الانتخابات الأخيرة يبدو أنها ستغير اليونان بشكل أحادي لتحتمل النتيجة وحدها من دون منطقة «اليورو». في المجمل تبقى اليونان وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكذلك بريطانيا، هي الرمال المتحركة في القارة الأوروبية، التي لا تعاني من وجود رمال الرياح ولا العواصف كبقية القارات في أفريقيا وآسيا، حيث…

آراء

“البلبوص”!

الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥

أذكر انه في تلك الأيام التي تلت ما عرف بالثورة البرتقالية في أوكرانيا كانت هناك تلك الجمعية النسوية غريبة الأطوار .. في كل يوم يقومون او يقمن بالتجمع والتظاهر من اجل قضية فاشلة ما .. الفرق بينهم او بينهن وبين بقية المتظاهرين في العالم بأنها كانت مظاهرات تعري .. في اسبوع مظاهرة تعري ضد العنف على المرأة .. وبعدها بأسبوع مظاهرة تعري لتنبيه العالم بأهمية فرو الذئب الرمادي ثم مظاهرة تعري من اجل ثقب الأوزون .. مظاهرة تعري تضامنا مع خنفساء التشاكوباكو التي تعيش على ضفاف نهر الأمازون .. حين كنت احاول فهم عقلية المتظاهرات لم اجد أمامي سوى جواب واحد .. هو أنهن يبحثن عن حجة من اجل (التفصيخ) وحقيقة الموضوع ان إحداهن لا تعرف شيئا عن خنفساء التشاكوباكو ولا تفكر في زيارة الأمازون .. لماذا لا تحب الشقراوات الأوكرانيات زيارة الأمازون ؟ وهل هذا سؤال يوجه لشقراء؟ ستجيبك مباشرة : انت تعلم بان كندا بعيده جداً عن كييف !!! وكما انه في أوكرانيا هناك من يبحث عن حجة (للتفصيخ) ففي اسبانيا أيضاً من يبحث عن حجة (للضرابة) او السب او عمل اي مشكلة من اي شيء ولأي شيء فقط لتفريغ طاقة شريرة او رغبات طفولية .. او ربما فقط بسبب نظرية النمر الذي ضرب الضفدع وهو يسأله :…

آراء

جامعات للعرض فقط

الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥

افتتح يوم أمس الأربعاء معرض الرياض الدولي للكتاب وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسعين، تماما كما هو الحال كل عام، فما بين ترقب عشرات الآلاف من المهتمين بالثقافة والكتاب لموعد انطلاق المعرض وتمكنهم من التجوال بين أزقته، والاطلاع على ما أنتجته وتعرضه أكثر من 900 دار نشر ومؤسسة مشاركة من جهة، وما بين السجالات المعتادة حول ما سيسمح وما سيمنع عرضه، وما سيلي ذلك من مشاحنات فكرية وثقافية بين ذاك الطرف وذاك من جهة أخرى، نبقى نحن ننتظر ونترقب ونتطلع إلى زيارة المعرض كسائر المهتمين للتمتع بما أنتجه الفكر الإنساني. معرض الكتاب كما هو معلوم، هو المكان الذي يمكن للمهتم أن يطلع وأن يبتاع الكتب التي يريد، ويلتقي بالكتاب والمثقفين الذين يتطلع إليهم، وأن يشبع فضوله بما تزخر به المكتبات المختلفة من علوم ومعارف عله يجد فائدة وعلما جديد، وهو ما يجعلني أسأل: أين العلوم والمنتجات الفكرية والثقافية التي تنتجها الحواضن الأهم للعلم والثقافة في بلادنا من جامعات ومعاهد وكليات حكومية وخاصة؟ أعلم أن هناك بعضا منها يشارك إما برغبته أو مجبرا بفعل توجيه مرجعه، ولكن ما فائدة المشاركة إذا كان كل ما يوزع على الحضور هي بروشورات عن إنجازات تلك الكلية أو ذلك المدير دون أن يتاح للزائر شراء منتج علمي أو ثقافي أو أدبي أنتجه منسوبو تلك المؤسسات من…

آراء

قنوات هادرة.. وماء شحيح!

الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥

ذكر تقرير حديث عن اتحاد إذاعات الدول العربية أن السماء العربية فيها 1300 قناة تلفزيونية، منها 165 قناة تابعة لـ29 هيئة من القطاع العام، و1129 قناة تبثها 729 هيئة من القطاع الخاص. وحلت القنوات المنوعة الجامعة في رأس القائمة (323 قناة)، تلتها القنوات الربحية (248 قناة)، وجاءت القنوات الرياضية في المرتبة الأولى بين القنوات المتخصصة (170 قناة)، تلتها قنوات الدراما (152 قناة)، أما القنوات الغنائية فجاءت في المرتبة الثالثة (124 قناة). وأظهر التقرير تنامي القنوات الدينية، إذ بلغ عددها 95 قناة. أما القنوات الإخبارية فبلغ عددها 68 قناة، منها 11 قناة تملكها جهات أجنبية (تبث باللغة العربية)، و161 قناة تبث باللغة الإنجليزية من أصل 237 قناة تبث للمنطقة بلغات أجنبية. قد يبدو مؤلماً بعد الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وحالة «الانفلات الإعلامي» الذي تجاوز كل قيم المهنة، واستباح أعراض الناس وحرماتهم في حالات كثيرة. كما أن دخول المال الخاص في البث التلفزيوني قد كسر احتكار الدول للإعلام، فكانت الفائدة التي خرج بها المشاهد هي كسر الاحتكار وتنامي المنافسة من أجل الفوز برضا الجمهور. لقد ظلت المعلومة «مُحتكرة» في قنوات البث الرسمي، وظلت تقليدية مفْرطةً في الرسمية، وغاب عنها الإبداع الذي هو لب البث التلفزيوني! لقد حاولت دول عربية مجاراة البث التجاري، وقامت بصرف الملايين من أجل الخروج بـ«ثيمة» جديدة مبهرة،…

آراء

كي ينتهي الإرهاب

الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥

أقبلوا من كل حدب وصوب تضامناً مع عاصمة النور، احتشد الملايين وساروا ليبثّوا رسالتهم للعالم. وصلت الرسالة غير أن الضحايا صاروا تحت الثرى، والقتلة الحقيقيون مازالوا يخططون لإجرامهم من هناك. إهانة عقائد الآخرين ليست حرية تعبير، والرد بالقتل ليس إيماناً، وبين الحالين ضاع مفهوم الحرية وجوهر التعبير، أما المسلمون، فعادوا إلى مرحلة الدفاع عن صورة الدين. كي ينتهي الإرهاب لا بد من بتر جذوره والقضاء على كل ما يتعالق معها، لئلا ينمو ثانية. ثمة نظام هدد وتوعد بحرق المنطقة والعالم إن لم يستمر في السلطة، وها هو ينفذ بيد غيره، فترك «الدواعش» يكملون الحلم، متخلياً لهم عن مناطق كاملة بمواردها النفطية، فقويت شوكتهم، ولم يكتفوا بإذلال من صار تحت سيطرتهم، بل انطلقوا إلى الخارج لنشر إرهابهم. وحتى يكون الحديث واضحاً، «تنظيم داعش» وما ماثله من مجموعات متطرفة ممن يسمون أنفسهم «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» ليسوا سوى قتلة ومجرمين ولصوص وشذاذ آفاق، وما داموا قد وجدوا في الفوضى التي تسبب بها النظام السوري في بلاده مكاناً خصباً لتنفيذ مشروعاتهم، فهم مستمرون في غيّهم، لذلك يفترض أن يتزامن مشروع الخلاص منهم مع حل الأزمة السورية، فالرابط بين الأمرين متين، وتعرفه القوى الكبرى في العالم غير أنها لا تريد أن تتحرك لأسباب غير معلنة. ما يحدث في العراق من مواجهة جدية لتنظيم داعش…