آراء
الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥
هناك مؤشرات كثيرة، وتحذيرات من أطراف عديدة تقول إن اليمن بات على شفا حرب أهلية طاحنة. فالحوثيون بعد أن فرضوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق المهمة بمنافذها البحرية والجوية، يحشدون للسيطرة على مناطق النفط والغاز، وفي مقدمتها محافظة مأرب، مما دفع القبائل التي تشعر بالخطر المحدق للتلويح بتفجير المنشآت النفطية ومحطات الطاقة، كورقة أخيرة في جعبتها إذا لم تتمكن من صد الحوثيين الذين يزحفون نحوها. في الوقت ذاته بدأت قبائل ومناطق أخرى تتململ من سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، وترى في ذلك ضربة مميتة لتفاهمات الحوار الوطني، بما فيها القرار الرئاسي الذي ضُمّن في مسودة الدستور الجديد لبناء دولة اتحادية من 6 أقاليم. وقوع اليمن في قبضة الحوثيين أو دخوله في حرب أهلية طاحنة سيكون تهديدا خطيرا للسعودية ولدول الخليج وأمنها، مثلما أنه سيشكل تهديدا على باب المندب وخطوط الملاحة البحرية بكل ما يعنيه ذلك لمصر وأمنها أيضا. فليس خافيا أن إيران دعمت وتدعم الحوثيين وتريد عبرهم نفوذا ودورا في الساحة اليمنية على غرار دورها في الساحة العراقية، وعينها في كل ذلك على السعودية. هناك أيضا تنظيم القاعدة الذي يحارب السعودية منذ عقدين ولم يتوقف حتى بعد أن كسرت شوكته، إذ وجد في اليمن ملاذا يخطط منه لعملياته، وإذا اندلعت الحرب الأهلية هناك فسيجد في مناخ الفوضى فرصة…
آراء
الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥
يوجد حماس صادق في معظم دول الخليج لدعم مصر على كل الأصعدة، وهذا الموقف أعاد الثقة في القاهرة، حتى عند المواطن المصري الذي كان قد وجد نفسه في مأزق خطير لم يمر بمثله من قبل، ووجد فجأة أن بلاده على وشك الانهيار. ودول الخليج تدرك أهمية مصر لها وللمنطقة، وتريد أن تكون شريكا في نجاحاتها لا ضحية لأزماتها. وقد تكرر الحديث هذه الأيام عن بناء قوة عسكرية خليجية مصرية، وهو تفكير منطقي بحكم التمحور الإقليمي الشديد، وانتشار الحروب في معظم أرجاء المنطقة، إنما ليس واقعيًا. وهنا يفترض من الخليجيين ألا يتوهموا أنهم قوة عظمى قادرة على تغيير العالم من حولهم. فإمكاناتهم ماديًا كبيرة عندما تنفق في وجهها الصحيح، قادرة على قيادة المنطقة سلبا أو إيجابا، لكن وبسهولة يمكن أن تتبخر ثرواتهم في مشاريع سياسية وعسكرية غير منتجة، كما حدث لصدام في العراق.حيال مصر، أمامهم خيار واحد مستعجل لا ثاني له، دعمها اقتصاديا. والدعم ليس فقط بالمنح والقروض والدولارات، بل بمشاريع عملاقة تغير حظوظ ومستقبل المصريين. وهذا يعني مساعدتها على إنجاز مشاريع خارج ثنائية الفساد والبيروقراطية التي عطلت قدرات البلاد لعقود طويلة. وفي حال نجاح مصر اقتصاديا، سيكون نظامها السياسي أكثر استقرارا، وجيشها عزيزا وقادرا، وستصبح دولة يمكن الركون إليها لتلبية حاجات استقرار كل المنطقة. فقد كان ضعف مصر في العقدين…
آراء
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠١٥
شخصياً لم يسبق أن قرأت خبراً عن نشاط الاستخبارات السعودية باستثناء التعيينات في المناصب القيادية، إضافة إلى إشارة بيان لـ «الداخلية» عن دور لها في القبض على خلية تجسس، فكان إعلان أول من أمس عن نجاحها في تحرير الديبلوماسي المختطف عبدالله الخالدي إضاءة مبهرة تكشف حقيقة قدراتها ومهارات رجالها وعملهم المستمر إلى أن تمكنت من صفع «القاعدة»، وإنذار كل جماعة إرهابية مهما كان شكلها السياسي بأن اليد السعودية طولى وممتدة، وأن القيادة لا تفرط في أبنائها ولا تنام عيونها عنهم أبداً. وفق «إيلاف» فإن السعودية رفضت عرضاً قطرياً للتوسط لإطلاق الخالدي بعد طلب «القاعدة» ثلاثة ملايين دولار فدية، واستمرت في العمل وسط ظروف صعبة وتنقلات كثيرة ومخابئ قاعدية، حتى أنجزت هدفها مُنقذَة الخالدي سالماً من دون أن تخسر رجلاً أو تدفع دولاراً، معلنة قدرة استخباراتها ومهارة رجالها في العمل الدؤوب وسط ظروف غاية في الصعوبة والتوتر وتبدل الولاءات وتغير المواقع. كان لافتاً أن البيان الرسمي أوكل النجاح إلى الاستخبارات، ولم يكتفِ بإعلان عام حتى لا يبخس الرجال حظهم من الإشادة، والإدارة حقها من الشكر، ولسد الباب أمام تخرصات ومزاعم أن أحداً ما كان له الفضل أو أن الحكومة دفعت الدية المطلوبة وتفاوضت مع الإرهابيين. هذا النجاح المزدوج يبرهن أن للسعودية قدراتها غير المعلنة، وأنها كشفت مراكز تنظيم «القاعدة» في اليمن…
آراء
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠١٥
نشرت «الحياة» أمس تحقيقاً بعنوان «مواطنة بدرجة معرّف»، يحكي حال المرأة السعودية في تعاملها مع المرافق الحكومية. التحقيق لخّص الحال بأربع كلمات «الدخول ممنوع، والوجه مطموس». «الحياة» تحدثت إلى أميرة التي روت تجربتها مع وزارة التعليم وهي مُنعت من الدخول، بسبب «عدم وجود قسم نسائي»، لتُحال على إدارة الشؤون المدرسية. وتضيف: «بعد التوقيع وتعبئة الأوراق كاملة، طلبت الموظفة هويتي الوطنية لتصويرها وإرفاقها مع الأوراق، فسلمتها إياها. وبعدما قامت بتصويرها، تناولت القلم وطمست صورتي بالكامل، ما استفزني للسؤال عن السبب. فأجابت أن من الممنوع أن تتوجّه أوراق المراجعات إلى الإدارة المعنية في الوزارة، من دون أن تُطمس الوجوه. وتناولت نسخاً من الأوراق وهويتي المطموسة، وسألتها عن الإجراء التالي، فقالت: يتوجه وليّ أمرك إلى الإدارة للتسلم»، وهي تساءلت: «ما الفائدة من هويتي إن كانت ستُطمس، وما الفائدة من مراجعتي إن كان وليّ أمري مَنْ سيتسلم الأوراق، ولن يتم الأمر من دونه؟». الهوية الوطنية للمرأة معمول بها في السعودية منذ عام 2001، وفي عام 2013 أُلزِمت المرأة بالحصول على بطاقة الهوية الوطنية خلال مدة لا تتجاوز سبع سنوات، وبعدها تكون هذه البطاقة هي الوسيلة الوحيدة لإثبات هويتها. لهذا، فإن النظام الذي شجّع على إصدارها، لا يمكن أن يطالب بطمسها، فضلاً عن أن المرأة أصبحت، أخيراً، محامية وتترافع أمام المحاكم. لكن مشكلة المرأة في…
آراء
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠١٥
خلاصة القصة التي شغلت جانبا من الرأي العام السعودي في الأسبوع المنصرم أن موظفا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة حائل الشمالية «أمر» سيدة تلبس النقاب، وهو نوع من غطاء الوجه يظهر العينين فقط، بتغطية عينيها أيضا. وحين جادلته هددها بالشرطة. انتهت القصة كما نعرف بتدخل رئيس الهيئة الذي اعتذر للسيدة أم عبد العزيز «تقديرًا لكبر سنها وكفاحها في سبيل تأمين لقمة العيش والكسب الحلال». وهذا تدخل إيجابي يعد فضيلة للهيئة ورئيسها. لكن هذه تفاصيل يعرفها الناس. الذي لفت انتباهي أن أحدا لم يطرح السؤال المفترض في مثل هذه القضية، وهو: هل تصرّف موظف الهيئة بموجب صلاحيات معروفة وموصوفة أم بموجب اجتهاده الشخصي؟ هذا سؤال ضروري لأن أمثال هذه الحادثة تتكرر كثيرا، من جانب الهيئة وغيرها من الأجهزة. وقد لا يصل معظمها إلى الإعلام كما حدث الأسبوع الماضي. لعل «سيادة القانون» هي أبرز ما يميز النظام الإداري في الدول الحديثة. سيادة القانون تعني ببساطة التزام ممثلي الحكومة، كبارهم وصغارهم، بالحدود التي يسمح بها القانون حين يؤدون وظائفهم. هذا يعني على وجه التحديد منع الموظف من التعويل على اجتهاده الشخصي أو معتقداته الخاصة في معاملة المواطنين. الأصل في التعاملات الشخصية بين الأفراد أنهم أحرار في أي فعل ما لم يمنع بقانون مكتوب ومنشور. أما الأصل في التعاملات الرسمية…
آراء
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠١٥
لم يعد التطرف الديني هو العامل الوحيد الذي يدفع بعض الشباب للإرهاب، ويلقي بهم في أحضان تنظيمه الأخطر حالياً. فقد أصبح «داعش» أخطر من تنظيمات إرهابية أخرى لأسباب، من أهمها التحاق شباب لم يكونوا متطرفين دينياً به. لذلك أصبحت معالجة الأزمات التي يواجهها شباب الطبقة الوسطى في كثير من المجتمعات العربية ضرورة ملحة، مثلها في ذلك مثل محاصرة العوامل التي تؤدي إلى التطرف الديني. وليس هذا صعباً، وخاصة في ضوء المعطيات التي تفيد أن اغتراب شباب ينتمي إلى الطبقة الوسطى وشعورهم بالضياع، هو الدافع إلى التحاق من لم يكونوا متطرفين دينياً بهذا التنظيم، وليس الفقر المرتبط بأوضاع اقتصادية صعبة يتطلب إصلاحها وقتاً طويلاً في كثير من البلاد العربية. وهذا هو بعض ما يمكن استخلاصه من قصص شباب من هذا النوع، صار المصريان إسلام يكن ومحمود الغندور أكثرهم شهرة في الأسابيع الأخيرة. فقد أظهرت التحقيقات الاستقصائية التي تمكن صحفيون غربيون من إجرائها في مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» في سوريا والعراق، خلال النصف الثاني من العام الماضي، تنوعاً مدهشاً في خلفيات الشباب الذين تركوا بلادهم وذهبوا إلى هناك. ومن أهم ما يُستفاد من تلك التحقيقات أن بعض هؤلاء الشباب لم يُعرف عنهم تعصب أو تطرف سابقان على ذهابهم إلى «داعش»، بل كانوا متحررين اجتماعياً. ويدخل «يكن» و«الغندور» ضمن هذه الفئة التي لم…
آراء
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠١٥
تشهد مدينة الرياض هذا اليوم، الأربعاء، انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي الخامس للكتاب تحت عنوان «الكتاب تعايش»، وهو عنوان موفق يتماهى مع ضرورات الزمن الحالي الذي انفتحت فيه جميع المجتمعات والثقافات والحضارات في العالم على بعضها بعضاً، وصار من المهم أن يتعايش الجميع تحت قيم التسامح والاحترام المتبادل. وقد نجح معرض الرياض للكتاب في دوراته السابقة في إتاحة الفرصة لمحبي القراءة واقتناء الكتب للاطلاع على ما تقدمه دور النشر المحلية والعربية والعالمية من الكتب الرائعة التي لا تتوفر في أوقات أخرى في مكان واحد وزمن واحد، كما أتاح المعرض في دوراته السابقة للمثقفين والمهتمين فرصة حضور ندوات ثقافية متنوعة والتعرف على المفكرين والكُتَّاب والأدباء والعلماء من مختلف التخصصات والمشارب في لقاءات شخصية على هامش فعاليات المعرض. لا يمكن أن نصف أي عمل بأنه كامل ومثالي، فمهما اجتهد البشر وحاولوا الإبداع يظل العمل جُهداً بشرياً قابلاً للنقد. ومثل مئات الألوف من الناس، سعدت بحضور الدورات السابقة لمعرض الكتاب وشراء مئات الكتب التي طالما تمنيت اقتناءها، لكنني أستطيع أيضاً أن أتحدث عن العديد من الجوانب التي أرى - من وجهة نظري - أنها تمثل وجوه قصور واكبت فعاليات المعرض في دوراته السابقة دون أن يقلل ذلك من أهمية ونجاح المعرض الذي أصبح مناسبة ثقافية كبرى ليس على مستوى مدينة الرياض أو المملكة…
آراء
الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠١٥
إن الميدان التعليمي في دولتنا يعتبر محظوظاً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ودلالات، خاصة مع وجود مبادرات وطنية رائدة تستهدف تعزيز النهوض بالتعليم وحفز العاملين في هذا القطاع الحيوي على التميز والعطاء التربوي والتعليمي. وتعتبر جائزة خليفة التربوية واحدة من هذه المبادرات الوطنية الرائدة، وتشرف الجائزة والميدان التربوي بأن تحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وهذا الشرف في حد ذاته هو جائزة لكل مبدع يتجه بفكره وجهده نحو خدمة التعليم، وتحقيق هذه الرسالة السامية والمتمثلة في بناء الإنسان المعتز بوطنه وهويته العربية والإسلامية وقيمه الأصيلة، والمنفتح على ثقافات مختلف شعوب العالم. ولقد حرصت الجائزة منذ انطلاقتها في عام 2007 برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة على تحقيق نقلة نوعية في الميدان التربوي والتعليمي داخل الدولة وخارجها، ودشنت منظومة متكاملة من الأهداف للارتقاء بالعمل التربوي في الدولة والوطن العربي، وتحفيز وتشجيع المتميزين والمبدعين من العاملين في المجال التعليمي التربوي، وذلك من خلال إبراز مكانة العاملين في المجال التربوي بجميع فئاته، ودعم جهودهم المختلفة، والمساهمة في توفير بيئة تربوية تعليمية حديثة ومشجعة للابتكار والتميز. كما تستهدف الجائزة حفز أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة للإقبال على مهنة التعليم والانخراط فيها، وكذلك…
آراء
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
يمتلك الزميل صالح الشيحي مهارة في التقاط أفكار مقالته اليومية أو شبه اليومية بقدر يثير معه الغبار ويحرك دوائر الكلام، فقد طرح الأستاذ صالح قبل أيام فكرة جديرة بالنقاش، وهي أن يتخلى أو يمنع الأمراء من تولي رئاسة الأندية الرياضية، ويرى أن وجود الأمراء على رأس أبرز الأندية السعودية سبب رئيس في الاحتقان الجماهيري وزيادة وتيرة التعصب. وعلى نفس المسار، فإنني أتفق مع الزميل الشيحي وأشكره أن جعلني أتجاسر لأقول إن التحكيم يفقد مصداقيته بما يهز ثقة الجماهير في الحَكَم المحلي، وهم يرون أنه لا يملك الحصانة ولا القوة ولا السلطة التي تخوله طردَ رئيس النادي الذي ينزل إلى وسط الملعب ويدخل مع الحكم المغلوب على أمره في جدل ونقاش حاد من طرف واحد. وعليك أن تتخيل هذا القاضي والحكم الذي يخضع لسطوته اثنان وعشرون رجلا داخل الملعب، ومثلهم آخرون يقبعون على دكة الاحتياط، ويملك هذا الحكم سلطة رفع "الكارت" الأحمر في وجه كل رجل من هؤلاء حين يتجاوز حدود القانون والانضباط، وينصاع لأوامره كل هؤلاء النجوم الذين يحظون بعشق هذه الجماهير المحتشدة في المدرجات. لكن هذه السلطة وهذه السطوة وهذه الهيبة تضمر وتصغر وتصمت وتنصت خاشعة ذليلة لكل جوارح الكلام، ولكل السبابات المرفوعة في وجهه التي تكاد تخرق عينه أمام أصغر أمير بدرجة: رئيس ناد. فبالله عليك كيف تتوقع…
آراء
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
بينما العالم منشغل بـ «داعش»، وبالمستوى المشهدي غير المسبوق الذي بلغته جريمته، أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقريراً عن ممارسات الميليشيات الموالية لإيران في العراق، مثل «عصائب أهل الحق» و»كتيبة بدر» ومجموعات «أبو فضل العباس»، وكشف التقرير الموثق بشهادات ضحايا ومسؤولين عراقيين حكوميين وشهود، بالإضافة إلى أشرطة فيديو ومعاينات لجثث ومقابر جماعية، أننا حيال «داعش» موازٍ. في التقرير، وردت معلومات موثقة عن عمليات إحراق مساجين وإعدام فتية والتمثيل بجثث. وأرقام الضحايا في منطقة معينة مئات، يبلغ تكرارها في المناطق آلافاً. أما المناطق التي شهدت هذه الانتهاكات، فورد في تقرير المنظمة الدولية عنها ما حرفيته: «وثقت هيومن رايتس ووتش خمس مذابح لسجناء في الموصل وتلعفر وبعقوبة وجمرخي وراوة. وفي كل هجمة، كانت أقوال الشهود تشير إلى قيام جنود من الجيش أو الشرطة العراقيين أو من ميليشيات شيعية موالية للحكومة، بإعدام السجناء عبر إطلاق الرصاص، وفي حالة واحدة قام القتلة بإشعال النار بعشرات من السجناء، وفي حالتين ألقوا قنابل يدوية داخل الزنازين». ليست «هيومن رايتس ووتش» وحدها من وثّق هذه الجرائم. «نيويورك تايمز» أيضاً نشرت تحقيقاً عن هذه الممارسات كانت سبقت فيه «هيومن رايتس ووتش»، وكذلك فعلت شبكة «سي أن أن» الإخبارية. والحال أن جرائم الميليشيات الموالية لإيران، سبق بعضها سقوط الموصل بيد «داعش»، وأعقب بعضها هذا الزلزال. ولهذا التعاقب الزمني وظيفة…
آراء
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
لا يحتاج المرء إلى طويل تفكير وهو يحاول فهم الأسباب التي تدع رجلاً بأهمية وموقع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يتصرف بمطلق الحرية في زياراته وتحركاته وتواصله المباشر مع الناس، من دون «بروتوكولات»، أو حراس، أو موظفين يحيطون به. ولطالما شاهد سكان دبي، المواطنون منهم والمقيمون، محمد بن راشد وهو يقود مركبته من دون حراسة، أو إجراءات خاصة، مثل إغلاق الطرق، أو التحرك ضمن موكب. وربما شاهده الآلاف وهو يسير من دون حراسة في مركز تجاري، أو موقع سياحي، أو مكان مفتوح، هكذا بكل عفوية وبساطة. كل هذا لم يعد سراً، ولم يعد أمراً غريباً ومستهجناً، بالنسبة لأهل الإمارات الذين يتفردون بعلاقة استثنائية مع حكامهم، طابعها أبوي بحت، والولاء للأب الحاكم أولى مفردات تلك العلاقة وأكثرها عمقاً. لكن تداول صورة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الخميس الماضي، وهو يتسوّق في محطة للوقود، على نطاق واسع داخل الدولة وخارجها، أثار تساؤلات مختلفة هذه المرة، تساؤلات فرضها إيقاع الأحداث الجسام، التي تشهدها المنطقة العربية، مع بلوغ العنف والتشدّد في بعض دول المنطقة مستويات غير مسبوقة، كان الأمن والاستقرار بكل أشكالهما أول ضحاياهما. ويهمس البعض متسائلاً عن مدى أهمية اتخاذ إجراءات استثنائية مع الأحداث العاصفة في المنطقة، التي تجعل وصول التشدّد…
آراء
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
في خطوة لاتصدر إلا عن أصحاب الفكر الظلامي المتخلف، أقدم تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي على تدمير مجموعة لا تقدر بثمن من التماثيل والمنحوتات الأثرية في العراق، فيما وصف بأنه ضرر لا يمكن حصره بجزء من التراث الإنساني. وأظهر شريط مصور نشره التنظيم يوم الخميس الماضي، مجموعة من عناصره تقوم بتحطيم تماثيل وآثار، يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مستخدمين مطارق وآلات ثقب كهربائية، في متحف «الموصل» التاريخي، الذي يضم تماثيل وآثاراً من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها إلى قرون قبل الميلاد. الشريط، الذي حمل شعار «المكتب الإعلامي لولاية نينوى»، وتداولته حسابات موالية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد إلى الأذهان ما قامت به حركة «طالبان» عام 2001، عندما أجهزت على تمثالي «بوذا» المنحوتين على منحدرات وادي «باميان» في منطقة «هزارستان»، وسط أفغانستان، اللذين يعود تاريخ بنائهما إلى القرن السادس الميلادي. حيث يعتبر الموقع أحد مواقع «اليونيسكو» للتراث العالمي، ففي ذلك العام، وبقرار من 400 رجل دين من مختلف أنحاء أفغانستان، أمر «وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في حكومة «طالبان» بتدمير التمثالين، فتم ضربهما بالمدفعية، والمدافع المضادة للطائرات، قبل أن يتم وضع الألغام المضادة للدبابات في الجزء السفلي منهما ليتم تدميرهما بالكامل، رغم أن زعيم طالبان «الملا عمر» كان قد أصدر مرسوماً عام 1999 لصالح الحفاظ على تماثيل بوذا؛ لأن السكان…