آراء

آراء

الرقص مع الذئاب

الثلاثاء ١٧ فبراير ٢٠١٥

«الرقص مع الذئاب» فيلم أميركي أنتج عام 1990، وتدور قصته عن أحداث الحرب الأهلية في أميركا، وما قام به الرجل الأبيض من محاولات للسيطرة على السكان الأصليين من هنود القارة الأميركية. أما رقصتنا مع الذئاب البشرية في مجتمعنا، تجاه مظاهر الفرح وحب الحياة والتعبير الإنساني بأشكاله المتعددة، فمصيره الإقصاء والتحريم من جماعات متشددة دينياً، وتحاول أن تملي وتعمم رؤيتها تلك على مجتمعنا بأكمله. في حال ما جرى في أحد مدن المملكة، من مجموعة من الفتيات الصغيرات عبَّرن عن فرحهن بأداء حركات استعراضية، خرجت علينا بعض الأصوات تتوعد وتهدد بأنه ستتم محاسبة من قاموا على تلك الفعالية، وقد لا أبالغ إذا قلت إن من يعارضون رقص الصغيرات البريئات قد يكونون ينطلقون من مفاهيم لها علاقة بالعادات والتقاليد المحلية أكثر من أن تكون القضية دينية بحتة. فهناك قضايا خلافية في ديننا الإسلامي، ومنها قضية مشاركة الطفلات بالفرح والرقص، وكلنا يتذكر مظاهر الفرح في أعراسنا ومناسباتنا الاجتماعية، ولكن يبدو أن ما مر به المجتمع السعودي خلال فترة ما يسمى «الصحوة» قد استطاع أن يكبل المجتمع نحو التغير الاجتماعي الطبيعي والانطلاق نحو الحداثة والتحديث على عقلية الإنسان المحلي. مظاهر التشدد الديني لدى بعضنا هي البداية الفعلية للإرهاب الفكري في مجتمعنا، والذي قد يقود إلى الإرهاب الفعلي، كما نشاهد اليوم، فنحن في أزمة فكر منغلق…

آراء

صنعاء المحتلة والرئيس المحاصر

الثلاثاء ١٧ فبراير ٢٠١٥

رغم الإجماع النادر في مجلس الأمن حول اليمن، برفض استيلاء ميليشيات تنظيم الحوثيين على الحكم، فإنه لا توجد رغبة في التخلي عن خيار المصالحة الذي يدور به ممثل الأمم المتحدة جمال بنعمر، والتحول إلى الخيار العسكري. وهناك أكثر من سبب لتحاشي المواجهة العسكرية والاكتفاء بالحل السياسي. السبب الأول أنه يمكن من خلال استخدام القوة الخارجية إضعاف ميليشيات الحوثيين وإنهاكهم في كل المدن والمواقع التي يتمركزون فيها، لكن لن يكون كافيا لتفعيل الشرعية المتمثلة في الحكومة الانتقالية، ولا حتى في انتخاب بديلة لها، بل سيتسبب ذلك في تقوية الجناح المتآمر الثاني، وهو فريق الرئيس المعزول علي عبد الله صالح الذي لا يزال يلعب دورا تخريبيا، والمفارقة أنه يطالب برفض الحوثيين، بعد أن مكّنهم من احتلال العاصمة، وتتويجه رئيسا، لأنه القوة الوحيدة في صنعاء. وبالتالي فالخيار العسكري قد يطرد الحوثيين، لكنه لن يحرر العاصمة. والسبب الثاني أن لا أحد يريد تحويل اليمن إلى أفغانستان أخرى، بالاستعانة بقوات خارجية لحسم النزاعات الحزبية والقبلية، فهذا طريق طويل ووعر، والنجاح فيه غير مضمون. والسبب الآخر، أن خيارات الحل السياسي لا تزال قائمة رغم إخفاقات الوسيط الأممي، ورغم نكث الحوثيين بوعودهم. ماذا لو أن لعبة الوقت التي يمارسها الغزاة الحوثيون مكنتهم من الاستيلاء الفعلي على مفاصل الدولة الرئيسية، هل يمكن قلعهم خاصة بعد استبعاد الحل العسكري…

آراء

المصريون غاضبون!

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

نعم، انهم غاضبون! وبعكس المرات السابقة في ٢٠١١ و٢٠١٣ فإن غضب المصريين غير منصب على حكوماتهم، بل على حكومات دول غربية. حيث يشعر الكثير من المصريين بالإستياء حيال ما يعتبرونه تناقضاً بين قول وفعل العالم الغربي عندما يتعلق الأمر بمصر. ويرى هؤلاء أن هناك محاولات عديدة للإساءة المتعمدة لبلدهم بأشكال عدة، إلا أن أبرز هذه المحاولات يمكن تلخيصها في أربعة مظاهر التغطية الإعلامية المنحازة تعتبر التغطية الإعلامية المنحازة أحد أهم أسباب غضب المصريين، فهم يرون أن صحفاً عالمية مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز فضلاً عن إفتتاحياتها التحريضية ضد مصر وقيادتها، فإنها تخلط عمداً بين الخبر والرأي، وأن تغطيتها للأخبار والأحداث بمصر غالبا ما تكون منحازة بشكل واضح ضد القيادة المصرية. علاوة على ذلك، فإن التقارير التي تصدرها هذه الصحف ومثيلاتها (والتي تعد مؤثرة في دوائر صنع القرار الغربي وخاصة الأمريكي) عن الحوادث الإرهابية بمصر كثيراً ما تتضمن تبريرات تصل إلى حد التعاطف مع التطرف والإرهاب ووسم السلطات بمصر بأنها مسئولة عن صناعته بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي مما أدى بأنصاره إلى اللجوء للعنف و الإرهاب. وفي نفس الوقت، تسخر هذه الصحف في تغطيتها من المصريين وتتهم إعلامهم بغسل أدمغتهم تجاه جماعة الإخوان المسلمين وتنفي عن الجماعة تهمة الإرهاب وتصر أنها جماعة سياسية سلمية وليست إرهابية. ويتساءل المصريون كيف لهذه…

آراء

بين معجزة بنعمر وكارثة الحوثي

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

كان المنظر مثيرا للشفقة والكل يرى القوى الرئيسية الخمس (المؤتمر الشعبي - الإصلاح - الناصري - الاشتراكي - الحوثيين) ومعهم ممثلو أحزاب لا وزن حقيقيا لها، جالسين حول طاولة يتصدرها جمال بنعمر بغرور بلغ حد توبيخ أحد ممثلي حزب «الإصلاح»، لأنه تجرأ بالطلب من الحوثيين أمام الكاميرات سحب إعلانهم الذي يصرون على المغالطة بأنه تعبير عن إرادة شعبية، وكان مهينا أن تقبل الحزبي العتيد لتقريع بنعمر وبدا كطالب في المرحلة الابتدائية أمام معلمه.. هذا المنظر كان تعبيرا فاضحا لحالة الهزال والموت السريري لهذه الأحزاب، ولولا الموقف الشجاع الذي اتخذه أمين عام التنظيم الناصري لأصاب اليمنيين اليأس المطبق من سياسييهم كافة، وكان مؤسفا أن هرولة الأحزاب لتلبية دعوة بنعمر، وهو الذي امتنع في تقريره الأخير المقدم إلى مجلس الأمن عن وصف ما فعله الحوثيون بالانقلاب ولما يزد عن إبلاغ العالم بما ليس مجهولا بأنه (إجراء من طرف واحد) و(عبر عن الأسف الشديد للتحرك أحادي الجانب)، ورغم أن حزبا أو اثنين ساندا الفضيحة التي ارتكبتها الجماعة من دون أن تستوعب ما يترتب عليها من رفض داخلي عبرت عنه الجماهير بالنزول إلى شوارع المدن الرئيسية لتعلن عدم استسلامها، ورد فعل خارجي تمثل بإغلاق أغلب السفارات وهو ما لم يحدث خلال الحرب الأهلية (62 – 70) فحينها بقيت السفارات في تعز، وأنا على يقين…

آراء

الابتكار في التعليم والطالب

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

تابعنا بدقة مبادرات الابتكار في التعليم التي أعلن عنها سمو الشيخ منصور بن زايد في القمة الحكومية الثالثة، والتي تهدف جميعها إلى تعزيز روح الابتكار لدى الطلبة في مراحل مبكرة، وإعداد أجيال مؤهلة لتتحمل مسيرة التنمية والتقدم في دولة الإمارات بشكل مبتكر. المبادرات تركز على مواد دراسية دون غيرها، وعلى مناهج تنمي قدرات الطلاب في التحليل وحل المشكلات، إضافة إلى برامج تكتشف المواهب مبكراً، وتصمم برامج أخرى للاهتمام بهم ورعاية قدراتهم، حتى يصلوا للمرحلة التي تعدهم الدولة لها فيكونوا قادرين على خدمتها بعقول مبدعة ومبتكرة. ومع أهمية هذه البرامج التي تشجع على الابتكار والإبداع لدى الطلبة، إلا أن ذلك يحمّل المؤسسات الأخرى في المجتمع، وقبلها الأسرة، مسؤوليات أكبر في إعداد وتهيئة وصقل شخصية الطالب منذ نعومة أظفاره ليستوعب المطلوب منه ليكون مبتكراً ومبدعاً، ويتحمل مسؤولية أكبر في بناء وتنمية مجتمعه.. فالطالب الإماراتي اليوم ذكي، قادر على استخدام التكنولوجيا بكل وسائلها، متواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وسابق لزمانه، إن صح التعبير، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف استطاعت هذه التكنولوجيا الذكية التأثير الإيجابي فيه، وكيف صقلت شخصيته، وكيف عززت الهوية الوطنية فيه؟ إن إعداد الطالب ليكون مبتكراً ومبدعاً ليس مسؤولية مناهج أو مدارس فحسب، أو وزارة تربية وتعليم ومجالس تعليم محلية مجتمعة، بل مسؤولية أولياء أمور، ومجتمع، لابد أن يتحملوا جميعاً…

آراء رسائل محمد بن زايد

رسائل محمد بن زايد

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

مُقِلٌّ في أحاديثه وخطبه، لكنه إذا تكلم أسر مستمعيه بحديثه الذي يفيض عذوبة وينساب بتلقائية. إنه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي منذ أن أعلنت اللجنة العليا المنظمة للقمة الحكومية الثالثة أن الكلمة الرئيسية ستكون لسموه، والجميع يترقب كلمته.. وعندما تكلم جاءت كلمة سموه درسا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والحكمة والبلاغة والأدب. بدأها برسالة وأنهاها برسالة، وبين الرسالتين احتشدت مضامين كثيرة، لا يقولها إلا القادة العظام أمثال سموه، ولا تفهمها إلا الشعوب المحبة لأوطانها وقادتها مثل الشعب الإماراتي. «سمو الشيخ محمد بن راشد.. أخي وصديقي ومعلمي». بهذه العبارة بدأ سموه كلمته، فكانت الرسالة الأولى التي تلقاها الجميع بكل الفهم الذي لا يشوبه لبس ولا شك ولا غموض، فقادة الإمارات هكذا دائما؛ يد واحدة وقلب واحد وإرادة واحدة. وعندما أرسل سموه رسالته الأولى هذه، تبادرت إلى الأذهان صور كثيرة، تصدرتها الصورة القديمة التي جمعت بين المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما. تلك الصورة التي يظهران فيها ضاحكين بشوشين، يبدو البشر على وجهيهما، وينبع الصفاء من قلبيهما. فأي صورة أبلغ من تلك الصورة، وأي رسام ماهر كنت يا صاحب السمو وأنت تذكرنا بها، وتلونها وتعرضها من جديد، كي يراها الجميع، ليعلموا أن التاريخ…

آراء

حتما.. حياتنا جميعا مهمة

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

نجح هاشتاغ على «تويتر» في تصويب سقطة للإعلام الأميركي. فقد فرض مغردون من حول العالم موقفهم وأشعروا الإعلام الأميركي بالإحراج والتقصير حيال تعامله البارد بداية مع الجريمة التي وقعت في ولاية «نورث كارولاينا» وأودت بالشاب السوري ضياء بركات وزوجته الفلسطينية يسر أبو صالحة وشقيقتها رزان. لقد استغرق الأمر نحو 15 ساعة عقب الجريمة للبدء بالتعامل مع الخبر، ولولا الهبة التويترية لربما كان الإعلام قد استمر في تجاهلها. بدا صعبا تقبل تبرير أن الثلاثة قتلوا بسبب خلاف على موقف سيارة، كما قالت الشرطة بداية دون أن تنفي احتمالات أخرى. التحقق من خلفية القاتل ومواقفه يظهر احتمالات اندفاع وراء رهاب المسلمين أو إسلاموفوبيا. ووالد الضحية يسر قال إن ابنته عبرت له عن سلبية الجار الجاني تجاهها. إذن، لماذا شعر الإعلام بالتردد حيال حقيقة أن ما حصل يحمل بصمات جريمة كراهية؟ ولماذا كان يمكن لجريمة من هذا النوع أن تبقى مأساة معزولة في الإعلام لو لم ينشط مغردو «تويتر» عالميا ويقلبوا التجاهل اهتماما بل واندفاعة في التغطية؟ لن نكشف جديدا إذا تخيلنا كيف يمكن أن يكون التعامل إعلاميا في حال انقلبت الأدوار لجهة الجاني والضحايا، فلو كان القاتل مسلما والضحايا مسيحيين أو يهودا أميركيين لكان الأمر استجلب اهتماما مختلفا من الإعلام؛ إذ يبدو للأسف أن القيمة الخبرية اليوم للمسلمين هي فقط بصفتهم جناة…

آراء

اليونان والاقتصاد العالمي.. إنجازات متواضعة

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

تم خلال الأسبوع الحالي، عقد 3 اجتماعات تهدف إلى مواجهة 3 تهديدات مختلفة للاقتصاد العالمي. واتسمت كل الاجتماعات بأجواء مثيرة، وشهدت حركات درامية، وبعض السخط العلني. وكانت النتائج متشابهة أيضا، حيث انتهى الحال بالمشاركين إلى المماطلة لكسب الوقت دون القيام بالكثير، أو ربما دون القيام بأي شيء على الإطلاق، من أجل بدء معالجة الأسباب الكامنة لما يحدث من أزمات. كان الحدث الأول هو سفر كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مينسك من أجل إجبار الرئيسين الروسي والأوكراني على وضع حد للعنف المتزايد في شرق أوكرانيا، الذي راح ضحيته نحو 5 آلاف شخص. وبعد جلسة مفاوضات استمرت طوال الليل اتفقا، يوم الخميس الماضي، على وقف إطلاق النار اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي. وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، اجتمع وزراء مالية دول منطقة اليورو في بروكسل في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة في ما يتعلق باليونان. وبعد سبع ساعات من النقاش لم يفلحوا حتى في الاتفاق على خريطة طريق لمفاوضات مستقبلية. مع ذلك، في ظل تبني كل من وزيري مالية ألمانيا واليونان موقفا متشددا، وإشارتهما إلى مواقف متعنتة تتسبب في تعثر المفاوضات على ما يبدو، تمكن كل من ميركل، وأليكسيس تسيبراس، رئيس الوزراء اليوناني المنتخب حديثا، من إظهار القيادة و«التصرف كالرؤساء». وصرح كل منهما يوم الخميس…

آراء

القرصنة تزيدنا قوة وصلابة ضد الإرهاب

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

لغة الإرهاب لن توقف الأقلام الحرة ولا أصحاب الضمير الحي في هذه الأمة التي وإن خُدع بعضها وضل الطريق ليكون مع الإرهاب، إلا أن الأغلبية العظمى تعرف الحق وتتمسك به وتسير عليه.. قرصنة داعش على موقع جريدة «الاتحاد» بالأمس، كانت رسالة ساذجة اعتقد من كتبها أنها ستنال من إيماننا بديننا وتمسكنا بعقيدتنا التي تأمرنا بنبذ الإرهاب والتصدي للإرهابيين. رسالة صحيفة «الاتحاد» رسالة سلام ومحبة وسبيلها إلى ذلك المهنية الصحفية والموضوعية وهي رسالة واضحة وضوح الشمس.. ومنذ ظهر الإرهاب في عالمنا و«الاتحاد» ككثير من الصحف في العالم التي تحترم قراءها، تعمل على توعية الناس بالأخطار المحدقة بهم وتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين، ونشرت «الاتحاد» مئات المقالات وآلاف الموضوعات من أجل حماية أجيالنا من أنياب الإرهاب الكاذب والمخادع الذي يلعب ويتلاعب باسم الدين ويحرق الأخضر واليابس باسم الجهاد الإسلامي، والجهاد منهم براء، وهم أبعد ما يكونون عن أرض الجهاد التي لا يعرفون طريقها. قد لا يعرف داعش لماذا نقوم بذلك والاجابة في كلمتين وهي أننا "نحن المسلمون الحقيقيون" من يحمي هذا الدين من العابثين والمتلاعبين بتعاليمه واللاوين لعنق نصوصه الصريحة.. واقول لداعش كما قالت لهم تلك السيدة السورية العجوز "ارجعوا الى الله.. ارجعوا الى الله". ندرك أن كلمة الحق تؤلم الظالمين، كما أنها تكشفهم وتعريهم وندرك أن المعركة مع الإرهاب طويلة وشاقة،…

آراء

أين الخليج مما يحدث في اليمن؟

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥

دخل اليمن في مرحلة خطيرة جداً ليست فقط على اليمن بل أيضاً على دول منطقة الخليج العربي، حيث تمكنت جماعة الحوثيين من السيطرة على مفاصل الدولة في اليمن وفرضت سيطرتها على مناطق هامة فيه باستخدام القوة العسكرية. وبينما دول الخليج العربي منشغلة في أمور بعيدة عن اليمن تحركت قوى الحوثيين للانقلاب على الشرعية ـ التي ساهمت هذه الدول في خلقها ـ وعزل الرئيس وحل البرلمان وفرض الأمر الواقع على اليمن المنهك بالمشاكل من كل صوب وحدب. فتحرك الآخرون لتحقيق مكاسب لهم في اليمن في الوقت الذي غاب فيه الخليجيون، إنها المعادلة الصفرية في العلاقات الدولية. فبعد أن كانت دول الخليج العربي حاضرة في اليمن من خلال المبادرة الخليجية لمعالجة الوضع في اليمن خرجت من الواقع السياسي اليمني تاركة اليمن في يد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة حول اليمن الذي كان همه التوصل إلى اتفاق مهما كان شكله وبغض النظر عن تبعاته على دول الخليج العربي. وانشغلت دول الخليج في مشاكلها البينية، وانشغل بعضها في ترتيب بيته الداخلي، الأمر الذي جعل ملفاً هاماً بحجم الملف اليمني يتراجع من خارطة الأولويات لدى تلك الدول الخليجية ولاسيما تلك المحورية والمتضررة مباشرة مما يجري في اليمن، حيث إنها تشترك معها في حدود مباشرة. السعودية وعمان بلدان لهما أكبر المصلحة في استقرار اليمن. وقد تضررت…

آراء

هل هدف السعودية التخلص من النفط؟

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥

هذا ما يعتقده إلياس هِنكلي، وهو مستشار استراتيجي للاستثمار في الطاقة، فقد كتب مقالا تحليليّا طويلا، حول سياسة المملكة الإنتاجية خلال أزمة أسعار النفط الحالية. والمقال تحت عنوان مثير، "لحظة تاريخية: السعودية تتوقع قدوم نهاية عصر النفط"، نشره في مجلة "إنيرجي ترِند إنسيدر". بداية تحليله كانت مقبولة إلى حدّ ما، حول أسباب رغبة السعودية في التمسك بإنتاج أكبر كمية ممكنة من النفط، على الرغم من احتمال حدوث انخفاض كبير في الأسعار. لكنه سرعان ما جنح إلى الاعتقاد بأن السعودية الآن حريصة على بيع البرميل بربح ولو متواضع، فهو خير لها من أن يظل البرميل تحت الأرض لا تجد له زبونا! وأقول يا سبحان الله، هل بلغ بنا الأمر إلى هذا المستوى من التفكير غير المنطقي؟ وقد ذكر في بداية الحديث احتمال أمرين، إما أن السعودية كانت فعلا تحاول حماية حصتها في السوق النفطية، وإن كانت لم تحدد، حسب "علمنا"، مستوى إنتاجها الذي تريد الإبقاء عليه. ولم يتطرق الكاتب، كما اعتاد كثيرون، إلى احتمال نية السعودية كبح جماح إنتاج النفط الصخري، الذي كان من الواضح أنها لم تعره اهتماما ولم تعتبره أصلا منافسا لإنتاجها. ولكن هنكلي استنتج، وهو بطبيعة الحال مخطئ، أن هدف السعودية من رفع كمية إنتاجها، حتى ولو كان ذلك على حساب تدني الأسعار، إنما هو بقصد التخلص من…

آراء

حتى لا تذره رياح النسيان

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥

كانت صدمة كبيرة في مدريد عام 1999 عندما هبط أحد أنديتها الكبيرة، أتلتيكو مدريد، إلى دوري الدرجة الثانية. جثم حزن كالجبال على صدور جماهير الروخي بلانكوس، "أحد ألقاب أتلتيكو"، من جرّاء هذا الهبوط المفاجئ، الذي جاء بعد أقل من أربع سنوات من حصول الفريق على ثنائية الدوري والكأس. كانت الصدمة الكبرى لدى اللاعبين كونهم سيفتقدون أنصارهم الذين يهزون فيسنتي كالديرون، "ملعبهم"، بأهازيجهم ومؤازرتهم في دوري الدرجة الثانية. لكن كانت المفاجأة عند ملء هذا الجمهور الوفي مدرجات أي ملعب يخوض فيه أتلتيكو مبارياته في دوري الثانية، وليس فيسنتي كالديرون فقط. كان الجمهور فعالا جدا إلى درجة أنه أصبح لاعبا إضافيا مع الفريق ساعده على تحقيق الانتصارات المتتالية التي أعادته سريعا إلى مكانه الطبيعي مع الكبار. شعرت الفرق في دوري الثانية أنها تلعب أمام فريق يملك امتيازات لا تملكها. لديه متابعون يشجعون وقوفا.. يزأرون ولا يهتفون كبقية الأنصار. حينما عاد الروخي بلانكوس إلى دوري الكبار كان هناك حزن غائر يسكن أعماق أعضاء مجلس إدارته. يكمن هذا الحزن في الطريقة التي يستطيعون فيها رد الدين لهذه الجماهير التي كانت تجر حزنها الثقيل لتحضر مباريات باردة لفريقها الذي خذلها. لم تكن البطولات والمستويات التي قدمها الفريق لاحقا كافية. كافأ مجلس الإدارة هذه الجماهير المخلصة في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا 2013-2014 في لشبونة بالبرتغال.…