آراء

آراء

السياسة الأميركية المدمّرة

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥

في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي بعث الرئيس باراك أوباما برسالة إلى مرشد إيران علي خامنئي، أكد فيها المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران. وبكلمات أحد مسؤولي الإدارة، طمأن أوباما القيادة الإيرانية في هذه الرسالة بقوله إننا في العراق «فقط لمحاربة داعش. وينبغي لكم أن تسهلوا مهمتنا هذه، لأنها في مصلحتكم». («نيويورك تايمز» - 7 تشرين الثاني 2014). رفض الإيرانيون، كما يبدو، هذا الطلب الأميركي بشيء من الازدراء، بحسب «واشنطن بوست» (3 كانون الأول/ديسمبر 2014). وتضيف الصحيفة أن ما حققه العراق من انتصارات على «داعش» في الخريف الماضي حصل بتدخل إيراني، من خلال توجيه ضربات جوية ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وربما أيضاً من خلال إرسال مقاتلي «حزب الله» اللبناني إلى العراق. وهو ما يشير، بحسب الصحيفة، إلى أن إيران تمارس نفوذها العسكري في إيران بشكل مستقل عن الأميركيين. علّق وزير الخارجية جون كيري على النشاط العسكري الإيراني هذا بقوله: «إذا كان محصوراًً في محاربة داعش، فإن تأثيره النهائي سيكون إيجابياً...». ماذا يقصد كيري هنا بكلمة «محصوراً» التي وضعها بعد «إذا» الشرطية، والتي سيكون النشاط الإيراني خارج حدودها سلبياً؟ هذا ما فسره المتحدث باسم البنتاغون (وزارة الدفاع) الأدميرال جون كيربي. فبعد أن رفض اتخاذ موقف محدد من النشاط العسكري الإيراني في العراق، قال كيربي بلغة مباشرة: «إن رسالتنا لإيران…

آراء

الإيرانيون والحنين إلى زمن الشاه

الأحد ١٥ فبراير ٢٠١٥

منذ عام 1980 والإيرانيون في كل سنة يحتفلون بذكرى ثورة الخميني، لكن مع مرور كل سنة يزداد عدد الكافرين بالثورة والمؤمنين بأنها كانت أعظم نكسة تاريخية في حياة إيران. عاما بعد عام، والمزيد من السياسيين والمثقفين، الذين كانوا جزءا من الثورة، أو ساندوها، يعيدون تقييم التجربة ضمن عودة الوعي التي تصاحب عادة الثورات أو التغييرات الفاشلة. وفي هذه الأيام، حيث تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمرور 36 عاما على إسقاط الشاه، انضمت شخصية إيرانية إلى مجموعة المتراجعين، وهو محسن سازكارا، أحد الذين شاركوا في تأسيس الحرس الثوري، الذي كان، ولا يزال، نخبة القوة العسكرية للثورة، والأكثر سلطة واطلاعا. يتحدث بحسرة، بأنه لو عاد به الزمن لما شارك في الثورة، وأن إسقاط نظام الشاه كان خطأ نتيجته مكلفة للشعب الإيراني. ومعظم المتراجعين، مثله، متقاعدون، ليسوا طلاب مناصب، ولا طرفا في النزاع السياسي، بل بحكم العمر يتأملون المشهد ويقيمونه من تجربتهم، ومن المحصلة التي آلت إلى ما آلت إليه إيران اليوم. ولا شك بأن أي مؤرخ منصف سيجد في حكم الشاه كثيرا من الخلل والإخفاقات، لكنه أيضا جعل من إيران، حتى سقوطه في السبعينات، أكثر دول منطقة الشرق الأوسط تطورا ونجاحا، مقارنة بالخليج ومصر وتركيا وباكستان. جعل بلاده قوة صناعية وعسكرية، ومركزا علميا متفوقا، وكانت دول المنطقة تنظر إلى طهران على أنها النموذج…

آراء

إعادة كتابة تاريخ العلاقة مع الإرهاب

السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥

زرت ولاية نورث كارولينا الأميركية لأول مرة عام 1992. وأكثر ما أحببت فيها مدينة تشابل هيل الجامعية الجميلة الوادعة، فهي نسخة أميركية عن المدن الجامعية الأوروبية كأكسفورد ولايدن وتوبينغن ولوفان (لوفن). ولئن كان العنف ظاهرة مألوفة في الأحياء الشعبية في كبريات المدن الأميركية فهو نادر في بيئات أكاديمية راقية مثل تشابل هيل. كذلك إذا كانت العنصرية المشوبة بالتعصب الديني حقيقة في أجزاء من ولايات «الجنوب القديم» وما يسمى بـ«حزام الإنجيل» المحافظ، توجد الآن في هذه الولايات واحات من التسامح والانفتاح، وبالأخص، بعدما كبُرت مدن كثيرة، مثل أتلانتا وتشارلوت، صارت ذات طابع «كوزموبوليتاني» وفقدت الكثير من طبيعتها المحافظة الضيقة. مع هذا، في ظل الأجواء السياسية العامة، لم أفاجأ بوقوع جريمة تشابل هيل الثلاثية التي قتل فيها الشاب السوري ضياء بركات وعروسه الفلسطينية يسر أبو صالحة وأختها رزان - رحمهم الله -، كما أنني لم أفاجأ بـ«الفتور» الأولي في تعاطي الإعلام الأميركي معها. ومع أنني لا أود الانجرار لنظرية «التحامل على المسلمين» - كون الضحايا الثلاثة مسلمين والقاتل أبيض - لاحظت في الساعات الأولى لوقوع الجريمة، على الأقل، تواضعا في مستوى التغطية الإعلامية مقارنة بجرائم مماثلة وقعت في الولايات المتحدة خلال العامين الأخيرين. وهنا أشير إلى أن صديقة بريطانية كتبت لي قبل فترة قصيرة بعد إقدام «داعش» على ذبح الرهينتين اليابانيين مطالبة…

آراء

السعودية وأزمة اليمن (2)

السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥

أختلف مع من يعتقد أن اليمنيين سيقاومون الحوثي، فلو كانوا قادرين على المواجهة وحماية اليمن من الانفجار الكبير، لما تردّدوا لحظة واحدة، إذ تكتظ مخازن منازلهم بالأسلحة، ولا تنقصهم «الحكمة اليمانية»، لكنهم بعد أربع سنوات من الاحتجاجات الشعبية والنزاع الداخلي، و«مكر» علي عبدالله صالح، ودموية الحوثي وإرهاب «القاعدة»، باتوا لا يكترثون بمن يحكمهم! الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن اليمنيين، قبل جيرانهم الخليجيين، أن يمناً جديداً يتشكل، وقوة جديدة تسيطر عليه، والداعم لها والمؤثر فيها لا علاقة له بدول مجلس التعاون. على أهل اليمن إدراك أن بلادهم مُقبلة على سنوات من الضياع والدمار والصراع القبلي والمناطقي والفئوي والجهوي (إذا لم)، وسيبقى اليمن لعقود في مهب الريح، والقوي المترع بالسلاح هو الحاكم الذي سيفرض نفسه على الخريطة بالقوة الجبرية، وأبرز هؤلاء «الحوثي»! عبدالملك الحوثي «زعيم» اليمن الجديد يراه الحوثيون حامي العرين، وعين كل اليمنيين ومحارب الفاسدين، ونصير الفقراء والمظلومين، فيما يراه الآخرون الظالم والباطش والعصابة المجرمة! من المخيّبات، اكتظاظ دول الخليج بمئات التجار الكبار من اليمنيين وبالآلاف من الموسرين، لكنهم «يبخلون» على دعم بلادهم في أحلك الظروف وفي مرحلة صعبة! السؤال: ما هو موقف المملكة اللاعب التاريخي والاستراتيجي في الساحة اليمنيّة؟ هل ستتعامل مع الحوثي مستقبلاً؟ وما حجم انزعاجها من السيطرة الحوثية؟ للسعودية في اليمن ثلاثة أعداء: جماعة الحوثي، وتنظيم «القاعدة»…

آراء

الإسلام «أخَّر» أوروبا

السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥

الأوروبيون لا يرون أنفسهم أمة مهاجرين، بل دول قومية ذات هويات مغلقة. صحيح أن الدول التي ترى أنفسها «أمة مهاجرين» كدول العالم الجديد، مثل كندا، والولايات المتحدة، صنعت هوية عرقية/دينية صلبة، باعتبار المهاجرين المؤسسين للدولة مسيحيين، من المذهب البروتستنتي، وأنجلوسكسون، إلا أن سردية الهجرة أسهمت -أحياناً- في قبول أشخاص من أديان وأعراق مختلفة، ولو بشكل محدود. أو في تبني سياسات تعددية تتيح للمختلفين ثقافياً ممارسة اختلافهم بشكل علني في سياقات معينة. من دون أن يعني هذا عدم وجود إشكالات متعلقة بالهوية في هذه البلدان. لكن تجلي هذه المشكلات أقل حدة منه في أوروبا بالنسبة إلى العرب والمسلمين. إشكالات الهوية متضخمة في أوروبا؛ بسبب التناقض الشديد بين تدفق المهاجرين إلى أوروبا من ناحية، وبين الرغبة بالحفاظ على طابع ثابت لهوية وطنية فرنسية، ألمانية..الخ من ناحية أخرى. الهوية الأوروبية قائمة على الرغبة بإخضاع الآخر لشروطها، أكثر من التعايش معه. الرغبة بالحفاظ على هوية مغلقة مصمتة للدولة أصبح متضخماً في أوروبا، على رغم كون فرض هوية من الدولة سمة للدولة الحديثة عموماً. الإشكال في حالة أوروبا في أمرين، الأول: يطرحه المفكر محمد عابد الجابري في سياق تحليله للتصويت على منع المآذن في سويسرا، إذ يؤكد الجابري أن الفلسفة الأوروبية فلسفة هوية قائمة على «الأنا»، وأن الغيرية في الفكر الأوروبي قائمة على «السلب» و«النفي»…

آراء

في قوّة «داعش»

السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥

مقابل توقّع قاسم سليماني نهاية «داعش» «الحتميّة»، طلب باراك أوباما تفويضاً تشريعيّاً من الكونغرس مدّته ثلاث سنوات، لمحاربة ذاك التنظيم في العراق وسوريّة وفي مناطق تتعدّاهما. أغلب الظنّ أنّ توقّع أوباما أدقّ من توقّع سليماني. فلم يعد من الهرطقة أن يقال إنّ «داعش» يستند إلى دعم أهليّ في العراق كما في سوريّة، وإنّ الدعم هذا مصدره طائفيّ ومناطقيّ، ومحطّاته الكبرى تمرّ في استبداد النظامين الصدّاميّ البائد والأسديّ الحاليّ، وإهمال الأسدين لمناطق الشرق والشمال الشرقيّ في سوريّة، والعداء للسنّة بعد سقوط صدّام في العراق، ودمويّة المواجهات الأميركيّة - السنّيّة في «المثلّث السنّيّ» العراقيّ بعد 2003. لكنّ هذه العوامل كلّها، على أهميّتها، لا تكفي وحدها لتفسير قوّة «داعش»، أو لفهم الاستقبال الحسن الذي لقيه ويلقاه «خطابه الثقافيّ» واستحضاره «الخلافة» التي ربّما عاشت في المكبوت المديد لبيئات عريضة لم تجنِِ من عقود الحداثة الشكليّة، الجمهوريّة والعسكريّة، إلاّ النبذ والاستضعاف. فهناك أيضاً وجهة عريضة تشقّ اليوم طريقها في المنطقة، يمكننا أن نصفها بـ «الداعشيّة»، حتّى حين تكون مناهضة لـ «داعش». وفي وجهة كهذه تزدهر تراكيب كـ «الدولة الإسلاميّة» وأطروحات كأطروحاتها. صحيح أنّ دول المنطقة لم تكن مرّةً عديمة الصلة بتكوينات أهليّة صلبة، دينيّة أو طائفيّة أو إثنيّة. لكنّها لم تكن مرّةً، كما حالها الآن، متطابقة تمام التطابق مع تلك التكوينات. فإذا اعتمدنا سوريّة نقطة…

آراء

الموظف ابن سلول!

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

«يا عائشة ارفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلّهم على باب الرفق». حديث شريف عبدالله بن أبي بن سلول، كبير المنافقين ورأسهم، آذى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وخاض معه صراعاً، وبموته انحسرت حركة النفاق. هذا ما عرفناه حينما كنا صغاراً، وقليلون هم الذين عرفوا أنه حين مرض وقربت ساعة وفاته، عاده المصطفى في بيته، فطلب ابنُ سلول منه أن يكفن بقميصه، فوافق عليه السلام. قال عبدالله بن عباس: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول: لما توفي عبدالله بن أبي بن سلول، ودعي رسول الله للصلاة عليه، فلما وقف يريد الصلاة عليه، قلتُ: يا رسول الله أتُصلي على عدو الله! القائل يوم كذا، كذا وكذا؟ ورحتُ أعدِّد أيامه، ورسول الله، عليه السلام، يبتسم، حتى إذا أكثرتُ عليه قال: «أخِّر عني يا عمر، إني خُيرت فاخترت، وقد قيل لي: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾، فلو أعلم أني إن زدتُ على السبعين غُفِر له لزدت»، ثم صلى عليه. للأسف، ثمة موظف «سلولي» سلبي، تعيش معه سبع ساعات يومياً، يؤذيك عامداً متعمّداً، ويسعى لتثبيط همتك، ويسبب لك مشكلات أنت في غنى عنها! لكن ما الحل مع هذا الصنف؟ عندما نرجع إلى موقف رسولنا الكريم مع ابن سلول، نستطيع أن…

آراء

السعودية ومصر

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

ظلت العلاقة المتماسكة بين السعودية ومصر تقاوم محاولات "التأزيم" التي شنتها دول وجماعات مختلفة على مدى سنين طويلة. لعل أهم أسباب استمرار العلاقة المصيرية بين البلدين هو الاتفاق الأساسي على أن مصالح الدولتين ومواطنيهما وحمايتهم من المخاطر سواء فكرية أو محسوسة هو الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه العلاقة القويمة. في بداية الثورة، حذرت المملكة ونبهت وحاولت أن تفهم الجميع أن بقاء الرئيس حسني مبارك مؤقت، وأن خروجه من "القصر" لا بد أن يسبقه ترتيب للأمور وإعادة تنظيم لإدارة البلاد، وأن استباق ذلك سيؤدي للدخول في نفق يفقد مصر قدرا كبيرا من وزنها السياسي، والفرص الاستثمارية، بل سيؤثر في اقتصاد البلاد. لكن أحدا لم يكن مستعدا للسماع أو الاتباع أو البوح بقناعاته، فدارت عجلة الأحداث سريعا، وأوصلتنا إلى حالة من الفصام في الشارع وفساد كبير سواء في المجال الأمني أو السياسي أو الاقتصادي بفعل من استغلوا الثورة لتحقيق مصالح ضيقة. عندما هاجمت مجموعة "مسيسة" السفارة السعودية في مصر، وثار البعض هنا وهناك، حافظت السعودية على هدوئها ومسارها الذي ضمن السلامة لأولئك النفر "المضحوك عليهم". حاول كثيرون أن "يُقزِّموا" دور المملكة ويسيئوا لموقعها الإسلامي والعربي، فجاء علية القوم والعلماء والمفكرون المصريون ليذكروا الجميع بدور السعودية ومكانتها وطالبوا بعودة السفير. اكتشف الشعب المصري أنه لا يستطيع أن يعيش تحت حالة من التفرقة…

آراء

ابنة نيوتن

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

عندما تسلم رئيس دار نشر بلومزبري مسودة رواية هاري بوتر الأولى لم يكلف نفسه عناء قراءة جملة واحدة منها. فور أن حصل عليها وضعها على طاولة مكتبه وفوقها مفاتيح سيارته، حتى يتذكرها عندما يغادر المكتب ويحملها معه إلى المنزل. حينما وصل إلى منزله دعا ابنته، أليس (ثماني سنوات) لقراءتها. بعد مرور ساعات عدة اندفعت ابنته نحوه قائلة: "أرجوك، أعطني بقية الرواية". هنا أدرك نايجل نيوتن، رئيس دار نشر بلومزبري، أنه أمام عمل مثير للأطفال. فوافق بلا تردد على نشره رغم أنه يعلم أن هذا العمل رُفض من أكثر من دار نشر منافسة. لقد تخلى نيوتن بسبب هذا العمل عن قناعته بأن تكون داره متخصصة في الروايات الواقعية والأعمال الوثائقية. فتح أبواب داره، التي أُُُُسست عام 1986، لكتب الأطفال والروايات الخيالية إيمانا منه بأهمية العمل مهما كان جنسه وصنفه الأدبي. نجحت هذه السلسلة الروائية للكاتبة جي كي رولينج نجاحا باهرا في كل أرجاء المعمورة، وحققت لمؤلفتها المغمورة ثروة تقدر بأكثر من 562 مليون جنيه إسترليني بعد أن كانت تتلقى دعما حكوميا (الضمان الاجتماعي) بوصفها أمّاً مطلقة، لا تملك دخلاً يساعدها على تسديد إيجار شقتها ويؤمن لها لقمة العيش. قرار نيوتن باستطلاع رأي ابنته الصغيرة في الرواية بشكل غير مباشر هو أسلوب يتبعه في كل مشاريعه. فهو لا يتخذ قراراً فردياً في…

آراء

الملك سلمان ومستقبل العلاقات السعودية – الإيرانية

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

مثل بقية دول العالم، تفاعلت إيران مع نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما تفاعلت أيضاً مع وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سُدة الحكم في السعودية. هذا التفاعل برز من خلال عدة برقيات تعزية وتهنئة للسعودية قيادة وشعباً. فقد قدم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تعازيه في وفاة الملك عبدالله، كما هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبايعته ملكاً جديداً للمملكة العربية السعودية. وبحسب "إيرنا"، فقد أعرب الرئيس روحاني في رسالته عن أمله بمزيد من تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك نظراً إلى الأواصر الدينية والتاريخية بين إيران والسعودية، كما نعت وزارة الخارجية الإيرانية الملك الراحل وتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرياض لتقديم التعازي للأسرة السعودية المالكة. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإيراني للمملكة العربية السعودية. من جانب آخر، وجه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني رسالة للملك سلمان، أعرب فيها عن تعازيه بوفاة الملك عبدالله، وقال في رسالته: أعزي السعودية حكومة وشعباً بوفاة الملك عبدالله، وأبتهل إلى الله عزَ وجلَ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه والأسرة الكريمة الصبر والسلوان. وتمنى رفسنجاني في رسالة التعزية التوفيق للملك سلمان" لما يعزز من أواصر الوحدة في العالم الإسلامي ويضمن…

آراء

رائد النهضة التعليمية وحركة التنوير في الكويت

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

انتقل إلى جوار ربه في مستشفى الصباح في التاسع من يونيو 1996 وتمّ دفنه في مقبرة الصليبيخات، ومنذ ذلك اليوم الحزين وذكرى وفاته السنوية تمر دون أنْ يتذكره أحد ــ بمن فيهم تلامذته ورفاقه الأحياء ــ بمقال أو كلمة، وكأنه لم يكن يوما شاغل دنيا الأدب والثقافة والدبلوماسية في الكويت، وحامل شعلة التنوير والتعليم فيها، هو الذي عاش ماضي بلده وحاضره، وعاصر حقبة ما قبل الاستقلال وبعدها، وكان فيها مواطنا مشهودا له بالوطنية والاخلاص، ومعلما فاضلا، وأديبا لايشق له غبار، وسفيرا ذا حضور وأفضال ومواقف، ووزيرا وقياديا لم تؤلف حكومة في الكويت المستقلة إلا وكان ضمن تشكيلتها بحسب ما كتبه عنه الاستاذ يوسف شهاب صاحب كتاب «من قديم الكويت» الذي وصفه بصاحب «السيرة العطرة» و «الانجازات الحافلة». شخصيا كنت دائم التساؤل عن جذوره منذ سنوات الصبا حينما كنت أفتش في الصحف لإختيار بعض الأخبار للإذاعة المدرسية. فكلما وقعت عيناي على صورته ضمن تشيكلة الحكومات الكويتية الأولى في حقبة ما بعد الإستقلال كنتُ أسأل نفسي لماذا يتميز هذا الرجل دون كل زملائه في الحكومة بارتداء الملابس الافرنجية الانيقة؟ وكنتُ أجيب على السؤال بنفسي قائلا «لابد أنه فلسطيني تم تجنيسه» وكان الفلسطينيون كثرا وقتذاك ويشغلون مناصب رفيعة في أطر الدولة الكويتية الحديثة. لاحقا إكتشفتُ بطريق الصدفة أنّ المفردة او الصفة التي تسبق…

آراء

متى يكون الاقتصاد السعودي «متيناً»؟

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

بدأت المملكة خلال السنوات الماضية، عدة برامج إصلاحية ومشاريع تنموية، في غاية الأهمية، وحققت نجاحات في عدة مسارات، وحدث نمو اقتصادي كبير مع ارتفاعات قياسية في العديد من المؤشرات الاقتصادية، ومن ذلك الارتفاع اللافت في الناتج المحلي الإجمالي، مع تناقص حجم الدين العام، وزيادة احتياطات الدولة بنسب قياسية، قد لا تكون حدثت في أي دولة في العالم. وفي ذات الوقت هناك بعض المسارات كان العمل يتم فيها ببطء شديد، مع وجود تحديات كبيرة، تستوجب قرارات تنموية شجاعة على المستوى الوطني، وبخاصة فيما يتعلق بهدفين تكرر ذكرهما في خطط التنمية منذ 45 سنة، وهما تخفيف الاعتماد على النفط، والتنمية الإقليمية المتوازنة، وقد انتهت الخطة التاسعة الشهر الماضي، ولم يتحقق بعد هذين الهدفين بالشكل المأمول. لتحقيق هذه الهدفين وغيرها من الأهداف التنموية والاقتصادية فإنه من المؤمل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، القيام بالعديد من الخطوات وتنسيق الجهود المتناثرة حاليا لتبني سياسات فعالة وشاملة تقوم كافة أجهزة الدول بتنفيذها بجدية كل فيما يخصه ومن هذه السياسات على سبيل المثال: * خفض الحوافز التي تمنحها الدولة لمختلف المشاريع التي تقام في المدن الكبرى، مقابل زيادتها للمشاريع المقامة في المناطق الأقل نموا، وكذلك ترشيد منح التراخيص في المدن الكبرى، مقابل تسهيلها في المناطق الأقل نموا، إذا لا يعقل -مثلا- أن يقوم أحد المستشفيات الخاصة بالحصول…