آراء
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
لعل الخطوة الأولى في العلاج الطويل من «الداعشية» المقيتة التي عششت في بعض جوانب حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية هو الاعتراف بوجودها. «الداعشية» ليست «داعش» فحسب، فهذه الأخيرة إنما هي التمظهر الأبشع للمرض السرطاني. «الداعشية» هي الفكر المتطرف والإقصائي والاستئصالي الذي يمتد من المناهج المدرسية في بعض البلدان العربية، متجسداً في انتشار فكر «ذهنية التحريم» التي تشل العقل والإرادة وتحول الملايين من الناس إلى إمعات وتابعين عميان لهذا المفتي المتوتر أو ذاك. علينا أن نعترف بأن التعاطف الضمني أو العلني مع «داعش» موجود لدى البعض، وربما لم يزحزحه بشكل قوي إلا الجريمة البشعة التي أقدم عليها الأخير بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. «كيف وصلنا إلى هنا»؟ هو السؤال الذي ينبغي ألا يتركنا ننام، وكيف صار القتل والدم وإزهاق الأرواح جزءاً من «ديننا ودنيانا» بحسب فهم المتطرفين المنحرفين، نتجادل في مقدار الدم وكيفية الذبح! بعد الاعتراف بمظاهر «التدعش» في حياتنا التي ظلت تنتشر كالوباء المدمر خلال العقود الماضية، علينا أن نستأصل الأصول والجذور الفكرية والثقافية والدينية لـ«الداعشية»، وعلى رأسها الفكر المتعصب ومناهج بعض فقهائه الراهنين والقدماء. لا يتبع مجرمو «داعش» ما أُوثر عن النص القرآني أو النبوي أو الراشدي في عدم قتل الأسرى أو التمثيل بالموتى، ولا محاربة متصومع هنا، أو مترهبن هناك، بل وحتى التأنف عن إيذاء الشجر والنبات، فضلاً عن…
آراء
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
نشرت صحيفة «الحياة» في عدد يوم الأحد الماضي 8 شباط (فبراير) الجاري، خبراً عن دراسة فقهية صادرة حديثاً من وزارة العدل، حول استخدام تقنيات الطب الحديث في تصحيح «النسب» والانتماء القبلي. حقيقة، أستغرب مثل هذه النوعية من الأبحاث والدراسات، والتي تصب في النهاية علي تعزيز المفاهيم القبلية، وغيرها من الانتماءات الضيقة كالإقليمية والشعوبية، نحن مجتمع قام منذ بزوغ الإسلام على نبذ القبيلة، وأسس لمفاهيم العدل والمساواة، ليس على أسس الجنس أو اللون أو الانتماءات القبلية، بل على مفاهيم متقدمة، أساسها العطاء والالتزام الحقيقي بالمبادئ الإسلامية. لكن يبدو أن مثل هذه الانتماءات لا تزال موجودة في وجدان شعوبنا العربية، على رغم كل هذه التغيرات الثقافية والدينية في مجتمعاتنا، ولكن لماذا لا يزال للقبيلة أو العشيرة هذا الولاء والانجذاب في مجتمعاتنا العربية؟ ومنها مجتمعنا، ونحن نعرف جيداً أن الدولة السعودية قامت ووحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- بعيداً عن مثل هذه المفاهيم، بل العكس هو الصحيح، فنحن نقرأ تاريخنا المحلي قبل قيام الدولة السعودية، إذ كانت الحروب والصراعات بين القبائل والإمارات، ووحَّدها الملك عبدالعزيز على مفاهيم وطنية إسلامية عربية. كلنا يشهد الحروب في دول عربية، بعيداً عمن أشعلها، ولكن الحقيقة أن مؤسسات القبيلة أو العشيرة حاضرة وبقوة على المشهد السياسي وبشكل متقدم على الولاء للوطن والدولة، وأكبر مثالاً على ذلك هو…
آراء
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
يبدو واضحاً أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسة لانقلاب الحوثيين على الدستور والحوار في اليمن. يتصدرها ضعف أداء الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، وتنسحب على ذلك التدخلات الإيرانية التي تريد لطهران أن تمسك بخاصرة أكبر وأقوى دول المنطقة الخليجية والعربية وهي السعودية. وتأتي في المقام الثاني هشاشة المبادرة الخليجية، وعدم قيام سفراء دول الخليج في صنعاء بمتابعة تنفيذها بدقة، على رغم أنها أزاحت كبرى العقبات - حتى ذلك الوقت - وهي تشبث الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالسلطة. والسبب الثالث ضعف إرادة المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة والجامعة العربية.. حتى التهم الحوثيون اليمن لقمة سائغة، لتصبح كل الخيارات الكارثية مفتوحة: انفصال، تفتت، حرب أهلية، معاقل أكثر قوة للإرهاب. هل يمكن القول «مبروك» للحوثيين اعتلاء السلطة في اليمن بالقوة والغصب؟ تمكُّن الحوثيين جاء بسبب صمودهم وجلدهم وقوة شكيمتهم ودخولهم إلى أرض المعركة، وهم مصممون على تحقيق هدفهم والقضاء على خصومهم، مطبقين مقولة: «المحارب لا يعود أدراجه طالما قرر تحقيق هدفه مهما كانت شدة الظروف والخصوم والأعداء»! تأسست الحركة الحوثية عام 1992، وحضرت بقوة في المشهد اليمني من صعدة عام 2004، أي قبل 10 سنوات فقط! وهي حركة سياسية دينية مسلحة، ترتكب الجرائم وترفع شعار «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود الذين يوجد بعضهم اليوم في اليمن». تسبب الصراع معهم حتى…
آراء
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
في الوقت الذي تنطلق فيه المظاهرات المناوئة للحوثيين في الداخل اليمني ويأتي الانتقاد والاستنكار سواء على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو الدولي، تطالعنا زاوية أخرى تسير مغايرة لما تقدم، بل إنها تأتي على النقيض من ذلك. نسير مع القارئ في السطور القادمة لمعرفة تلك الزاوية وعلى ماذا تستند في رؤيتها للداخل اليمني. بداية ونظرا لتبعات ما عرف بالربيع العربي جاءت المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من ذلك الاحتقان والوصول إلى خريطة توافقية للقوى الفاعلة فيه. لم يستمر الوضع على ما هو عليه بعد التجاوزات الحوثية التي طالت العاصمة صنعاء. المبعوث الدولي الخاص لم يتوقف عن جهوده للوصول إلى حل توافقي بين الأطراف وفق المبادرة الخليجية. الحوثيون يصعدون من مطالبهم وإذا بمبادرة «السلم والشراكة الوطنية» التي أعطت الحوثيين مساحة سياسية كبيرة. الحوثيون لم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تحقيق مزيد من النفوذ والتمدد جنوبا. يستمر الحوثيون في خطواتهم وإذا بالإعلان الدستوري يأتي بوصفه واقعا سياسيا مفروضا على اليمن ليخرج من دوامة إلى أخرى. المظاهرات المناوئة لهذا الإعلان تنطلق في مختلف مدن اليمن، ومن كان بالأمس مؤيدا وداعما للحوثيين يأتي ليعلن رفضه اليوم لتلك الخطوة الانقلابية. مجلس التعاون الخليجي يعتبر الانقلاب الحوثي نسفا كاملا للعملية السياسية السلمية التي شاركت فيها كل القوى السياسية اليمنية. مجلس الأمن يعبر عن القلق الشديد من التطورات في…
أخبار
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
الاسم زايد رمز الشهامة والخير بإذن الله زايد وخير خليفة للروح خليفة القائد من صغره وهو للعروبة والانسانية مساند والحق من صفاته وماهو عن الحق حايد إسألوا، اسالوا القاصي والداني وكل العالم شاهد ونائبه، الله الله، الله يحفظه محمد بن راشد لا انا ولا أي شعر او شاعر في الكون يقدر يوفيه حقه وما اقدر أزايد يستحي الصقر من نظراته، وافعاله خير دليل لمن رايد ان تكلم، تكلم ذهب وهو للفعل رائد ما كل من قال فعل، ولكن هو للفعل فاعل واخوه، اخوه بالخير والحكمة محمد بن زايد نشمي واصيل وصفاته النبيلة كثيرة ما تنعد وانا ما بعادد خوف من الحسد واعوذ بالله من كل حاسد و خير صفات المؤمن التواضع لله وتكون حامد لنعمة الله علينا حكام الامارات وعلى كل خير في البلد سائد بالامس في قمة القمم قال.. اخي وصديقي ومعلمي محمد بن راشد احلفكم بالله، احلفكم بالله هذا يصدر من اي قائد؟ صدق اللي قال هذا ما يصدر الا من تربا على نهج زايد وخير دليل ان هذا هو محمد بن زايد رحمة الله عليك يا والدي زايد ان اردت مدح الخير تقول عنه زايد وان اردت مدح العقل تقول عنه اخوه راشد وان اردت تكون من اهل العقل والخير وتكون زاهد لازمن تتصف بصفات خليفة بن…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
قبل 141 يوما خدع الحوثيون كل القوى السياسية اليمنية، خدعوا الرئيس المستقيل (الموجود في الإقامة الجبرية حاليا) عبد ربه منصور هادي. خدعوا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص. وقّعوا اتفاقا أطلق عليه مجازا «اتفاق السلم والشراكة». ظن الجميع أن مشاركة واسعة للحوثيين ستكون سقفهم الأعلى. اكتشف المخدوعون متأخرين أن الحوثيين غدروا بهم، وأن الاتفاق ما كان إلا المسمار الأول في نعش الدولة اليمنية، ليستكملوا انقلابهم على كافة مكونات المجتمع اليمني، ويصدروا إعلانا دستوريا يضمن لهم بالقوة حكم البلاد بلا أي شركاء. كتبتُ هُنا سابقا قائلا إنه على الرغم من خطورة الوضع اليمني، فإن إنقاذ اليمن ليس مسؤولية السعودية ولا مجلس التعاون فقط، بل المجتمع الدولي الذي سيكتوي بنار الأزمة اليمنية عاجلا أم آجلا. الآن وبعد أن قُرِع جرس الإنذار جيدا في عواصم الدول الكبرى الخمس، لا بد من موقف عربي موحد ضد الانقلاب الحوثي، ولا أظن أن هذا وقت مماحكات لا تليق، تقوم بها بعض الدول العربية، فما دام هناك موقف عربي واضح، فإن المجتمع الدولي سيسعى للضغط من أجل عزلة الحوثيين وعدم تطبيق سياسة الأمر الواقع التي يبرعون فيها. يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون السبت المقبل، ليستعرضوا تطورات الانقلاب الحوثي. ووفقا للمعلومات المتوافرة، فإن طاولة اجتماعاتهم ستحمل الخيارات المستقبلية للتعامل مع الأزمة اليمنية، سواء كانت هذه الإجراءات…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
يفصلنا شهران عن موعد الوصول إلى إطار سياسي يمهد بدوره للوصول إلى اتفاق شامل مع نهاية المهلة المحددة لمباحثات البرنامج النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو القادم. وفي ظل القراءات المتباعدة بين الطرفين، تعتبر المدة المتبقية قصيرة، وهو ما يحتاج بدوره إلى تضافر الجهود ومزيد من اللقاءات. نسير هنا مع القارئ لمعرفة مستجدات تلك المباحثات، وما هي تلك المزايدات التي لا يفتأ المسؤولون الإيرانيون يرددونها. لعلنا بداية نستشف من تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مدى استشعار الطرف الإيراني بضرورة حث الخطى واقتناص أي فرصة لتكثيف تلك اللقاءات مع الطرف الآخر بغية تذليل الصعاب. حيث قال إن لقاءه بكيري في جنيف يأتي لمعرفة مدى إمكانية تسريع اللقاءات للوصول إلى اتفاق نووي. هذا الأمر بدوره تجلى من خلال لقاءات متقاربة المدة بين المديرين السياسيين والفنيين من كلا الطرفين. جاءت بداية في جنيف تلتها لقاءات على هامش مؤتمر «دافوس»، وانتقل الأمر لاحقاً إلى العاصمة التركية اسطنبول على مستوى المديرين والسياسيين والفنيين. يعود الفريقان من جديد على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي لعقد جولة جديدة من تلك المباحثات قد تنتهي إلى لقاءات ثنائية بين إيران وعدد من مجموعة الـ5+1. حيث تأتي الجولة القادمة بوصفها الجولة الثالثة عشرة، والثالثة منذ تمديد المباحثات في 24 نوفمبر الماضي. إذن فالخطى تتسارع والجهود حثيثة، وبالتالي يتساءل…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
نعم، حقق «داعش» نجاحا سينمائيا إجراميا جديدا.. لنعترف بأننا شعرنا ولو للحظات بأن فيديوهات قطع الرؤوس أكثر رحمة من فيديو محرقة الطيار الأردني «معاذ الكساسبة».. هذا يشي بكم نجح «داعش» في أن يهزّنا، وكم نحن منجذبون إلى السيناريو الذي يرسمه التنظيم. للأسف، فإن كثيرين من رواد الإنترنت سيجدون هذا المستوى غير المسبوق من الاحتراف البصري في تقديم العنف وتمجيده أمرا مغويا للمشاهدة، حتى ولو من باب الإدانة.. إنها ببساطة الرواية وكيف قدمت. وهنا لا يهتم كتاب السيناريوهات السينمائية الداعشية إن كنا ندين ما يرتكبونه. ما يهمهم هو أن نشاهد ونتألم ونخاف ونشعر أن جلدنا يحترق، كما شعر «معاذ الكساسبة» تماما. نشاهد أو لا نشاهد.. ننشر أم لا..؟ ما بين هاتين الجملتين تأرجحنا الأسبوع الماضي، فهل يحق لنا أن نشاهد ونتأمل تلك الدقة الدرامية المتناهية في تصوير يأس الشاب وذهوله وعينيه الزائغتين وموته الدرامي الحارق..؟ هل لنا القدرة النفسية على مقاومة فضولنا ورغبتنا العميقة في التلصص على عذابات نتخيلها ونشعر بها في جلدنا..؟ وإن قاومنا المشاهدة والاستماع للتفاصيل؛ فماذا نحن فاعلون بخيالنا وتهيؤاتنا التي لا قدرة لنا على ضبطها؟! لا شك أن النشر والمشاركة والمشاهدة تقدم لـ«داعش» ما يصبو إليه تماما من هذه الأفلام. فمن يشاهد يجد في نفسه نوعا من الانجذاب القسري لمعرفة إلى أي حد يمكن أن يصل إجرام…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
تبدأ اليوم فعاليات القمة الحكومية في عامها الثالث برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، القمة التي يجتمع فيها القادة من حكومة دولة الإمارات وحكومات أخرى من دول عربية وأجنبية، للاطلاع على أفضل الممارسات الحكومية، ومناقشة سبل التقدم بهذه الممارسات من أجل هدف واحد، وهو تطوير الدول وإسعاد الشعوب. ربما يتساءل البعض عن أسباب انعقاد هذه القمة الحكومية التي اختارت الابتكار موضوعاً لها، وأهمية هذا الموضوع بالنسبة إلى الحكومات ومؤسساتها، لكن الإجابة عن هذه الأسئلة حتماً سنجدها في جلسات يتحدث فيها قادة لهم تجربتهم ولهم ممارساتهم الحكومية المتنوعة في مجالات متعددة التي قادت دولهم إلى التطور من جانب، وكانت سبباً في سعادة شعوبهم من جانب آخر. الجميع في دولة الإمارات، وكثيرون من خارجها يتطلعون إلى التجارب الحكومية التي سيتم عرضها ومناقشتها في هذه القمة، ويتطلع الجميع إلى الاستفادة من هذه التجارب، لأن ذلك يضمن مستقبلاً أفضل للحكومات والشعوب. القمة الحكومية تنعقد في ظروف استثنائية يمر بها العالم أجمع دون استثناء، وتناقش موضوعاً استثنائياً ومختلفاً عن الموضوعات التي دأبت الدول على مناقشاتها في اجتماعاتها الروتينية التي لا تمس حياة الشعوب بشكل مباشر أو تؤثر فيها، لا سيما إن كانت ذات طبيعة سياسية اقتصادية لا تخرج في إطارها العام والخاص عن النظريات…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
«لا يخاف، لا يضعف تحت الضغط، غير متعاطف، قاسٍ، أناني، غير مسؤول، مندفع وقلّما يشعر بالذنب، ويتميّز سلوكه الاجتماعي بالعدائية، والتطفل والإجرام..».. بهذه الصفات اللطيفة كما لاحظت عرّفت دراسة أميركية نشرتها صحيفة «الهافنغتون بوست» البريطانية المضطربين عقلياً. إلى هنا والدراسة معقولة، خصوصاً أن لدى كلٍّ منا درزن من هؤلاء في محيطه، أنا شخصياً لدي أربعة في المنزل وستة في العمل ونحو عشرة في العزبة، وأستطيع بكل سرور كتابة قائمة بنحو ألفين في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. المصيبة لم تكن في ما تعنيه عبارة «مضطرب عقلياً»، وفصفصتها لمعرفة كيف أعرف أن المقابل منهم أو ليس منهم.. لاحظ أنني لم أقل منهم أو منا.. كي لا أتهم بالغرور.. المصيبة هي المهن التي يفضلها المضطربون عقلياً بحسب الدراسة، التي جاءت بالترتيب على النحو التالي: الإدارة العليا، المحاماة، الصحافة والإعلام. بكلمات أخرى فإنك حين تتحدث إلى الـ«CEO» لإحدى الشركات أو أحد المحامين أو «واحد من ربعنا»، فأنت غالباً تتحدث إلى شخص مضطرب عقلياً.. هذا بحسب الصحيفة بالطبع. قد أفهم أن الـسي-أو-إيين مضطربون عقلياً، فهؤلاء القوم يعيشون في محرقة مستمرة، تخيل أنك تعمل على مدار الساعة ولك سبعة أرواح.. روح تنتظر نتائج البورصة، وروح على أسعار النفط المتهاوية، وروح للعلاقات العامة، وأخرى لخنق المتنافسين، دع عنك الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والزيارات السرية لاجتماعات العمل مع…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
هم يفكرون كيف يبتكرون طرقاً للموت، ونحن نفكر كيف نبتكر طرقاً للحياة. هم يفكرون كيف ينشرون الخراب في الأرض ويهدمون البلدان، ونحن نفكر كيف نعمر الأرض ونبني الأوطان. هم يفكرون كيف يعودون إلى الماضي، ونحن نفكر كيف ننطلق نحو المستقبل. هم يفكرون كيف يشيعون الجهل بين أتباعهم، ونحن نفكر كيف ننشر العلم بين أبنائنا. إنهم الظلاميون أصحاب الرايات السوداء والصفراء وغيرهما من الألوان، يعمي شعاع الشمس أبصارهم، مثلما أعمى الحقد بصيرتهم، رغم ادعائهم الإسلام، واتخاذهم الشهادتين وآيات القرآن شعارا لهم، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام الصحيح، وعن الشعارات والآيات التي يرفعونها، لأنهم أشد الناس إضرارا بالإسلام، وأكبرهم تشويها له، وأكثرهم استعداء للبشر عليه، وتنفيرا للناس منه. يتسمّون بأسماء تبدو في ظاهرها طاهرة ونقية، وهم في باطنهم أبعد ما يكونون عن الطهر والنقاء الذي يدعونه، لأنهم اتخذوا من الله ودينه الحنيف وسيلة لاستدرار عواطف الناس، واستلاب مشاعرهم، واستغلالهم لتنفيذ مآرب أبعد ما تكون عن الله ودينه الذي يدعو إلى الحب والسلام والتعايش بين البشر. خالفت أقوالهم أفعالهم فعبرت عن سواد قلوبهم المسكونة بالحقد والكراهية للحياة، إلا حياة واحدة؛ هي حياتهم هم، كي ينشروا فكرهم الذي يعتقدون أنه وحده الحق.. وأن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، وكي يطبقوا شريعتهم التي يعتقدون أنها الشريعة الوحيدة التي يجب أن…
آراء
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
كان متوقعاً أن يدين مجلس التعاون الخليجي «الانقلاب الذي ينسف العملية السياسية السلمية» في اليمن وأن يعتبره تصعيداً خطراً. ولم يكن غريباً أن يدعو بيانه مجلس الأمن إلى «وضع حد للانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم». وكان منتظراً أن تلوّح دول مجلس التعاون بأنها ستتخذ كل «الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها». التطورات اليمنية التي تنذر بحريق كبير تدور على حدود مجلس التعاون. ولأي حرب أهلية مديدة ومريرة أثمان لا بد من دفعها، تماماً كما الأمر بالنسبة إلى تشظي اليمن. من حق دول المجلس أن تقلق. فالمبادرة الخليجية في اليمن كانت بين ضحايا اندفاعة الحوثيين التي فرضت مرجعية جديدة للحل هناك، سُمِّيت اتفاق «السلم والشراكة». هذا قبل أن تبلغ الاندفاعة الحوثية أقصاها بـ «الإعلان الدستوري» وحل مجلس النواب المعقل الشرعي الذي كان يتمتع فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنفوذ حاسم. كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يدرك أن صعدة لا تروي عطش الحوثيين ومَنْ يدعمهم. وتوقُّع تقدمهم باتجاه ميناء ميدي في محافظة حجة. لكنه ربما لم يكن يتوقع أن تسقط صنعاء نفسها في يد الحوثيين كثمرة ناضجة. ولأن قرار الإمساك بصنعاء يرتّب أعباء وعواقب، شعر كثيرون بأن عبدالملك الحوثي لا يستطيع اتخاذ قرار بهذا الحجم واعتبروه قراراً إيرانياً بالدرجة الأولى. ما كان لدول مجلس التعاون أن تشعر بالقلق…