آراء
الجمعة ٠٦ فبراير ٢٠١٥
كنت مراهنًا، بيني وبين نفسي، على أن معاذ الكساسبة لن يُقتل. اعتقدت أن تنظيم «داعش»، الخبير في فنون التلفزيون، يشاهد صور والده، يناشد الخاطفين إطلاق ولده. ثم زادت قناعتي عندما قبلت الحكومة الأردنية مبادلة الطيار الشاب بحاملة متفجرات حوّلت عرسًا إلى مجزرة من 56 قتيلا. خسرت الرهان، كالعادة، لأنني لا أعرف الدنيا بعد. طوّر «داعش» فن القتل وعرض على والد الكساسبة وأمه وإخوته وبلدته وبلده، صوره يحترق في قفص حديدي. هناك روايات عن حرق الناس أحياء، لكنّ فكرة الحرق في قفص حديدي ريادة داعشية. صور المآسي المرعبة المنتشرة على تلفزيونات العالم منذ سنوات، احتكار عربي. أعداد القتلى والسجناء والمصابين والمشردين والجائعين وسكان البراري، احتكار عربي. فن الوأد الذي سبق فن الحرق، عربي أيضًا. وهناك ما هو أقسى: ثمة مدينتان تهبان للتظاهر لأقل سبب، هما بيروت والقاهرة. وكانت عمان تمتلئ بعشرات الآلاف من المؤيدين لصدام حسين. ماذا حدث؟ لقد تبلّد الحس العربي. واعتاد الإنسان العربي على أن موته هو القاعدة، لا حياته. ولم يعتبر أحد أن معاذ الكساسبة ليس أردنيًا فقط، بل هو شاب عربي عسكري يؤدي واجبه في رد الظلم والقهر والإذلال من ضحايا هذا العصر العربي، الذي زالت عنه معالم البقاء وبقايا الأمل. لم يعد شيء قابل للاستنكار، وكل شيء متوقع. لا مفاجأة، ولا ذهول. قبل أن يحرق «داعش»…
آراء
الجمعة ٠٦ فبراير ٢٠١٥
عاشت السعودية مشاعل ناصر الشميمري، المولودة في جورجيا بأمريكا، طفولة صعبة. فلقد انفصلت والدتها السيدة عائشة الزامل عن أبيها قبل أن تكمل ثلاثة أشهر. انتقلت مع أمها وأختها سارة إلى جدة. تم انتقلت إلى عنيزة. عادت إلى أمريكا بعد أن أكملت 10 سنوات للاستقرار مع أبيها وبقية إخوتها. رأى أبواها بعد فترة قصيرة من وصولها أنها يجب أن تعود إلى المملكة حتى لا تفقد لغتها العربية. ظلت في السعودية حتى أنهت المرحلة المتوسطة. بعدها درست الثانوية في أمريكا. رغم ارتحالها الدائم وحنينها المزمن لأسرتها كانت مشاعل تضع هدفا واحدا نصب عينيها، وهو دراسة هندسة الطيران والفضاء الجوي منذ أن كانت طفلة. ففور أن فرغت من الثانوية العامة درست هندسة الطيران والفضاء الجوي في جامعة فلوريدا التقنية، إضافة إلى تخصص الرياضيات التطبيقية. ثم حصلت في الماجستير على منحة من وكالة ناسا (الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء)، لإجراء بحث على قدرة الإنسان على السفر إلى المريخ عبر الصواريخ النووية. وبعد أن تخرجت حصلت على وظيفة مغرية في رايثيون (شركة أمريكية متخصصة في أنظمة الدفاع التي تعد واحدة من أكبر 10 شركات الدفاع في العالم). بعد عامين من العمل في هذه الشركة الحيوية طارد مشاعل حلم آخر يتجسد في افتتاح شركة خاصة في أمريكا في هندسة الطيران والفضاء الجوي، تحقق من خلالها بقية…
آراء
الجمعة ٠٦ فبراير ٢٠١٥
العمل لا ينبع من «فكرة»، بل من استعدادك لتحمّل المسؤولية ــ بونهوفر «تيم بيرنرز لي» هو أحد الذين جعلوا حياتنا أسهل، بل هو الذي جعل العالم قرية صغيرة، ففي 1989 أطلق مشروعه الإنترنت مع أول سيرفر ومتصفح، بعدها بعامين أضاف الرمز www وأطلق أول موقع على الشبكة العنكبوتية. هذا العالِم (مخترع الويب) سيحل ضيفاً على الشارقة، الأسبوع المقبل، في منتداها العالمي للاستثمار المباشر، وهي فرصة لمعرفة فكره. من الأخبار المفرحة تصريح المدير العام لحكومة دبي الذكية، أحمد بن حميدان، بقوله: «إن المبالغ المحصلة عبر الدفع الإلكتروني لمصلحة الجهات المشتركة فيه بلغت نحو سبعة مليارات درهم، ومع نهاية ديسمبر الماضي نُفِّذَت أكثر من خمسة ملايين معاملة إلكترونية بنسبة زيادة 25% مقارنة بتلك المحصلة في عام 2013، وارتفاعاً بنسبة 16% في عدد المعاملات المنفذة». وممّا يبعثُ على الارتياح وجود زيادة في الجهات المشتركة في الخدمة، إذ ارتفعت لتصل إلى 30 جهة. الخدمة لا تقتصر على تسهيل عملية الدفع، بل لها فوائد أخرى، كتخفيف الازدحام على الطرق، وتحقيق الاستدامة لبيئة خالية من التلوّث. وثَمّة خبر آخر يدعم هذا التوجه، إذْ أعلنت شركة «نتورك إنترناشيونال» المتخصصة في تزويد حلول الدفع الإلكتروني أنّ قيمة الدفع باستخدام البطاقات الائتمانية وبطاقات الخصم، خلال عام 2014، بلغت في الإمارات 130 مليار درهم! الفكرة: وجود القناة يفسح المجال لدعم…
آراء
الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥
كثيراً ما كنت أسمع زملائي المثقفين يردّدون مصطلح النوستولوجيا، لم أكن أفهمه، ولكن من المعيب إظهار ذلك، لذا كنت أحرص على هز رأسي بمعنى الموافقة أو إصدار أصوات الإيماءات القططية.. هممم.. أهاااا، حتى اكتشفت معناه أخيراً، ما أكسبه الشرعية لدي، لأنني أعتقد جازماً أنني أكثر الناس إصابة به. النوستولوجيا: هو.. الحنين إلى الماضي! قبل 25 عاماً، ونحن نقول 25 عاماً كيلا نقول ربع قرن، لأننا نحس بأن إيقاعها مرعب علينا، وفي مثل هذه الأيام الشتوية كنا نتحين فرص الإجازات، خصوصاً أن إجازة نهاية الأسبوع كانت يوماً واحداً، فننطلق إلى بعض الاستراحات الصحراوية لقضاء يومين، بعيداً عن صخب المدن التي لم تكن صاخبة على الإطلاق بمقاييس الصخب المقرف هذه الأيام، استراحة سويحان، استراحة خليفة، كان نظاماً أشبه بنظام اللوكندات الأميركية. أيام الاستراحات كانت ذكريات جميلة عدا إحدى رحلاتها التي تحوّلت إلى كابوس ربما، وأقول ربما مازلت أعاني من تبعاته إلى هذا اليوم، حيث إننا ونحن في الطريق الصحراوي المؤدي إلى الاستراحة رأينا تجمعاً لأناس كثيرين، واتضح أنه حادث أدى إلى وفاة أشخاص عديدين في المركبة. لا أستطيع أن أنسى الفوضى والضوضاء وعشرات العرب يتكلمون ويصيحون، وأشخاص عديدون من غير العرب قاموا بكسر النوافذ وإخراج الأجساد، كان هناك جسد طفلة صغيرة يحمله والدي ليضعه في سيارات الإسعاف، لا أعرف هل كنت أغار…
آراء
الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥
من بين الدول التسع عشرة المكونة لمنطقة «اليورو» تعتبر اليونان الحلقة الأضعف، التي شكلت هماً لبقية الأعضاء، وبالأخص ألمانيا خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أنها في الوقت نفسه تعبر عن التناقضات التي لا بد من حلها بين الالتزامات الوطنية، وتلك الخاصة بالمجموعة الأوروبية. مع بداية الأزمة المالية العالمية، كانت اليونان على شفا الإفلاس والانهيار الاقتصادي، إلا أن حبل النجاة جاء من الاتحاد الأوروبي، الذي أمدها وصندوق النقد الدولي بأكثر من 300 مليار يورو، إلا أن ذلك لم يكن دون مقابل أو بمقابل متواضع كالسماح للأوروبيين بالاستلقاء على شواطئ الجزر اليونانية والتمتع بشمس البحر الأبيض المتوسط الدافئة، بل كان المقابل مؤلماً من خلال فرض المفوضية الأوروبية لسياسة تقشف صارمة أدت إلى سقوط حكومة «اليمين» وفوز «اليسار» الراديكالي في انتخابات شهر يناير الماضي. واستطاع زعيم الحزب «اليساري» ألكسيس تسيبراس اللعب بحذاقة على الشعور العاطفي الوطني لليونانيين، وعلى انتقاد سياسة التقشف التي فرضتها المفوضية واصفاً برنامجه بأنه برنامج «خلاص وطني» لاستعادة كرامة اليونانيين، إذ جاءه الرد سريعاً من الجانب الأوروبي، بأن وقف سياسة التقشف يعني وقف القروض، وبالتالي دخول اليونان في نفق مظلم لا تنفع معه العواطف، فالبلد شبه مفلس ووكالات التصنيف الائتماني هددت بتخفيض تصنيف اليونان من B مستقر إلى سالب، مما يعني هروب رؤوس الأموال وتعقيد الوضع. رؤوس الأموال هذه بدأت…
آراء
الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥
بعد زيارة الرئيس الأميركي أوباما للرياض، بدأت الصحافة الأميركية والبريطانية تحديداً في البحث عما يعيب السعودية، حتى ولو «فبركة»، إذ وجّهت الصحف الغربية انتقادات جمة لأوباما، بدعوى أن السعودية لا تستحق زيارة رئاسية، إذ إنها تطبق عقوبة الإعدام (للعلم حوالى 33 ولاية أميركية تنفذ حكم الإعدام إلى جانب الحكومة والجيش الأميركي)، وأن سجلها الخاص بحقوق الإنسان تشوبه شوائب. والحقيقة أن السعودية لم تزعم يوماً أنها تمنح الحقوق كاملة غير منقوصة. ولما تمت الزيارة بالطريقة التي رأى أوباما أن السعودية وملكها الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وقائدها الجديد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يستحقونها بذلك الوفد الأميركي الأضخم في تاريخ البيت الأبيض، لم تجد الصحف المناهضة للمملكة سبباً للانتقاد سوى «فبركة» قصة خيالية تتعلق بالسيدة الأولى ميشيل أوباما. وزعمت صحف أن الأميركية الأولى قصدت أن تتحدى التقاليد السعودية بعدم ارتدائها غطاء على رأسها! وزعمت أخرى أن الملك سلمان لم يهتم بالسيدة الأولى! وادعت صحف أن السيدة أوباما أصيبت بالإحراج لأن بعض المسؤولين السعوديين لم يصافحوها! واعتبرت صحف أخرى أن زوجة الرئيس الأميركي وجّهت بمظهرها في الرياض رسالة احتجاج على أوضاع المرأة السعودية! وكتبت صحيفة «نيويورك بوست»، وهذه مؤيدة لإسرائيل، بعد الزيارة مباشرة خبراً بعنوان «العاهل السعودي الجديد يحيي أوباما ويتجاهل السيدة الأولى»، وتحت العنوان مباشرة نشرت صورة يبدو فيها الملك…
آراء
الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥
ليس لدي شك في أن تنظيم "داعش" الإرهابي قرر منذ أن بدأ في عمله الإجرامي أن يتواصل مع محيطه بالوسائل غير التقليدية، فاعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بالعموم على بث سمومه الفكرية وخطابه السياسي، إضافة إلى إيصال رسالته الترهيبية عبر بث مقاطع حرق الجثث الحية ـ كما فعلوا في الطيار الأردني ـ وقطع الرؤوس ونحر الرقاب كما فعلوا في مئات المسلمين، وهي رسائل أصبحت مادة خبرية أبعد ما يمكن تسميتها بالمهمة من الناحية الإعلامية. ونحن نشاهد الأخبار التي تنقل لنا عبر وسائل الإعلام جميعها التي تتحدث عن تلك الجرائم، نغفل أن نشرها في حد ذاته يعد من أهم أسباب دعم هذه الجماعة المجرمة والترويج لفكرها وأهدافها الدنيئة، إضافة إلى أننا نركب موجة تحقق لهم ما يخططون لها من أجل أن تتحول هذه الجرائم في الذهنية المجتمعية إلى أحداث مقبولة شعوريا، وهو ما تثبته الأعداد المتزايدة من المغرر بهم الذين خدعوا بهذه الجماعة، وقرروا الانضمام لها بعد أن زين لهم أن هذه الأعمال تعد من مظاهر تطبيق الشريعة، وأنها مقبولة دينيا وأخلاقيا إذا ما قورنت بما يقوم به أعداء الأمة من جيوش الشرق والغرب. اليوم وقد أعيد تشكيل الحكومة في المملكة، ومع قدوم عدد كبير من الوزراء الشباب القريبين من هموم وتفكير المواطن وتحديدا في الأجهزة الإعلامية والإرشادية والتعليمية، فإن…
آراء
الخميس ٠٥ فبراير ٢٠١٥
وكأننا صحونا فجأة على وحشية وبربرية. وكأننا نتوقع أن يكون لدى «داعش» حد أدنى من العدوانية. وكأن حرقه للطيار الأردني حيًا عمل ينافي أدبيات التنظيم الإرهابي وأخلاقياته. الغرابة والمفاجأة ليستا في توحش «الدواعش» وهمجيتهم، المفاجأة الحقيقية إذا اعتقدنا يومًا أنهم سيتوقفون عن صدمنا بكل ما هو خارج العقل والمنطق. قصة «داعش» باختصار أنه لا حدود لفجورهم وساديتهم ووحشيتهم مع الجميع، بل لا حدود لهم حتى مع أعضاء التنظيم نفسه ممن اختلفوا معهم قليلاً ليعاقبوهم بالقتل نحرًا. حرق الطيار الكساسبة ما هو إلا سلسلة من أعمال منافية للطبيعة البشرية والإنسانية قام بها «داعش»، ومع ذلك وجدت من يغض النظر عنها، تارة لأنهم يحاربون «الكفار»، وتارة أخرى بدعوى مواجهتهم «الرافضة الصفويين»، وتارة ثالثة لأنهم يدافعون عن «السنة» المستضعفين. سبوا النساء واغتصبوهن ورجموهن، كما ذبحوا الرجال بطريقة لا تقرها الأديان. مئات من القصص الفاجعة والمصورة لجرائم «داعش» توفرها وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه قصة أخرى، تثبت أن أعمال هذا التنظيم الإرهابية لا سقف لها، ومن يعتقد أن السكوت أو الحياد أو التعاطف المستتر سيكفيه شر «الدواعش»، فمصيره يكتوي بنارهم ويتلوى من إرهابهم. من يرصد المواقف الإقليمية والدولية ضد الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، من «القاعدة» إلى «جبهة النصرة» إلى «داعش»، مرورًا بعشرات الجماعات الإرهابية، التي تتشابه في الآيديولوجيا وتختلف في التفاصيل، يجد أن هناك…
آراء
الأربعاء ٠٤ فبراير ٢٠١٥
شكّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الحكومة الجديدة والتشكيل الجديد من المسؤولين، بضخ مزيد من الدماء الشابة، ونلحظ أن القادمين من القطاع الخاص لهم نصيب كبير وبوزارات تمس المواطن مباشرة، كالتعليم والصحة والزراعة والطيران المدني وغيره، ما يعزز القدرة على الرؤية الكبيرة للملك حفظه الله في توجيه دفة العمل إلى مزيد من العمل والإنجاز المباشر وأن يكون أكثر عمليا وتأثيرا مباشرا وهم من يملكون الخبرة والنجاح في مجالهم، وهذا ما يعزز أن ينقلوا نجاحهم الذي قاموا به في مجالهم أن ينقلوا "خبرتهم الإدارية والعلمية" إلى الوزارات والهيئات التي الآن يتولون قيادتها وهو ما يتطلع له الملك والمواطنون معهم في تحقيق هذه النجاحات المنتظرة منهم، التطلع كبير والدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين كبير، وتوفير كل سبل النجاح اصبحت بين أيديهم، وهم من يبتعد عن العمل والإطار النمطي الحكومي الطويل، وهذا ما يجب أن يكون تحولا إيجابيا لمزيد من العمل والإنجاز والنجاح. ولعل من أهم القرارات "كرسالة" من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيضا، إلغاء 12 هيئة ومجلسا "كالمجلس الاقتصادي الأعلى، اللجنة العليا لسياسة التعليم، مجلس الخدمة المدنية... الخ" والبديل كان جاهزا ومباشرة وهو، مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ولي ولي العهد، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب…
آراء
الأربعاء ٠٤ فبراير ٢٠١٥
أيام وتنطلق الدورة الثالثة للقمة الحكومية، في هذه الفعالية عشرات المحاضرات ومئات الخبراء المتخصصين في كل ما يتصل بالحكومات وعملها، قدموا من ثقافات عدة، وعملوا مع حكومات ذات خصائص مختلفة، وبحكم العادة السائدة في مؤسستنا الحكومية سيبحث بعضنا عن موضوعات تتعلق بالإبداع والابتكار والتنافسية، وآخرون سيكون تركيزهم على الخدمات الذكية وما يتصل بالموارد البشرية، وبعيداً عن كل هذه الموضوعات والمصطلحات التي رغم شيوعها وأهميتها النسبية فإن فهمها النظري وتطبيقها العملي يبقيان في دائرة الشؤون التنظيمية الداخلية للحكومات. في اعتقادي أن على الموظف الحكومي المشارك في القمة الحكومية القفز من فوق كل تلك الأسوار التنظيمية للعمل الحكومي، ومناقشة الفكرة الأبسط حول مفهوم الحكومة الجيدة، عندها سيجد القائلين بأن الحكومة التي توفر خدمات متميزة وتعمل ضمن نظام سليم وتنفذ برامج اجتماعية واقتصادية، هي الحكومة المتميزة، كما سيجد المدارس الأخرى التي ترى أن الحكومة هي الممثلة لإرادة الشعب بإدراكها لأفكار الناس والاستماع إليهم، وبين المنهجين الحكوميين فلسفات عميقة تتناول جوانب العدالة في توزيع الحقوق والواجبات على الشعب من خلال قوانين تخدم مصالحهم، غير أن النظرة قد تكون مختلفة نسبياً في الحكومات المعتمدة في إنفاقها على الضرائب المدفوعة، لتجد أن مفهوم الحكومة الجيدة تحور نحو الممارسات المشجعة لعرض وجهات النظر المختلفة، ومن ثم إفساح المجال للمشاركة في العمل من دون ممارسة الوصاية على اختيارات…
آراء
الأربعاء ٠٤ فبراير ٢٠١٥
صناعة التغيير في نمط الإنسان وعاداته حتى لو كانت بالية تقابل دائماً بكثير من المقاومة والرفض، وفي أحيان يصعب تحقيقها إن لم تكن مدروسة بحكمة، ولكن الوصول إليها أمر ليس بالمستحيل، حين يحاول الفرد صناعة (التغيير) في مجتمع أو دولة بمفرده من الطبيعي أن يتكبد سنواتٍ طويلة من الانتظار كفيلة بإحباط العزائم والهمم، لذلك آن الأوان ليعمل الجميع بشكل تكاملي لتحقيق الرؤية الاستراتيجية للمغفور له والدنا عبدالله بن عبدالعزيز- رحمة الله عليه، التي تهدف إلى تحويل مجتمع المملكة إلى مجتمع معرفي وأن تكون بـ (منتجاتها وخدماتها) معياراً عالمياً للجودة والإتقان بحلول العام 2020. وحقيقة فإن إلغاء 12 جهازا حكوميا، وإنشاء جهازين جديدين بالمقابل، ودمج التعليم وإعادة تشكيل مجلس الوزراء وتحديث الحكومة ومفاصل الدولة وضخ دماء جديدة شملت11 مواطنا وشخصيات شابة، دفعة واحدة في 34 قرارا ليس بالأمر الهين أبداً، بل هو تطبيق فعلي يؤكد أن صناعة التغيير برفع الجودة هو نفس المسار والرؤية التي بدأها والدنا عبدالله -رحمه الله-، ويُكملها الآن قائدنا سلمان بعون الله. هذه القوة التي استهلت بها المملكة العهد الجديد، تأخذني إلى وقفة وقراءة في تقرير فاحت منه رائحة القلق نُشر في موقع (المصالح الأمريكية) بعنوان الدول السبع العظمى التي من شأنها أن تهز العالم، وجاء ترتيبها كالآتي، (أمريكا – ألمانيا- الصين-اليابان- روسيا- الهند- السعودية)، ورد في…
آراء
الأربعاء ٠٤ فبراير ٢٠١٥
نحن بحاجة إلى واقعية سياسية في التعامل مع تحولات المشهد السياسي في اليمن. سواء أحببنا تيار الرئيس السابق علي صالح أو كرهناه، وسواء وثقنا في التيار الحوثي أو ارتبنا في نواياه، وسواء كنا مع انفصال الجنوب أو كنا ضده، فإن واقع الحال يشهد أن هذه المحاور الثلاثة هي المحرك الرئيسي لتحولات السياسة في اليمن اليوم. هذه ليست دعوة للتعاطف مع أي من هذه المحاور، بل للتعامل معها بناء على ثقلها الفعلي في ميزان القوى السياسي. لا يفيدنا كثيرا حصر خياراتنا في سلة الحكومة، فهي عاجزة عن حماية قادتها فضلا عن إدارة البلاد. الواضح أن معظم الدول ذات العلاقة باليمن تأبى التعامل مع الرئيس السابق علي صالح الذي أطاحت به الثورة. لكن هذا لا يقلل من حقيقة أنه ما زال أوسع نفوذا من الحكومة التي جاءت بها الثورة. هذا النفوذ واضح في تحالفات قبلية وفي انحياز القوات المسلحة إلى جانبه. تلك الدول لا تريد أيضا التعامل مع العدو اللدود لعلي صالح، أي «التجمع اليمني للإصلاح» بحجة أنه امتداد لـ«الإخوان المسلمين». هذا لا يغير شيئا من حقيقة أن الحزب كان في عهد زعيمه المرحوم عبد الله الأحمر، واجهة سياسية لأكبر تحالف قبلي، مع أنه خرج من الثورة كسيرا مشتت القوى. وبنفس القدر فإنها لا تود التعامل مع الحوثيين رغم أنهم يسيطرون فعليا…