آراء

آراء

أخلاق الدين وسيادة الدولة

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

«رمي براغ» فيلسوف مسيحي فرنسي يزعم التخصص في الدراسات الإسلامية، كتب بعد الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" سلسلة مقالات وتصريحات إعلامية يذهب فيها إلى القول إن جذور التعصب والعنف موجودة في النصوص الإسلامية المؤسسة، وإن المتطرفين والإرهابيين ينفذون أحكاماً صريحة في الشريعة الإسلامية. الأطروحة ذاتها هي التي قدمها براغ في كتابه "قانون الله"، الذي اعتمد فيه مقاربة مقارنة بين الديانات التوحيدية الثلاثة، خلص فيها إلى أنه إذا كانت المسيحية ديانة حب وأخلاق من دون مضمون قانوني، ومن هنا تلاؤمها مع النظم العلمانية الحديثة، فإن الإسلام في بنيته العقدية والتعبدية ديانة قانونية - سياسية لا يمكن أن ينفصل فيها الدين عن الدولة، ولا يمكن أن تتلاءم مع معايير الحداثة السياسية. من المعروف أن أدبيات الإسلام السياسي تعزز هذا التصور من خلال مقولة ازدواجية الدين والدولة وتحويل الشريعة إلى مدونة قانونية بالمعنى الحديث للعبارة، دون وعي بالفروق الجوهرية بين تجربة الحكم الإسلامي والدولة الحديثة، ودون تبين الاختلاف النوعي بين المنظور القيمي المعياري في الشريعة والمنظور الوضعي السياسي للقانون الحديث، الذي هو مقوم شرعية الدولة القومية الحديثة. تتمحور هذه الفروق بين نظام الشريعة الإسلامية ونظام القانون للدولة الحديثة في مستويات ثلاثة محورية هي معيار السيادة، وطبيعة الجسم السياسي، وطبيعة الأمرية القانونية. فبخصوص معيار السيادة، من الواضح أن هذا المفهوم هو المحدد لنموذج الدولة…

آراء

الجيش الحر: أربعة أم ستون ألفا؟

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

هذا السؤال «المحتار» عن حجم قوة المعارضة السورية المنضوية تحت علم الجيش الحر يبين مدى الغموض الذي يكتنف الوضع، وسهولة الدعاية على الجانبين، فالنظام السوري يروج بأن المعارضة تفتتت وقضي عليها، والطرف الآخر أعلن أمس أنه يعيد ترتيب وضع 60 ألف مقاتل ينتمون للجيش الحر. والمؤكد أن الدعم الغربي تناقص، حيث ذكرت صحيفة «وول ستريت» أن الدعم الأميركي العسكري للمعارضة السورية تراجع، ولم تعد تعطي سوى 16 رصاصة فقط لكل مقاتل. ووزارة الخارجية الأميركية قالت: «قمنا بتسليم ما تقرب قيمته من 2.7 مليون دولار من الإمدادات للمعارضة المعتدلة، شاحنات ماء، ومعاول زراعية ومولدات كهرباء، وبطانيات، وأكثر من 17 ألف سلة غذاء». رغم هذا الشح، فإن الجيش الحر، والمعارضة المعتدلة السورية عامة تستحق التقدير لصمودها رغم تناقص الدعم لها، ورغم التضييق عليها حيث لم يعد مسموحا لها بالتحرك كثيرا في الشمال السوري. فقد أصبحت هدفا دائما لتنظيم جبهة النصرة المتطرف، وفوق هذا قامت تركيا أيضا بالتضييق على الجيش الحر وقياداته، ربما نتيجة الضغوط الخارجية. ورغم الضيق والتضييق فإن الجيش الحر يكاد يبسط نفوذه بشكل شبه كامل على جنوب سوريا، في درعا وما جاورها، مع أن معظمهم لم يتسلم رواتبه منذ أشهر. ويقول اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع في حكومة المعارضة، إنهم بدأوا في توحيد الفصائل والفيالق، وتشكيل جيش موحد يضم 60…

آراء

مفهوم الحوثيين للشراكة مصدر قلق

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

لم يعد المصير السياسي للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح غامضا بعد الإهانات العلنية التي لحقت بهما وبلغت حدا غير مسبوق في التاريخ السياسي العربي عدا الحالات التي كان يحلو للرئيس العراقي السابق صدام حسين ممارستها مع خصومه بإذلالهم أمام الملأ وعلى شاشات التلفزيون بدعاوى خيانة الحزب، وسيكون مثيرا للشفقة سعي أي فصيل سياسي لإعادة أحدهما أو كليهما تحت شعارات «حب الوطن» و«المصلحة الوطنية»، لأن ذلك سيؤسس لسابقة شاذة، ولم يحدث مثل هذا الفعل البشع تجاه أي رئيس سابق في تاريخ اليمن عدا حالات معروفة تمت بمبررات مناطقية وعقائدية غطت على صراعات السلطة القاتلة أو مارستها حكومة عربية بحق زعماء اليمن التاريخيين عام 66 برغبة السلطة في صنعاء حينذاك. كان هادي ضحية خموله في التعامل مع القضايا الكبرى بالجدية التي تستحقها واستعانته بأشخاص لم يصدقوه النصح ولم يمتلكوا شجاعة إبلاغه بما يجب، لا بما يحب، ولن أتمادى في الحديث عن الرئيس هادي ولا ما كان واجبا عليه، فذلك عمل قد انغمس وسيواصل الانغماس فيه الكثيرون من مناصريه ومن خصومه قبل وبعد إسقاطه بصورة تدعو للاستهجان والرفض، وهو الوحيد القادر على استعادة أحداث الأعوام الثلاثة الماضية ومعرفة ما جرى خلالها وكيف تركه الجميع وحيدا يواجه ركام الكارثة داخل معتقله الإجباري، وأحزنتني صورته حين زاره مدير مكتبه السابق أحمد…

آراء

الرياض «عاصمة» العالم

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

التطورات السياسية المتلاحقة في المملكة العربية السعودية أصبحت أسرع وأكبر من سرعة الإعلام في التغطية ومن سرعة المراقبين في القراءة والتحليل، إنه الحرص على تثبيت المنجزات وفتح آفاق المستقبل. بعد ترسيخ استقرار الدولة ولمّا يمض أسبوع واحد على توليه مقاليد الحكم، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أوامر ملكية جديدة، كبيرة في حجمها وواسعة في أثرها، وذلك في التالي: أولا، تطوير الحكومة بما يشمل إعادة هيكلتها وضخ الدماء الشابة فيها. وثانيا، في العناية بالشعب. وثالثا: في بقية مؤسسات الدولة. أولا: في تطوير الحكومة، تم إلغاء اثني عشر مجلسا ولجنة من المجالس واللجان العليا والاكتفاء عنها بمجلسين يرتبطان بمجلس الوزراء، مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان عضو مجلس الوزراء، وهو تطوير بالغ الأهمية للسلطة التنفيذية وطريقة عملها وأسلوبها في الإدارة نحو السرعة والتكامل في الإنجاز، كما تم تعيين عدد من الوزراء الجدد وأكثرهم من الشباب في حكومة كفاءات. ثانيا: في العناية بالشعب، ومع أن كل الأوامر الملكية تصب في خدمة الشعب إلا أن ثمة جملة من الأوامر تصب مباشرة في خدمة الشعب، منها صرف قيمة شهرين لكل العاملين في الدولة أو الطلاب أو المتقاعدين ومستحقي الضمان الاجتماعي وكل من…

آراء

الأولوية للسياسة الداخلية. ماذا بعد ذلك؟

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

أكثر ما يلفت النظر في الأوامر الملكية التي أصدرها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي، إلى جانب حجمها وسرعتها، أنها محصورة في متعلقات السياسة الداخلية للدولة، وهو ما يعكس اهتماماً واضحاً بالشأن الداخلي، وأن أولويته تأتي لدى القيادة الجديدة قبل أي شيء آخر. وهذا طبيعي ومتوقع، بل وضروري أيضاً. في هذا الإطار، من الواضح أن الأوامر الملكية اهتمت بشكل جلي بتحسين الأداء الإداري لمؤسسات الدولة، أو للسياسة الداخلية. وهذا أيضا مهم. لأن التعثر الإداري هو أبرز عقبات التطور في دول العالم الثالث. السؤال هل تنطوي الأوامر الملكية على مؤشرات بتغيرات المقبلة في السياسة الداخلية ذاتها؟ وهل من المهم تحقيق ذلك؟ لم يمضِ على العهد الجديد، كما تصفه صحيفة «الحياة»، إلا أيام. ومن ثم يمكن القول إن الأوامر، التي بلغ عددها أربعة وثلاثين أمراً، تعاملت مع ثلاثة مواضيع. الموضوع الأول الذي تعاملت معه هو توسيع دور الطاقات الشابة في صناعة قرارات الدولة. وهو ما يتضح من التعيينات الجديدة في مختلف مناصب الدولة، من وزارية، واستشارية، ومؤسسات عامة. كما يتضح بشكل أكبر بإسناد مهمة رسم سياسات الدولة في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن إلى اثنين من الأمراء الشباب، على غير المعهود سابقاً، حيث أسندت رئاسة «مجلس الشؤون السياسية والأمنية» للنائب الثاني ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ورئاسة «مجلس الشؤون الاقتصادية…

آراء

رسالة إلى وزير التعليم الجديد

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

واجه صديقي تحديات جسيمة طوال السنوات القليلة الماضية أثرت في أدائه العملي واستقراره النفسي. كان يشعر بحزن كلما شاهد أداء طفله في المدرسة. فقد كان يتطور ببطء شديد جدا مقارنة بأترابه. يذهب إلى المدرسة قسرا ويعود منهارا. يشتكي منه أساتذته ويشكو أساتذته. يزعم أنه لا يفهم عليهم ويدعون أنه لا يركز مع شرحهم ولا يبالي بأسئلتهم واقتراحاتهم. نقله إلى غير مدرسة دون جدوى. الوضع ظل كما ما هو. احتجاجات متبادلة من الطرفين. وصل صديقي عبدالعزيز إلى قناعة أن ابنه أقل ذكاء من غيره على الرغم من أنه لا يحس بذلك في المنزل. فهو يحس أنه أذكى حتى من أبنائه الأكبر سنا. لكن لم يستطع أن يقف في وجه عاصفة معلميه. جلب له معلما خاصا في المنزل حتى يلحق بركب رفاق فصله ولا يزيد إحساسه بالنقص أمامهم. لكن كان للمعلم الخاص رأي آخر. قال له ابنك لا يحتاج إليّ. ابنك أذكى مني. أعتقد أنه يحتاج إلى مراجعة طبيب للكشف على نظره أو سمعه فربما لديه مشكلة كوّنت عنه هذا الانطباع السلبي. تجاوب الأب على جناح السرعة مع اقتراح المعلم الخاص وكشف على ابنه في عيادات عدة وأظهرت أن لديه مشكلة في السمع أسهمت في عدم التقاطه كل ما يقوله المعلم وشعوره بالإحباط داخل الفصل. إن ما تعرّض له طارق ابن صديقي…

آراء

الطاقة «الذُرِّية» الإماراتية!

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

لست بصدد الحديث عن الطاقة النووية، والتي تسمى ذرية أحياناً، لكنني أكتب حول أهم ركيزة للمجتمع أنهم جيل المستقبل، والطاقة الفعلية التي تؤمن لمجتمعنا الاستمرارية، فمن دون ذُرِّية يصبح المجتمع مهدداً بالانقراض. في القاموس العربي يقولون ذُرّية اسم والجمع: ذُرِّيات وذَراريُّ والذُّرّيَّةُ نسل الإنسان. الذي دفعني لهذا المقال هو التقرير الذي أصدره مركز الإحصاء في أبوظبي، بعنوان «إحصاءات مواليد 2013»، حيث أشارت الإحصاءات إلى انخفاض مستمر في معدل المواليد المواطنين خلال 10 سنوات، فقد انخفض المعدل من 35.6 مولود لكل 1000 مواطن في عام 2003، إلى 33 مولوداً عام 2008، ثم 31.8 مولود خلال عام 2012، ثم إلى 31.4 مولود لكل 1000 مواطن عام 2013 نتائج مؤرقة لكل من يهتم بمستقبل الوطن. الشكر لمركز الإحصاء في أبوظبي لإفصاحه ونشره مثل هذه المعلومات، فمن حق الناس معرفة الواقع الذي يعيشون فيه حسب أحدث المؤشرات الإحصائية. السؤال الأزلي عند مناقشة هذه الظواهر هو لم؟ وكي أشرك الناس في قضية وطنية طرحت عليهم عدداً من التساؤلات عبر «تويتر». أشكر كل من أسهم في فك رموز هذا اللغز المحير، فنحن ولله الحمد نعيش في دولة رخاء وأمن وأمان. والأسرة لها مكانتها المتميزة في مجتمعنا، فلماذا قرر البعض اقتصار مشوار الأمومة والأبوة في رعاية طفلين أو ربما أقل. أستطيع أن ألخص الإجابات في ثلاثة اتجاهات…

آراء

إعادة هيكلة الدولة السعودية

السبت ٣١ يناير ٢٠١٥

هل كانت مفاجأة؟ ربما من لا يعرف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز جيدا، سيفاجأ من نوعية القرارات الجريئة التي اتخذها جملة واحدة، أول من أمس. بيد أن غالبية السعوديين يعرفون أن شخصية الملك السعودي عملية وحازمة وحاسمة في الوقت نفسه عند اتخاذ القرارات الكبرى، أما إذا كانت هذه القرارات تصبّ في اتجاه الصالح العام ومواجهة التحديات ومصلحة المواطنين، فخادم الحرمين الشريفين سيتخذها بسرعة ومن دون تأخير. في رأيي لا يمكن النظر إلى القرارات التي صدرت أول من أمس، في معزل عن القرار الذي اتخذه الملك سلمان الأسبوع الماضي بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وهو القرار الذي أراه الأهم في تاريخ الدولة السعودية في مرحلتها الحالية، فالملك أرسل رسالة واضحة مفادها أنه يؤسس لمستقبل الدولة السعودية لعقود قادمة، وكذلك كانت عملية إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية، بدءا من الجهاز الأهم، وهو مجلس الوزراء، مع التذكير بأن إعادة تشكيل الحكومة أمر طبيعي ومنتظر ليحقق الملك رؤيته في إدارة شؤون الدولة، وهو الأمر الذي قام به كل ملك سعودي من الملوك الستة الراحلين. أعتقد، وبقدر ما للقرارات جميعها من أهمية كبرى في إعادة هيكلة الدولة السعودية، إذا صحّ التعبير، فإن قرار تأسيس مجلس للشؤون السياسية والأمنية، وآخر للشؤون الاقتصادية والتنمية، يمكن أن يكون حجر الأساس في الآلية المستقبلية لعمل…

آراء

لكل زمان دولة ورجال … وسياسة خارجية

السبت ٣١ يناير ٢٠١٥

تتغير سياسات الدول بتغيّر قادتها أو تغيّر الظروف أو دخول سياستها في طريق مسدود. كل هذا حصل للسياسة الخارجية السعودية، وبالتالي فإن من المنطق توقع تغيّر ما على تلك الجبهة، ولكن أين وكيف ومتى؟ الطريق المسدود في الشرق العربي المتداعي لم تدخله السياسة السعودية وحدها، بل دخلته معها السياسة الخارجية الأميركية، لذلك يبدو الحديث عن خلافات بين البلدين في تناول أحداث المنطقة غير ذي جدوى، ولكننا لم نرَ أو نسمع بخلافات يوم الثلثاء الماضي، عندما وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرياض على رأس وفد عالي المستوى لم يقتصر على أعضاء من حكومته، وإنما جمع أصدقاء السعودية وأعداءه من الجمهوريين في مهمة استثنائية وهي تقديم واجب العزاء بالملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وتجديد العلاقة الاستراتيجية الحميمة في عهد ملك البلاد الجديد سلمان بن عبدالعزيز، فعقد جلسة عمل مطولة مع أركان القيادة السعودية الجديدة والتي جمعت لأول مرة ثلاثة أجيال: جيل التأسيس (الملك)، وجيل المرحلة الانتقالية (ولي العهد الأمير مقرن)، وجيل المستقبل (ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف). من الواضح أن أوباما والعالم معه يتعامل مع السعودية كثابت في عالم يتغير بل ينهار، ولكن هذه هي الحقيقة الوحيدة المتفق عليها، وتصبح ضبابية تماماً عندما يطرح السؤال: كيف نوقف انهيار الشرق العربي؟. لا بد من أن هذا السؤال كان حاضراً…

آراء

عهد جديد.. ووزراء شباب!

السبت ٣١ يناير ٢٠١٥

الإثنين الماضي 26 يناير اخترنا عنواناً رئيساً للصفحة الأولى من هذه الصحيفة من كلمتين فقط «عهد جديد». ولم تمرّ أكثر من 72 ساعة إلا وأعلن خادم الحرمين الشريفين 34 قراراً ملكياً، ما بين تعديلات وزارية كبيرة، وحزمة قرارات اقتصادية واجتماعية تشجيعية للمواطنين. ليل الخميس، تسمّر السعوديون أمام شاشات قنواتهم التلفزيونية لمشاهدة الأوامر الملكية التي جاءت سريعة ومحفّزة، بعد مضي أسبوع واحد على تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في بلاده. تُعد قرارات «ليل الخميس»، من أكبر التشكيلات والتعديلات الوزارية في السعودية. ولا شك في أن إعادة تشكيل مجلس الوزراء هو أمر طبيعي ومنتظر من الملك نحو تحقيق رؤيته في إدارة شؤون الدولة، كما فعل من قبله ملوك المملكة السابقون، رحمهم الله، وكما تفعل أية حكومة جديدة في دولة أخرى. كان الأسبوع السعودي حافلاً بالتعازي في وفاة الفقيد والراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك بالتهاني للقيادة الجديدة: الملك سلمان، وولي عهده الأمير مقرن، وولي ولي عهده الأمير الشاب محمد بن نايف، وبزيارات زعماء وقادة ومسؤولين، من بينها زيارة الرئيس الأميركي بوفد كبير من النخب والشخصيات السياسية المؤثرة في بلاده، ثم جاءت قرارات ليل الخميس بعد نحو أسبوع من انتقال السلطة بكل سلاسة، وتولى للمرة الأولى أحد أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء…

آراء

إصلاح وتطوير

السبت ٣١ يناير ٢٠١٥

آمال كبيرة تضعها القيادة والمواطن على الوزراء الجدد الذين تمت تسميتهم أمس الأول. كان عنوان "الاقتصادية" الذي تصدر صفحتها الأولى أمس موفقا "إعادة هيكلة الدولة.. إصلاح وتطوير". دخول وجوه جديدة إلى مجلس الوزراء، وبينهم عدد من الشباب الذين لم يتجاوزوا الثلاثينيات من العمر، يعزز من خطوات دعم الشباب وتيسير الفرص للاستفادة منهم في صياغة المستقبل. وهذا في حد ذاته أمر يجعلنا نستشرف أداء يتميز بالكفاءة والفاعلية، وهي المسألة التي كانت ولا تزال محل اهتمام الملك سلمان يحفظه الله. من القرارات المهمة اختزال 12 مجلسا من المجالس العليا الموجودة في السابق إلى مجلسين، هما: مجلس الشؤون السياسية والتعليمية. ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وهذه خطوة ستساعد على تركيز الجهد في التعامل مع الملفات المهمة بشكل أكثر كفاءة وسرعة. ومن اللافت أن قضايا مهمة مثل الإسكان والضمان الاجتماعي حظيت بالاهتمام من خلال قرارات نافذة. لاشك أن الملك سلمان يحفظه الله وهو يصدر هذه القرارات، كان يؤكد استمرار نهجه في خدمة الوطن والمواطن.. ولهذا كان خطابه عبر "تويتر" موجها إلى أبنائه وبناته: "تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، أسأل الله أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن، ولا تنسوني من دعائكم". حفظ الله الملك والوطن والمواطن، وبارك في جهد الوزراء والمسؤولين. المصدر: الاقتصادية http://www.aleqt.com/2015/01/31/article_927436.html

آراء

الإرهاب.. مناهج المكافحة

السبت ٣١ يناير ٢٠١٥

الإرهاب تطور سريعاً في وسائله وطرقه والجهات التي تتبناه وتدعمه. والمخيف في ذلك هو أن هذا التطور يأخذ أشكالاً ووسائل غير تقليدية، بمعنى أن الإرهابيين يطورون لأنفسهم وسائل لا يمكن تخيلها أو حتى توقعها، كما حدث في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وهذه المسألة تضع أمامنا تساؤلاً حول كيف يمكن لمن يكافحون الإرهاب أن يتصرفوا بالإضافة إلى كيفية إمكانية منع الإرهاب من الحدوث. وهنا فإن المسألة تتعلق بشكل أكبر بمواجهة الإرهاب ومحاربته بعد حدوثه عوضاً عن منعه من منابعه وجذوره. وجدلياً لولا أن الإرهاب لم يكن ذا منابع محلية، أي مشكلات داخلية في كل دولة بعينها، فإنه لم يكن من الممكن له أن يصبح مشكلة عالمية تنتشر في جميع دول العالم. وأيضاً لكي يحدث الانتشار لابد من وجود أيديولوجيات وأفكار طموحة عابرة للحدود تساعد على ذلك، بالإضافة إلى الأوضاع الحاضنة التي تؤجج تلك الأيديولوجيات وتزكي الفكر فيها كالفقر والجهل والجهات الراغبة في تبني ذلك واستغلاله للاستفادة الشخصية منه كقيادات "القاعدة" و"داعش" و"جند الرب" و"بوكو حرام"، وغيرها، تنتمي إلى أديان وملل ونحل ومذاهب عدة. تلك الظروف يمكن أن تشكل منظومة من الأسباب الممكنة والحاضنة مباشرة للإرهاب، فحيث لا تستطيع الدول السيطرة على تلك الظروف، يصبح الإرهاب قادراً على الانتشار والتفشي في مستويات إقليمية وعالمية. وفي بعض الأحيان لا تقوم الدول القوية…