منوعات
الأحد ٢٦ يونيو ٢٠١٦
لم يكن غريباً أن يرتبط اسم طه حسين عميد الأدب العربي بالشاعر الشهير أبو العلاء المعري، فمعاناتهما المشتركة والمتمثلة في فقدان البصر، جعلت العلائق والوشائج الذاتية بينهما أشبه بوقود إبداعي متفرّد للوصول إلى رؤى استشرافية، واقتحام مناطق مدهشة من التعبير الأدبي، والاستبصار المعرفي، والاكتشاف الروحي. ولد الدكتور طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر عام 1889م بمحافظة المنيا في صعيد مصر وكان والده موظفاً بسيطاً، يعول ثلاثة عشر من الأبناء كان ترتيب طه حسين السابع بينهم. فقد بصره في السادسة من عمره بعد إصابته بالرمد، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر الشريف، ليتتلمذ على يد الإمام محمد عبده، لكنه طرد من الأزهر، ولجأ إلى الجامعة المصرية في عام 1908 ودرس الحضارة المصرية القديمة، والإسلامية، والجغرافيا، والتاريخ، والفلك، والفلسفة، والأدب وعكف على إنجاز رسالة الدكتوراه التي نوقشت في 15 مايو عام 1914م وحصل على درجة الدكتوراه الأولى في الآداب عن أديبه الأثير: «أبي العلاء المعري»، ثم سافر إلى باريس ملتحقاً بجامعة «مونبلييه». عاد طه حسين من فرنسا عام 1918م بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون، وعمل أستاذاً للتاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925م ثم عين أستاذاً في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية، وأصبح عميداً لكلية الآداب سنة 1930، وحين رفض الموافقة…