حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

أحلام.. وسواليف الحريم!

آراء

آفة الفن، أن بعض من يمارسونه وإن باتوا كثرا في أيامنا هذه، يمارسونه كمهنة للارتزاق فيصابون بتخمة “الأنا” و”المال”، لكنهم يبقون تحت خط الجهل، هؤلاء لا يسيئون لأنفسهم فحسب، بل للفن نفسه، لأنه جعل منهم نجوما من ورق السولفان اللامع، هم أقرب إلى فقاعة صابون تعلو في السماء لتأخذنا اللمعة، ثم سريعا ما تتلاشى، وربما أكبر بالون منتفخ ينطلق في الهواء ويتم استخدامه في المهرجانات، لتسلية الجمهور بما يصدرونه من تهريج “يطقطق” عليه!! فالجمهور العربي بالذات في ظلّ نكباته واحباطاته وأزماته بحاجة ماسة للضحك!

هنا أتذكر “أحلام” المغنية كنموذج لهكذا فنان، إنها تمتلك صوتا جميلا وإحساسا عذبا لو أنها ركزت في الفن والفن فقط، لكنها فيما يبدو أحبت الأضواء والفلاشات حتى تلك التي تصنع منها “مُهرجة” تظهرها في قالب لا تفقه فيه من أمر الفكر والثقافة شيئا رغم صلتهما الوثيقة بالفن، فتبدو سطحية المعرفة، وأقرب إلى سواليف “الحريم”! لا تعرف أين تضع نفسها، فقط عندها “سالفة “تريد أن تكيد بها غيرة ونكاية في أعدائها، حتى لو وصلت هذه المسألة إلى أن تتاجر بقضايا الآخرين، مثلا “قيادة المرأة السعودية للسيارة” التي تناضل لأجلها السعوديات منذ التسعينات، كي يحصلن على حقهن المشروع في التنقل دون أن يستغلها سائق أو يبتزها رجل، لم تتركها في حالها، و اعترضت الست أحلام عليها وهي التي لديها طائرات تنقلها وليس سيارات فقط، رغم أنه أمر لا يعنيها، ولكن تضرب القضية أخلاقيا، نكاية في غريمتها “شمس” التي أيدت السعوديات بأغنية لها، المؤسف أن سطحيتها الفكرية ظهرت أكثر وضوحا حين هاجمت الفنانة العالمية ريهانا التي التقطت مجموعة صور لها في أحد المساجد في أبو ظبي، ونعتتها في إحدى التغريدات بالكافرة! حقيقة مثل هذا كيف يمكن أن أعلق عليه! أليست ريهانا فنانة مثلها! أم لأنها غير مسلمة فقط هاجمتها !! وهل يعني لو أنها دخلت المسجد أحلام والتقطت صورا لها مثل ريهانا سيتغير الموقف لأنها مسلمة! أم أن أحلام تحتقر الفن! وتراه نقيصة تعارض الدين وخطيئة لا تغتفر! فإن كان كذلك شعورها ومعرفتها هشة بالفن، فلماذا لا تعتزله وترتاح وتريحنا وتريح الفن من هكذا سواليف حريم!

وبصراحة، أحلام ليس لها في الطين ولا في العجين، ورأيها لا يقدم ولا يؤخر في قيادة المرأة للسيارة، بل أعتقد أن حتى المعارضين للمسألة يقولون نحن مش “ناقصينك يا أحلام”، وليتها لو تهتم قليلا بسواليف الفن بدلا من سواليف الحريم، كما تهتم بصرف الملايين على مجوهراتها وفساتينها، ولو أنها تستغل فلاشات الإعلام التي تغطي سكناتها وهفواتها وتتأمل النجمة العالمية أنجلينا جولي قليلا والتي تنتمي لذات دين “ريهانا”، كيف جعلت من نجوميتها وملايينها وجماهيريتها خدمة للقضايا الإنسانية والطفولة والفقر في العالم!

أخيرا، “اقرئي يا أحلام شيئا من الكتب حول سيرة الفن وإنسانية الموسيقى، لتوسيع مداركك ومعرفتك” فليس أسوأ على الفن من فنان جاهل قليل الحظ في الفكر والمعرفة !!

المصدر: الوطن أون لاين