عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

أسرار “الريجيم” الناجح!

آراء

أكتب عادة عن الإعلام الرقمي، وأعرف أن بعض القراء سيستغربون من هذا المقال، لأنه خارج عن الموضوعات التي أتناولها عادة. أرجو اعتبار هذا التغيير مجرد استراحة “أقل ثقلا” (وقد تكون أكثر فائدة لبعض القراء) من موضوعاتي المعتادة بمناسبة أجواء الإجازة والعيد.

قررت قبل فترة قصيرة، أن أبدأ ريجيما غذائيا يقضي على بعض الكيلوجرامات الزائدة والخارجة عن السيطرة في مختلف أنحاء جسمي الذي كان رشيقا في يوم من الأيام البائدة، ومن ذلك اليوم وكلما تحدثت مع أحد أخبرني أنه هو (أو هي) أيضا يقوم بريجيم، وتبدأ قصص النجاح والفشل وأسرار التغلب على نداءات المعدة الطماعة تنهال من كل صوب وجانب.

حتى أدعم طموحاتي بالانضمام لرابطة “النحفاء” قمت ببعض البحث في الدراسات النفسية بشكل خاص والتي تتحدث عن أهم التوصيات العلمية لريجيم ناجح. معظم هذه الدراسات تعتمد على قاعدة معلومات أمريكية حكومية غريبة من نوعها اسمها “السجل الوطني للتحكم في الوزن” والتي تضم أسماء آلاف الناس الذين فقدوا أكثر من 23 كيلوجراما وحافظوا على أوزانهم الجديدة لمدة تزيد عن خمس سنوات. من خلال مناقشة الأفراد المدرجين في هذا السجل، توصل الباحثون لعدد من التوصيات الأساسية:

1- “أحدث تغييرات جذرية” فبعض الناس يظنون أن إجراء تغييرات محدودة على نظامهم الغذائي سيكون أسهل في التطبيق، بينما الباحثون يقولون بأن العكس هو الصحيح وأن التغييرات الجذرية والحادة في النظام الغذائي أسهل تطبيقا وأكثر فعالية، ويشبهون ذلك بطرق معالجة إدمان المخدرات، حيث تقول باحثة شهيرة في جامعة هارفارد: “نحن لا نقول لمدمن الهروين بأنك إذا بقيت بدون مخدرات كل الأسبوع، يمكنك أن تكافئ نفسك بجرعة صغيرة في إجازة الأسبوع”. هذه الباحثة تنصح بتجنب السكر تماما في الريجيم بدون أي تساهل، لأن أي كمية من السكر تحدث خللا في نظام الجلوكوز، كما تنصح بتجنب الأغذية المعدلة والكاربوهيدرات والشحوم.

2- “برمج عقلك”، لأن فقد الوزن يتطلب إيجاد عادات غذائية جديدة، وهذا يكون صعبا في أول ثلاثة أيام، لأن هذا يكون في اتجاه مضاد لما تعود عليه الدماغ في السابق عبر العادات الغذائية القديمة. بعد أسبوعين أو ثلاثة من الالتزام بالعادات الجديدة، تصبح أمرا أوتوماتيكيا في برمجة دماغ الإنسان، ويصبح الالتزام بها هو الأصل بالنسبة للإحساس الداخلي للجسم.

3- احرص على الإفطار، لأنه بدون إفطار يدخل الجسم في حالة من الإحساس بالجوع، مما يبطئ عملية إذابة شحوم الجسم وتعويض الجوع، وتقول الدراسات إن 78% من المسجلين في قاعدة المعلومات الأمريكية كانوا يفطرون كل يوم.

4- “تمرن بجدية”، فالمشي لمدة ساعة في المساء كل يومين أو ثلاثة لن يفيد كثيرا، وما يحتاجه المرء هو التمرن بجدية خلال فترة الريجيم، حتى إن 90% من المشاركين في الدراسات التي تحدثنا عنها أعلاه يتمرنون ساعة كاملة في معظم أيام الأسبوع.

5- “تحد الروتين”، وهذا يتطلب تغييرا كاملا في كيفية ممارسة الإنسان لحياته، بحيث لا يترك لجسمه وأهوائه النفسية أن تقوده عبر روتين يومي دون أن يفكر في خياراته. هذا يشمل كل شيء بما في ذلك تجربة مجلة جديدة أو الاستماع لمحطة إذاعية جديدة. الناس الذين يتحدون الريجيم في حياتهم أقدر عموما على النجاح في تجربة الريجيم.

هناك بعض النتائج الطريفة في هذه الدراسات، ومنها على سبيل المثال أهمية النوم على الأقل ثمان ساعات يوميا، لأن السهر يسبب زيادة الوزن، لأن السهر يسبب خللا في ساعة الجسم، وبحسب ما يقوله علماء جامعة شيكاغو الأمريكية فإن السهر يؤدي لتغيير مستوى نوعين من الهرمونات، أحدهما اسمه ليبتين (Leptin) يعمل لتقليل الشهية، والآخر اسمه غريلين (Ghrelin) والذي يعمل لزيادة الشهية، والسهر يؤدي لانخفاض مستوى هرمون ليبتين وارتفاع مستوى هرمون غريلين والذي يؤدي في النهاية لزيادة الوزن.

بعض أصدقائي يذهبون لعيادات الريجيم ويشترون عشرات المنتجات غالية الثمن، بحسب طلب هذه العيادات، ولكن النصائح الخمس أعلاه تبدو ثمينة وأكثر فائدة في رأيي من كل البرامج التي تنصح بها عيادات الريجيم.
أمنياتي لكم بمعدة قنوعة وعقل مبرمج لحماية رشاقتكم!

المصدر: الوطن أون لاين