هدى ابراهيم الخميس
هدى ابراهيم الخميس
مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

استعداداً للخمسين ننتصر للحياة

آراء

قُدّر لهذه الأرض الطيبة أن يخصّها الله ب«زايد الخير»، زايد الحكمة والنماء، باني الاتحاد بقوة العطاء، طيّب الله ثراه، وقد استطاعت الإمارات وقيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهي في عام الاستعداد للخمسين، أن تقدّم نموذجاً ريادياً في التمكين والبناء والتنمية المستدامة، والاستثمار في ثروتها الحقيقية: الإنسان، المواطن، الشباب أمل الغد، سعياً منها لأجل تحقيق السعادة، وترسيخ قيم العدالة والمعرفة والإبداع والابتكار، وتمكين اقتصادها وشفافية تعاملاتها، بما أهّلها لأن تحتل المركز الأول في الشرق الأوسط وإفريقيا، بحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، في ظل أمن مستتب وأمان بمستوى عالمي وطمأنينة عالية متميزة، نتيجةً لسياسات التسامح والحوار والانفتاح الثقافي، التي اتبعتها في سبيل تعزيز التضامن العالمي من أجل الأخوة الإنسانية والسلام، الأمر الذي جعلها قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بكل صعوباتها.

وكان فيروس كورونا، مطلع هذا العام، تهديداً مصيرياً للإنسانية في هذه المرحلة من تاريخها، وهي تتعرض لأقسى جائحة وبائية لم تعرف مثيلاً لها طوال قرن مضى، الأمر الذي تطلب منا استجابةً وطنية وإنسانية شاملةً على مستوى الكيانات والمؤسسات والأفراد، لسياسات الطوارئ والإجراءات الاحترازية والوقائية التي وجّهت بها قيادتنا الرشيدة وأقرتها حكومة الإمارات بشكل استباقي نال إشادة العالم.

تسلل هذا الوباء إلى الوطن غدراً، وإلى معظم المجتمعات حول العالم، محدثاً حالة من التوتر والقلق والخوف، ناهيك عن تبعاته الاقتصادية، ليدفع بالناس نحو مزيد من الذهول وطرح الأسئلة: ماذا نعمل؟ وكيف نخرج من هذه الأزمة؟ ولماذا لم نستعد لتداعيات مثل هذا الوباء الكوني؟ لكننا في وطني الإمارات، نؤمن أن وطننا محصّن باسم الله، مدركين، بفضل الله ثم بخطط قيادتنا ورؤيتها السباقة دوماً للمستقبل، أن بلادنا تخطط بعلم ومعرفة للمستقبل بكل احتمالاته، مما خفف من وقع الوباء على قلوب وعقول كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة. ويمكن القول، بكل ثقة، إننا في الإمارات كسبنا المعركة مع فيروس كورونا منذ المواجهة الأولى، منذ أن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل الناس في الدولة بكل ثقة «لا تشلون هم»، ومن يشيل هماً وهو يعيش في دار زايد؟

لقد كسبنا المعركة منذ لحظتها الأولى لأنّ قيادة الإمارات تخطط للمستقبل، تحب شعبها، تسهر على مصالحه، تحترم حق الإنسان، كل إنسان، في الحياة والعيش الكريم. كسبنا المعركة لأننا وكل من يعيش على أرض الإمارات نحبّ الحياة، ولا نخشى الخطر، والكفاح في سبيلها. كسبنا لأننا نعيش في وطن شامخ براية التضامن الإنساني، ولدت وخُطّت فيه وثيقة الأخوة الإنسانية برؤية وتوقيع سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معلناً أنّ نهجنا الإنساني سيبقى ركيزةً إماراتيةً، هذه الوثيقة بمفرداتها المحفورة في الصدور، الراسخة في العقول والوجدان، وبعطاء وتعاطف الإمارات وترجمتها لها في ظل أزمة كورونا، وبنائها مدينة الإمارات الإنسانية، ومبادراتها الإغاثية العابرة للحدود، جعلت العالم كله ممتنّاً لأخوة أبي خالد، متحداً، متضامناً للخلاص من هذا الوباء من أجل خير البشرية. ومن ثقتنا العميقة في الله، ثم في جهد وعمل قيادتنا الرشيدة، المنشغلة ليل نهار بمواجهة فيروس كورونا، نثق تماماً أنّ الإنسان سينتصر على هذا الوباء، بل سيُهزم في كل بقاع الأرض، بإذن الله.

فنحن أبناء زايد، النصر لنا، نواجه التحدي بالعزيمة من أجل الحياة، نعانق الضياء، نعانق النجوم في السماء، بفكرٍ وعزمٍ وطموح وأمل، وسنواصل متحدين استعداداتنا للخمسين القادمة من الإنجاز، بطموح وعزيمة تسابق الزمن، وبنهجنا الإنساني الذي غرسه في نفوسنا الوالد المؤسس، طيّب الله ثراه، وعزّزه من بعده أبناؤه الكرام بكل وعي وحب وانفتاح واثق على العالم.

«وإذا طَمَحَتْ للحياة النفوس فلا بدّ أن يستجيب القدر».

المصدر: الاتحاد