خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

التطرف ضد أم رقيبة

آراء

حتى تتخلص من عبء التطرف، من الضروري إعادة بناء صورة المتطرف في ذهنك. هذه الصياغة يفترض أن تتخلص من عبء الصورة الذهنية السابقة التي كرستها الأحداث المتلاحقة. من يمارس الإرهاب في مجتمعاتنا هو متطرف حتما.

هناك تطرف لا علاقة له بالغلو في الدين. هو تطرف قد يتلبس أي إنسان. ويأخذ أشكالا عدة، بعضها ظاهريا جميل، ولكن المغالاة فيه تجعله يأخذ منحى شديد الضرر.

الوطنية سلوك جميل، والتحفيز عليها مسألة ضرورية، لكن من المهم أن تتسامى عن فخ العنصرية والاستعلاء المنبوذ.

إن ممارسات هتلر التي لبست رداء الوطنية، وأدت إلى إعادة صياغة نظرية العرق الآري، جعلت العالم يدفع ثمنا باهظا لمثل هذه الخيبة الوطنية.

تطرف الفكرة التي تستحوذ على عقل الإنسان، تجعله أسيرا لها، ولا يمكنه الخلاص من أثر هذا التطرف. وهو في سبيل فكرته يمارس الاستعداء والتهييج ضد كل الناس. وغالبا ما تكون النتائج التي يطالب باتخاذها سلبية للغاية. تابعت في الأيام الماضية دعوات تطالب بإلغاء مهرجان أم رقيبة. بداية أنا لم يسبق لي الذهاب إلى هناك، ولا ناقة ولا جمل لي في كل هذه القصة.

لكن ما لفتني أن من يتبنون فكرة الإلغاء يتوخون من خلال هذا الطرح أهدافا سامية. هم في سبيل ذلك، يرجحون رؤيتهم للمشهد ويطأون في طريقهم على جزء من الترفيه المجتمعي المتوارث. إن وجود بعض العصبيات والممارسات غير القانونية مثل المخاوف من غسيل الأموال لا يمكن حله بالدعوة إلى إيقاف المهرجان. هذا حل خائب للغاية. وأنت هنا لم تعالج المشكلة الأساسية، فاستبسلت في إغلاق مظهر تراثي. بينما الأكثر جدوى إيجاد القوانين التي تضبط أي تجاوزات وتمنعها.

كل الدول من حولنا لديها مثل هذه المهرجانات، وهم يحتفون بها، لكن البعض عندنا حتى وهو يحارب السلبيات تأتي حلوله متطرفة ومجحفة للغاية.

المصدر: الاقتصادية