منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

المواطن أولاً وثانياً وثالثاً

آراء

يكاد لا يخلو يوم في دبي والإمارات عموماً من فعالية تحدث فرقاً في حياة الناس أو فعالية تبشر بمستقبل أكثر ازدهاراً، فبعد يوم من بشرى حقل جبل علي للغاز، يعلن محمد بن راشد بشرى ثانية بتخصيص 500 مليون درهم لتحسين جودة الحياة في أحياء مواطني دبي بما يضمن أعلى مستويات الاستقرار والرفاه المجتمعي.

الحياة في دبي والعيش والعمل، يتمناها ملايين البشر من شرق العالم وغربه، لجودة الحياة فيها، لكن دبي لا تكتفي بذلك فما زال في جعبتها الكثير لتقدمه لمواطنيها والمقيمين فيها وزائريها، فالإنسان هو الهدف الأول في نهج القيادة، ويزداد هذا الهدف تركيزاً ورعاية عندما يرتبط بحياة المواطن، فكل شيء يهون في سبيل سعادته، وهو ما جدد التأكيد عليه محمد بن راشد في الاجتماع الثالث لمجلس دبي قائلاً «المواطن أولاً وثانياً وثالثاً، فالميزانيات هدفها خدمته»، ليضيف وزناً جديداً لعمق العلاقة وقوتها بين القيادة والشعب.

فعدا عن الإعفاءات المالية والسكنية ومخصصات تطوير أحياء المواطنين، فإن المثير للانتباه والإعجاب بقرارات وتوجيهات محمد بن راشد، هو إشراك المواطن في التخطيط واتخاذ القرار بما يجعله شريكاً في المسؤولية، وحدد لذلك مسارات عصرية وتراثية، الأولى عبر منصة إلكترونية تستقبل اقتراحات المشاريع لدراستها والعمل على تنفيذها، والثانية تمجد الماضي وتحافظ عليه عبر تشكيل مجالس الأحياء لتكون منصة حوار عامرة بالفعاليات التراثية والمجتمعية والاقتصادية، وتزخر بكل تفاصيل الحياة الإماراتية، كما تعيد تفعيل عطاء المتقاعدين والاستفادة من خبراتهم في اقتراح الفعاليات والمبادرات للارتقاء بجودة الحياة، على أن يبدأ التنفيذ فوراً ما يعكس مدى الحرص على الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين.

هو أسلوب استثنائي في التطوير، لأن محمد بن راشد يؤمن أولاً بقدرات المواطن، كما يؤمن أنه الأقدر على تحديد احتياجاته وأولوياته ورغباته وليس بناء على ما تخططه الدوائر الحكومية، بل أنه وجه تلك الدوائر لأن يكون مسؤولوها في الميدان لمعرفة احتياجات ومطالب المواطنين، والتنفيذ الفوري سيد الموقف.

الإنسان محور التنمية والازدهار وأولوية أجندة مجلس دبي، لذلك نجد عزم القيادة أكيداً لجعل الحياة في دبي الأعلى جودة في العالم، ما يستدعي التفاعل العاجل من المواطن والمسؤول مع هذه القرارات، بما يضمن ديمومة الاستقرار الأسري والأمن الاجتماعي وبالتالي زيادة إنتاجية شعب يحب الحياة، ويحب تجويدها أكثر.

المصدر: البيان