«تويتر» يُـحدد وجهة برنامج تلفزيوني هولندي

منوعات

يزعم برنامج «النادي الاجتماعي» الذي تعرضه القناة الهولندية الحكومية الثالثة، أنه أول برنامج تلفزيوني يعتمد على الإنترنت لتحديد مساره. هذا الادعاء يحــتاج إلى بحث، خصوصاً مع وجود برامج أخبار، تُقدم على شاشات عالمية منذ سنوات، تعتمد على التـــفاعل الـــذي تثيره مادتها الخبرية مع الجمهور، والذي يقوم وعبر منصات عدة، بإيصال صوته إلى تلك البرامج، فتنتقي هذه الأخيرة ما يناسبها لعرضه أو قراءته للجمهور.

وعلى رغم أن هناك الكثير الذي يُمكن أن يقال عن علاقة المحتوى التلفزيوني بشبكة الإنترنت في العقد الأخير، وعن التوقعات والمخططات بأن تغير هذه طبيعة تفاعل جمهور التلفزيون بما يُقدم له، إلا أن هذه العلاقة لم تخرج كثيراً عن حدود التفاعل المحدود وباتجاه واحد غالباً.

هذا الاتجاه، يمكن تلخيصه، بأن مواقع على الإنترنت وفّرت منصة لعرض البرامج التلفزيونية، في الوقت الذي منحت الشبكة العنكبوتية، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، الإمكانات لقراءة نجاحات الأعمال التلفزيونية، بقياس عدد التعليقات ونوعيتها التي ينشرها مشاهدون عاديون على الإنترنت.

في كل الأحوال، تبدو فكرة «النادي الاجتماعي»، أصيلة بالمقدار الكافي، إلى الحد الذي يجـــعلهــا تنال اهتماماً نقديّاً مهماً. فالبـــرنامج يرتـــكز بالـــكامل على تفاعل جمهوره، عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة (تويتر)، لتحديد مـــادتـــه ووجهته أيضاً. كما إنه يُــوفر الـــفرصة لمشاهديه لتتبعه والتعليق على فقراته عبر شبكة الإنترنت.

تتلخص فكرة البرنامج الجديد، بأن يشجع مشاهديه على التواصل مع مقدمي البرنامج الـ8 عبر «تويتر»، ثم اقتراح موضوعات ليتناولوها في المساحة الزمنية المخصصة لهم في البرنامج. كما يُشجع مشاهديه على التفاعل مع الرسائل القصيرة التي يتركها المقدمون على موقع «تويتر». فعندما ينشر أحد المقدمين أنه في محيط مدينة هولندية ما، ويحتاج وجبة غداء، يتفاعل متابعون في تلك المدينة، ويوفرون وجبات غداء أو فنجاناً من القهوة لهذا المقدم، والذي تصاحبه الكاميرات دائماً، لتسجل تلك اللقاءات.

تأخذ الاقتراحات التي يرسلها مشاهدون للبرنامج الوقت الأطول منه، وهي تتحول وسيلة لجذب انتباه التلفزيون إلى ظواهر اجتماعية أو مشكلات فردية. من هذه الاقتراحات قصة سيدة دعت البرنامج للحضور إلى بيتها لتروي له قصة تعذيب والدها لها، وكيف أن حياتها وصلت إلى طريق مسدود وقتها. أو قصة ذاك الشاب الهولندي الذي اتصل بالبرنامج ليكشف له قصته مع الإسلام الذي اعتنقه قبل سنوات قليلة، ويريد من البرنامج أن يوجه الانتباه إلى ما وصفه باللامساواة التي توسِم علاقة مؤسسات هولندية رسمية مع مسلمين. كما يتحول البرنامج أحياناً إلى منصة لعرض نتاج فرق موسيقية تبدأ خطواتها الأولى، وتسعى من خلال البرنامج لأن تصل إلى جمهور التلفزيون الواسع.

ما يؤكده «النادي الاجتماعي» أن هناك فرصاً عدة لعلاقة أكثر تفاعلاً بين التلفزيون وشبكة الإنترنت، ولكن بشرط أن تبحث أي برامج جديدة بهذا الاتجاه عما يُميز كل وسيط إعلامي ثم إمكانات أن تتحول أي علاقة بين الوسيطين إلى علاقة مُثمرة ومثيرة.

ما يكشفه البرنامج التلفزيوني الهولندي الجديد، أن تجربة مثل التي يقدمها ستكون ناقصة وغير مُكتملة إن لم يشترك المشاهدون بكل أبعادها، بفعل المشاهدة العادية، وأيضاً بمتابعة ما يجري على «تويتر» أو على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت، وإنه من دون هذا الأخير، ستفقد المشاهدة التلفزيونية كثيراً من عوامل قوتها وإثارتها.

المصدر: أمستردام – محمد موسى – الحياة