علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

عن “الهيئة”: منكر في رأس “الجهاز”

آراء

سأنصف معالي الشيخ الدكتور، عبداللطيف آل الشيخ، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن قلت إن ظهوره التلفزيوني مع الأخ، علي العلياني في برنامج (يا هلا) كان أجرأ وأمتع مقابلة شاهدتها لمسؤول من العيار الثقيل.

كان معاليه واضحاً مباشراً وشفافاً مع الجمهور الذي يحاول ردم ثغرات وكسور في جسر العلاقة بين المجتمع وبين الهيئة. وفي المقابلة نفسها لم يهرب معالي الشيخ من السؤال الجريء: عن الحرس القديم في جهاز الهيئة ومدى انتشاره وتغلغله ضد أي فكرة إصلاح أو تطوير في أداء هذه المهمة الإنسانية السامية. لكن الجواب المطلق بالنفي أو التقليل لا يشرح الجواب على أن في هذا الجهاز من يسبح ضد حتى رئيسه ومن المقربين لمكتبه في الجهاز العلوي فكيف ببقية الآلاف في مئات مراكز الهيئة المختلفة. إذا كان، وكما قال معالي الرئيس، يكتشف أن أقرب المقربين إليه قد (سجَّل) عليه عشرات المكالمات في عيب أخلاقي شنيع لا يتعارض مع خلق المسلم فحسب، بل يتنافى جذرياً مع الكلمات الأربع في اسم الهيئة. فكيف يؤتمن مثل هذا أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ثم يصبح اسماً رفيعاً في ذات الجهاز وهو لا يترفع عن رذيلة التجسس؟ في السؤال الثاني، يتحسر معالي الشيخ على قصة أخرى لموظف رفيع في ذات الجهاز متورط في دعوة السذج، كما قال معاليه، للمجيء إلى معالي الشيخ، للإنكار عليه وتحريضهم المتكرر على هذا الفعل وعلى من: على الإنكار ضد رئيس أرفع جهاز مسؤوليته باختصار هي الإنكار وفضيلة الحسبة. والسؤال الذي يطرح نفسه بعمق وصراحة: إذا كان مثل هذين الأنموذجين، بالتجسس أو بالتحريض، قد أوصلا أو وصلا إلى هذا (الفعل المنكر) وفي مكتب معالي الرئيس فكيف للمجتمع أن يتخيل 400 مكتب فرعي في مكاتب الهيئة المختلفة؟ إذا ما كان هذان الأنموذجان بهذه الأفعال التي تتعارض مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد كشفا في لقطتين في ذروة الجهاز فكيف لنا أن نتخيل ما يحدث بين ما يقرب من ستة آلاف موظف في بقية الفروع والمناطق؟ هذا برهان ساطع على أن هواجس المجتمع وتخوفاته من بعض الأعضاء مبررة وحقيقية إذا كان أقرب هؤلاء: يتجسس على الرئيس أو يحرض عليه فكيف ببقية المجتمع.

المصدر: الوطن أون لاين