كيف يحكم قضاتنا؟

آراء

تسع سنوات استغرق الحكم للفتاة المصابة في قطار الموت في أحد ملاهي الخبر، والنهاية تعويض بمبلغ 484 ألف ريال كما نشرت «الشرق»، علماً بأن والدها دفع خلال التسع سنوات 450 ألف ريال ثمناً لعلاج ابنته التي لم تشفَ حتى الآن، الجدير بالذكر أنه في نفس الحادثة توفيت فتاتان وأصيبت ثالثة بإعاقة مستديمة، خلال التسع سنوات التي مضت لو عوقبت مدينة الملاهي عقوبة رادعة وعاجلة لما شاهدنا كارثة ملاهي الرياض الشهر الماضي، ولا حادثة ملاهي جدة الشهر الذي قبله.

لا شيء يخيف أصحاب الملاهي سوى العقوبات الرادعة التي ستجعلهم يحرصون على صيانة ألعابهم والحرص على قطع الغيار الأصلية وعلى مصنِّعِين موثوق فيهم.

أعترف أن وزارة العدل تطورت كثيراً في وجود وزير العدل الشيخ محمد العيسى الذي جعل من عذاب مشاوير كتابة العدل شيئاً من الماضي، وعمليات تطوير حفظ الصكوك التي كانت تكتب بطريقة بدائية عرضة للضياع والتشويه أصبحت تحفظ بطريقة آلية محكمة، وتطورات أخرى طالت وزارة العدل، ولكن من ينظر إلى أحكام التعويضات في بلادنا يصاب بالدهشة والإحباط، أناس تفقد أرواحها أو قواها وسنين طوال في المحاكم ومن ثم حكم لا يفي بما صرف على المصاب من أموال للعلاج غير سنين الألم والقهر والعجز، العقوبات المغلظة التي ستصدرها المحاكم هي حجر الأساس لضمان سلامة بقية المواطنين والمقيمين من كوارث قادمة في مدن الملاهي، في المدارس ، في الطرق، في المساكن حتى في بطون الأودية.

المصدر: صحيفة الشرق