عبدالرحمن فهد الحارثي

بيـان رحـيل فـارس نبيل..!

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠٢٠

السادة النبلاء.. أصحاب الأرواح المتخمة بالوفاء والنقاء والأصالة وصهيل الخيل: بكل الأسى والحزن، أنعي إليكم واحدًا من كتيبة فرسانكم النادرين.. في يوم جميل ومشمس قضى فيه جل وقته وهو ينثر الحب بين أفراد أسرته ويقرأ بعضًا من صفحات كتاب تاريخ الفلسفة ويختم يومه بالصلاة وقيام الليل خلد الفارس إلى نوم عميق ولكنه قرر هذه المرة أن يرحل بلا عودة.. إلى عالم أجمل وأنقى وأطهر يليق به وبقلبه النبيل.. في السادسة والربع صباحًا توقف قلب والدي الممتلىء بالحب عن غناء مواويل البهجة والعطاء.. تحت الإنعاش السريري، عاد إلى الحياة في عشر دقائق أكثر من مرة ولكنه أخيرًا قرر أن يوقف هذا النزال بهدوء وسكينة وبشاشة كانت دومًا سمات وجهه الوسيم. أتي الموت كصديق وفي ونبيل.. لم يرهقه ولم يعبث بكرامته ولم يجندل فروسيته.. تصافحا ومضيا معًا في وفاق وترك الفارس وجها مبتسمًا مضيئًا وكأنه يصر على البشاشة حتى بعد مماته.. رحل والدي الشيخ الدكتور فهد جابر الحارثي وهو في العقد الثامن مخلفًا وراءه حزن محبيه الذين غمروه بالوفاء بعد رحيله.. بعضهم أتى محمولا وبعضهم لم يقوا على الكلام وآخرون غرقوا في دموع الفراق واللوعة .. كانوا يعلمون أنه لن يكون موجودًا لاستقبالهم كما تعودوا، ليرى كل هذا الحب، ولكنه الوفاء من أهل الوفاء.. رجال تعاهدوا على الحب فأوفوا طوال العمر ما…