عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

تنكة زيت زتون!

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

في كل عام في مثل هذه الأيام تغتال فرحتنا وسائل الإعلام وهي تنشر صوراً لعجائز فلسطينيات يحتضن أشجار زيتون عمرها من عمر حضارتنا، مانعات محاولات جرافات إسرائيلية اقتلاعها ومحاولة طمس وجود هذه الشجرة المباركة في الأرض المباركة في البقعة المباركة، وكلما أوغلت الجرافات في غيها ومحاولة اقتلاع تاريخنا من الأرض، زاد الاقتلاع من قيمة ما تبقى من أشجار الزيتون وزاد من معنى وجودها لدى الفلسطينيين. لم تعد أشجار الزيتون تحمل معنى تجارياً أو غذائياً أو صحياً، بل أصبحت ذات دلالات وطنية فقط، ولذلك لا نرى في الصور سوى كبار السن من نساء ورجال يحاولون الحفاظ عليها لأنها أصبحت رمزاً للوجود الفلسطيني على تلك الأرض، فإما أشجار الزيتون أو شجرة الغرقد! في الشارقة وفي كل فريج لدينا يوجد معلم فلسطيني من أيام الستينات أو السبعينات، هو دائماً متقاعد، ودائماً ذو هيبة، وغالباً كان عضواً في منظمة فدائية أو ثورية قبل «أيلول الأسود»، ودائماً يمتدح «صدام» على استحياء وتوجس، تقول له مستفزاً إن الأخير كان متهوراً، فيجيبك بأنه لم يذق طعماً للسعادة منذ عام ‬48 إلا حين دوت انفجارات الـ«سكود» عام ‬90 في تل أبيب، ولهذا فهو لا يقبل منك أي نقد عليه، في كل عام نتلقى ذلك الاتصال من المعلم المتقاعد: «وصلت تنكات زيت زتون عصرة أولى»، ويضيف بلهجته المقدسية جداً:…

أفا يالهامور..!

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

يعرف الشباب الذين «يطلعون بحر» معنى أن يقوم أحدهم باصطياد هامور كبير، فأول ما سيفعله هو النظر إلى البقية الباقية من رفقاء «الطراد» بفوقية وازدراء، وكأنه كان له دور في اختيار نوع هذه السمكة المرغوبة بشدة لدى هواة الصيد وهواة الأكل على حد سواء، فاصطياد هذه السمكة بشكلها المميز ونقاطها الحمراء الجميلة ينسي الجميع معاناة دوار البحر وإفراغ البطن، بسبب عدم تناول الحبة السحرية في القارب، وصوت المحركات المزعج، ورائحة الديزل المحترق، ورطوبة الخليج السمجة، والخوف الدائم من تغير مزاج البحر أو عبور الخط الدولي من دون قصد، والتعرض لمضايقات وسخافات حرس الحدود الإيراني. الهامور في تراث الشعوب الخليجية بدوره له دلالات خاصة، فهو مسمى يطلق على كبار التجار في العادة، ويكون له عادة بعض الدلالات السلبية المتعلقة بالجشع والاحتكار، ولايزال مطلع قصيدة ذلك الشاعر الذي خسر ثروته أثناء أزمة سوق الأسهم محفوظاً: «هامور» سوق السهم وقف وكلمني                                                   قل لي على اللي حصل بالسوق يا فاشل بالمحفظة ما بقا مليم يلزمني                                                …

خصوصي.. فُل !

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

ستقول لي: لا تتحدث في قضية أنت لست ملماً بجميع أبعادها! وسأقول لك: «حاضرين»! ستقول لي: لا تفتِ بما ليس لك به علم! سأقول لك: إن شاء الله! ستقول لي: قل خيراً أو اصمت، سأقول لك: من بطن عيني! ستقول لي: لقد قال القضاء كلمته فلا داعي لأن يعبر كل من هب ودب عن رأيه ! سأبتلع الإهانة وأفكر في تصنيف نفسي هل أنا ممن «يهب» أم ممن «يدب» وأقول لك: «على راسي من فوق»! ستقول لي إن القضية في طريقها إلى الحل وإن الجهات المسؤولة تشرف على الملف مباشرة! سأقول لك، أو بصراحة أعتقد أنني لن أقول شيئاً عندها لأن كلمة «الجهات المسؤولة» لها تأثير سحري فيّ بشكل لا يصدق! بغض النظر عما تقوله وما أقوله، وصحيح أنني وجميع سكان الشارقة لا نعرف الكثير عن تفاصيل الموضوع، إلا أننا نعرف تماماً أن جميع محطات البترول الموجودة في مدينتنا وتتبع إحدى أكبر شركتين في مجال توزيع البترول مغلقة منذ تاريخ ‬25 يونيو عام ‬2011، أي منذ عام وأشهر عدة، صحيح أن بعض المحطات تم استبداله لكن لايزال الكثير منها مغلقاً، خصوصاً في مناطق الاكتظاظ السكاني في المدينة، ولايزال السكان يضطرون إلى ضرب خط إلى مناطق ليست قريبة فقط لنطق الكلمة السحرية «خصوصي فل». المدة التي تزيد على عام كافية جداً…

شغلوا هالطاسه!

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢

أخرج عقالي الصوف من الكبت، وأتأكد من أن لمعة النعال تعكس صورتي، وأختار كندورة العيد الأخير وغترة تحمل الرقم نفسه للون «بينتون» للكندورة، ثم أبدأ رحلة الآلام لاختيار فروخة لم يصفر لونها، للتناسق مع المشهد الكلي، وفي هذه اللحظة كانت جدتي رحمها الله تناديني، وتجلسني إلى جوارها وهي تخبرني كم أشبه أحد أجدادي الذي يحمل اسماً مرعبا، ثم تبدأ بإعطائي عدداً من النصائح: لا تمشِ مع فلان، فقد قالت أم سعيد إنه يوزّع السجائر على الأطفال ويدخّن معهم، ولا تمشِ مع فلان، فهو يذهب إلى سهرات متأخرة في فنادق سيئة السمعة بها الكثير من بنات الحرام، ولا تمشِ مع فلان فهو مشهور بعلاقاته المشبوهة وسياقته المتهورة لسيارته الجديدة، ولا تمشِ مع فلان فأموال أبيه التي يصرفها يوميا على ندمائه وخلانه هي أموال حرام من تجارتهم في «الدوخه» و«التتن».. وكما ترى فقد كانت رحمها الله تعطيني بحسن نية «داتا بيس» كاملاً لكل الموبقات التي أحتاج إليها لنهاية أسبوع لا تنسى! وكانت تستغرب كثيرا لمبالغتي في تقبيل رأسها والدعاء لها بطول العمر بعد هذه النصائح! يقول أهل العلم: لا تلقنوا أبناءكم الكذب كإخوة يوسف، إذ إن يعقوب عليه السلام حذرهم من أن يأكل الذئب يوسف، وهو بذاك أعطاهم الحجة التي استخدموها فعلاً في ما بعد، للتغطية على إلقاء سيدنا يوسف في غيابة…

رنج

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢

تناقل الشباب الخبر بسرعة الإعلام الإلكتروني الجديد المعروفة، وهو أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد ظهر أخيراً بسيارة «رنج» عوضاً عن سياراته المرسيدس G55 التي اشتهرت بحملها الرقم «واحد» في الفترة الماضية، وأصبح تغيير السيارة، وبعض اللطائف حول القصة، حديث الساعة، فبعد أن «عد» الشاعر الجميل راشد بن غليطة الغفلي أبياته: قالوا رقم واحد نشوفه على رنج، قلت الحكي وايد وهاذي إشاعه، يا لين شفت الصورة وحسيت بالبنج، عفتك يا مرسدسي بليّا بياعه.. ثم كثر الحديث والشائعات عن هبوط سعر الـG55 وعن الرجل الذي قام بإهدائه للبيدا وعن صف الشباب الذين يمتلكونه ويقفون طابوراً في حراج «بوشغارة» لبيعه لأغلى ثمن، وغير هذه من الأمور التي وصلت حتماً إلى مسامعكم وجوالاتكم! الصور التي يعبر بها الإماراتيون عن حبهم لقياداتهم وشيوخهم كثيرة، لكن أبرزها ربما كان التقليد في الملبس والطبع والتصرف والوجهة، وتلاحظ هذه الظاهرة الجميلة في انتشار أي موضة بين صفوف الشباب والكبار أيضاً، بمجرد قيام أحد القادة بها، من حب الشعر إلى الفروسية إلى بعض الرياضات الأخرى، وحتى حرص البعض على التحدث والوقوف بطريقة معينة، ووضع الغترة ولبس البشت، كلها في القالب نفسه، وللتعبير عن الحب بطريقة غير مباشرة. إلا أن نقطة أخرى تستحق الوقوف والتأمل، فها نحن…

أطلق الخروف الذي في داخلك!

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢

لم يستوقفني إطلاقاً ذلك التصريح الذي أطلقه الدكتور المقدم حمد علي الدباني، رئيس قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، ونشر في صحيفتنا، بأن مواطناً متزوجاً قام بشراء سيارة «رنج روفر» (وكالة رقم واحد فتحة سقف)، لإحدى الفتيات، مقابل أن توافق على استمرار العلاقة معه! فرجل مثلي قضى جل حياته بين «الخرفان»، لا يرى في ذلك الخبر أي إضافة لما يراه حوله يومياً من «الربع»، مع حفظ الاحترام والألقاب للدكتور حمد بالطبع. عتبي الحقيقي هو على ذلك الشاب الذي يبدو من الخبر أنه مازال خروفاً صغيراً، «رنج» مرة وحدة يا ظالم! أين التسلسل الطبيعي في العلاقة المثالية: «بطاقة تليفون بوعشرين، بطاقة تليفون بوخمسين، بطاقة تليفون بو امية، علبة باتشي، علبة باتشي + ورد، موبايل من دون كاميرا، موبايل مع كاميرا، موبايل مع كاميرا مع بطاقة تليفون بو امية، سيارة هايونداي آي تن الصغيرة جير عادي، وهكذا.. ولكن يبدو أن صاحبنا ما عنده وقت يضيعه.. ولهذا فقد كانت نهايته وخيمة!». «الخرفنة» أصبحت علماً قائماً بذاته يحتاج إلى شجاعة من الجهات التعليمية لتدريسه، وتعليم أصوله للشباب، فهناك صديقي الذي سجل جميع شركاته باسم إحدى «المزايين»، التي كانت من حسن حظ صاحبي امرأة على قدر المسؤولية، حيث إن هذه الشركات حققت أرباحاً سنوية بالملايين، وأصبحت من الشركات المعدودة في مجالها، صحيح أنها طردت أبوالشباب…

لحد يزعل يا إخوان!

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

هناك قصة إدارية شهيرة تقول إن مليونيراً أميركياً ذهب في إجازة إلى إحدى الدول اللاتينية، فرأى صياداً فقيراً يصطاد سمكاً على أحد الشطآن الجميلة وبصحبته بالطبع زوجة جميلة تحمل اسماً لاتينياً جداً على غرار «ماريا» أو «أندريا»، فسأله عما يفعله، ولأنه صياد مؤدب فقد أجابه: أنا أصطاد السمك! لو أن واحداً من «ربعنا» وجه له هذا السؤال لقال لك: «تشوفني ميود صنارة وواقف على البحر يعني شو أسوي؟ أضمر السمك؟!». المهم أن المليونير الأميركي والسيجار يتدلى من فمه نصح الصياد وقال له، إن عليك أولاً أن تشتري معدات صيد حديثه، ثم تقوم بجني أرباح مضاعفة وبعد ذلك تقوم بشراء طرادات عدة لتقوم بدورك بتأجيرها على الصيادين الآخرين، ثم تقوم بتوسيع النشاط بحفظ الأرباح وإنشاء مصنع لتقطيع وتعليب السمك، وبعد أن تتوسع تجارتك تبدأ بعملية الاستحواذ، بحيث تشتري قوارب الآخرين ومصانعهم الخاصة بالسمك، وتبدأ بتشغيلها لحسابك وخلال ‬40 عاماً حداً أقصى ستصبح مليونيراً. سأله الصياد زوج «ماريا» أو «أندريا»، أو الاسم اللاتيني جداً: ثم ماذا؟ فقال المليونير: ثم تتفرغ لهواياتك مثل صيد السمك بهدوء. فقال الصياد حكمته الخالدة التي تدرس في معاهد الإدارة: وهذا ما أفعله الآن يا سيدي، فاجلب ويهك عني! هل يوجد في هذه القصة أي شيء يغضب؟ جميل.. متفقون.. إذاً لننتقل إلى «فيس تو» تقول القصة: إنه كان…

أنا آسف يا شنكر!

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢

كل ذنبه أنه كان جارنا، وأنه كان «سردار» لا أعلم من الذي كان سبباً في تلك الشائعات الجنونية التي تحاك حوله بأنه يشرب دماء الأطفال، ويطهو لحومهم، والتي جعلتنا نحيل حياته وعائلته إلى جحيم ونحن نؤمن في تلك الأيام بأن ما نقوم به كان نوعاً من «الجهاد المقدس». كنا نجتمع في مجموعات «منظمة» تحوي كل مجموعة ثلاثة أو أربعة من الأطفال.. المجموعة الأولى كان دورها أن تقف أمامه حين يخرج من سكنه وهو يرتدي تلك العمامة الشهيرة، ثم تقوم بتشبيك الأصابع على هيئة سيفين متقاطعين والبصق عليهما، كان شنكر ينظر إلينا باستغراب ونحن نهرب من أمامه بعد أداء تلك «المهمة الجهادية»، ونحن نستغرب بدورنا لأن شنكر لم يغضب، وقد عرفت بعدها ب30 عاماً أن هذه الإشارة لا تعني شيئاً، وأنها كانت مجرد شائعة! بعد صلاة العصر وبعد انتهاء درس التحفيظ كانت المعنويات في القمة، فيقرر بعض المتحمسين منا إلقاء البيض على سيارته ويقوم الآخرون بدهنها أو تشخيطها بالمفاتيح.. دع عنك المهمة الأسبوعية المهمة لسرقة العمامة والتي لم يكن يقوم بها سوى فرقة «الاستشهاديين»، لأنه غالباً ما كانت نتائجها وخيمة! كان شنكر يسير في حقل ألغام لا في فريج من الفرجان، في كل زاوية عليه أن يتوقع مقلباً ومع كل تعامل عليه أن يتوقع مسبة وهروباً.. ولم نكن نسمع إطلاقاً من…

سوبرمان

الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٢

** كنت قد استأذنت زملائي في الصحيفة للاحتجاب بضعة أيام، أعود فيها إلى خريف سراييفو الحزينة، أراقب بقايا مئذنة قصفها الصرب لا يعرف متى ستسقط، وأشاهد جيلاً أوروبياً جديداً سيكون حلقة وصل مثالية بين حضارتين لا تثق إحداهما بالأخرى، إن تم الاهتمام به بشكل صحيح، وأشتري باقة زهور حمراء أضعها على قبرها! ** لكن خبر القبض على «بوهاف» وتحويله إلى النيابة لا يمكن تفويته بحال من الأحوال! فالموضوع أصبح حديث الشارع في الإمارات، على الرغم من الخبر المقتضب لإعلام شرطة دبي، إلا أن الجموع لاتزال غاضبة، وترغب في معرفة المزيد، ما نوع «البوكسر» الذي كان يرتديه المتهم؟ ما مقاسه؟ هل نزل من سيارته بهذه الصورة، أم أنه استبدل هيئته داخل إحدى كابينات الهاتف على طريقة سوبرمان؟ وبالمناسبة، وعلى ذكر سوبرمان، هل وجد أحد الإجابة عن السؤال الأزلي: لماذا يصر سوبرمان على ارتداء «الهاف» فوق الثياب؟ ** قضية «بوهاف» لا يمكن النظر إليها بمعزل عن كل القضايا التي تشغل الوطن في الوضع الحالي، فهي ليست سوى انعكاس لحالة الفهم المعوج لدى البعض لمفهوم الحريات، هذه الحريات التي لا يفهم بعض الناس منها إلا فعل ما يريد، أينما يريد وكيفما يريد، من دون النظر الى بقية الشركاء في الوطن والأمة، فحريتك يا سيدي الفاضل ليست سوى ذلك «الهاف» الذي تستر به عورتك،…

فلنستبدل الهامور بـ «حمسه»!

الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٢

اقترب الموسم وسيقوم الكل اليوم بعد الإفطار بإحضار موبايله (جواله/هاتفه المتحرك) ووضع الاسم الذي يريده بحسب الدعاية التي يتابعها، وستبدأ عملية التصفية، سيختار كل منا أسماء عدة هي غالباً للهوامير والذين يحملون لقب «سعادة» عقبالكم! هذا الاسم مهم جداً نعم نعم، سجله على رأس القائمة، سأحتاج إليه ذات يوم، وهذا الاسم أهم، وهذا الاسم معالي أهم من كليهما سأتصل بهذا قبل الصلاة حتى، ولن أنساه من المسجات المدفوعة والمجانية، هذا سأحتاج إليه للحصول على رقم سيارة مميز، وهذا سأحتاج إليه للترقية، والآخر يعمل في لجنة الإسكان، وهل هناك ما هو أهم من لجنة الإسكان؟! ستعتقد أنك ستنتهي من تلك المهمة خلال دقائق لتكتشف أنك مغفل كبير! وأن هواتف الجيل الرابع ليست مثل هواتف النوكيا الأبيض وأسود، التي كنت أيامها تتمنى أن «تتضارب» مع أحد المسجلين فيها لكي تشطبه «وتترك فراغاً» لإضافة رقم جديد للتخلص من العبارة المزعجة (لا يوجد ذاكرة كافية لتخزين الاسم)، اليوم (بالصلاة على النبي) أطقعها موبايل يخزن لك آلاف الأرقام ومن دون حتى أن «يكح»! ستبدأ الدائرة المملة ذاتها في كل عيد، تتصل بمن يهمونك وستكون الاتصالات مثل كل عيد باردة كالثلج، ألو مرحبا سعادتك، مرحبتين، كل عام وانتو بصحة وسهالة، وخير والله أنا قلت لازم بوغلوم يكون أول واحد أكلمه، طيب طيب، وكأنه يقول: فكنا من…

وللناس أعين!

الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢

هل أدعي أنني سعيد لجميع أشقائنا الذين بدأوا بالتوافد لزيارة الإمارات! لا أستطيع! أرجوك لا تطلب مني التمثيل مرة أخرى! كيف أكون سعيداً لعائلة أو موظف حصلوا على إجازة أكثر من 10 أيام تؤهلهم للسفر خارج حدود دولتهم، والعيد لم يبدأ بعد، بينما سيكون جدولنا هو: الذبح في اليوم الأول والزيارات في اليوم الثاني والتجهيز للعودة إلى الدوام/المدارس في اليوم الثالث! على الأقل أعطونا إجازة (مطولة) نوعاً ما، لغرض ألا نحسد السياح ليعودوا بذكرى حسنة، بدلاً مما سيعودون به من مغص في البطن، وآلام في الظهر، وشخط سيارات، وفقدان بطاقات ائتمان، والسبب تعرفونه جيداً. بعيداً عن سعادتنا بهم ولهم، وبعيداً عن «هاشتاق» مرحباً بالأخضر، في عام 2010 أقرت بلدية المنطقة الغربية مشروعاً واعداً، وأطلقت عليه في ذلك الحين اسم (بوابة الإمارات)، كان المشروع يطمح إلى خلق مدينة خدماتية كاملة، على مدخل الحدود السعودية الإماراتية، بحيث تتوافر فيها كل الخدمات من فنادق ووسائل ترفيه وسياحة، وتعكس التغيير في النمط والجو لزائر الدولة، بمجرد وصوله إلى أراضيها، إلى أن بعض التغييرات التي طرأت على إعادة هندسة المشروعات أجلت المشروع إلى وقت آخر. التقارير الأخيرة التي أشارت إلى احتمال وصول عدد زوّار الإمارات إلى أكثر من مليون شخص في فترة الأعياد، خصوصاً مع إغلاق الدكاكين في سورية ولبنان، وعدم وضوح ساعات الدوام الرسمي…

لا أحب الحديث في السياسة!

الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢

ومن يحب ذلك؟ ملل وقرف ونفاق! لا أحب الحديث في السياسة ولكن في الحقيقة إلغاء البرلمان الكويتي كان خطوة صحيحة وربما تأخرت كثيراً، فلعبة الديمقراطية تحتاج إلى أن يفهم اللاعبون أولاً قواعد اللعبة، والأهم من هذا وذاك هو ألا تعطل هذه اللعبة مسيرة التنمية في أي بلد كان، كيف كان الفرق بيننا وبين الكويت عام ،1989 وكيف أصبح الفرق الآن؟ أترك الجواب للزبائن الدائمين لطيران الجزيرة! لا أحب الحديث في السياسة، ولكن الحديث عن البرلمان الأردني يأخذ أبعاداً أخرى، فالتنمية في الأردن الشقيق بدورها معطلة أصلاً على الرغم من أن البلد أصبح ماكينة تصدير عقول للخليج بصدق، وإن كانت تحمل العلامة التجارية (التكشيرة) الشهيرة، قليل من الابتسام سيحل مشكلة الأردن الخارجية، وموضة العقال والغترة على البنطلون أصبحت قديمة، على الأردن أن يختار إما «العقال» أو «البنطلون»، لأن الأمور لم تعد كما كانت! لا أحب الحديث في السياسة ولكن الموضوع في مصر لم يعد مريحاً جداً، حسناً كان هناك تفاؤل بأن أي تغيير سيكون إيجابياً، لأنه لا يمكن أن يكون هناك ما هو أسوأ، ولكن تلوح في الأفق نذر أمور سخيفة، هل كتب على كل من يجلس على العرش الذي تجري من تحته الأنهار أن يكون إقصائياً ولا يستمع للطرف الآخر؟ لو كنت مكان الحاج لتوقفت عن «العياط» مباشرة ولألغيت التنظيم…