عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

شغلوا هالطاسه!

آراء

أخرج عقالي الصوف من الكبت، وأتأكد من أن لمعة النعال تعكس صورتي، وأختار كندورة العيد الأخير وغترة تحمل الرقم نفسه للون «بينتون» للكندورة، ثم أبدأ رحلة الآلام لاختيار فروخة لم يصفر لونها، للتناسق مع المشهد الكلي، وفي هذه اللحظة كانت جدتي رحمها الله تناديني، وتجلسني إلى جوارها وهي تخبرني كم أشبه أحد أجدادي الذي يحمل اسماً مرعبا، ثم تبدأ بإعطائي عدداً من النصائح: لا تمشِ مع فلان، فقد قالت أم سعيد إنه يوزّع السجائر على الأطفال ويدخّن معهم، ولا تمشِ مع فلان، فهو يذهب إلى سهرات متأخرة في فنادق سيئة السمعة بها الكثير من بنات الحرام، ولا تمشِ مع فلان فهو مشهور بعلاقاته المشبوهة وسياقته المتهورة لسيارته الجديدة، ولا تمشِ مع فلان فأموال أبيه التي يصرفها يوميا على ندمائه وخلانه هي أموال حرام من تجارتهم في «الدوخه» و«التتن».. وكما ترى فقد كانت رحمها الله تعطيني بحسن نية «داتا بيس» كاملاً لكل الموبقات التي أحتاج إليها لنهاية أسبوع لا تنسى! وكانت تستغرب كثيرا لمبالغتي في تقبيل رأسها والدعاء لها بطول العمر بعد هذه النصائح!

يقول أهل العلم: لا تلقنوا أبناءكم الكذب كإخوة يوسف، إذ إن يعقوب عليه السلام حذرهم من أن يأكل الذئب يوسف، وهو بذاك أعطاهم الحجة التي استخدموها فعلاً في ما بعد، للتغطية على إلقاء سيدنا يوسف في غيابة الجب!

لم أكن ولم يكن الآلاف غيري يعرفون ما هو «فانديتا» ولا قناع «فانديتا»، ربما لو سمعنا الاسم لحسبت أنه نوع من أنواع القهوة، أو ربما بيتزا أو مقوٍ، لكن بعض فاعلي الخير نبهونا إلى أنه قناع يدل على معارضة الحكومة والثورة و.. و.. و.. ما حوّله إلى قضية رأي عام، ووعى بعض المراهقين معناه الذي يمكن أن يستخدم ـ في ما بعد ـ لسوالف «بطاليه»!

لا أعتقد أبداً بنظرية المؤامرة، وأجزم بأن مصنعاً رديئاً في الصين بحث عن أي شيء، سواء القناع أو البروش، لكي يحقق بعض المال من فكرة جديدة فقط، لكن رزق الهبل عالمجانين! وها نحن قد أضفنا معلومة سيئة جديدة إلى ذهن جيل، لديه ما يكفي من الأفكار السيئة!

المصدر: الامارات اليوم