عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

جنجام ستايل!

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣

رغم أنه لم يترك أحداً إلا وشتمه ولم يترك واحدة إلا وطعن في عرضها .. ورغم أنه لا يتقن سوى إدخال التعاسة على قلوب الجميع ، بغض النظر عن قول المصطفى (من أدخل السرور على قلب مسلم أدخل الله السرور على قلبه يوم القيامه)، ورغم أن ألفاظه تكفي لتأليف قاموس في (مفردات اللعن والسب الشعبيه) إلا أنه والحق يقال لا ينسى دعاء كفارة المجلس قبل أن ينام !! ولهذا فهو ينام قرير العين بشكل يحسده عليه الرضع !! قبله لم نكن نعرف الصعوبة في قصة الصحابي الذي ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) لثلاثة أيام بأنه من أهل الجنة ولم يكن عمله سوى أنه ينام دون أن يحمل في قلبه شيئاً على مسلم ، ولكن بعده فهمنا كل شيء لأن القلوب أصبحت (متروسه)، ولأن الجميع أصبح منتَقداً فالكل سيء والكل سخيف والكل تقليد والكل خائن وهو فوق النقد وفوق المحاسبة والمسائلة لأنه يتقن اللعب على أوتار (الوطنية) و(النشاط) ! تريد أن تسأل أن تستفتي أن تعرف أين الصحيح و أين الخطأ فتلجأ لرجال الدين، يغضب رجل (الجانجام) ستايل عليك ويفاجأك بقوله أن الشيخ الفلاني حقير ووضيع وخائن والشيخ الفلاني قبوري وضلالي وسيء والشيخ الفلاني أجمع مجموعه من التكفيريين على كفره ، تبتسم وتقول له .. إن خلت بلت .. وتقترح…

تقصون علينه!

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

كنت في السابق كلما مررت بـ«مقبرة القصيص» في طريقي من دبي إلى الشارقة على شارع «الشيخ محمد بن زايد»، أتذكر الحديث المأثور «السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون»، وأغير قناة الراديو من أم القيوين إف إم، إلى إذاعة القرآن الكريم.. أما اليوم فكلما مررت بها فإنني أنسى تلك الطقوس، لأنني أكون مشغولاً بمحاولة استراق النظر إلى داخل المقبرة ورؤية القبور المفتوحة التي يخرج أصحابها للعبث في المدن والمناطق كل يوم! أصبحت أتلقى في كل يوم ست أو سبع قصص ورسائل، عن الذي خرج من القبر ليبصق في وجه ابنه تارك الصلاة، وعن ذلك الذي خرج من القبر لينتقم من عامل محطة البترول الذي سرق إصبع «التويكس» من سيارته، كلهم يخرجون في كل يوم حتى إنني أصبحت أشك ـ كلما دخلت المنزل ـ في أنني سأجد «الأسلاف الطاهرين» جالسين ينتظرونني، لكي يقرصوا أذني، ويطالبوني بنزع «بوستر» ماريا كيري من على دولاب أحذيتي! هل الغاية تبرر الوسيلة لدينا كمسلمين؟! هل يحق أخلاقياً وشرعياً لدعاة أو أناس يريدون الإصلاح في المجتمع، أن يمتهنوا الكذب وتأليف القصص المرعبة غير الحقيقية، لأنهم يرون أن هذا طريق مشروع لدفع الناس إلى التوبة، «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، ومن طيب القول والحديث ألا يكون إلا صادقا، أما الأحلام فحدث ولا حرج، في…

المربرب!!

الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣

انتشرت عبر وسائل الإعلام الكثير من الصور وأفلام الفيديو التي تظهر بعض الأمراض المخيفة، التي يسببها فقدان الشهية (الأنوريكسيا)، خصوصاً لدى بعض المراهقات، في إطار سعيهن لأن يصبحن «مودلز»، بالطبع «بعضهن» وجدنَ في تلك المشاهد المقززة فرصة للقفز على الموضوع، وتحقيق مكاسب شخصية، «شو تبوني أموت نفس اللي في الفيلم؟»، «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، «أصلاً الناس كلها تحب المربرب»، وما إلى ذلك من سخافات النساء التي لا تخفى على أحدكم! قبل أسبوع ومع مطلع العام، أقرّ أحد الكيانات «الشرق أوسطية» الكريهة، قانوناً لحماية مراهقيه من الآثار الإعلامية السيئة للنماذج البشرية في الإعلانات التجارية، والتي لم تتسبب فقط في جعل الكثيرين و«الكثيرات» يفقدون الثقة بأنفسهم، لأنهم «مب حلوين»، بل تعدت ذلك الأمر لحدوث عوارض صحية ونفسية سيئة في المجتمع، فالمجتمع لديه كما لدينا يكاد ينقسم إلى مانع عن نفسه جميع الملذات للحفاظ على «اللوك»، أو غارق بين شحمة الرأس وشطة المندي من باب «خربانة خربانة»! القانون في الكيان الذي سمي رسمياً بـ«قانون عارضات الأزياء»، يمنع تشغيل أو تصوير أي عارض أو عارضة يعاني فقدان الشهية، لكيلا يصبح هذا هو الأصل في الموضة، أي أننا قريباً سنشاهد لديهم «عارضين يملؤون الشاشة»، وعارضات «يملأن العيون»، ما قد يسبب انقلاباً في مقاييس الجمال الشرق أوسطية! والأمر الآخر الذي نص عليه القانون هو أنه…

مشروع رضوة!

السبت ١٢ يناير ٢٠١٣

بكل صدق يعيش الرجل الشرقي في هذه الأيام أسوأ أيامه في تاريخ حضارتنا المغبر دائماً، الصحو أحياناً، ففي الأيام الخوالي الجميلة في صدر الإسلام، وفي الفترات التي وصلت فيها حضارتنا إلى القمة، كان دائماً هناك ذلك المتنفس، فكثيراً ما تقرأ في كتب التراث أن فلاناً أُهديت إليه جارية رومية.. وفلاناً اشترى جارية شركسية.. وفلاناً كان لديه كذا وكذا.. وبالمقابل، فقد كان هناك ما يعرف بـ«ربة منزل» كوظيفة ثابتة يصرف لها راتب من بيت المال، وفي الأيام الجميلة الأخرى التي نعيشها تطالب الأخوات الفاضلات بحقوق المساواة وراتب أعلى وأماكن خاصة وإجازات استثنائية، وذلك الكلام الذي لا أفهم فيه كثيراً! لكن لا يوجد «مني مني». بكلمات أخرى تطالب النساء في العصر الذهبي «لهن»، الذي نعيشه اليوم، بحقوق واحترام المرأة في صدر الإسلام، كما تطالب في الوقت نفسه بالمساواة في طرق العيش وحرية القيود والتنفس والمتعة على الطريقة الغربية، وألا يكون لها منافس في دائرة الـ«نق» (نصف القطر)، الخاص بها، يبلغ طوله خمسة كيلومترات تحيط بزوجها، يعني ماكلة طالعة ماكلة نازلة. ضمن الأمور التي لا يخلو منها أي مجلس شبابي «أو شوابي»، كان هذا الأمر محور النقاش بين مجموعة من الربع، منهم المطرود من منزله، ومنهم الذي يدفع ثلاثة أضعاف راتبه «نفقة»، ومنهم الذي ينظر في ساعته كل ربع ساعة خوفاً من ذهاب…

إبآ ادعيلنا!

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

في تلك اللحظات الحاسمة تشعر بأنك (يوسين بوليت) .. ثلاثون متراً في الثانية .. تجري وأنت تسابق الريح .. تكاد تسمع دقات قلبك بوضوح .. تحس بأن معدتك تكاد تخرج .. تتجاوز الخطوط بانتظام وتقفز فوق علب الكلينيكس .. الوقت يمر .. تصل إلى ذلك الخط تعدل من وقفتك وقبل أن تدخل معهم .. تسمع بوضوح ما يُفشل ما كنت تسعى للحاق به : (سمع الله لمن حمده) !! فاتك الركوع مرة أخرى !! في أحيان كثيرة تحس بأن (المطوع) يتعمد إغاظتك .. فعلى الرغم من أنك طوال تلك المسافة الممتدة من باب المسجد إلى سطر الصلاة تحاول إحداث أصوات تشير بوضوح بأنك ترغب اللحاق بالركعة إلا أنه (يطنش) .. لدى إخواننا المصريين عبارة جميلة يقولونها في مثل هذه الحالات حيث يقول المصلي بمجرد دخوله باب المسجد ورؤيته للمصلين راكعين (إن الله مع الصابرين) فيصبر عليه الإمام .. إلا أنك هنا لن تستطيع القيام بذلك فأولاً سيرجمك بعض المصلين لأنك أتيت بمحدث لم يرد .. وثانياً سيستغل البعض الآخر الحادثة ليؤكد للجميع بأنك قد تعلمت هذه العباره من (خوالك) في الحوامديه !! جميع هذه الأفكار بالطبع تمر في ذهنك وأنت تحاول التقاط أنفاسك المتقطعة في الركعة الأولى ، أما الركعة الثانية فتكون في الغالب مخصصة للحسابات المالية فأولاً تتذكر بأن…

في رأس السنة.. أرثيني!

الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٣

هل تذكر لعبة PACMAN السمجة على الأتاري.. ها أنت في المرحلة الأخيرة.. دقات قلبك تتسارع.. تجاهد للهروب من الأشباح الملونة السخيفة.. تحاول الوصول إلى الحبة السحرية في الزاوية، لتتسلى بقوتك الزائفة بضع ثوانٍ.. وعند انتهاء المرحلة تتوقع جائزة أو أغنية أو حتى شكراً من المبرمج إلا أنك تكتشف أن الأمر أسخف من هذا.. فكل ما يحدث هو أنك تعود للمرحلة الأولى من جديد! المبرمج يستغلك لم يكلف نفسه سوى كتابة أمر بإحدى اللغات التي تحمل أسماء مرعبة فورتران، كوبول، سي بلس بلس.. لهذا أفلست شركة أتاري وقاومت شركة «نينتندو»، لأنها كانت تمنح سوبر ماريو أرواحاً إضافية عدة.. وسنتيمترات عدة، إذا أكمل اللعبة! «الكل يلهو غافلاً عن ذاته.. والشاعر الغرِّيد في مأساته». عام جديد! ثم ماذا؟ أحقاً هناك من يحتفل بهذه المناسبة السخيفة! عام جديد والصحارى هي الصحارى.. كل ما تغير هو فقدان أكبر لبراءتنا واقتراب من القبر وزادٌ أقل.. عام جديد.. هوية ضائعة بين رفات أجداد مبعثر في حروب عبثية في الربع الخالي.. وعينان عشتاريتان سوداوان.. وبضعة آلاف من أوراق المعاملات البيروقراطية ! «عام مضى وأطل عام مثله.. ماذا تغير في مسير حياته؟». عام جديد ولازلت أحاول فك شفرة اسمها.. هل كانت تحبني حقاً؟ أم أنني كنت دميتها الجديدة فقط! لماذا أكون منطلقاً مع الجميع وتحتبس الكلمات حين أراها ؟…

الإرهاب باللون البمبي!

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

جذب نظري كثيراً المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجماعة الإسلامية المسلحة، أو سمها «السلفية الجهادية» أو ماشئت من الأسماء، حيث كان لون «البراندينج» الخاص بالمؤتمر هو اللون البمبي (الوردي)، وكان يظهر بوضوح في كل شيء وخلف قيادات الجماعة الشهيرين الذين دوخوا العالم في فترة ما.. الصورة استوقفتني بشدة.. بمبي مرة وحدة! يا خسارة الدورات التدريبية في أنغوشيا ومعسكرات الإعداد في بيشاور ودورات التخرج في تورا بورا! كل شيء تغير في هذا الزمن حتى الإرهاب لم يعد هو الإرهاب! حتى الإرهاب نفسه أصبح «مائعاً» وماسخاً وبلا طعم مثل أي شيء آخر في هذه الحياة البلاستيكية المملة.. أين أولئك الإرهابيون من الجيل القديم الذين كان يملأ أحدهم الشاشة وخلفه كلاشنكوف «معشق»، وهو يهدد دولاً تملك (حق العضوية الكامل) في الأمم المتحدة، أي أنهم بشر «ونصف» وليسوا بشراً «إلا ربع»، ورغم ذلك كنت ترى ذلك الإرهابي يقف ليعلن أن عليهم «الجنوح» إلى السلم وإلا.. وسوف.. وويل.. اليوم يرتدي الإرهابيون اللون الوردي ولا يرددون سوى عبارات.. لعل.. وربما.. وممكن.. لن أستغرب تعيين ناطقة باسم الجماعة في الأيام المقبلة، وربما ستحمل اسم «الأخت انجي»! حتى الأناشيد الإرهابية لم تعد كما كانت، فقبل عقدين كانت أناشيد الإرهاب تبدأ بكاليشات معروفة: «لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما.. سلما.. سلما». أو «صمتاً.. فقد نطق الرصاص وحسبنا.. أن الرصاص إلى…

والله يستر!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

لدينا كما لدى أي أسرة ذلك الشاب الوغد الذي يمشي الهوينا بين مرحلتين من حياته، فيختلف أسلوب التعاطي معه، فبعض بنات عمه يتحجبن منه، لأنه أصبح رجلاً، وبدأ ذلك الخط الخفيف يظهر بوضوح أعلى شفتيه، والأخريات من بنات العم حسنات النية، يؤمنَ بأن البريء يبقى بريئاً حتى لو تمت إدانته. يسبب الأطفال في هذا العمر إرباكاً عاماً، فلا تعرف هل تلتحق به في الصلاة لأنه «أصبح رجلاً»، أو تزحلقه بعبارة «أنا مصلٍ»، لأنك تشك في صحة الصلاة خلفه؟ هل يمكنك أخذه معك ليسمع ويرى «سوالف الشباب»، أم أنت بذلك تنتهك «براءته» المفترضة؟! ما علينا، المهم أنني أعالج هذا الإرباك بتجاهلهم، أنا أكره الأطفال الذكور عموماً، فكيف إذا كانوا في هذه السن الكريهة، حيث الرغبة الطفولية السخيفة في إثبات الرجولة؟! ألا يكفينا الأطفال الكبار الذين يحاولون إثبات رجولاتهم في بطولات وهمية طوال فترات البث؟! «عمي ممكن مشوار على شارع إلكترا؟! وصلني وأنا برجع فالتكسي!»، إحلف يا روح أمك! شارع إلكترا لايزال يصرّ على حرق أعصابي! يستخدم أسماء الشوارع القديمة كأنه عاصر فترة الشيخ الطنطاوي قبل الإفطار، لعب كرة القدم التي لا تنتهي إلا بوفاة لاعب من أحد الفريقين في جرن يافور، رأى الكورنيش حين كان يطل على الشارع مباشرة، واشترى مجلة «ماجد» أيام «الدرهمين»! ولكن، كنوع من الفضول الصحافي بسبب «اللفة»…

نهاية العالم!

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

قبل الثانية عشرة بثوانٍ أعادت فتح عينيها اللتين بقيتا مغمضتين مدة طويلة، بسبب مصطلح اعتدنا سماعه، أخيراً: «إهمال طبي»، في تلك اللحظة ولكي يتأكد الأطباء أنها لم تفقد الذاكرة تماماً.. أشاروا إليّ وسألوها: هل تعرفين من هذا؟ لم تجبهم، لكنها ابتسمت.. وكان هذا هو كل ما أنتظره منذ مدة.. كان هذا يكفيني جداً.. في اللحظة نفسها التي كان البعض يتوقع فيها نهاية العالم، كان عالمي قد بدأ للتو واللحظة! ليس لدي ما أخسره في هذه الدنيا إلاهي! وقد خسرتها فعلياً، لذلك فقد كنت أغلي من الغضب في داخلي، سأتفرغ لفضح المستشفيات الحكومية. كنت غاضباً، سأبدأ بتجميع الوثائق والإدانات والشهادات. كنت يائساً، سأجعلها على النمط الأميركي قضيتي حتى الموت. كنت أحمق، سأنتظر المسؤول عند سيارته بعد الدوام! بالطبع مع قليل من الأسئلة والاستفسارات للزملاء والضحايا والقراء هنا وهناك، اكتشفت أنني لا أمثل ظاهرة، لكن ما حدث لي ولها كان مجرد حالة تتكرر بالعشرات، في ظل إهمال وفوضى إدارية وتخطيطية عارمة في هذا القطاع، وهو ما يجعل الجميع «يسنفر» بصحته إلى ألمانيا وتايلاند وحتى مقديشو، إذا توافرت لهم فرصة! الحمد لله أننا مسلمون، والقضاء والقدر والإيمان بهما يلعب دوراً رئيساً في توجيه بوصلة حياتنا، كما أن إيماننا بالنصوص وعلامات الساعة والأحاديث المروية جعلنا من أقل الناس اهتماماً بأكذوبة نهاية العالم، لكن الهرج…

ده إنجليش يا مرسي !!

الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢

أحقد كثيراً على بعض الزملاء الذين يكتبون مقالات كاملة (أجل والله مقالات كاملة) باللغة الإنجليزية، والخييييبة، كان الإنجاز الأكبر لي هو أنني عرفت الفرق بين «الكومبرهنشن» و«ألفوكابلري» قبل دخولي الجامعة بأشهر عدة، لذا فعقلي لا يستوعب كيف يمكن أن يكتب أحدهم بالإنجليزية!! هل يفكر بالعربي ثم يكتب بالإنجليزي؟ هل يفكر أصلاً بالإنجليزي؟! عندما يفكر بكلمة «تباً لك» فهل يترجمها إلى الإنجليزية مثل الأفلام أم أنه يترجمها مثل قواميس اللغة؟! ثم السؤال الأزلي الذي لا أجد له حلاً إلا أنهم يغشون: كيف لا ينسى «عيال الذين» حرف الـ«إس» الذي يوضع مع الفعل المضارع للضمير الغائب في اللغة الإنجليزية؟ كيف يسعفهم الوقت في تذكر أنها «شي سايز» وليست «شي ساي مي آي لف يو» كما نقول نحن قوم بوعرب! ولأن الشيء بالشيء يذكر فالمثل «الإنجليزي جداً» يقول «إن لم تستطع أن تغلبهم فانضم إليهم»، ولهذا فسأكتب عمود اليوم باللغة الإنجليزية، ثم ألقنه لأحد برامج الترجمة الإلكترونية الشهيرة، ثم أعيد لصقه بـ«العربية» أدناه لكم يا من لا تتقنون لغة العالم الحر، ومن نافلة القول أن هذا الأمر يتم بالطبع احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية. «أحد القراء الذي قال لي أن أتحدث معهم على (تويتر) وأنا أحب حقيقة أن التواصل مع القراء على (تويتر) لأنني يكون هناك مزيد من تحرير بعض الشيء، حيث يمكنني…

اشفط!

الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢

تسير مع ثلاثة أو أربعة من ربعك، كل منهم يمشي في «المول» تلك المشية التي تؤكد لك أنك قد «طحت» في أخيس شلة من الممكن أن يسقط عليها من يغضب عليه والداه، وكل الأمر كان مزاجية ذلك المدرس العربي في الابتدائية، الذي أجلسكم على طاولة واحدة، ولم يعلم بأنه يسهم في تشكيل تاريخ مظلم لشخوص بلا مستقبل. كل منهم يعتقد بطريقة ما أنه من نسل ملكي، رغم اختلاف ذلك النسل، فأحدهم تشير طريقة مشيه بوضوح إلى أنه يؤمن بأنه من نسل كسرى، والآخر يعتقد بأنه من نسل النعمان بن المنذر، وأزرق العينين يصر على أن أحد الملوك البرتغاليين قد تزوج ببدوية أثناء استضافتهم في الإمارات. كل يمشي الخيلاء، وقد تهدل كرشه أمامه بكل فخر، في تحدٍ مجنون للسعرات الحرارية والعادات الصحية القذرة، الكل يتحدى الكل بكرش يجعلك تحلف بأن أحدهم ليس له علاقة بالمُلك، وكل ما في الأمر أنهم سليلو بعض القبائل الوثنية التي تؤمن بأنه كلما زاد حجم الكرش زادت وجاهة صاحبه. وفجأة يتوقف الزمن في تلك اللحظة الشهيرة، انعطافة غير متوقعة في «المول»، حيث كانت تختبئ تلك الظبية الصغيرة، بريئة وخائفة، تتطلع إليها الأعين، وهب، يقوم الجميع في لحظة واحدة بشفط الكرش، ومحاولة رفع الصدر، يندم الجميع في تلك اللحظة، ويأتيه سؤال الضمير: هل حقاً كان هناك داعٍ…

عنستقرام!

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢

فعلاً أشعر بالوحدة الشديدة! أحس بأنني أعيش في عالم يختلف تماماً عن العالم الذي يعيش فيه بقية سكان الإمارات، ولم يبدأ عندي هذا الشعور أو يتكرس إلا بعد أن بدأت بالاطلاع على موقع الصور الشهير «إنستغرام».. ما هذا الذي أراه؟! لم أكن أعلم أن جميع الوجبات الغذائية في بيوت الناس بهذا الذوق والنظام! يبدو أننا العائلة الوحيدة التي تفرش السفرة على الزولية، وتضع الأطباق كيفما اتفق، وتضع البيبسي في أكواب الجبن المستعملة، وحين تصرخ قائلاً لأمك: إن هناك قطعة بلاستيك غريبة في المجبوس، تسمع الجواب الأزلي: «قول بسم الله وكِل يا وليدي ما بتموت»! ولم أكن أعلم أن الأسر جميعها بهذه السعادة، التي تطفح من الوجوه في صور «الانستغرام» الأب والأم والأبناء والبنات، صور مثالية تصلح للاستخدام في دعايات «سجنال تو»، أو «مليونير المشرق»، الأمر أشعرني فعلاً بأننا الأسرة الوحيدة التي لم تتصور جماعياً إطلاقاً، لأن شقيقتي لاتزال غاضبة منذ عشر سنوات من أخي الذي سرق سيارتها «وصاده رادار» في ذلك اليوم، ولأنني لا أتصور مع أخي الآخر مطلقاً، بسبب مباراة الشباب والوصل الأخيرة، ولأن أمي ترفض أن يقوم أحد بحركة «حبتين» التي تراها سمجه! الجميع في «الانستغرام» لديه تلك السيارات اللامعة التي تظهر كأنها «معابله» في الوكالة تواً، وكأني أنا الوحيد الذي يملك سيارة ليس فيها موضع إلا وقد…