عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«قليل من الإيجابية»!

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

(ربّة منزل تمارس دور صيدلانية وتروّج عقاقير مخدرة في مدينتها).. (ضبط سارقي بطاريات المركبات في المنطقة الصناعية).. (نيابة الأموال تحيل آسيويين للمحاكمة بتهمة الاحتيال على العشرات).. (الحبس لمدة سنتين للاعب دين بانتهاك عرض طفل).. (إصابة طالبين بحادث سير على شارع رئيس).. (اتهام عامل آسيوي بإتلاف متعمد لسكن عمال وتعريض حياة القاطنين فيه للخطر).. (إحالة عصابة الديزل التي كانت تسرقه من مخازن الشركات إلى الجهات المختصة).. (فوز ريال مدريد.. وكرستيانو يحرز هدفاً)! هذه بالضبط عناوين صفحة كاملة في إحدى الصحف في يوم ما! لا أعرف ما النفسية التي يمكن لأي شخص أن يكمل بها يومه، وهذه العناوين هي كل ما يتم تسليط الضوء عليه، وبدفعة واحدة؟! مصائب «أُس» ثلاثة! ألا يمكن تقسيط هذه الأخبار على أيام الأسبوع؟! من ناحية أخرى، هناك تلك الظاهرة الإيجابية في الدولة، التي توازي توسع التنمية وانتشار الثقافة الإعلامية، وهي تأسيس وكالات الأنباء، فلدينا عدا وكالات الأنباء الرسمية، وكالات متخصصة عدة، مثل وكالة أخبار المرأة، ووكالة أخبار الشعر، ووكالة أخبار الهجن، وكل منها مختصة بمجالها حصرياً، وأخيراً سمعنا عن خبر تأسيس وكالة الأخبار الإيجابية، التي تحاول حصر بث الأخبار الإيجابية والسعيدة، التي يمكنك أن تبدأ بها يومك، وهذا فعلاً ما نحتاج إليه في هذه الأيام! من جانب آخر، هناك تلك الأخبار التي يضيفها البعض إلى نشراته الصباحية…

«أين أنت يا عائشة!»

الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣

في بداية الأمر كنت أحس ببعض التأخير، وبعد فترة من الوقت بدأت أشعر بالضيق، أما الآن فأنا أشعر بالقلق فعلاً، فها هي الذكرى الثانية لسقوط طرابلس الغرب تقترب من دون أن يصلني ذلك البريد الإلكتروني من عائشة القذافي لكي تقول لي إنني الوحيد الذي رأت صورته الجميلة، وأحست بأن «الخير ف وجهي»، وأنني الوحيد الذي تستطيع أن تثق به لكي تحوّل مبلغ خمسة مليارات دولار من ثروة والدها، طيب الذكر، لكي تستثمرها في مشروعات عقارية مختلفة في دبي! أشعر بالقلق، لأن عيوش تأخرت عن الانضمام إلى قائمة زبائني المهمين الذين منحوني ثقتهم الكاملة، وقائمتي تضم كلاً من أم زهوة (سهى عرفات)، وأرملة هبراسيلاسي، وخديجة الجمال زوجة علاء مبارك، ولأن زبائني هم من يختارونني ولست أنا من يختارهم، فقد اضطررت مرغماً إلى قبول عرض ليلى الطرابلسي بن علي، منها لـله، التي كانت سبب جميع المصائب التي نحن فيها الآن، ولو أنها تنازلت عن «توكيلات» عدة لها في تونس، لكنا أنا وأنت الآن ننعم بشرب عصير منغا لدى فرغلي في شارع جامعة الدول في القاهرة، ونحن نتساءل عن سبب إصرار حسن شحاتة على إخراج شيكابالا من تشكيلة المنتخب! عودة إلى زبائن الغفلة، الذين يعرف جميعكم بقية قصصهم المملة، يقول لك مرسل الـ«إيميل» إن عليك إرسال رقم هاتفك إلى بريد في جزر الفوكلاند،…

«فليعبدوا رب هذا البيت»!

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣

كلما سافرتَ إلى بلد لذوي الدماء الحارة من أشقائنا، حفظهم الله، استقبلَك ذلك المقهى المتعب، وفيه رجال يبدو عليهم هَمُّ المستقبل وهمَّ الثورات، يبشون ويهشون حين يعلمون من أين أتيت، ويطالبونك على خجل بأن تبحث لهم عن فرصة وظيفية وعن «كفيل»، وهو أمر أصبح طبيعياً كما كان في سنة الحياة أن يبحث الناس أينما كانوا عن المكان الذي يرون أن لهم فيه أمناً ورزقاً، تحاول أنت بدورك تغيير الموضوع وتخبرهم بصدق بأنك «روحك تدور على كفيل جديد!». زرت بعض تلك الدول بعد المصائب التي مرت بها، وكان هناك دائماً ذلك الموقف الذي لم أفهم معناه إلى اليوم، في الدولة الأولى جلست في مقهى غريب يمضغ الناس فيه أموراً أغرب، سألني أحدهم عن أكبر مصيبة لدينا في الإمارات، فقلت لهم إن موضوع «الدايت والريجيم» مصيبة حقيقية، فالمرء لا يعرف كيف يتخلص من هذه الكيلوغرامات الإضافية في الأرداف، جربنا حمية «أتكنز» والركض حول البحيرة، وقص ولصق وتدبيس وربط المعدة بلا فائدة. نظر إلي رواد المقهى تلك النظرة، وقالوا لي إنهم يواجهون المشكلة نفسها، فنصف سكان بلدهم على وشك الإصابة بالمجاعة، وعشر المواليد مصابون بأمراض سوء التغذية، وتركوني وذهبوا. لهذا غيرت جوابي في البلد الثاني حين سُئلت السؤال ذاته، قلت لهم إن المشكلة الكبرى لدينا في «الحريم والزواج»، وإنني مازلت أنتظر منذ أربع…

هي أشياء لا تُشترى!

الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣

هي أشياء لا تشترى!.. صفحة صغيرة في دفتر مذكراتها كتب بها: رزقني الله اليوم ببكر أبنائي، وبجوارها رسم طفولي لأربع نجوم.. سألت جميع طالباتها اللواتي درَسَتهن في الابتدائية فأكدن لي جميعاً أنها لم تمنح إحداهن مطلقاً أكثر من ثلاث نجوم! فأي «رائد» أنت في حياتها.. وأنتَ لم تُسمَّ بعد! هي أشياء لا تشترى! تلك النظرة الحانية وحزنها عليك رغم ابتسامتك المستمرة أمامها، ورغم تمثيلك المرح أمام الجميع، لأنها وحدها تعلم ما تخبئ تلك الابتسامة وما يداريه ذلك المرح.. هي وحدها تعلم بمقدار ما تختزله من «قهر الرجال»! هي أشياء لا تشترى! يدها على جبينك الملتهب وهي في آخر العمر تتمتم بآيات وأحاديث وتدعو لك بالشفاء وطول العمر وهي أحوج إليهما منك، تلك الارتجافة الخفيفة في شفتها العليا، ابتسامتها المعاتبة عندما تلقي أنت بكلمة بذيئة أمام الصغار أو تقوم بفعل غير لائق أمام الضيوف، وحتى مقاييس هذه الأمور تختلف لديها، فيكفي أن تقول لأحد الصغار «يا تيس» لتبدأ هي بالاستغفار والتوبة والصلاة على الرسول المصطفى، كثيراً ما أتخيل وجه أمي إذا سمعت الكلمات التي يستخدمها لعيبة «الكيرم» على طاولة المقهى، وهل سأراها بعدها ثانية!.. صحبة سوء.. سأتخلص منها ذات يوم! هي أشياء لا تشترى! صندوقها السري الذي تصر على حجز غرفة كاملة لتتأكد من أنه في أمان.. كم أكره اليوم الذي…

«وأنا.. ثور!»

الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣

«أريس، ساجيتاريوس، أكواريوس، تاتروس»، أسماء غريبة وجدت فجأة أن كل الربع أصبحوا يضعونها بجوار أسمائهم في ملفاتهم التعريفية، خليفة أحمد «تاتروس»، سيف راشد «ساجيتاريوس»، محمد خميس «أكواريوس»، الأمر غريب ولم أفهمه فأنا أعرف أنهم قبليون وليس لديهم «عرق» في مكان آخر، أو للدقة ليس لديهم عرق في «اليونان» تحديداً، فلماذا أصبحت أسماؤهم تذيل بهذه القبائل ذات الأسماء الأقرب إلى التعويذات الشيطانية، حتى فهمت بعد البحث والتحري أن الموضة هي وضع البرج الذي ينتمي إليه صاحب التعريف، رغم أن نصفهم مولود في البيت إياه، وتفضلت إدارة الطب الوقائي بمنحهم تاريخ «‬1/‬7» الشهير بمواليد المناطق النائية. إحداهن جاءت لتعربها «فعمتها»، كتبت فلانة الفلانية «عذراء»! «إنزين مب تشي حجيه! عندك أربع عيال!»، ربما سنحسن الظن ونقول إنهم أطفال أنابيب، عيال بيبات بالبلدي! وحتى تعريب الكثيرين في الـ«بروفايل» جاء مشوهاً إلى حد كبير: محمد حسين «الدلو»، سلطان فيصل «الكبش»، وهكذا، ولله في خلقه شؤون! بعيداً عن جلد الذات وبعيداً عن القول إن الاهتمام بالأبراج ينبع من إحباطاتنا ومحاولاتنا الهروب من واقع قد لا يرضي الكثيرين منا، إلا أن مواقع الأبراج وصفحات الأبراج وبرامج الأبراج وكتب الأبراج تتصدر الاهتمام لدى الكثير من الشعوب، ولا ينافس كتب الأبراج لدينا في الوطن العربي بحسب الإحصاءات الرسمية لأشهر ‬16 معرض كتاب سوى كتب الطبخ بالطبع! انتشار الاهتمام بالأبراج…

وفعلها.. الجراد!

الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣

«سأكتب جملة أغلى.. من الشهداء والقُبل.. فلسطينية كانت ولم تزل!» وفجأة أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ من الدرجة الأولى.. وتوقفت الحياة تماماً في أرضنا.. في بساتيننا.. في شوارعنا التي لا نعرفها.. في كل ما هو لنا ولا نملكه.. في كل ما سمعنا عنه ولم نره.. في أرض زرعناها ليقطفوا ثمرها هم! تم إعلان الطوارئ، وتم فتح خط خاص لتلقي الشكاوى وإعطاء معلومات للجمهور باللغة العبرية، لكيفية التعامل مع الغزاة الذين عبروا من الحدود المصرية.. ملايين الغزاة المحررين الذين لم يكونوا جيوشاً عربية ثورية.. ولا مقاتلين مؤدلجين.. ولا عشاقاً للمعركة الفاصلة، بل مجموعة من الجراد رأتنا أبطأنا عن «هرماجدون» فاستعجلت بمفردها.. بعيداً عنا! «فلسطينية العينين والوشم.. فلسطينية الاسم» احتل الجراد الغازي خلال أربع وعشرين ساعة ‬2000 فدان من مزارع «النقب»، ثم توجه شمالاً واخترق أسوار المدينة الحزينة أولى القبلتين خلال خمس ساعات تلتها. فعل كل هذا دون تحضير يمتد لأكثر من ‬70 عاماً، ودون اتفاقيات سلام سخيفة.. ودون قيادات أسخف، لا تتقن إلا الحديث عن حقوق على الورق.. ودون جيوش تحمل رايات مختلفة.. ودون أسلحة فاسدة وقلوب أفسد.. فعلها الجراد ببساطة المقاتلين الأوائل.. أرضي.. أو الموت! «فلسطينية الأحلام والهمّ.. فلسطينية المنديل والقدمين والجسم..» فعلها الجراد، لأنه فهم المعادلة البسيطة.. القوة ثم القوة ثم القوة.. اضرب ثم فكر.. ادخل الأرض وضع قواعدك…

عرب – آيديوت!

الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣

بدأ موسم جديد للبرنامج الأهم عربياً، البرنامج الذي قض مضاجع اليهود والفرس، وهم يرون أن «أمتنا» تمتلك من المواهب ما يؤهلها إلى وضعهم في جيبها الصغير، بدأ البرنامج لموسمه الجديد بميزانية كان يمكن أن تكفل معيشة راضية لجميع سكان الملاجئ السورية المنتشرة في دول الجوار، بدأ البرنامج بمكافآت لمقدميه الأفذاذ تكفي للقضاء على مرض البلهارسيا تماماً في مصر، أو لدعم البحث العلمي في جامعة خليجية لـ‬10 سنوات إلى الأمام، ولكن الأهم فالمهم، لنبدأ أولاً باكتشاف المواهب، ثم نترك للموهبة تحديد الـ«كارير»، الذي تراه مناسباً! حقيقة لا أتابع البرنامج لمشاهدة المواهب الموجودة فيه، فأنا على قناعة تامة بأن صوتي أجمل من جميع المغفلين المشاركين فيه، ولكني أتابعه لمعرفة المزيد حول ظاهرة الـ«سوبر ـ طقاقه»، التي تصبح حديث الساحة في كل موسم فمن قصة شعر عزرائيل إلى ارتداء ثوب دوق فليد «بعد التحول طبعاً هذاك دايسكي»، إلى افتعال مجموعة من المشاجرات والتصريحات الصحافية السخيفة، ظاهرة تستقطب جميع الأضواء واهتمام المجتمع في كل موسم، وهذا ما يحيرني فعلاً! لأني أولهم! الحسنة الوحيدة التي أعرفها في تاريخ «دوق فليد» هي أنه خريج «دراسات إسلامية»، ولكن يبدو أنه كالحمار الذي يحمل أسفاراً وإلا لأشار بداية إلى منتجي البرنامج بالمعنى المقصود بكلمة idol في البرنامج المذهل وهل يتناسب هذا المعنى مع تراثنا وقناعاتنا الشرعية، بعيداً عن…

سنيور تشافيز.. وداعاً!

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

لا أعرف الكثير عن فنزويلا! ولا أعتقد أن الكثير من شعوبنا المغرمة بالـ«وجهات السياحية التقليدية» لديها اهتمام كبير بما يجري في قارة أميركا الجنوبية.. ما يعرفه معظمنا عن فنزويلا أنها كانت تفسد أسعار النفط في الثمانينات ببيعها كميات كبيرة منه، وأن رئيسها الذي رحل يوم أمس هو صديق حميم للعرب ولـ(الختيار) أبوعمار رحمه الله، ومعظم الشباب «من إياهم» يخطئون في لفظ اسمه لالتباس الأمر عليهم، ويسمونه «شيفاز»، كما تشتهر فنزويلا لدى شعوبنا المكبوتة بأنها ماكينة لتصدير «المكنات»، ففي كل مسابقة جمال هناك فائزة من فنزويلا، وفي كل ابتسامة جميلة هنالك زهرة فنزويلية. يقول الصحافي الفنزويلي مونيكا بوستامانتي، في حوار مع محطة «فوكس نيوز» الأميركية «المعربة أخيراً»، إن المشاركة في مسابقات الجمال تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية الفنزويلية، حيث لم تبتعد فنزويلا عن الحصول على موقع متقدم في مسابقات الجمال الدولية «والعياذ بالله»، لمدة اثنتي عشرة سنة متتالية.. هم يعتبرون الجمال (بفتحة على الجيم) جزءاً أصيلاً من هويتهم الوطنية، ونحن نعتبر الجمال (بكسر الجيم) جزءاً مهماً من هويتنا الوطنية، لهم مزاينتهم ولنا مزاينتنا! هذا بصدق هو كل ما أعرفه عن فنزويلا! وربما كنت أحلم بزيارتها ذات يوم. لكن موت الرمز الفنزويلي، وموت الحب العربي تآزرا لإلغاء الرحلة! تشافيز الذي كان مثار جدل في أوساط «العرب الثوريين»، حيث اعتبره الكثيرون…

ما بينفعك!

الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣

كثيراً ما تلتقي بشخص تحس بهالة تحيط به أو تراها في وجهه، يسميها بعضهم نور الإيمان، ويسميها البعض الطاقة الإيجابية، ويسميها آخرون السماحة والبشاشة، وبالتعبير «البلدي» تحس بأن الرجل قد «دخل قلبك»، كما يقال، وجه وضّاء، وابتسامة طيبة، تشعر بتلك الحالة من الارتياح غير المبرر، ويدهمك ذلك الشعور الذي أفقدتك إياه الفتن المتلاحقة، وهو شعور بأن الدنيا لاتزال بخير. بفضولك الصحافي«الطفولي» القططي - سمّه ما شئت - تسأل عن الرجل، بعد أن ينصرف، فتأتيك إجابة الجموع: ما عليك منه ما بينفعك، هذا موظف! أي قسوة! أو يأتيك جواب من أبله آخر: هذا «هامور» بس ما يساعد حد! ثم يتحذلق آخر ويعطيك نظرة الفاهم للأمور قبل أن يقول من طرف خشمه: هو سليل عائلة كانت على خير كبير، لكنهم خسروه في الأسهم، الآن «ما يسوون شي»، أو ربما خرج أحد علماء الإدارة الجدد، وما أكثرهم، ليعطيك نصيحة ذهبية: هذا واحد ما ينفع، ما عنده شيء اسمه واسطة، ما يخدم حد! إذاً المعادلة الاجتماعية الجديدة لدينا تقول إن الرجل إذا لم يكن مفيداً لك «كواسطة»، أو درجة لك في سلمك الوظيفي والحياتي، أو صندوق أمانات وتمويل تلجأ إليه لدى نوائب الدهر، أو هامة اجتماعية يشار إليك كـ«مقرب» منه فهو لا يستحق أن تمنحه وقتك أو عواطفك، بل ويحق لك التمنن عليه بأنك…

خذوا رَبيعَكم.. وأعيدوا «ربيعنا»!

الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٣

أيام معدودات ويدخل فصل «الربيع» رسمياً إلى الإمارات مرة أخرى، سيدخل فصل الربيع بعلاماته المميزة حيث تتفتح الزهور، ويكون الجو صحواً، وتبدأ الثمار في النضوج، ويشاهد العابرون على درب «دبي ـ الشارقه» قوس قزح نازلاً من السماء ومختفياً خلف «مركز صحارى»، سنسمع الكثير من أصوات الطيور الجميلة، وسيخرج الأطفال إلى الحدائق، في الربيع لدينا، تماماً كما كنا نراه في كتب المدرسة لا نحتاج إلى تشغيل الدفاية ولا المكيفات لأنه الربيع! حسناً لا داعي لإخراج هذه الأصوات القبيحة! سأعترف.. نحن لا نعرف أصلاً ما الربيع! لدينا صيف وصيف وصيف وشتاء، هذه حكمة الباري، لكن من قال إننا لسنا سعداء بهذا؟ ومن قال إننا فعلاً نموت حرقة على رؤية «قوس قزح» لكي نبحث عن الكنز المختبئ في الغيمة التي في نهايته، أصلاً مرة واحد من ربعي المطاوعة قالي: حرام تقول قوس قزح! --- لا أستطيع أن أنكر أنني كنت سعيداً وأنا أسمع الزميل محد كريشان يعلن «هروب بن علي من تونس»، ولا أكذب فأقول إنني لم أكن متفائلاً حين دخل الثوار إلى طرابلس، ورقصت فرحاً وأنا أستمع لخطاب سيئ الذكر «عمر سليمان»، وبكيت فخراً وأنا أشاهد الشام تنتفض، وما أدراك ما الشام! لكن.. ثم ماذا؟! لا أطرق الموضوع سياسياً أو فكرياً، لكن أدبياً وإبداعياً فقط، كنت أتابع ذلك الكم الكبير من أدباء…

سرك في بير يا معالي الوزير

الجمعة ٠١ مارس ٢٠١٣

في جلسة جمعتنا بأحد المسؤولين عن ملف التوظيف، وأثناء مناقشة الأسباب الرئيسة لعزوف المواطنين عن الالتحاق بالوظائف في القطاع الخاص، واستقتالهم لاستنفاد كل الوسائل للعمل فقط في القطاع الحكومي، ضرب لنا مثلاً بعد أن طلب منا ذلك الطلب الغريب «هذا الأمر ليس للنشر». وبما أنكم تعرفون أنني أحب الحفاظ على وعودي للمسؤولين، وأن الصحافيين هم أفضل من يحفظ الأسرار، لذا لم نتطرق إلى الموضوع في الأسبوع الماضي!! يقول المسؤول إن محاولة التوفيق بين الموظف المواطن والوظيفة في القطاع الخاص أشبه ما تكون بمحاولة تزويج مواطن «ولا أحسب أنه قال قبيلي» بامرأة من جنوب شرق آسيا «ولا أحسبه قال تايلاندية». الرغبات تختلف والعادات تختلف والـ«باكيج» كله لا يعتبر مثالياً بالنسبة «للمعرس»، لذا فالأمر صعب. وتشعب حديث المسؤول إلى زوايا ونقاط أخرى، يشكر عليها وتشكر الجهة المسؤولة على دعوتنا وإطلاعنا عليها. كنت أفكر وأنا أتمعن في تشبيه المسؤول بقضية مهمة في تشبيهه المنطقي والجميل، ولكن ماذا عن «النظرة الشرعية»، فأنا وأنت وحسين بن عاقول والجميع يعرف أن الشاب من الممكن أن يغير رأيه في كل المبادئ، وجميع ما يؤمن به إذا رأى في «النظرة الشرعية» أن الطرف الآخر «صاروخ»، وهو في هذه الحالة غالباً ما يتنازل عن جميع البدلات والإجازات وحتى يكون مستعداً لدفع مهر لم يدفعه لـ«بنات الحمولة»! إسقاطاً للموضوع على…

جاري العزيز..مع كل الحب!

الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣

تعقدتَ من نتائج نادي فريجكم، خلال الموسم الحالي، وحالة الهابط الصاعد التي يعيشها منذ عشر سنوات، لذا فقد أصبح انتقادك لمجلس إدارة ناديك دائماً ودعوتك لحل رابطة مشجعيه وإدارته التنفيذية مطلباً يومياً، أصبحت تطلق النكات عليه باستمرار، وتستخدم الفانيلات التي تحمل شعاره لتنظيف طوس الكروم الخاصة بسيارتك.. لكن بمجرد أن تسمع أن مشجعاً لنادي الفريج الآخر، الذي لا يبعد عن ناديك سوى ثلاثة كيلومترات ومائتين وثلاثة وعشرين متراً تماماً قد «تمصخر» على نادي فريجكم، تحس بأن دمك يغلي وتقوم الرغبة في تعليقه من رجليه على أسوار القلعة الواقعة أمام ناديه.. رغم أنه لم يقل في ناديك عُشر ما قلته أنت فيه! تنتقد بعض الإجراءات التخطيطية والتنظيمية في مدينتك، وتغرد منتقداً، و«تحط» على المسؤولين في المجالس، وتصبح بوقاً دائماً للاحتجاجات على سياسات التخطيط والمرور والبلدية والكهرباء والصحة في المدينة، لكن بمجرد أن يأتي شخص من خارج مدينتك، ويلقي تعليقاً سيئاً عنها تتحول إلى النقيض وتبدأ بمحاضرة تاريخية وثقافية طويلة، وتكتشف فجأة أنك لكثرة معرفتك بكوامن الضعف والخلل، فأنت الأقدر على الدفاع عنها وتفنيد كل ما تعتقد أنه يسيء إليها. وسع الدائرة قليلاً، ودعها تشمل الوطن الأصغر والأكبر والعقيدة والمذهب والدين.. أو ضيقها أكثر إن شئت لتشمل قبيلتك وعائلتك وأبناءك.. وملاكك الجميل الذي يتحول في لحظات الغضب إلى شيطان! سترى أنك دائماً…