عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«بركان الغلا..»

الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣

مشكلة الأسماء أنها واسعة.. فتتسع كلمة «الفضا» لكل «النجوم»، ومشكلة تلك الاتساعات أنها تترك (للمسميات) ترف حمل أسماء لا تليق بها، لأنها أكبر منها بكثير.. لو كان المسمى يحمل اسماً دونه لكان في الأمر نظر، لكن أن يحمل اسماً أكبر منه فهذا ما يثير الكثير من الألم والحسرة، وكم نحمل منها في هذه الأيام! فمن الذي يحمل ألقاباً لا يحترم أصحابها، إلى من يحمل علماً لا يتشرف به، إلى أماكن تحمل أسماء أكبر منها، بل قد تؤدي إلى إيذاء تلك الأسماء، ولنا في دوائر ومستشفيات عدة أمثلة واضحة! المضحك المبكي فعلاً، في الأيام الماضية، هو قصة ذلك (الفتى)، الذي شغل الدنيا والناس لأسابيع ماضية، بعد حادثة الجنادرية الشهيرة، فبدلاً من أن يفهم ذلك الصبي أنه أصبح نموذجاً ينظر إليه على أنه يحمل تراث دولة يمثلها في دولة أخرى، ليتصرف على هذا الأساس مع الإعلام والمتابعين والمعجبين، وبالطبع «المعجبات»، زادته الحوادث والشهرة المفاجئة إيغالاً في تصوير الشباب الـ«كوول» في الدولة. أجزم تماماً بأنه لا يعلم أنه من الشاطئ الذي يلتقط فيه صوره، من ذلك الشاطئ تحديداً، وقبل عقود عدة، كان هناك رجال في مثل هذا الوقت يودعون أسرهم ويخرجون أشهراً عدة إلى غدر المجهول، لكي يؤمنوا لقمة عيش، وكم منهم انفجرت رئته أثناء غوصه، بحثاً عن رزق تستمر به الحياة لتصل…

«أيام خاصة للرجال!»

الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٣

كما تعلم فلديَّ، كما هو الأمر بالنسبة لك، «شلل» عدة من الأصدقاء لحاجات المزاج المختلفة، فهناك «شلة» أصدقاء المقهى الذين لا تتمنى إطلاقاً أن يأتي يومك وأنت بينهم، حيث تنحصر أحاديثهم ودعاباتهم في موضوعات محددة، وعنوان كل القصص التي تسمعها معهم هو (+‬21)! وهناك «شلة» المتقاعدين، الذين يصرخ أحدهم فجاة في أذنك أثناء جلوسكم في أحد المطاعم: صاروخ عند الساعة خمسة، ترتبك وتخاف وتنظر في ساعتك قبل أن تكتشف أنه نظام لرؤية «اللي بالي بالك» دون أن ينتبه أحد إلى أنك بصاص! أو يتحدثون عن طعم الـ«مرزومة».. فتقول لهم محاولاً تصنع الفهم إن هناك مطعماً يبيعها في «مول دبي» ليتبادلوا بينهم نظرات: ما الذي يقوله هذا الخراط؟! وهناك «شلة» المثقفين الذين لا حديث لهم سوى عن بطون الكتب التراثية والبحور الشعرية، ويخاصم أحدهم الآخر بسبب خلاف في الرأي حول معارك جرت قبل بضعة آلاف من الأعوام، ويحبون التعبير عن اختلافهم عن الآخرين بلمسات من الجنون العابر، الذي لا تخطئه العين في كلماتهم أو تصرفاتهم. وهناك «شلة» المطاوعة المباركة، التي تذكرك بالآخرة، صحيح أنهم يضايقونك بعدم سماحهم بإشعال فتيل أي شيء أثناء الجلسة، إلا أنهم بقية من الأيام الطيبة والتشبه بهم فلاح.. كلما مرت بي سنوات العمر وجدت نفسي أكثر رغبة في الالتصاق بهم، ولكل «شلة» منهجها ونشاطاتها الترفيهية، «الشلة» الأخيرة…

«سحابةَ ممحلٍ!»

الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣

ببابك لن أغادره، ولن أسعى إلى غيرك، سأنسج بالرضا ثوبي وأشهد أنني عبدك! في ما ترويه العرب قصة عن عائلة خرج عائلها وبقيت العائلة دون معيل، وبلغ منهم الفقر والجوع مبلغه فكان أن زارهم أمير البلاد مصادفة، ولما رأى حالهم ألقى في منزلهم كيس الذهب الذي يحمله، وقال لأتباعه من كان يحبني فليوافقني (يفعل مثلي)، فرمى جميع من معه ما كان معهم من أموال وجنود في بيت الفقراء، فبكت ابنة للعائلة، فسألتها أمها عن سبب بكائها، رغم أن الله وسع عليهم من بعد ضيق، فقالت الابنة: إن مخلوقاً نظر إلينا فاغتنينا، فكيف لو نظر الخالق إلينا؟! تستدعي الذاكرة هذه القصة، ونحن نرى تلك الغيمة التي ظللت الإمارات دون موعد، حين جاءت نظرة الرحمة، كل هذه السعادة الربانية التي سقت مجتمعنا ثلاثة أيام كاملة، تغيرت فيها نفسيات الجميع، واغتسلت البلاد من أدرانها، ونسي الناس مؤقتاً قبيح القول والفعل في بعضهم، وخرجوا إلى الفيافي معاً، أمر من ملك الملوك لسحابة غيرت اتجاهها نحو صحارينا، فأعادت إلينا حياة لم نكن نحلم بأن نعيشها قبل ثمانية أو تسعة أشهر من الآن! أخرجت السحابة ما لديها، لتقول إن السعادة ممن خلق القلوب التي تحتويها، سعادة قد تكمن في هذه النافذة الربانية والأمطار البسيطة التي فتحت في اليومين الماضيين، سعادة في قبلة طفلة صغيرة، سعادة في…

«الروشتة!»

الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٣

كاد صاحبي يجنّ ويفقد صوابه عندما علم بطريق المصادفة لدى زيارته إياي أنني لا أستخدم الشامبو إطلاقاً، وأستعيض عنه بالصابون لغسل شعري.. وحين رأيت ردة فعله المبالغ بها، استحييت أن أخبره بأنني أفعل ذلك من باب «الهيازة» لا أكثر، وأن الصابون الذي أستخدمه يسميه الزلمات «صابون غار»، يقال إنه طبيعي ومفيد. حين رأيت صدمته استحييت أن أعترف له بأن أحد أسلافي الطاهرين كان يستخدم «التايد» بدلاً من معجون الأسنان، فنحن عائلة تؤمن تماماً بنظرية «ون فور أوول.. أوول فور ون». وبالاستخدامات الصحية المتعددة لكل شيء، فالقلم الذي في جيبك قد يصبح ذات يوم أداة لتنظيف الأذن، والمعقم الشفاف الذي غزا الثقافة الصحية بعد هوجة «أنفلوانزا الخنازير» من الممكن استخدامه كمرهم وجلّ للشعر. بل إنني أذكر تماماً أن جدتي ـ رحمها الله ـ كانت تضع حبات «باراسيتامول» بالجرن وتدقها بالمهباش، ثم تضعها على وجع الضرس الذي يؤلمها ثم تطلب مدواخاً من أحدهم وتجر منه «موشه» باتجاه السن المصاب.. وهذا كله لديها خير من الطب والأطباء، بناء على نصيحة من (أم حسين دله) صديقتها التي ماتت في أيام السلطان سليمان القانوني.. ولكم تصور الصدمة النفسية لدى مجموعة الأطفال وهم يشاهدون المرأة الصالحة تأخذ «شفطة» من المدواخ بعد أن تقول «بسم الله» بالطبع.. ثم يلومني أغلب الأصدقاء على كم العقد والتناقضات التي أعيش…

«أكرهك!»

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣

لدي ذلك الجار المثالي المتأنق، الذي يريد جميع أولياء الأمور في فريجنا أن يكون زوجاً لبناتهم، بينما أنا صاحب الثلاث عشرة صنايع ونصف الصنعة لا أجد فيهم من يرد عليّ السلام بصوت مسموع، جاري يجيد صنع المثالية بشكل متقن، فهو لم يبق عامل نظافة ولا «دريول» ولا «بشكارة» في الفريج إلا وتصور معهم، ووضع تلك الصور على الـ«نت» بجوار عبارة: لنكن قريبين من بعضنا من أجل الإنسانية، وقد رفعت هذه الصور من شعبيته بشكل طاغ في الفريج، لدى الجنس اللطيف خاصة، رغم أنني أعلم بأن الوغد لا يتورع عن إرسال جميع العمال في «كونتينر» شحن إلى كيرالا، لو أن الأمر كانت فيه مصلحة له، لكن المشكلة هي أنني لا أملك أي إثبات! وبالنسبة لي، فالعمال يكرهونني بالفطرة، ويرفضون التصور معي، لأنني لا أعطي على غسيل سيارتي أكثر من خمسة دراهم.. تذكر أنهم ليسوا محطة «أدنوك»، وأن هذا العمل مخالف للقانون، وأنهم «غسيل بره بس»، فلماذا أزيد على الخمسة؟ يستمر جاري المثالي بـ«جلطي» في أثناء المناسبات والاحتفالات، فغالباً ما يكون هو نجم الجلسة، وهو يتقن اختيار العبارات التي تداعب أحاسيس المستمعين، فكثيراً ما أسمعه يقول برجولة ناقصة: المرأة.. هذا المخلوق الملائكي.. لو كان بيدي لأعطيت لكل امرأة وردة في كل صباح. أحاول إحراجه أمام الجميع، وأذكّره بأنه كان أشهر «مغازلجي» في…

«الدوام لله!»

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣

«أصلاً الدوام مب ريال».. «إن شاء الله الدوام يموت».. «حيوان يبدأ بحرف الدال.. الدوام».. «شيء حلو يبدأ بحرف الخاء.. الخميس» «هل لاحظتم أن آباءنا لشدة حبهم للـ(ويك إند) سموا أبناءهم باسمه: خميس، جمعة»! أعلاه عبارات كثيرة أصبحت أقرأها باستمرار على ملفات الأشخاص التعريفية، وتصلني عبر الرسائل الإلكترونية المختلفة، وما لم تكن أنت من شلة «الووركوهوليك» التي ابتلانا الله بها بعد أحداث سبتمبر العقارية، فأنت تتعاطف بشكل «فطري» مع هذه العبارات، ولولا العيب وقول المشايخ لقمتَ بوشمها على أحد ذراعيك، دع عنك ذلك الزميل السخيف الذي يكون في إجازة سنوية ويستمتع بـ«تعذيب» المداومين عن طريق إرسال صورة لسريره ثم لمخدته ثم لشرشفه، ويمكنكم تخيل تطور الأمر! لدينا مشكلة حقيقية خاصة كشعب مدلل، وهي أننا بدأنا نفقد عنصر «المتعة» في العمل، وبدأ العمل الحكومي أو الخاص أو المختلط يتحول إلى عبء ثقيل على الموظف، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى روتينية العمل وبيروقراطيته، وتلك التكشيرة الحكومية الشهيرة في كل من الوجهين: وجه المراجع ووجه الموظف! وهما فعلاً وجهان لعملة واحدة، ويصدق فيهما القول: «ما أشبه الوجه بالقفا»! تحويل دوائرنا بالطبع إلى بيئة عمل «غوغل» ليس سهلاً، وربما لا يكون مقبولاً بشكل ما، لكن قليلاً من اللمسات هنا وهناك قد يصنع الفرق! تناسي كلاسيكية التنظيم الهرمي، وتناسي تصميم الدوائر الكئيب من مكاتب وكراسي وخزنات،…

«فرخ البط ..!!»

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

لا يا سيدي الفاضل، ابن سعادتك ليس عبقرياً كما تتوهم لأنه يستخدم الـ«آي باد» بحرفية كبيرة وهو لم يبلغ الثالثة من العمر بعد، بينما أنت لاتزال لا تعرف كيف تخزن ملفاً على غير سطح المكتب، وقد بلغت من الكبر عتياً، الأمر ليس له أي علاقة بعبقرية ولي عهدكم المصون ولا بطفرة جينية في عائلتكم المشهورة بالـ«دواويح الحمر»، وبنظرة البلاهة الشهيرة، كل ما في الأمر أن أسلوب ونطاق وقابلية التعلم تتغير من جيل لآخر، فهناك فرق كبير بين من رضع الحليب من «مطيحانة» ناقة جاركم (بوصالح)، ومن رضع «الميلوبا» المحسن مع فيتامين (د ‬3) في رضاعة تحمل شعار محال «هارودز» وتلقمه في فمه جميلة تحمل ملامح آسيوية واسمها «جوزفين»! كل ما أتمناه قبل أن أتوكل هو أن أرى واحداً من معارفي أو أقاربي لا يجيبني بالجواب ذاته حين أسأله مجاملة عن أخبار «العيال»، مباشرة ينظر باتجاه الدب القطبي في إشارة مستعارة من أفلام بوليوود على التفكير العميق المشوب بقلق من المستقبل وحزن، ويقول لي عن أكبر أبنائه: «يا أخي هالولد ذكي، في حياتي ما شفت ولد بذكائه! بس لو أحصل له على فرصة تعليم مناسبة»! والمصيبة أنه بعد قيام أبيه بـ«شفطتين» من «المدواخ» خارج المجلس، تود اختبار ذلك الطفل العبقري فتطلب منه «استكانة شاي» فيغيب ساعتين ثم يعود باستكانة فارغة، تنظر…

(صوبنا!)

الخميس ١١ أبريل ٢٠١٣

خبر مبهج آخر نشرته الشقيقة الكبرى «البيان»، وهو من عينة تلك الأخبار التي تشعرك بأن الدنيا لايزال فيها الكثير! يقول الخبر إن زوجة أحدهم قد اكتشفت أن «المحروس» متزوج عليها بامرأة أخرى بسبب طلبية من أحد مطاعم الأسماك، حيث تأخرت الطلبية التي قامت بتسجيلها باسم زوجها ومعلوماته، فاتصلت للتأكد فأبلغها ذلك المطعم بأن الطلبية أرسلت على العنوان المسجل في «الداتابيس» ما جعل الزوجة تكتشف وجود «عنوان آخر»، وحدث بعد ذلك بالطبع صورة مصغرة لما يحدث في سورية (للزوج بالطبع) والملام هو التكنولوجيا مرة أخرى، ما لم تذكره الصحيفة، وأنا متأكد منه، أن غضب وثورة الزوجة المخدوعة ليسا بسبب تصابي بعلها بل لأنها اكتشفت أن «الهرم» يطلب «روبيان» دائماً قبل ذهابه إلى المنزل الآخر! في موقف آخر قبل أشهر عدة صادت إحداهن زوجها المتزوج بأخرى عن طريق مراجعة إحدى العيادات في الإمارات الشمالية، حيث قامت «التكنولوجيا» بدورها بوضع موعد «الإخوة» من ذلك الأب في اليوم نفسه ما جعل «الضرتين» تلتقيان في الفحص الطبي لتفاجأ كل منهما بوجود الأخرى أصلاً، وكل منهما تحمل معها ابناً لم يرَ أخاه. في موقف طريف حصل لأحد زملائنا الذي كان يعتقد أنه ذكي، اتصلت به «المدام الجديدة»، وكان في السيارة مع «أم العيال» فقام بإيقاف السيارة ونزل للحديث مع زوجته الجديدة، وظل خارج السيارة يقول: ألوووو..…

«المندي!»

الثلاثاء ٠٩ أبريل ٢٠١٣

نحتاج إلى تشريع شجاع من قبل البلديات، أو إدارات الصحة، أو حتى برنامج الغذاء العالمي لمحاربة انتشار مطاعم المندي التي تتكاثر بسرعة غير مسبوقة في كل مربع سكني وكل منطقة صناعية، ولا أستبعد تأسيس سلسلة «فاست مندي» نراها قريباً في محطات البترول المحلية، تلك التي مازالت تعمل منها بالطبع! المندي الذي كان هدية «حضرموت الأخيرة» للحضارة العالمية بعد العسل الدوعني وطقوس الغيّة وأبوبكر سالم بالطبع، عبارة عن وجبة صادمة للجهازين الهضمي والعصبي تتكون من المكونات التقليدية، إلا أنه يحرص فيها على أن «يندى» الشحم على اللحم بفعل الحرارة وباستخدام تكنيكات مختلفة، أما شطته فهي أمر آخر تماماً فهي بحسب صاحبي الحضرمي عبارة عن طماطم وفلفل وثوم وقليل من الليمون، تخلط جيداً ثم توضع في قدر آخر على النار إلى أن تكتسب شكلها الشهير! وبحسب إحدى النشرات المتخصصة، فإن وجبة متوسطة من المندي تحتوي على ‬500 سعرة حرارية «تحتاج إلى أن تمشي ساعتين ونصف لحرقها»، كما تحوي تسعة أنواع من الدهون، منها نوعان مما يعرف بالدهون المشبعة، لا أعرف ما هي الدهون المشبعة حقيقة، ولكن اسمها لا يوحي بالراحة أبداً، بالإضافة إلى نسبة الكوليسترول ‬92٪، و‬65٪ كربوهيدرات بحسب موقع ويكيبيديا، وربما كان هناك خمسة غرامات يورانيوم، وغرامات عدة من الـ«تي أن تي». دراسة بسيطة لو أنها أعدت بين الوضع الصحي للمقيمين…

جهاد النكاح ؟!!

الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣

عندما أعلن الزملاء الإعلاميون غسان بن جدو وسامي كليب ولونا الشبل ولينا زهر الدين وعدد آخر غيرهم من الفنيين والمعدين عن انتقالهم من قناة الجزيرة إلى قناة الميادين الجديدة استبشر الكثيرون خيراً .. فزيادة الخير خيرين ! ووجود قناة عربية إخبارية أخرى على مستوى مهني عال لا يضر أحداً بل أن الدافع للتميز والمنافسة بين مختلف القنوات الإخبارية ستصب في النهاية لمصلحة المشاهد الذي يزداد وعياً وقدرة على التمييز خاصة مع الملاحظات التي طال تغطية وحيادية عدد من المحطات المخضرمة أثناء الربيع العربي ! ولكن يبدو بأنه فعلاً الماء لا يروب و..و..و إلى آخر المثل البذيء ولأن العصا من العصية ولا تخرج الحية إلا الحية فإيران مصرة على ترسيخ قناعاتنا بأنه لا يمكن أن يخرج منها إلا شر وأن كل ما تموله أو تدعمه أو حتى تقول له : بخ بخ لن يكون إلا خراباً وسوءاً على رأس أمتنا التي أصبحت تنظر بعين الشك إلى كل ما يأتي من جهة الشرق سواء كان إعلامياً أو عقائدياً أو حتى فستقاً أو زعفرانا ! وليس أدل على إفلاس جيرانا الأشرار إعلامياً إلا القصة المؤلمة التي خرجت بها ابنتها الغير شرعية المسماة بالميادين ! خرجت القناة بتقرير عن فتاوي صادرة عن بعض الجهلة تحت مسمى (جهاد النكاح) وهو كما هو واضح من مسماه…

«إغواناً».. متحابين!

الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣

بينما نحن غارقون ـ في النسخة العربية من الإعلام المحلي ـ بالقضايا الكلاسيكية، مثل المنافسة بين الزعيم ونائبيه في الدوري المحلي، وتصريحات عارف العواني، ومدى احتمال سقوط بوابة «سالك» على رؤوسنا، ومحاكمات «التنظيم السري»، وبالطبع كيفية عمل روق عنب من دون استخدام ورق العنب، انشغل الإعلام المحلي الأجنبي ـ خلال الأسبوع الماضي ـ بقضية مقتل (إغوانا)، التي هزت الرأي العام المحلي (الناطق بالإنجليزية)! (إغوانا) ليست بشكارة قتلها مستخدمها في لحظة غضب، لأنها وضعت له معالق سكر عدة، وهو في حالة «دايت» صادقة، وليست طفلة أساء المجتمع معاملتها، وتنتظر القصاص على مذهب (وديمة)، وليست (لا مؤاخذة) تبحث عن من ينتشلها من عصابات المتاجرة في البشر، بل هي مجرد سحلية لطيفة وجميلة، يبدو أنها تاهت عن الذي أحضرها إلى الدولة، من الذين يسكنون في «الكامباونات» في منطقة جميرا، وسكنت هادئة وديعة بالقرب من حديقة الصفا، لا تزعج أحداً ولا يزعجها أحد، وأقرب تفسير إلى المنطق يقول إن أحد بني «الأصفر» قد ظاهر زوجته ذات الشعر «الأحمر»، بعد أن شرب صندوقاً من القوطي «الأخضر»، ولكي يعود إليها كان لزاماً عليه أن يحرر رقبة، فأطلق (إغوانا) إلى شوارع جميرا حرة ومنطلقة! هل عرفتم لماذا لم نرَ في حياتنا «إنجليزياً» يكسر إشارة مرور؟! قُتلت (إغوانا) بشكل بشع جداً، بعد أن تم رجمها كأي امرأة اتهمت…

«اخرط!»

الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣

غداً ستكون الذكرى السنوية لذلك التقليد السخيف المسمى «كذبة أبريل»، المشكله أننا أصبحنا نقلد حتى في التقليد أو تقليد التقليد.. ومازال هناك من يقول إننا مازلنا بعيدين عن الحديث الشريف: «لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خلفهم»! لنحاول في هذا العام فرز أكثر «الخرطات» انتشاراً لدينا تزامناً مع هذه المناسبة العزيزة، فستجد في المقدمة، بلا منازع، موضوع «اسمحلي.. خلاصة القيد ضايعة»، وفي هذه الأيام كلما كلفك أحد الزملاء أو الشيبان إنهاء معاملة له فتطلب جوازه وخلاصة القيد الخاصة به يقول لك إنها ضائعة! لا تصدقه أبداً.. خلاصة القيد مثل أوجاعنا وإحباطاتنا وخسارة نادينا المفضل لا يمكن أن تضيع، كل ما في الأمر أن الصفحة الخامسة في خلاصة القيد يتم وضع تفاصيل الزوجة الثانية فيها.. ولا أحد يريد أن تعرف، إما لأنك حسود، أو لأنك محبط، أو لأنك.. صحافي! الكذبة الثانية الأكثر انتشاراً وتسمعها كثيراً في الأندية الرياضية أو قبل القيام بنشاط اجتماعي: «أنا من خمس سنوات مب لا عب كورة»، أو «أنا والله آخر مرة لعبت تنس طاولة أيام الجامعة»، أو يقول لك وهو «يطبشر» مقدمة عصا البليارد «تصدق من أيام أميركا ما لعبت بليارد»، وبالطبع فهو تكتيك نفسي لكيلا تزيد الحمل عليه إذا «شال» الجيم.. بينما يكون الخراط غارقاً في ممارسة اللعبة في كل نهاية أسبوع! الكذبة الثالثة: «أنا مب…