السبت ١٩ أبريل ٢٠١٤
البيان الذي نقلته وكالات الأنباء الرسمية لدول مجلس التعاون عن اجتماع وزراء الخارجية الأخير في الرياض، كتب بـ«اللغة الخليجية». أهم ما ورد فيه أنهم عقدوا «اجتماعا تم خلاله إجراء مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها فيما يتعلق بإقرار السياسات الخارجية والأمنية، وتم الاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي، ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله، ودون المساس بسيادة أي من دوله. وفي هذا الخصوص (أكدوا) موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض، التي تستند إلى المبادئ الواردة في النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية». طبعا، يستحيل على أحد أن يفهمه دون الاستعانة بمترجم محلي، فالغموض لغتنا في الخليج التي تعتمد على الإشارات، واللبيب الحر تكفيه الإشارة. حقا، مهمة صعبة فك الشفرة، كيف يمكن توضيح معاني: «الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما جرى الالتزام به»، والبيان لا يقول تنفيذ ماذا، ولا على ماذا تم الالتزام. الأكيد، أن الكويت لعبت دورا إيجابيا لوقف الانهيار داخل مجلس التعاون، آخر التجمعات الصامدة والمستقرة في المنطقة. والأكيد أن الأمور، قبل الوساطة الكويتية، كانت تنزلق سريعا نحو خلافات سيصعب حلها مع الوقت، بعد أن سحبت ثلاث دول سفراءها غضبا من قطر، وكانت عازمة على خطوات عقابية لاحقة أكثر من الرمزية الدبلوماسية. هذا البيان المشفر يوحي لنا من…
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤
لفترة طويلة لم نستوعب اتهامات خارجية بوجود استعباد للبشر إلى اليوم بين ظهرانينا، حتى سمعنا عن روايات عن «استخدام» العمال وخدم المنازل دون دفع حقوقهم. قبل سنتين ظهرت قصة غريبة عن راعي أغنام هندي وصل إلى مركز شرطة في قرية شمال السعودية، وقال إنه كان محتجزا في حظيرة وسط الصحراء لمدة 18 عاما. كل ما نعرفه حتى الآن أن الراعي المسكين جاء متعاقدا مع صاحب الحظيرة، الذي لم يدفع له من مرتباته سوى نحو ثلاثمائة دولار فقط، ومنعه من السفر لأهله، ولم يسمح له حتى بالاتصال هاتفيا بهم. ولم يستطع الهرب لأن الحظيرة في وسط صحراء النفود وخاف أن يموت تائها فيها. هذه القصة التي صدمت الناس انتهت بشكل ما، نعرف أنه دفع للعامل بقية مرتباته فقط، التي تبلغ نحو خمسين ألف دولار فقط. هل تم تعويضه عن احتجازه لنحو عشرين عاما، واستعباده قسرا؟ هل عوقب الفاعل؟ لا ندري.. لكن طالما أننا لم نقرأ عنها شيئا فالمسألة تستوجب الملاحقة. سألت المحامي عبد الرحمن اللاحم إن كان هناك في النظام ما يجرّم مثل هذا العمل البشع؟ قال: سبق أن أُصدر نظام اسمه «مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص»، وينطبق على هذه الحالة. النظام أقره مجلس الوزراء قبل ست سنوات يعاقب مرتكب الجريمة بالسجن إلى خمس عشرة سنة، أو بغرامة إلى مليون ريال، أو…
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
يتولى المتطرفون مثل «داعش»، فرع تنظيم القاعدة في العراق، مهمة دعم مشروع رئيس الوزراء نوري المالكي بالبقاء رئيسا للوزراء لولاية جديدة. أما كيف يعاضد تنظيم سني إرهابي زعيما شيعيا معاديا، فالسر في تحالف الخصوم. الفوضى في محافظة الأنبار والإرهاب في بغداد يخدمان انتخابيا فريقا واحدا فقط، تكتل المالكي للفوز في الانتخابات. فهو يطمح للفوز انتخابيا بدفع الناخبين الشيعة للاصطفاف خلفه، ضد الإرهابيين السنة، مستفيدا من عمليات «داعش» والمتمردين المتضامنين معها، أو أن الفوضى الأمنية ستبرر له إعلان حالة الطوارئ وتمديد فترة حكمه لعامين إضافيين. شكرا لمتطرفي السنة والحمقى منهم. وهناك جماعات أسوأ من «داعش»، رجال دين سنة مثل الشيخ عبد الملك السعدي وآخرين أفتوا بتحريم المشاركة في الانتخابات. مثل هؤلاء هم الذين وراء الوضع السيئ لسنة العراق على مدى عشر سنوات، لأنهم كانوا يحرضون على المقاطعة السياسية، ظنا منهم، لجهلهم السياسي، أنهم يهمشون النظام، لكنهم في الحقيقة همشوا المكون السني. فقد سبق أن رفضوا المشاركة في الاستفتاء على الدستور، ليكتب الدستور بصيغة غير منصفة. ثم حرضوا على مقاطعة الانتخابات، ففقدوا حصتهم السياسية البرلمانية والحكومية. المشاركة في النظام، والعمل مع بقية الطوائف، لبناء عراق حديث، خير ضمانة لهم ولأبنائهم مستقبلا. المثير للغضب أن إيران، والنظام السوري، هم من استخدموا إرهابيي السنة لسبع سنوات، كمصدر لزعزعة الوضع في العراق، مرة بحجة المقاومة…
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
دائما هناك شك عند العرب بأن الإنجليز هم من يدير العالم، رغم أنهم سلموا آخر مستعمرة (هونغ كونغ) منذ أكثر من عقد ونصف العقد. والشائع أن تنظيم الإخوان المسلمين في أصله منتج بريطاني، ويدار من أحد مكاتب الأمن السرية على ضفاف نهر التيمس اللندني! طبعا، هذه خرافات. بالتأكيد، لبريطانيا معرفة واسعة بثقافات منطقتنا، بحكم الماضي الاستعماري، والحاضر أيضا المشترك، الاقتصادي والسياحي والسياسي. لكن الوضع تغير الآن. هذه الجزيرة الصغيرة، كثيفة السكان وقليلة الموارد، أصبحت تعاني اليوم كثيرا من المهاجرين العرب، ومهاجري العالم الثالث عموما، بسبب كثافة عددهم واعتمادهم على معونات الدولة وخدماتها. كما استغلت فئة منهم قوانين اللجوء، وهم عبء اقتصادي واجتماعي محلي كبير. في تصوري الحكومة البريطانية أكثر فهما لطبيعة وتعقيدات الوضع في مصر، من حليفتها الولايات المتحدة، التي قد لا تتفق بريطانيا معها في موقفها ضد نظام مصر الحالي، تحت إدارة العسكر. فبريطانيا العظمى كان لها تاريخ طويل هناك، فقد حكمت مصر بين عامي 1882 و1952، وولدت جماعة الإخوان في ظل الحكم البريطاني عام 1928. وإبان فترة التاج عرفت جماعة الإخوان بأنها معارضة، ليس ضد الإنجليز، بل ضد الملكية الخديوية المصرية، التي كانت امتدادا لزمن الباب العالي العثماني. وبسبب ذلك، من الطبيعي أن تلاحق جماعة الإخوان مقولة إنها صنيعة أنغلوأميركية، وهي تهمة تنقصها البراهين. ولعل أكثر المقالات إزعاجا…
الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤
طبعا، كتيبة مناصري الإخوان المسلمين، ومحازبي الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، يوهمون أنفسهم بأن إردوغان سيحقق لهم المعجزات، وعندما وقع في أزمة «ذهب إيران» غم عليهم، وخشوا من أنهم سيصبحون يتامى من بعده.. وتنفسوا الصعداء أخيرا مع فوز حزب العدالة والتنمية التركي فوزا مريحا في الانتخابات البلدية.. انتخابات ليست مهمة، لكن ربح رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان فوزا نفسيا مهما له ولهم. مزاج إردوغان متعكر، والسبب، ربما، أن بقاءه في الحكم طال (11 عاما) كما يقول رفاقه. صار ضيق الصدر، سريع الغضب وقليل الصبر.. أصبح أقل قدرة على تحمل النقد، وأكثر جرأة في التسلط، ولم يعد خصومه وحدهم يشتكون منه، بل كذلك أعضاء حزبه، وأقرب الناس إليه. عبد الله غل، رئيس الجمهورية وشريكه في تأسيس الحزب، تبرأ من قراراته بقطع «تويتر» وحجب «يوتيوب». ورغم هذا، فإن إردوغان يبقى هو القاطرة التي تجر الحزب، ومن الطبيعي أن يقع تحت ضغوط كبيرة. هل شراسة إردوغان، هذا الزعيم الذكي الناجح، لأنه مكث طويلا في الحكم، ولأنه ربما أحب السلطة حبا أصابه بالعظمة؟ هناك من يرى أن هذا أفضل ما في إردوغان، فجرأته هي التي مكنته من المنافسة والحكم لاحقا، واستطاع تهميش العسكر، ثم تقييدهم. وهناك من يرى أن الرجل فقد أعصابه، فقد نعت خصومه بـ«الحشرات»، ويتوهم أن شركة «تويتر» تتآمر ضده، وأن شركة…
الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤
ما لم يؤجل الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته المجدولة للعاصمة السعودية، فإنها تعتبر أهم زيارة يقوم بها للمملكة منذ توليه الرئاسة، وهي بالفعل الدولة الوحيدة التي ستستضيفه في المنطقة. الكثير من التكهنات قد قيل حول موضوعاتها.. من سوريا إلى المفاوضات النووية مع إيران، وتمويل صفقة الأسلحة العسكرية الروسية لمصر، إلى آخرها. مع هذا، فإن القليل قد صدر من البيت الأبيض. سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي، تحدثت باقتضاب عن عدة موضوعات، ربما أهمها «أوباما سيعرب خلال زيارته عن التزامه بأمن الخليج». وهذا يوحي بأن الرئيس أوباما يريد طمأنة السعوديين بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها الطويل بأمن السعودية، والخليج، الذي أسسه الرئيس الأميركي الأسبق أيزنهاور، وعرف بمبدأ أيزنهاور، وكان الملك سعود سافر لواشنطن للالتقاء بالرئيس بعد إعلانه الشهير في عام 1957. والعلاقة السعودية - الأميركية تكاد تكون الوحيدة الثابتة في المنطقة والتي بدأت منذ عام 1933، وقد اعتاد الطرفان على الأزمات بينهما، والتي تمتحن هذه العلاقة، وليس عهد أوباما بالاستثناء. فسياسته اختلفت مع توجهات الرياض، في أكثر من زاوية.. اختلفت معه في مصر، والبحرين، وسوريا، وإيران. والعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، رجل شجاع اتخذ قرارات داخلية وخارجية جبارة.. مَن كان يتخيل أن يرى الدبابات السعودية تعبر الجسر لدعم النظام في البحرين عندما استشعرت الرياض خطر التغيير المدبر…
السبت ٢٢ مارس ٢٠١٤
«تويتر مويتر، لا يهمني ماذا سيقول المجتمع الدولي»، متحديا معارضيه، خطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان معلقا على إغلاقه خدمة «تويتر». لم يفعلها أحد منذ آخر أيام حسني مبارك الذي أغلق الإنترنت في مصر بعد أن ملأ المتظاهرون ميدان التحرير في القاهرة يطالبون برحيله. حتى ديكتاتور سوريا بشار الأسد لم يفعلها! وقد اضطر صديقه وشريكه في الحزب ورئيس الجمهورية إلى أن يعلن براءته من حجب خدمة التواصل الاجتماعي. فعلها إردوغان وقد بقي على الانتخابات البلدية في تركيا أسبوع واحد فقط، فمنع «تويتر» عن عشرة ملايين تركي، على أمل أن يحجب أخبار الفضائح ضده وضد حزبه. أما لماذا «تويتر» دون بقية وسائل الاتصال، فلأنه يتحكم حاليا في أكثر من نصف وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، من تلفزيون وإذاعة وصحف. كما قام بإحالة قضاة للتقاعد، ونقل محققي الشرطة، الذين تجرأوا على التحقيق في اتهامات ضد ولده وولدي وزيرين آخرين، بالمتاجرة بالذهب الإيراني وجمعوا من ورائه ثروة طائلة، لتجاوز الحصار الغربي على النظام الإيراني. وحتى لو نجح إردوغان من خلال التعتيم الإعلامي على مواطنيه، وكسب الانتخابات البلدية، فإنه سيواجه استحقاق الانتخابات الرئاسية القريبة أيضا، وسيزداد وضعه صعوبة، ولا أظن إردوغان يخشى أن يفقد منصبه، وبريقه، وشعبيته، ويسقط سقوطا مدويا، بل الأخطر عليه أن يساق إلى المحاكمة إن ثبت تورطه شخصيا في قضايا التعامل…
الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أراد إيصال رسالة سهلة للناس بأن المجتمع في حاجة للسلطة ضد الفوضى، فقال إنه من دونها لن يستطيع الناس حماية حتى مؤخراتهم. وكانت تلك العبارة المثيرة كافية لإشغال الناس أسبوعا بأكثر من مليون تعليق ظريف عليها. في السابق، ما كان لرئيس الهيئة أن يتباسط في حديثه، ولا كان بإمكان أحد معرفة ردود فعل الناس على تصريح خارج النص كهذا. اليوم، نحن في عالم تفاعلي، ما نكتبه نسمع صداه لحظيا، لا يهم إن كان الرد منطقيا أو تحرشيا. في السابق، كانت الساحة الإعلامية سهلة التضاريس، وكان التربع عليها أمرا يسهل حسمه، إما بالسيطرة عليها من خلال القرارات، مثل منح أو منع الرخص الطباعية والإذاعية، وإما باستثمارات ضخمة. الآن، التراخيص لم تعد ضرورية للتواصل في الهواء المفتوح، والاستثمارات الفردية الصغيرة قادرة على تكوين نشاط إعلامي يستطيع من خلال التوأمة والتشارك والتدوير احتلال مساحة جيدة في السوق. هل هذه الحالة الجديدة حققت رضا نقاد الوضع القديم؟ ليس تماما، لقد كبرت السوق الإعلامية على الجميع وانشطرت إلى آلاف من الوحدات الجماهيرية. ثم إنه بين المتاجرة والمتعة ضاعت الجماعات الأخرى التي كانت تتمنى كسر الاحتكار الحكومي والتجاري. السعودية، مثلا، من أكثر الدول استهلاكا للهواتف التفاعلية، بل يضعها تقرير الأمم المتحدة كأكثر بلد في العالم نسبة الهواتف الجوالة فيه…
الإثنين ١٧ مارس ٢٠١٤
بحسرة، اعترف أحد المقاتلين السوريين أنهم خسروا معركة يبرود بعد أسابيع من القتال، قال «لم يكن أمامنا، وبأسلحتنا البسيطة، أن نصمد أكثر مما فعلنا، فآلاف من قوات الأسد وحزب الله المجهزة كانت أكبر من قدرتنا». يبرود ربما ليست معركة حاسمة، كما أن القصير لم تكن قاصمة، لكنها مؤشر خطير على اتجاه رياح الحرب. لقد أشغلت «داعش» و«جبهة النصرة» قوات الجيش الحر المعارض، وجرّتها إلى معارك جانبية، في حين وحّد الإيرانيون القوى التي تحت إدارتهم للزحف على المدن، واحدة بعد أخرى. ومهم أن نضع الأمور في نصابها. سقوط يبرود علامة خطر يجب أن تضيء الأنوار الحمراء في مراكز القرار العربية، لأنها تعبر عن نجاح إيران التي تقود الحرب في سوريا. فهي لا ترسل السلاح فحسب، بل تمد النظام بالمقاتلين بعد تجنيدهم من كل مكان، بما في ذلك باكستان والعراق، إضافة إلى الآلاف من حزب الله اللبناني. علينا ألا ننظر إلى حرب سوريا على أنها مجرد مواجهة أخرى في المنطقة، بل هي الحرب الإقليمية الفاصلة، لهذا يستميت الإيرانيون من أجل أن يكسبوها. إذا كسبوا سوريا، يعني أنهم سيطروا عمليا على الشمال العربي، سوريا والعراق ولبنان، ويكون سهلا عليهم تعزيز جبهات مكملة، في اليمن والصومال، إضافة إلى أن نظام البشير في السودان لم يتوقف قط عن خدمة العمل العسكري الإيراني. أما عواقب هذا…
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
في مقابلة له مع مجلة «أتلانتيك»، تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بموقفه؛ أن التفاوض مع إيران خياره الأفضل، وأن على دول المنطقة أن تتعايش وتتقبل هذا الأمر. وأنه حتى لو أكمل التفاوض ستة أشهر، أو عاما، ولم يفلح، فإنه يمكن إعادة العقوبات ودفع إيران نحو الانفتاح! من حق الرئيس الأميركي أن يقرر ما يراه مناسبا لبلده وشعبه، لكنه يخطئ عندما يفضل جانبا على آخر في رده على سؤال عن «مَن يراه أكثر خطرا التطرف السنّي أم الشيعي؟»، مادحا إيران بأن تصرفها أكثر استراتيجية لا عاطفية، ولها نظرة عالمية، وتقدر مصالحها؛ تحسب الربح والخسارة! نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن هتلر وصدام وكيم جونغ أون! إيران تملك بترولا مماثلا للسعودية، لكنها بلد فقير يعيش أهله في ضنك، لأكثر من 30 سنة، مثلما كان حال الصين الشيوعية والاتحاد السوفياتي وفيتنام وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية القاسية. كلها تهاوت رغم أن لديها نظرة استراتيجية عالمية لا عاطفية، كما وصف أوباما، معجبا بإيران! سيدي الرئيس، متطرفو الشيعة هم تماما مثل متطرفي السنّة، دعني أشرح لك الفارق؛ إن المتطرفين الشيعة هم في سدة الحكم، أي نظام خامنئي في طهران، وحزب الله في بيروت. أما متطرفو السنّة هم في المعارضة، مثل «القاعدة»، منبوذون يعيشون في الكهوف. ثق في أن غالبية إيران الشيعية ضد النظام المتطرف، والأرجح أن…
السبت ٠٨ مارس ٢٠١٤
هل يمكن للقرارات السعودية الأخيرة التي حملت نبرة تهديد عالية، وتسمية الجماعات المستهدفة، وجمعت كل مَن له نشاط ميداني عدائي في سلة واحدة، أن تنهي مشكلة استخدام السعودية والسعوديين، ناسا ومالا ومؤسسات؟ باسم تحفيظ القرآن، باسم الجهاد، باسم نجدة المظلوم.. كانت تدار مجاميع مختلفة بعضها لها مشاريع سياسية، ومعظمها تنظيمات مسلحة، العنف جزء من منهجها، وهي تعلن عن نشاطات خارجية ضد أعداء هم الغير، لكن في الحقيقة الهدف النهائي هو السعودية. بسبب تكرارها، مرة ضد الصرب، وأخرى ضد الأميركيين، وثالثة في الصومال، ورابعة في بورما، وخامسة ضد الأسد في سوريا، لم يعد هناك مجال للتشكيك في أنها هي نفسها، وهدفها الأخير واحد. لم تعد هناك حاجة للجدال حول صحة الاتهامات ضد هذه الجماعات، التي نجحت في تضليل الناس، حيث تدّعي براءتها، مدعية أنها ضحية للعداء للإسلام، وما يقال عن نشاطاتها السياسية أكاذيب، وبعضها تعترف بتسلحها وعنفها، لكنها تزعم أنه موجه ضد الغير والعدو. لم تبق كذبة إلا وانطلت على معظم السعوديين، عامة ومثقفين، ومع مرور السنين افتضحت، حيث لا علاقة للإسلام أو المسلمين بشيء مما يفعلون. آخر استخدامات حجة الدفاع عن المسلمين ما تفعله «جبهة النصرة» و«داعش» المتصلتان بتنظيم القاعدة. لقد قام العديد من الموالين لهما، وكذلك العديد من المغفلين، بجمع الأموال وتجنيد الرجال والدعاء لهذه الفئة في المساجد بحجة…
الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤
الجديد في الإشكال القطري هذه المرة العقوبة الجماعية، بسحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة. مع قطر دراما طويلة مستمرة منذ نحو عشرين عاما، مصدر إزعاج وقلاقل، إنها فعلا صداع الشقيقة. وقبل أن أرسم صورة لما يحدث، ألخصها في جملة واحدة؛ دوافع المشاحنات القطرية غالبا قطرية، وليست بالضرورة مشروعا موجها ضد أحد. هذه المرة يجد المواطن القطري نفسه في حرج شديد، وكذلك الحكومة الجديدة التي تريد أن تعلن عن نفسها بلغة الجيل الجديد. أتذكر أول إشكال افتعلته قطر كان في قمة الدوحة الخليجية عام 1990. كنت مع كتيبة من الصحافيين نقف وراء باب قاعة المؤتمر عندما فتح الباب واسعا، وخرج منه الوفد السعودي برئاسة الملك فهد - رحمه الله - الذي بدا عليه الضيق. عرفنا سريعا أن أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة أصر على الحديث فقط عن الخلاف مع البحرين حول الجزر، ورفض طلب الملك بتخصيص المؤتمر للبحث في قضية الكويت المحتلة من قبل قوات صدام منذ أربعة أشهر، حتى هدد رؤساء الوفود بالرحيل فوافق أخيرا. وبعد ست سنوات خصصت قطر محطتها الجديدة للهجوم على السعودية لأعوام، ساندت خطاب التطرف وتسويق قادة وأفكار «القاعدة»، ومن بينها الدعوة لإخراج «القوات الأميركية المشركة» من أرض «جزيرة العرب»، أي السعودية. وبعد أن خرجت القوات بيوم واحد أعلنت قطر عن استضافتها لها وبنت للأميركيين…