السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤
الإنسان بكل جبروته وعنجهيته وعبقريته أيضاً التي تفتقت من خوفه الفطري، هو من أجبن المخلوقات على الأرض، وتحت السماء. منذ فجر التاريخ والإنسان يخوض حروباً شعواء ضد بني جنسه، كما يخوضها ضد الطبيعة بشكل عام، لأنه خائف من عدوان وهمي يصوره له عقله، وهو العقل الذي قاد الإنسان لصناعة الأسلحة الفتاكة، بدءاً من المسدس بحجم كف اليد، وانتهاءً بالأسلحة النووية. خاف الإنسان في البدء من الزلازل والبراكين والسيول، ولجأ إلى الأشباح والجن والشياطين كي يحمي نفسه من بطش الطبيعة كما تصور وتوهم، ولكن بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وبعد أن بلغ الإنسان مبلغاً يجعله يعي أنه تجاوز الخوف من طوفان الطبيعة، بدأ يصطنع أعداءه من بني جنسه، وصار يتحزم بالسلاح الأعظم كي يتقي شر الآخر كما يدعي ويتخيل ويرسم من صور قاتمة ومحزنة ومؤلمة. فهذا الخيال البشري الذي انبثق من العقل الجبار، لم يحرر الإنسان من الخوف بعد أن انتصر على الكثير من محدثات الطبيعة، بل على العكس انقلب الصراع من صراع مع الطبيعة إلى صراع أكثر دموية بين الإنسان والإنسان متخذاً صوراً وأشكالاً مختلفة وذرائع وحجج، ومبررات حول العرق والدين واللون وغيرها من إشكاليات مصطنعة وزائفة ولكنها احتلت مساحات واسعة في وعي الإنسان، والخوف لم يستقر في مكانه في الوعي عند الصراعات بين الأمم، بل إنه انتقل…
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤
تعبر سفينة الخليج العربي من عُمان مروراً بدولة الإمارات ثم قطر فالسعودية والبحرين حتى تحط رحالها في الكويت. وبحر الخليج يحرس شراعها، وأمواجه بيضاء من غير سوء، وفي الأعماق تكمن لؤلؤة الفيض الإلهي، هناك تسكن مهجة الغواص، وهناك تداعب أنامله محارة العمر، «والسيب» ينتظر شد الحبل حتى تصبح قفة النور على سطح سفينة الخير. عندما تشرق الشمس ويصحو الخليج على نهمة البحار، تصبح أمواج الخليج جبالاً شماً تحرس مشاعر المغادرين إلى هناك، حيث اللجة الزرقاء والأشواق ووله القابضين على نجمة الليل، تناجيهم بروح الكائنات العفوية، وترفع النشيد عالياً، هيا نسكن أجنحة الريح، هيا نسكب الأغنيات فرحاً بعودة ميمونة إلى أحضان اليافعات اليانعات الرابضات خلف الأفق في انتظار مجيء الغيث السماوي، وحضور الغيمة النبيلة، واستتباب الأفئدة بعد شغف ولهف، هنا في هذا الخليج الأنعم، هذا الأنعم الأعم، هذا الأعم الأدهم، سكنت مهج وارتاحت ركاب على صهوات الفكرة الأزلية، وسارت جياد تبحث عن أمل، عن نبقة في خضم السدرة العملاقة، هنا سواعد جرت مراكب الفحولة واندمجت مع الوجود، في رحلة الكون المديد في المدى مدت أشرعة، وفي قلب السحابات ملأت ثغوراً بقبلات اللقاء بعد بعاد، هنا ترتبط الأواصر وتلتحم الدماء في نهر الخليج، منسجمة مع الأصول والفصول والتاريخ والجغرافيا، هنا الحب يكبر وتنمو خصلات سواحله، وعلى سفوح المجد والسؤدد والسد والود، ولا…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٤
بينما يعج العالم بغبار الطاقة التقليدية، ودخان النفايات التاريخية، يثب جواد الإمارات ببركة براكة النظيفة، بقدرة قيادة حكيمة آمنت بحب الأرض التي نمشي عليها، فسارت العجلة مندمجة مع الحياة بأفكار أنقى من عيون الطير، ورؤى أرق من الوردة، ونهج أدق من حد الرمش، وسياسة أرقى من شغاف الغيمة، وأحلام أوسع من المحيط، وطموحات أرفع من الجبال الشم، وأهداف أوضح من النهار. هكذا هي الإمارات تعمل جاهدة بفضل السياسة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجعل الإمارات دوماً في استدامة تاريخية، محملة على أكتاف طاقة إيجابية، أنعم من النسيم، طاقة أنظف من الشهد. الإمارات اليوم أصبحت في العالم أيقونة الاستدامة، وفعل الخير للناس أجمعين، تنعم بسياسة لها في الوجود كل ما يبشر بالخير، وكل ما يسطع بنور الأفكار النيرة، الإمارات اليوم تذهب للمستقبل بعقول منقاة من الدنس، وتنهض بإرادة أشف من عيون الماء. الإمارات ببركة براكة، تقوم بدور الريادة في صناعة الطاقة الأنيقة، وتتجلى بأهداف سامية أسمى من القصيدة العصماء، وأرفع من أبجدية الذائقة الحرة. جهود، وبذل، وعطاء لا يكفي، ولا يجف رحيقه، لأن القيادة الرشيدة، تتطلع دوماً لخير الوطن، ورفاه الإنسانية، وسلام العالم، ونقاء الأرض، وصفاء السماء. الإمارات اليوم في مراحل ذروتها النجاح الباهر في مختلف ميادين الحياة، وتأتي الطاقة، كمحرك لعجلة النمو…
الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤
لا تتوقف النخلة عن العطاء، لأنها وجدت لتعطي، ولا يتوقف النهر عن حلم البذل، ولا تتوقف الغيمة عن التبلل، كما لا تتوقف الإمارات عن السخاء، لأنها ولدت من مشيمة التفاني من أجل الآخر، لأنها تعمل دوماً بشيمة الأوفياء، لأنها تبوأت دور المساندة والتضامن إيماناً من القيادة الرشيدة، بالوقوف كتفاً بكتف مع الشقيق، والصديق، وعلى حد سواء، لأن التاريخ.. تاريخ الإمارات مبني على أسس القيم عالية المنسوب، وأخلاق الوفاء لكل ما هو حي ويعيش تحت سقف السماء، فوق الأرض. لمجرد أن تحدث أزمة، أو تلم ملمة بدولة أو شعب من شعوب العالم قاطبة، نجد الإمارات حاضرة تلبي النداء وتعمل بكل جهد لأجل رفع الضيم وكشف الغمة، ومنع الكدر من أن يحيق بالأخ في الإنسانية، ومن دون تصنيف أو اصطفاف، فقط هي الروح الإنسانية التي تدفع بالعجلة الإماراتية كي تذهب إلى هناك أو هنا، تبذل الأيادي البيضاء في مسح العرق عن الجباه المتعبة، وإزالة الغبار عن الوجوه الكدرة، وترتيب مشاعر الناس جميعاً، وتهذيب قلوبهم كي يبقى الفرح موطناً أصيلاً في القلوب، ويبقى الحلم الزاهي طائر الشوق التاريخي يداعب الجفون. هذه هي سجية النبلاء، وهذه هي أخلاق النجباء في بلد نشأ على أخلاق زايد الخير، طيب الله ثراه، والقيادة الحكيمة تحذو حذو هذا النعيم الأخلاقي الذي نشره المغفور له في أرجاء القلوب، وأنعم…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
كم من وردة تفتحت، وكم من دمعة ذرفت، وكم من ابتسامة افترشت شرشفها على المباسم، وكم من كف امتدت كي تلامس جدائل بلون الليل منسحبة حتى المنكبين، وكم من عباءة تعطرت بزجاجة الصباح البهي، وكم من روح خفقت متذكرة أياماً خوالي كانت تحمل في الطيات مشاهد لمستقبل وصوراً بلون البحر، وكم من مشاعر تدفقت كأنها الجداول تسبح على تراب مخيلة ذاقت طعم الألفة في أيام كانت فيها العلاقة مع المدرسة كما هي العلاقة مع محاريب العبادة. في هذا اليوم تستدعي الذاكرة، ونستدرج الماضي ندعوه للحضور حالاً، كي يحكي لنا قصة اليوم الأول في زمن كانت فيه المدرسة، ساحة اندماج مع قميص المدرسة الأبيض، والبنطال الرمادي، وربما يكون هذا الملبس أضيق، أو أوسع من المقاس الطبيعي لجسم الطالب، ولكن كانت له فرحته المميزة، كانت له لهفته وهو يمسك على الأجساد الصغيرة ببشرى غد أكثر إشراقاً، وأكثر طموحات، ولم يكن ذلك اليوم في زمام العين، وإنما كان مجرد حلم، واليوم عندما نطالع دفتر الأيام، عندما نقلب الصفحات ونقرأ عن طبيب أبدع في فن الجراحة، أو مهندس برع في اختراع طريقة لبناء جسر يربط بين ضفتين في مدينة من مدننا العامرة بأهلها وعشاقها، والقائمة تطول لمبدعين كانوا صغاراً بقمصان مترهلة، واليوم يعكفون على الحاضر، بعلامات مميزة في درجاتهم العالية، وهم يطرقون أبواب الحياة…
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤
في الإمارات، يزرع الإنسان في كل صباح زهرة الولوج إلى الحياة، مستدعياً الأثر الطيب في العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وهذه الأرض التي هي الخيمة، وهي النعمة، وهي الغيمة، وهي النجمة التي تضيء فناء القلب بمصابيح الحب، وتجعل من الحياة باحة خضراء مزروعة بالفرح، تترعرع في حقولها غزلان الأمل والتفاؤل برحلة طويلة تمتد إلى الأفق، مشفوعة بتلاحم الناس أجمعين، وتضامن يحوِّل الحياة إلى مغزل قماشة الحرير، والأيدي عناقيد ترفع الثمار الطيبة، ويدلي الطير بتصريح صريح، بأن هذا البلد، هذه الإمارات، المكان الأوفر حظاً لانتماء الإنسان لإنسانيته والزمان الأجدر بأن يحفظ الود بين التاريخ ومن يكتبون سطوره على صفحات تضاريس وطن، استمد مكانته من تمكينه للإنسان بأن يأخذ بزمام الطموحات ويذهب بعيداً نحو بيت المستقبل، ويطرق أبوابه بجرأة وجدارة، ويقول، هذا أنا أحببت الناس جميعاً، فأحبوني ووضعوني بين الرمش والرمش، وصرت في العالمين العلامة المميزة لرخاء المشاعر وثراء المعاني وغنى الإرادة. هكذا استطاعت الإمارات أن تصنع غد الإنسان، مكللاً بقدرات عقلية ونفسية فائقة، عندما نقرأ السطور وما بينها نجد أن لهذه الفرادة تاريخاً ممتداً منذ البناء الأول لدولة الاتحاد وحلم الباني المؤسس، رحمه الله، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثره ومآثره تمضي القيادة الرشيدة مؤزرة بكم هائل من القيم الأخلاقية،…
الأحد ١٨ أغسطس ٢٠٢٤
الهلال الإماراتي تهب واقفة لإشفاء الطفلة اليمنية إمارات محمد، وبترياق المحبة ونخوة أهل هذا الوطن، استطاعت الطفلة إمارات محمد أن تتعافى من المرض الخبيث الذي ألم بساقها، وتتمكن من التفاؤل بطفولة سعيدة لا يعرقلها المرض، ولا تعيقها الحاجة، ولا تعكر صفو عفويتها عازة. هذه وثبة إماراتية من وثبات على مستوى العالم تحققها دولة الإمارات إيماناً من القيادة الرشيدة بأن للعون صوناً، وأن لوثبات الخير شعاع أمل واسع الحدقات، يعم الشقيق والصديق، وهي جينة إماراتية فريدة تتمتع بها سياسة دولة قامت على نشر الفضيلة في عموم الكرة الأرضية، وهو مبدأ ثابت لا يتزعزع، وهي قيم راسخة في العقل والوجدان امتلكتها الإمارات دون سائر الأوطان، متخذة من فضيلة العطاء سلوكاً، ومن اليد الممدودة طريقاً لمد الإنسانية بأقدس ما قامت عليه الحضارات، ونشأت في غضونه الأمم الراقية. الطفلة اليمنية اليوم تنظر إلى قدمها المتعافية، وترفع اليدين الصغيرتين، وتشكر الله أولاً ثم الإمارات التي هيأت لها من أمرها سبيل العافية، وغداً تكبر هذه الطفلة ومعها تكبر مشاعر الثناء والعرفان لكل من ساهم في إعادة الابتسامة إلى ثغرها الصغير وكل من سعى، وكل من حمل رسالة ألمها وغلفه بظرف التسامي وخطَّ على صفحته كلمة لبيك، هذه الطفلة هذه الفراشة هذه الروح التي تدفقت فرحاً لمجرد أن نامت ليلة بلا ألم، وصحت مع شروق الشمس تبحث…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٤
في الإمارات العقل مسرح واسع لحركة التمثيل الفني في بناء حالة شبابية ناهضة متوقدة مستوفية كافة شروط الإبداع، وفي الإمارات يد ترسم صورة المستقبل على صفحات مائية سلسة تواقة إلى منازل النجوم جزيلة في العطاء لا تتوقف جداولها عن إرواء الجذور تفيض بمعطيات الإرث الإماراتي القائم دوماً على نحت الأرض بأظافر الجد والاجتهاد وركوب الموجة بسواعد الأمل والطموحات الكبيرة وتطلعات العقل المسترخي على أريكة النبوغ والتربع على عرش القدرات الهائلة. في الاحتفاء بيوم الشباب العالمي نرى شبابنا وهم قد تبوؤوا منصات عالية المنسوب وهم كتبوا على سبورة التاريخ عناوين مجد الوطن مستلهمين هذا التفوق المهيب من رؤية قيادة حكيمة سخرت الممكن ومهدت اللا ممكن وجعلت المستحيل سجادة بيضاء ناصعة أهدابها من حرير البلاغة الذهنية ووعي العقل بأهمية أن يكون للشباب مقعد عظيم وسط عالم يسهب في المشي قدماً نحو غايات التقدم وباتجاه تحقيق الأحلام المضاءة بملكات العقل الصافي كما قال فيلسوف «العقل النقدي» وبهذه السمات تبدو الإمارات اليوم تتأبط الحلم الزاهي ونصب العينين جداول حلم لا بد من الوصول إليها ولا بد من ملامسة شغافها ولا بد من تحقيق طموحات قيادة آمنت بأن الشباب هم أمل الغد وهم شعلته وهم شمعته وهم الوقود الذي يحرك آلة التقدم ويمنح الحياة قدرتها على تحقيق الأهداف السامية، فالعالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠٢٤
عندما تصبح الحياة مسرحاً كوميدياً هادفاً إلى عيش سليم بلا رواسب ولا خرائب، ولا نواكب، يكون الوطن كفاً ممدودة من أجل سلام الناس، وعيشهم الهانئ، وعلاقتهم الضرورية مع متطلبات المستقبل، وتطلعات تفوق مستوى الأفق، وطموحات تتجاوز حدود الغيمة. في أبوظبي العاصمة الزاهية تبدو السماء قبعة عملاقة مزينة ببريق العيون التي في طرفها حور، والأرض تزهو بكعوب أمنة، تسري على تراب الأرض محملة بثواب السلام النفسي، وأحلام الغد المشرق المتوج بعلاقة الإنسان والإنسان، كما هي العلاقة بين الأغصان، ودبي الذاهبة إلى قلب قصيدة الجمال ترفل اليوم بسندس الأمن، واستبرق السلام مما جعلها أيقونة ترسم صورة «موناليزية» تزهو بمشاريع النهضة ومكتسبات النمو الحضاري الذي لا نظير له بما يتمتع به هذا الصرح العالي من نضارة إبداعية وخلابة بلاغية، ونبوغ في المعنى الإنساني. أبوظبي ودبي تتبعان الظل الحضاري بخطوات واثقة ثابتة راسخة في جذور النخلة شامخة عند قمم الجبال. هذا البعد في فصول التقدم جعل من بلادنا محطة استراحة لكل من أنهكته دروب السخط، وكل من أوهنت مشاعره عواهن انعدام الأمن، ونفاذ صبر السلام، وخلو المكان من لحظة سلام مع النفس. في بلادنا نموذج للإنسان المثالي الإنسان الذي ينعم بحرية العيش، ومن دون منغصات ولا عقبات ولا نكبات تعرقل طريق إلى حياة تفترش ملاءة الأحلام البهية. في بلادنا لا يوجد من يقعد على…
الخميس ٠١ أغسطس ٢٠٢٤
على مستوى الإمارات بدءاً من ليوا ومروراً بالذيد ولا نهاية لهذا العرس التاريخي احتفالاً بالرطب واحتفاء وبالنخلة هو ذلك العقل الباطن الذي يظل النبراس الذي أضاء، وهو الفأس الذي شق باطن التراب بحثاً عن درة الماء والتراب وروح الحياة للإنسان الإماراتي. الاستقبال الحار لميلاد الرطب في الإمارات، إنما هو مصافحة للأصفر الفاقع الأحمر القاني هو سيرورة العناق بين أيدي العشاق والمعشوقة نخلة الأحلام الزاهية. منذ فجر التاريخ، اتخذت النخلة مقعدها المخملي في أفئدة هذا الشعب، وسكنت في الأرواح شغفاً ولهفاً، وصارت القامة والهامة وقيامة الحشر العاطفي ولقمة المساء والصباح لإنسان وجد نفسه في قلب الصحراء يقطف ثمرات العذوبة، ويتسرب في ضمير النخلة كما هي الجداول التي أغدقت الجذوع بترياق النمو وسموق الأغصان وبسوق الأعناق. في بلادنا للنخلة فصول ارتواء ومواسم ذائقة، في بلادنا لعناقيد الأصفر والأحمر أنامل تداعب شغاف الأفئدة ورموش تظل المشاعر برهافة المعنى، وترسم صورة لغابات تسامت وارتقت وتعالت واعتلت حبال الأعطاف حتى صارت في الجوهر نقطة الارتكاز في دائرة الوعي حتى بدت في الوعي نجمة تضيء ذاكرة ما انطفأت مصابيحها على مر الزمان لأنها القناديل التي تضفر جدائل الجمال في عيون العشاق، وترسخ الذائقة الجمالية على سبورة الأجيال المتعاقبة. النخلة حبل الوصل ما بين تمرة الروح وكف مخضب بالعرق، النخلة في الوجود جود وجواد يهب الحياة صهيل…
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠٢٤
في سبر القراءة جمال في المعنى ونبل في المفردة، حيث الكتاب الذي يقع بين يديك يصبح مثل وردة تشكل جمال العينين وتلون الروح ببياض الصورة، صورة العالم من حولك، فلا يشعر الإنسان بالتعاسة إلا عندما تغيب عن عينيه نجمة الكلمة وتطفئ الجملة مصابيحها، ويخيم الليل على كاهل الإنسان، وتصبح السماء مجرد قبعة بلاستيكية خاوية من اللون.. واليوم، ونحن نشهد تعاظم القناعة بأهمية القراءة والدور العظيم الذي تقوم به الدولة في تشجيع القراءة وورشات الفعل القرائي، كل ذلك يدعو إلى الفرح حيث المصابيح تفتح جداولها الضوئية، وحيث الصغار يتسابقون لأجل قطف ثمرة القراءة، وأول الثمرات انفتاح الوعي على العالم، وانسكاب الفكرة مثل زخات المطر على الأذهان والتخلص من الفراغ الرهيب، والتحرر من غابة الجهل، والانعتاق من وهدة العزلة بلا كتاب، وفك الاشتباك مع الصور الوهمية لوجوه الماضي، وما خلفته هذه الوجوه من خدع بصرية جعلت العالم ليس أكثر من عصاب قهري يفتك بالروح والجسد على حد سواء. القراءة ليست ترفاً بقدر ما هي حاجة وجودية وضرورة حياتية، إن جفت جداولها تاه الإنسان في غياهب التعب النفسي، وضاعت بوصلة مراكبه في عباب بحور غامقة ولجج سوداء مخيفة. القراءة مساحة واسعة من البياض، وتقيم على أرضها نفس مطمئنة، وتتعانق على فراشها مشاعر إنسانية نبيلة، وترتفع هامة الحب عندما يدرك الإنسان أن القراءة هي…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠٢٤
في دبلوماسية الإمارات، قوة عظمى ناعمة، عالمية التوجه، إنسانية الضمير، لها جهوزية التواصل مع الآخر من دون حدود ولا سدود، ولا رتوش، تعرقل لغة القواسم المشتركة. في خضم الأزمة الروسية الأوكرانية، تبدو الإمارات جناح المودة الذي يحمي أواصر العلاقات بين الدول من طلقات الموت ومن حمى العنف، وأسباب التشققات في قماشة الجيرة بين الدول. فمهما تكن الخلافات حامية الوطيس، ومهما تكن العلاقات تغوص في بحار مسجورة، فإن عبقرية إدارة الحوار بين المتنازعين تقدم ترياقاً شافياً لكل ما يطرأ من شحنات حارقة، تذيب الصخر، وتصهر الحديد في الدماء الفائرة. الإمارات بفطنة ريادتها السياسية، تمتلك اليوم رصيداً عالياً في إدارة الحوار بين المتخاصمين، وتجيد لغة التفاهم ببلاغة دبلوماسية محنكة، ونبوغ سياسي فذ، أتاح لها القدرة على تحقيق إنجازات مهمة في مجال الوساطة بين الدولتين المتحاربتين (روسيا. أوكرانيا) ومن خلال ست وساطات، استطاعت الإمارات أن تفك أسر 1558 أسيراً خلال العام الحالي وهذا دليل على النجاح الباهر الذي تملك زمامه دولة، أصبحت اليوم في الريادة في ميدان عقد المصالحات بين دول بينها وبعض ما صنع الحداد، وهذا لا شك أنه يمنح الإمارات صورة زاهية متألقة بين الأمم، ولا شك أن هذه الصورة لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة لتاريخ إماراتي طويل، استند إلى إرث قيادة تفيض بسمات اللغة الشفافة، والحوار الناعم المبني…