علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

أحلام رمضان نهارية

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

منذ أن يستيقظ الصائمون حتى غروب الشمس، فهم يعيشون أحلاماً نهارية مضاءة بمشاعر بهية زاهية بالصور الخيالية المبهرة. وتفوق أحلام الصغار سواهم؛ لأن هذه الفئة تمتلك مساحة واسعة من أفنية المخيلة، والتي تسبح فيها طيور الأحلام في خيلاء وبهجة وسرور ونشاط، وقد يرجع الناس هذه الحالة إلى الصيام كون الصائم يفقد وجبة نهارية رئيسية وهي وجبة الغداء؛ مما يجعله يتأهب للوجبة التالية (الفطور) التي يستعيض بها عن تلك الوجبة النهارية، وهذه قد تكون جزءاً من الحالة الشعورية التي تنتاب الصائمين، ولكن الجزء الأهم كما أعتقد هو أن للصوم طقساً خاصاً تشتعل فيه الأحلام بأريحية، وتكون الساعات النهارية مشبعة بمنمنمات من المشاعر الإيمانية، والتي تأخذ الصائم إلى فضاءات روحانية تفترش سجادتها عند عتبة الروح، ثم تبدأ في فتح نافذة الخيال، الذي بدوره يحمل على أجنحته حزمة من الأحلام، والتي تصور الحياة على غير ما هي في العادة في الأيام قبل وبعد شهر رمضان، ونلمح رغوة صابون المشاعر الرمضانية على الوجوه، فليست هي الوجوه نفسها في شهور السنة الأخرى، ففي رمضان تبدو الوجوه كأنها أطباق تفوح برائحة عطرية الوجنات تنضح بدماء نقية، والعيون تشع ببريق رمضاني يحكي قصة السفر عبر الزمن، وتستمر هذه الخيالات تدير رحاها خلال الشهر الرمضاني، حتى إنك في أول يوم من أيام عيد الفطر قد تشعر بانتكاسة غريبة،…

كم أنتِ عظيمة

الأحد ٢٤ مارس ٢٠٢٤

كم أنتِ عظيمة، فلا تكفيك الدفاتر، ولا يتسع عطاؤك المحيطات، ولا توازيكِ الجبال الشم، ولا تساويكِ أحلام الطفولة. فأنتِ.. أنتِ التي تحملت وزر العمر، وعلى كتفك وضعت جرة الماء لتسقي أطفالاً فتحوا أفواه الأمل لينجلي عنهم ظمأ الليالي وشظف النهار. أنتِ التي وقفت عند عتبة الخيمة تستشرفين شروق الشمس كي تبدئي رحلة اليوم الجديد إلى تلك البقاع البعيدة سعياً لقطف ثمرات الغاف والسمر لتورين موقف اللقمة الساخنة، أنتِ ولا سواك التي أخذت على عاتقكِ مسؤولية بناء الجدران العالية، أنتِ التي قلت ذات يوم ستكبر يا بني وستكون العضد لأبيك والسند لأمك، وها أنتِ اليوم تسجين جسداً على مهد المراحل المتأخرة وعيناك تبحلقان في اللاشيء، وقلبك يهتف لأجل القبلة المتشظية، أنتِ اليوم أيتها العظيمة تحتفل بك الجهات والعالم يصفق لك، لأنك أنجزت وبرعت وأدهشتِ وأذهلتِ ولم تزل يداكِ المعروقتان تند بالعرق ووجهك المنحوت بالأخاديد يطل على مهجتي بابتسامة أروع من لمعة النجم وأجمل من ومضة القمر. أنتِ أيتها العظيمة، تكبر القامات وهي تطل على عينيك الشاسعتين، وتكبر العزائم والناس يقرأون في كتابكِ المسطر بالذهب، وأنتِ.. وأنتِ التي علمتني كيف أمسك بزمام الحلم، وكيف أمتلك أجنحة الطير وأحلق في فضاءات حكاياتك الليلية يوم كنت ترفعين النشيد عالياً وتهزين مهد الصغير، وتقولين بحشرجة نم حبيبي كي تشرق الشمس من دون رتوش أو غبش،…

مساءات الزمن الجميل

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤

قبل المغرب، وقبل أن يصدح صوت المؤذن ذلك الرجل الجليل، وقبل أن ترتفع نغمة النداء الإلهي إلى أسماع الناس كان الصغار يلتفون عند زاوية زقاق القرية، ويتدافعون بمرح يتلمظون الشفاه الناشفة، ويبتلعون الهواء الرطب بشغف الجائعين، ولكن لم يكن لرمضان إلا رونق الانتظار، كما هو انتظار العاشق لقرة العين ولب الفؤاد. وما إن تخرج أول كلمة من فم المؤذن (الله) حتى تنطلق السيقان السمراء عارية إلا من الإرادة باتجاه بسط الطعام المنثورة كالدر النفيس بين الأزقة، حيث يتجمع رجال القرية حول الموائد المعقودة على تراب الأرض ودخان الهريس يعبق المكان، وكذلك رائحة الثريد. هنا في هذا الموقف الاحتفالي تسمع لهاث الصغار الذين أنهكهم الجري لمجرد سماع الأذان، وتسمع طقطقة الحناجر، وهي تسرب الماء البارد إلى المعد الخاوية، بينما الكبار يزجرون ويحذرون من الإكثار من شرب الماء، وضرره على البطون الخالية. في هذا الوقت يصمت الزمن، وتتوقف ساعته عن الدوران حول التعاقب بين الليل والنهار، كما أن المنهمكين على غرف الأنواع المختلفة من الطعام يغوصون في صمت مريع، ولا تتحرك سوى الشفاه، ومن تحتها الأسنان الجازمة لكل ما هو عصيب. بعد الإفطار، وبعد الصلاة ترتفع الأصوات وتسمع تغاريد الطيور بين الأزقة كأنها الأطباق المعدنية، وهي تلتطم بصفحات البسط الناعمة تسمع الصراخ والضحك مختلطاً ببعضه بعضاً كأنه صفعات الريح على أوراق الشجر.…

مع الناس

الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠٢٤

  مع الناس وبشيم الكبار تبدو الابتسامة العفوية كأنها السحابة تسبك قطرات الفرح على قلوب البسطاء الذين تحلقوا حول القامة الهيابة في لحظة من أسعد لحظات المسلم وهو ينتظر صوت الجلالة يرتقي إلى فضاءات الأرواح المشغوفة بقطرة البلل تسقي شفة ظمأى. وعيون القائد تقرأ ملامح الفرحة على وجنات وجباه، عيون القائد تتأمل هذه الوجوه المفتوحة على السماء، منشرحة بالمناسبة التي ظللت أعناقهم بالعز والفخر، لأن المشهد لا يتكرر إلا في الإمارات، والحدث لا يسطع قمره إلا في هذا البلد الذي تخرج جل أبنائه في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، مدرسة زايد الخير رسخت قيم الإخاء والتضامن والتسامح والتواضع والحب، حب الآخر بما تقتضيه الحاجة الوجودية لعالم يحتاج إلى الحب أكثر من حاجته إلى الماء والهواء، وهذه السمات الجليلة لا أثر لها ولا صورة ولا سيرة إلا في هذا البلد، في الإمارات التي نهل أهلها من معين لا ينضب، ومن رحيق لا يجف، والشذا مستمر لأن عيال زايد أخلصوا لله وللإنسان وللوطن، وهذه هي قافلة المعاني الطيبة تبرز اليوم في مختلف المناسبات الدينية والرسمية، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس الأول، إلى جامع الشيخ زايد الكبير، وتناول طعام الإفطار مع جموع المسلمين، لفتة…

أطفالنا.. أكبادنا

الأحد ١٧ مارس ٢٠٢٤

في الإمارات الإنسان أولاً، وفاتحة الاهتمام هو الطفل لأن به يكمن المستقبل وعلى جبينه تضاء قناديل الأمل، وبين يديه صنارة البحر محراث الأرض وصورة زاهية لغدٍ يتقدم بتفاؤل وصدق وحب؛ لأن عافية الطفل هي السند والعضد، هي الطاقة حاملة الإرادة نحو غايات وأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بعزائم أطفال نشؤوا على الثقة بالنفس والثبات على القيم والمثابرة والمبادرة والمهارة في اتخاذ القرارات، والجودة في اتباع الخطط والبراعة في تقديم الآراء والذكاء في تناول المعطيات. كل هذه الجداول المتدفقة من ضمير الطفل لا تتم إلا إذا تشبع النهر من زخ المطر الأسري، وأصبح فياضاً بالعذوبة، هياباً في التعبير عن المواقف. يتحدث الكثيرون عن تنمر الأطفال، وهذه طامة كبرى يقع فيها المنظرون والمحللون؛ لأن التنمر في الأساس لا يبدأ من الطفل وليس طفرة جينية مباغتة، بل إن التنمر فعل أسرة جهلت التعامل مع الطفل وأفقدته الثقة بالوالدين، مما جعله يبحث في الخارج عن «الأنا الأعلى» والذي كان من المفترض أن يجده في البيت وفي أحضان الأسرة. الإمارات بوعي المسؤولين عن علاقة الطفل بالأسرة وفي مختلف المؤسسات المعنية، أصبح اليوم الطفل فيها «طفلاً كبيراً»، بمعنى أن هذا الطفل الذي حظي بالرعاية والعناية من قبل الوالدين، وبدعم كامل من الدولة خرج إلى الشارع متسلحاً بمعنويات عالية وبثقافة تملأ وعاء العقل بسبائك الذهب، الأمر الذي…

لقاءات كنسائم الفجر

السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤

في شهر تأتلف فيه الفضائل وتزهر النهار بابتسامات وجوه لها في وجدان الوطن رسوم ووشوم لها في ذاكرة الإنسان صورة وطن يضاء تاريخه بمصابيح الإنجازات العظيمة التي سبكت قلائدها عقلية قيادة فذة آمنت بأن الحياة جهاد من أجل إسعاد الناس ومن أجل توفير الرخاء كي يصبح سجادة المخمل التي تطأها أقدام عشاق الحياة. في لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود والمسؤولين في هذا الشهر الفضيل لهي صفحة من صفحات الحميمية التي تجمع قادتنا وتؤلف بين مشاعرهم مما يجعل الأهداف طيعة والتطلعات سلسة والطموحات تجري مجرى الدماء في العروق. الإمارات التي نشأت على المحبة أصبحت اليوم مثالاً يحتذى به في عالم يفتقد مثل النموذج الإماراتي وعبرته وعبارته وهو الأمر الذي يجعل هذا الوطن يعبر محيط التاريخ الحديث بحرفية ونباهة منقطعة النظير وقدرات فائقة للتصدي للتحديات وإبداعات بالغة المنسوب مدهشة المعطى وليس في الأمر سحر وإنما لأن القيادة الرشيدة لديها من إمكانات الحب ما يجعل هذا الحب النهر الذي تنمو على ضفافه أشجار التألق وتتفرع أغصانها حتى تنال عنان السماء. الإمارات بالحب استطاعت أن تصنع فرق العمل وبالثقة في الإمكانات تمكنت من تجاوز أقسى العقبات وتخترق أصعب العواقب. اليوم عندما نتابع اللقاءات بين القائد وإخوانه أعضاء…

ضيف بفوانيس النور

الأحد ١٠ مارس ٢٠٢٤

لمجرد الحديث عن استقبال الشهر الكريم، تقفز صور ومشاهد، ويطرق الآذان صوت المسحراتي تحت جنح الليل، وبين الأزقة الساكنة، وقبل بزوغ الفجر. عوالم، وطقوس، وحكايات وأحلام، ورائحة الخبز، بأنواعه المختلفة، ودخان الهريس، والخبيص، وملمس الأطباق الخزفية، المغسولة بدهن الأيادي المعروقة، وصباحات طفولية ناعسة، ولم تزل تفرك الجفون، بغية مطاردة أجنحة النوم. هذه لوحات فنية عفوية فطرية، بثياب الليل، مضمخاً برائحة النوم، وتعب العيون إثر الاستيقاظ المزعج، ولكن لا تمر دقائق حتى تتحرك المشاعر في نشاط، ودأب، ومناكفات بين الصغار، وتسابقهم على قطف ثمرات جهد الأمهات، وبينما تأتلف الأسر على دعوات وتسابيح الرجال ذوي اللحى الممزوجة بماء الوضوء، يصرخ الرجل الأسمر الجميل بصوت أشبه بالمناجاة، وتتبعه أصوات صغار، وكأنها الصدى، لرنات الطبل، اليوم وأنت تتابع النشرات الإعلانية، عن حزمة المسلسلات، والبرامج الفنية، والثقافية، تشعر بمدى فقر الذهنية في زمن كانت الحياة الثقافية فيه مجرد طبق يستدير على مادة وحيدة، وهي المجالس الرمضانية ما بعد الإفطار، وما يرافقها من حضور جميل لقراءات، وقصص دينية، يتلوها ذوو الخبرة من رجال القرية. اليوم المائدة الرمضانية الثقافية ثرية ودسمة، ووفيرة التنويعات، من النشاطات الدينية والثقافية والفنية، مما يجعل هذا الشهر ليس شهر بكائيات، وظلام دامس يخيم على الرؤوس حتى شروق الشمس، ليبدأ هذا القرص الذهبي في تلوين الحياة، بمعدن الانتشار في أرض الله. اليوم الليل…

مجالس الداخلية.. جذور وأصول

الأحد ٠٣ مارس ٢٠٢٤

تعلم الناس على مدى الأزمان والعصور صورة مغايرة للواقع عن الشرطة وكل من يرتدي الزي العسكري، ولكن في الإمارات تبدو الصورة مختلفة تماماً، ورجل الشرطة هو السقف الذي يظلل الناس بالدفء والأمان والإحساس بالأنفة والكبرياء. عندما ترى رجل الشرطة في الشارع وفي أي مكان تشعر بشيء ما في داخلك يهمس في أذنيك، ويقول لك أنت في أمان أنت تتمتع بحائط سميك يمنحك المنعة والقوة، أنت في محيط يطوقك بأذرع المحبة. الوعي الشرطي في الإمارات صناعة وطنية متناهية في الاستثنائية، وفي ذروة الفرادة الوعي الشرطي يمنحك القوة، ويهديك صورة ناصعة عن الحياة في بلد تمتع منذ الأزل بالشراكة بين رجل الشرطة والناس الآخرين، جميعهم يتقاسمون رغيف الالتفاف حول الوطن، جميعهم يتشاركون الحب لوطن يذهب إلى المستقبل بمرآة صافية نقية من الغبار. ولاستكمال الدور الشرطي في الحياة الاجتماعية عملت وزارة الداخلية على تشكيل مجالس رمضانية، هدفها رسم الصورة المنطقية لدور الشرطة بشكل خاص والدور المحوري لوزارة الداخلية، وهو الدور الذي يقوم على الانغماس في الحياة الاجتماعية، معاصرة هموم الناس وتطلعاتهم وطموحاتهم كون رجل الشرطة هو من الناس ومن دمهم ولحمهم. خطوات تستضيء بنور الإدراك التام للمسؤولين في الوزارة وقيادتها الشابة على أن الدور الجوهري لهذه المؤسسة الاجتماعية هو دور اندماج الماء بالماء وتعانق الجذور بالأصول، وإدراك أن الهوية ترسيخ جذور الشجرة في…

الحضور القوي

السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤

للإمارات في العالم حضورٌ كأنه لمسة النجم على جبين الوجود، كأنه وعي العبقرية بأهمية الحياة، كأنه تشابك العناقيد في القمم الشم. هذه السمات وهذه الخصال وهذه السجايا لم تبرز من فراغ، وإنما هي نتيجة تلقائية للجهود التي تبذلها القيادة من أجل فتح النوافذ على الأفق والإطلالة على العالم، والنظر إلى شكل الكرة الأرضية وهي تستدير على البشرية، كأنها الذراع المومي، وتلثم خد الأبناء بحرارة فطرية، وهكذا تمضي الإمارات بخيالها الواسع وقدرتها الفائقة على التصوير وسبك خيوط الحلم من ذهب الفكرة العبقرية. هكذا تفكر القيادة لأجل ترسيخ مكانة الدولة في المخيلة الكونية وتثبيت علاماتها البارزة عند كل مشهد من مشاهد البوح العالمي. اليوم تبدو الإمارات في العالم قارة تضم مشاعر الناس أجمعين وتحيط بمعضلات عصرهم وما تعرقل من خطواتهم وهم في الطريق إلى المستقبل. اليوم الإمارات تقوم بدور الدوزنة وتشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء وتهذيب خلق الحضارة الذي اعترته قشعريرة التهور، ولأن الإمارات ترتكز على مثل البناة المؤسسين فهي قادرة على تقديم النموذج في الحضور السامي، قادرة على القيام بدور قيادي يحترم علاقاته مع الآخر ومن دون إفراط ولا تفريط. عندما نقرأ الحركة الدبلوماسية الإماراتية نشعر بالفخر والاعتزاز بأن لدينا قيادة شابة واعية تدير حركة الدورة الدموية في جسد السياسة بإتقان واتزان وأمان مما يجعل العالم يتوافد إلى بلادنا بشغف الذين…

التطوع سمة الأوفياء

الخميس ٢٩ فبراير ٢٠٢٤

لسنا أفراداً متطوعين، بل نحن دولة متطوعة، فالتطوع سمة الأوفياء، التطوع لغة العفوية، فطرة الجداول، وهي تمارس وعي العطاء من دون قوانين رسمية، فطرة الوردة وهي تقف عند عتبة باب منزل، وتهدي الشذا طواعية ومن دون مقدمات ولا نظريات ولا قوانين وضعية. اليوم نرى التطوع في الإمارات قانوناً عفوياً فطرياً تسنه روح الناس النجباء، وتضع قوانينه قيم توارثها الأبناء عن الآباء، وهكذا تسير القافلة باتجاه التضحيات، موسومة بأعراف وتقاليد وعادات رسمت ملامحها على الوجوه، ووضعت بصمة حب الآخر على صفحات القلوب. الإمارات اليوم تبدو في المشهد الإنساني دولة العطاء من غير حدود، ولا تضاريس مجزأة؛ لأن الوعي الرسمي والشعبي يسيران باتجاه واحد، هو قرص الشمس الذي يدلي بخيوط الحرير نحو الأرض، وهي الطبيعة وجبلة المخلوقات التي تنمو فيها وشائج الحب، وتترعرع عناقيد الشفافية، وتبزغ المسؤولية الوجودية في النفوس كأنها الفجر يشعشع نوره في الأفق ليهدي الناس وضوح الرؤية، ويمنحهم القدرة الفائقة لمشاهدة صفحات الكون جلية خالية من الخدوش. الإمارات اليوم تقف على المنصات العالمية، تقدم الدروس في العطاء، والعبر في التطوع، ونرى هذا الترياق مرسوماً على جباه الأبناء، نراه يوشح الوجوه بابتسامة رضا، والأيدي تمتد بسخاء. عشنا هذه اللحظات في زمن كورونا، ورأينا كيف كان التطوع يسير قوافله الفذة تحت سقوف تلك الخيام الشاسعة، وكيف كان المتطوعون من أبناء الوطن…

Cop28 إلهام ونجاح

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤

في لمحة ود مع الحياة، في مهمة وطنية وإنسانية، استطاعت الإمارات أن تضع الحروف على جمل المعرفة، وأن تسدد الخطى، بوثبات الجياد الأصيلة، وأن تحقق التميز، بكل فخر واعتزاز، وكان لثقة العالم وإيمانه بأن الإمارات أرض التفرد، والاستثنائية، والرقم الأول، هذا الإدراك. بدوره خلق ذلك التواصل الممتد من رحلة أولى إلى النجاح وهي الجوهر، والمحور، نجاح مشروعنا الاتحادي الذي صنع المجد لدولة وإنسان، ثم أتت سائر النجاحات، والوثبات المذهلة، أتت تحمل في طياتها بشائر الخير للعالم أجمع، ولتؤكد بأن الحياة بخير. رغم الزلازل والمحن، إلا أن الرجال الأوفياء، استطاعوا أن يحولوا ظلال الليل الدامس، إلى شروق ناصع، يملأ القلوب، كما يوشح الصحراء بأقمار، وأثمار عطاء. اليوم والمسؤولون الذين أنيطت بهم مسؤولية إقامة، ومتابعة مؤتمر cop28، يتأملون المشهد، والفرحة تعم قلوبهم، لأنه الحصاد الطيب، وأنه الجهد الذي لاقى الرضا والقناعة من القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الملهم، في إبداع المشاريع المدهشة، هو المنعم على فرق العمل بكل ما تحتاجه المشاريع العملاقة، وهذه سجية هذا الوطن، وهذه ثيمة أفكار القيادة، بأنه ما من نجاح إلا ويسبقه تضحيات، وتصاحبه جهود مضنية، وتتلوه طموحات تتجاوز ما قبل، ليأتي الـ(بعد) بأنصع الإبداعات، وأروعها، وأبدعها، وأذرعها، وأكثرها مهارة وجودة في البذل والعطاء. مؤتمر cop28 وضع…

إشادة من قلب كبير

السبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤

هي إشادة، وهي شهادة، وهي النعيم الذي تعيشه قيادة الإمارات وشعبها، وهي الأرض الطيبة، هي قيمة وشيمة أهل هذا البلد وقيادته التي تسير بالوطن نحو غايات مكانها سقف السماء ومحيطها الكواكب والنجوم. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وضع الكلمات عند شغاف الحقيقة، حين أبدى فرحته واعتزازه بما جادت به قريحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث أصبحت اليوم حكومة الإمارات تقود مسيرة العالم، وتتسع الحدقة وتكبر دائرة التطلعات، وتضاء الأمنيات بقناديل الثقة والثبات وقوة العزيمة وصلابة الإرادة، بفضل الجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وفريق العمل المنتقى، والمنتخب من لدن فارس يعرف كيف تصطاد نجمة الفوز، وشاعر له في بناء الوطن كما له في بناء القصيدة، بحيث لا فسحة من دون الشاعرية التي تملأ قلب القائد، وتسبح مشاعره بعقد من ود وحب للحياة، وما الحياة إلا ثمرة ذلك الحب، ومن لا يكشف عن نفسه في وضح القصيدة وعلى صهوة الخيل المسومة، فلن يستطيع أن يحب، ومن لا يحب لا يمكنه بناء العلاقة الودية مع النفس أولاً، ثم مع الآخر. لهذا السبب نرى كيف استطاع هذا الفارس وهذا الشاعر أن يسدد رمية الفوز بالمجد، وأن يضع لحكومة الإمارات…