علي الأمين

كم يشبهك الوداع يا هاني فحص

السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤

كان الوداع كما تشتهي وتحب يا سيد، مشى وراء جنازتك وطن جميل، كما احببت، كما انت ايها العابق بالالفة. لم تكن خلفك جموع بل افراد لكل واحد قصة معك كان يستعيدها بحبور. لم يشهد جبل عامل ولبنان مودعين كالذين رافقوك إلى مثواك الاخير في جبشيت، قلت كان المشهد انت بكل تفاصيله، اتوا من كل لبنان حبا لك لا تقربا من سلطان ولا طمعا بوجاهة أو القيام بواجب، شيعوك كما يشيع الحبيب حبيبه والصديق صديقه والابن اباه والشقيق شقيقه والتلميذ استاذه الذي لا ينساه. كانوا شيعة كما السنّة ودروزا ومسيحيين ولا دينيين، كانوا فلسطينيين كما اللبنانيين وسوريين كما ابناء العراق والنجف واربيل. لم اشهد وداعا كوداعك ومودعيك ايها السيد بل هاني فحص الذي صار هو اللقب والمرتبة والنموذج. امتحاننا الانساني خريطة لاكتمالنا الوطني والعروبي وجه التشيع الذي انت منه وصار انت. «هاني فحص»، هكذا كما أحبّ ان يوقّع في آخر النص أو في اوّله، بلا تكلّف وبلا أثقال. الاسم كافٍ لا يحتاج إلى تقديم بـ«سيّد» أو «علاّمة» أو «آية الله» أو «إمام» أو «حجّة الاسلام» أو «سماحة» او. الاسم اكبر من كل هذه الالقاب التي طالما كان انتشارها والاعتداد بها والتمسك بحروفها مؤشراً سلبياً على حال فئة من «الصنف» ومريديهم، ولا نزيد أحبّه وأحبّني أكثر، ويستطرد كعادته في الحبّ، في الشعر،…