هاني الظاهري
هاني الظاهري
كاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات

فضيحة التآمر التركي الإيراني على العرب!

الأربعاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٩

لم تكن غريبة تلك التسريبات، التي حصل عليها موقع «إنترسيبت»، ونشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن اجتماع سرّي عُقد في تركيا بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان الإرهابي من أجل ضرب المصالح السعودية، فالسعوديون يعرفون جيداً عدوهم منذ سنوات طويلة، ويعرفون كذلك أساليب اللعب معه، ولذلك صنف تنظيم الإخوان إرهابياً في المملكة وقوطعت إيران ومعها قطر الداعمة للإخوان والموالية لطهران، وانفضح العداء التركي للسعودية آلياً بعد ذلك. فضيحة التسريبات جاءت فقط لتؤكد المؤكد وتزيد من تعرية النظام الحاكم في تركيا.. هذا النظام المهووس بالماضي والذي ما زال يتآمر على الرياض أمام الكواليس وخلفها، ويحلم بالسيطرة على المنطقة واقتسامها مع الإيرانيين، واستعباد الشعوب العربية واستنزاف ثرواتها، أما تنظيم الإخوان والنظام القطري فهما بالنسبة للأتراك والإيرانيين مجرد أدوات للاستخدام مرة واحدة ومن ثم يتم القذف بهما في مزبلة التاريخ. الجيد في التسريبات أنها جاءت في الوقت الذي يحاول فيه الإخوان المحتالون والنظام القطري إيجاد موطئ قدم لهما في الأحداث الأخيرة في العراق ولبنان لامتطاء انتفاضات الشعوب على النفوذ الإيراني الطائفي وحرف بوصلتها كما حدث في الثورة السورية التي انتهت بإفراز داعش وأنتجت أبشع حرب أهلية طائفية في المنطقة. هذه التسريبات تقول للشعوب العربية الثائرة اليوم، في بيروت وبغداد وطرابلس وكربلاء، إن عليها أن تتنبه وتدرك جيداً أن لا دين ولا عهد لتنظيم…

أرامكو .. جوهرة السعودية بيد أبنائها

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٩

يأتي الإعلان عن طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام عبر البنوك السعودية فرصةً عظيمةً للاستثمار الآمن مقدمة على طبق، وهو ما يعني وضع جوهرة السعودية الأغلى على مر التاريخ بيد أبنائها ليحققوا أرباحهم منها بشكل مباشر، وفي هذا بالطبع دلالة واضحة على مدى حرص صاحب القرار على أن يستفيد المواطن السعودي قبل غيره من الاستثمار في ثروة وطنه ويكون شريكاً حقيقياً في مقدرات بلاده. الأمر لا يحتاج إلى توصيات ونصائح اقتصادية، فلا يوجد شركة بهذا الحجم وهذه الربحية في العالم أجمع يمكن أن تكون بمتناول اليد بكل هذه السهولة، ومن سيفوته قطار الاكتتاب سيفوته خير كثير هو أحق به من غيره بلا شك. أرامكو أعلنت صراحة عبر وسائل الإعلام أنها تعتزم توزيع أرباح أساسية على ملاكها بقيمة 75 مليار دولار (ما يعادل 281.25 مليار ريال) بعد موافقة مجلس الإدارة في عام 2020، وعلى أساس حسابات أجراها موقع «أرقام» المختص بأسواق المال فإن الربح الموزع للسهم الواحد سيكون 1.406 ريال آخذاً بعين الاعتبار عدد الأسهم البالغ 200 مليار سهم. المستثمرون حول العالم يوفرون السيولة منذ نحو عامين لشراء أكبر كمية ممكنة من أسهم أرامكو عند الطرح، وها هو الموعد يقترب ولذلك فإن المواطن السعودي الذي سيحصل على فرصة الاكتتاب وهو في منزله أكثر حظاً وستكون أسهمه مطمعاً للمستثمرين الذين سيعملون على شرائها…

ذكرى البيعة: النهضة السلمانية

الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨

مع احتفال السعودية بالذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - يحتفل السعوديون أيضا بأن دولتهم تحولت خلال هذه الفترة الوجيزة من تاريخها إلى أهم قوة اقتصادية وسياسية في المنطقة وأضخم ورشة عمل عرفها العرب طوال قرنين. خلال بضعة أعوام سلمانية تغير وجه المملكة عالميا لتصبح أحد المحاور الرئيسية لاستقرار الاقتصاد العالمي والمحرك الحقيقي لسياسات دول العالم الإسلامي ومقر قيادتها العسكرية لا الروحية فقط. لم تعد «السعودية» تلك الدولة التي تستند قوتها على تحالفاتها الدولية كما كان يردد أعداؤها ويعتقد حلفاؤها القدامى الذين قبلوا بالمساومة على تحالفهم معها خلال حقبة الفوضى الإقليمية التي سميت بالربيع العربي. سنوات قليلة من التحركات السعودية فاجأت العالم وأثبتت أن الرياض قوة سياسية وعسكرية عظمى قادرة على قلب موازين الأحداث وإفشال مخططات خصومها ضد مصالحها في أي بقعة على سطح الكوكب، وأنها الرقم الأصعب في المعادلات الدولية في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى.. وهذا ما باتت تدركه القوى الدولية العظمى جيدا اليوم وتحسب له مليون حساب، بل وتبني عليه إستراتيجياتها المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط للسنوات القادمة. في الجانب الاقتصادي تحولت الرياض إلى أضخم ورشة عمل دولية اقتصادية في المنطقة عقب الإعلان عن رؤية السعودية 2030 التي شكلت مفاجأة حقيقية للاقتصاديين الكبار حول العالم، حتى نشرت…

هل ينشر «واتساب» الفوضى في العالم الثالث ؟

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨

تحت السؤال الذي عنونت به هذه المقالة نشرت منصة سكاي نيوز عربية قبل أيام تقريراً يتناول الدور الخطير الذي بات يلعبه تطبيق «واتساب» في حياة شعوب العالم الثالث، ويتساءل عن مدى إمكانية تحوله إلى سلاح فعال لنشر الفوضى والدمار في الدول النامية. والحق أن هذا التطبيق بات من أساسيات التواصل في العالم العربي، على الرغم من كل السلبيات التي رافقت ظاهرة انتشاره بين المستخدمين، لكن ما ينبغي توضيحه هو أن سؤال التقرير جاء متأخراً لنحو 7 سنوات، إذ إن «واتساب» لعب فعليا دور البطولة في أحداث ما سمي بالربيع العربي، وساهم بشكل أو آخر في نشر الفوضى والدمار في سورية وليبيا ومصر وتونس، لسرعة تناقل معلومات التجمهر والتظاهرات والشائعات من خلاله، لكن الغريب أن أنظار الباحثين وأصابع الاتهام اتجهت منذ ذلك الوقت للشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل فيسبوك وتويتر، واعتبرتها المحرك الرئيس للأحداث، متجاهلة دور البطولة الحقيقي الذي لعبه التطبيق الأخضر الموجود في جيب كل متظاهر ومثير للشغب. حكومات بعض الدول تنبهت مبكراً لخطورة «واتساب» وسارعت إلى حجبه عن مواطنيها، بل وعملت بعضها على توفير تطبيقات بديلة خاضعة لرقابة السلطات مثل ما حدث في الصين، فيما اتجهت حكومات أخرى إلى توقيع اتفاقيات أمنية مع الشركة المالكة للتطبيق في محاولة لضبط رتمه على أراضيها، لكن كل ذلك لم يحد من قدرته على…

بدون فهلوة.. لماذا انهارت الليرة التركية؟

الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨

طوال ساعات جلسة تداول العملات أمس الأول «الجمعة» وضع الأتراك أيديهم على قلوبهم وهم يشاهدون الانهيار الدراماتيكي لقيمة عملتهم التي فقدت نحو 19% من قيمتها أمام الدولار، وهو انهيار حقيقي يأتي بعد سلسلة انخفاضات بدأت عام 2013م، لكن وبالرغم من ذلك لم يكن أحد ليصدق أن تتبخر هذه النسبة من قيمة الليرة في جلسة واحدة فقط. تزامن الانهيار مع خطاب للرئيس التركي اتهم فيه قوى لم يسمها بالعمل على ضرب تركيا اقتصادياً، وهذا بالطبع كلام ساذج لا يمكن أن ينطلي على أي اقتصادي صغير، لكنه يدغدغ مشاعر «الأردوغانيين» بشكل مؤقت إذا وضعناه في سياق الدعاية السياسية التي ظهرت للعلن بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة في تركيا، فهي سياسة قائمة على استجرار التاريخ وادعاء المظلومية والتعرض للضغوطات كنتيجة لاستراتيجية الحزب التي يصفها بالإسلامية (حسب زعمه). المشكلة التي لا يدركها الرئيس التركي وأتباعه أو لا يريدون الاعتراف بها هي أن التمترس خلف الشعارات الإسلاموية والماضوية لا يمكن أن يرفع سعر عملة أو يخفضها وليس له علاقة بالاقتصاد مطلقاً.. كما أن التخبطات السياسية يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في انهيار قيمة الليرة لكنها ليست الأساس، ولكي نفهم الأمر بشكل اقتصادي صحيح يمكن تلخيص أسباب هذا الانهيار بشكل مبسط فيما يلي: - ارتفاع حجم الدين التركي العام: حتى نهاية عام 2017 وصل حجم…

العاصوف: قضية من لا قضية له!

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨

على غرار المسلسل السوري «باب الحارة» الذي يتناول قصصا اجتماعية من حقبة زمنية قديمة في سوريا، يقدم النجم السعودي ناصر القصبي ورفاقه مسلسلاً رمضانيا جميلاً على قناة mbc تحت عنوان «العاصوف»، وهو عبارة عن دراما تجسد بدون تكلف بعض الحكايات الاجتماعية من حقبة السبعينات الميلادية في العاصمة الرياض، وهذا أمر جيد وطبيعي، لكن الغريب أن المسلسل الذي لم يقدم حتى الآن إبهاراً في الإخراج أو الحوار أو حتى الموسيقى التصويرية تحول إلى ميدان للصراع في الصحف وشبكات التواصل بين أطراف متعددة لاعتبارات عقيمة لا علاقة لها بالنقد الفني أو حتى التاريخي. الصحويون والمتأثرون بالتيار الصحوي الذين خسروا معركتهم في الأوساط السعودية وباتوا يشعرون بأنهم منبوذون وبلا صوت أو قضية، لديهم موقف مسبق من الفنان ناصر القصبي وكل ما يقدم، ولذلك شنعوا على العمل حتى قبل عرضه واعتبروه قضيتهم وميدان صراع جديد لمناكفة خصومهم القدماء، بل واتهموه بأنه يشوه «طهرانية» المجتمع وما إلى ذلك من «خطرفات» معروفة كانوا يرددونها منذ أيام عرض المسلسل الكوميدي الشهير طاش ما طاش تأثراً بوهم «المؤامرة» وتحت راية محاربة التغريب وما إلى ذلك من سذاجات طوى المجتمع السعودي صفحتها وتجاوزها في ظل التغيرات الاجتماعية الكبرى والحراك السريع نحو رؤية 2030م. والحقيقة أن هؤلاء نجحوا في استدراج بعض المثقفين والإعلاميين ومشاهير شبكات التواصل إلى ميدان المعركة الوهمية،…

«منبر الجمعة» ورؤية 2030

الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٨

في هذه المرحلة التي تنزع فيها السعودية عن جسدها رداء الركود والترهل مع ما علق به من معيقات للتنوير والتقدم طوال 4 عقود، لا بد من مراجعة شجاعة لكثير مما اعتاد عليه الناس من «مسلمات وهمية» ما أنزل الله بها من سلطان.. مسلمات خلقها الاعتياد والتكرار وأحياناً الجهل بالإمكانات ومقاصد الشريعة، ومن أبرزها الاعتياد على تخصيص خطب الجمعة في معظم جوامع المملكة لـ«الوعظ» وانفصالها عن الواقع والحركة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي تعيشها البلاد وهي تسير بسرعة فائقة نحو تحقيق رؤية 2030. منبر الجمعة ينبغي أن يكون منبر تنوير وإعلام وتثقيف وتوعية للناس في كافة المجالات، وهذا أمر يتسق مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، لكن كيف يكون كذلك ومن يقف عليه غالباً لا يجيد الخوض في بعض القضايا والتخصصات كالاقتصاد والتنمية وعلم النفس لاختلافها جذرياً عن تخصصه، وصعوبة إلمامه بأبسط مبادئها وأدواتها؟! أعتقد أنه آن الأوان لأن تلحق خطب الجمعة بركب المجتمع السعودي الجديد وقطار الرؤية المنطلق نحو المستقبل، إذ لم يعد كافياً أن توجه وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء بالتطرق لموضوع معين وتترك لهم الخيار في طريقة تقديمه وتناوله، فهي بذلك تورطهم فيما لا يختصون فيه وغالباً لا يعلمون عنه أكثر مما يعلمه المصلون الذين ينتظرون الاستفادة من الخطبة. هناك قصة طريفة تنطبق على ما يحدث مع إخوتنا خطباء الجمع عندما…

هل سيصبح معرض الكتاب ضحية للتقنية ؟

الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٨

أحسنت وزارة الثقافة والإعلام صنعاً عندما دمجت عدداً من الفعاليات الثقافية مع معرض الرياض الدولي للكتاب، وستُحسن أكثر برأيي إن توسعت في هذا الجانب وقدمت حفلات موسيقية وعروضاً سينمائية عالمية ومسرحيات ولقاءات حوارية مفتوحة داخل المعرض بين الزوار ورموز الثقافة والأدب والفن والتاريخ الذين يشاركون بنتاجهم فيه. لقد تجاوز الزمن الشكل التقليدي لمعارض الكتب، ولم تعد مجرد أسواق لتصريف الورق المتكدس في مستودعات دور النشر، هذا بجانب أن الكتاب الورقي فقد الكثير من شعبيته في ظل الثورة الرقمية، وأغلب الظن أنه في الطريق لذات المصير الذي وصلت إليه «أشرطة الكاسيت»، ولو أن جهة في أي بقعة في العالم اليوم قررت أن تدشن معرضاً لشريط الكاسيت فسيصنف كمعرض تراثي قادم من الزمن الجميل لا أكثر. معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد يدرك برأيي ما أشرت إليه فهو مسؤول يحمل على عاتقه مهمة تطبيق برامج رؤية 2030 في وزارته، كما أنه متفاعل إلكترونيا ولديه حسابات في شبكات التواصل، وهو أمر جيد يرفع سقف طموحات المثقفين والفنانين والكتاب المتعلقة بوزارته، ولذلك أتمنى أن يطرح على فريق عمله السؤال الذي عنونت به هذه المقالة، ليؤسس لجلسات عصف ذهني تطرح جميع الإجابات المحتملة وغير المحتملة وتضع الحلول المفترضة لكل مشكلة تحملها أي إجابة، فبهذه الطريقة فقط يمكننا مواكبة التغييرات العصرية التي طرأت وستطرأ على…

أخي المواطن الصالح.. «لا يكرفتونك»!

الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠١٨

في لهجتنا العامية يُقال فلان «كَرفَت» صاحبه، إذا خدعه وتلاعب به ووضعه في «جيبه» دون شعور أو إدراك من ذلك الصاحب المخدوع، وهذا ينطبق اليوم على ما تمارسه خلايا الصحوة أو بقايا التنظيم الإخونجي مع بعض الناس الطيبين المحبين للدين والوطن الذين ينخرطون دون وعي في الحملات الصحوية على شبكات التواصل ويتحولون دون إدراك منهم لمدى الخبث «الصحيوني» إلى أدوات يستخدمها العدو لتنفيذ أجندته دون أن يظهر في الصورة. تسيد تيار الصحوة الإخونجي المشهد الوطني السعودي طوال 4 عقود مستغلا طيبة الناس وحبهم للدين حتى جاءت الثورات التدميرية للعالم العربي باسم «الربيع الأسود» فانكشف خبثه وسقط شعبيا وفُتحت ملفات تآمره على الوطن، وتبين أنه يقبض المال من عرابي الفتنة في الدول المجاورة ويتجسس لصالحها، بل ويطلق الحملات تلو الأخرى لتأزيم الداخل السعودي وتوجيه الرأي العام نحو الفوضى، وإشاعة الإحباط بين المواطنين وإيغار النفوس على قيادة البلاد، فما كان منه إلا أن دخل في حالة السكون لمحاولة استعادة قواه والإمساك بخيوط المشهد من خلف الكواليس مرحليا. هل يتوقع عاقل أن تياراً بهذا الخبث تمكن من تسيد الساحة طوال أربعين سنة يمكن أن يختفي بين ليلة وضحاها ويستسلم؟ وهل يظن شخص لديه شيء من الحكمة أن هذا التيار الخبيث لا يملك خطة بديلة «plan2» للعودة تحت أي ستار آخر مختلف عن التستر…

السعوديون ينتفضون حباً لسلمان..

الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨

يستحق المواطن السعودي الوفي تلك اللفتة الحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، المتمثلة في صرف بدل غلاء معيشة لكافة موظفي الدولة لتخفيف أثر الإصلاحات الاقتصادية الموجعة مرحليا، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى معالجة اقتصاد الدولة واستمرار عجلة التنمية بما يحمي مستقبل الأبناء والأحفاد. قد لا يعلم البعض أن الأمر الملكي الكريم الذي صدر فجر الأمس، ليزيح عن كاهل المواطن عبء غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة سوف يكلف الدولة في السنة الواحدة نحو 50 مليار ريال، وهو رقم كبير إذا أضيف إلى بند مصروفات الموازنة لهذا العام التي تبلغ 978 مليار ريال، فذلك يعني أن مصروفات المملكة خلال عام 1439هـ ستبلغ نحو تريليون و28 مليار ريال، وتصبح بذلك أكبر مصروفات في تاريخ الدولة منذ تأسيسها. أيضا من شأن هذه السيولة التي ستضخ في البلاد أن تحرك ركود الأسواق بشكل ملحوظ، وتنعش القطاع الخاص الذي ينبغي أن يتفاعل مع هذه الأوامر إيجابيا ويخصص بدل غلاء معيشة لكافة المواطنين العاملين فيه، كما حدث في سنوات ماضية عندما تفاعلت الشركات الوطنية مع قرارات الزيادات والمكافآت التي منحتها الدولة لموظفيها. الجميل أيضا أن هذا الأمر الكريم لم يأت بديلاً عن حساب المواطن المخصص لتعويض السعوديين عن ارتفاع أسعار الطاقة، بل سيستمر صرف مخصصاته جنباً إلى جنب مع بدل غلاء…

نهاية عصر «الخبز والصمت» في إيران!

الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠١٧

يمكن اعتبار بيان وزارة الخارجية الأمريكية الداعم للاحتجاجات والمظاهرات التي تهز إيران حاليا رسالة تحذير غير مباشرة من واشنطن للأوروبيين والروس وغيرهم من القوى التي يمكن أن تفكر في دعم النظام الإيراني المتهاوي في سبيل إحباط ثورة الشعب الجائع. يختنق اليوم نظام الملالي الحاكم في طهران اختناقاً غير مسبوق وليس من المستبعد أن يسقط في أي لحظة، فمعادلة «الخبز والصمت» التي كانت تسير أموره داخليا انهارت تماما مع سقوط أسعار النفط بجانب تبديد ثروة الشعب الإيراني على قمع الثورة السورية ودعم حزب الله والحوثيين والعديد من التنظيمات الإرهابية حول العالم. ما يحدث في المدن الإيرانية اليوم هو «ثورة جياع» بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، فهناك 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، فيما لا خبز لدى النظام الإرهابي الحاكم الذي كانت وما زالت بضاعته «الشعارات» التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا قدرة له على مواجهة ثورة المدنيين الإيرانيين بأجهزته الأمنية المنهكة وعلى رأسها الحرس الثوري بعد أن استنفد كل طاقته في الدول الأخرى كسورية والعراق ولبنان واليمن، بل إن من اللافت في المظاهرات الحالية ظهور مشاهد فيديو عديدة في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي لجنود إيرانيين يعلنون انشقاقهم عن النظام وانضمامهم لصفوف الثوار. أكبر المظاهرات الإيرانية حتى لحظة كتابة هذا المقال خرجت في مدينة مشهد، التي تُعد…

دقت ساعة الربيع القطري!

الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧

الحراك الشعبي الذي بدأ في قطر قبل أيام لوقف تخبطات السلطة الحاكمة وكبح تلاعبها بمقدرات البلاد ومستقبل شعبها يمكن تسميته بـ«الربيع القطري»، وهو على ما يبدو موجة أخيرة من موجات «الربيع العربي» تحط في الدوحة لتطلق بعد انتصارها صافرة نهاية هذه المرحلة المضطربة من عمر العالم العربي. من حق المواطن القطري أن يعبر عن رأيه ويصرخ بأعلى صوته للحفاظ على مقدرات وطنه وإنقاذ مستقبل أبنائه من المصير الأسود الذي تقاد إليه قطر على يد نظام مختل عقلياً حوّل الدولة إلى أكبر صندوق عالمي لرعاية وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وليته اكتفى بذلك بل قسم معظم أراضي شعبه إلى مجموعة قواعد عسكرية لدول أخرى، ما جعل البلاد فعليا تحت الاحتلال العسكري، أما القرار السياسي فتم تسليمه علانية لنظام طهران أكبر عدو للشعب العربي القطري الحر الذي لا يمكن أن يقبل بأن يُحكم بسياط الصفويين. هناك واجب إنساني وأخلاقي اليوم على العالم أجمع النهوض به لدعم حق الشعب القطري في تقرير مصيره وحماية الحراك الشعبي من تهديدات النظام المرعوب في الدوحة، وحمايته كذلك من بطش القوات الأجنبية التي استدعاها تنظيم الحمدين لقمع المدنيين الشرفاء الذين يطالبون بالخلاص من هذا النظام المافيوي. حالياً يعلق القطريون الأحرار آمالهم بحكيم قطر وحفيد مؤسسها سمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، ويرون فيه مستقبل بلادهم وازدهارها بعيدا…