جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

الشيخان وعلا الفارس

الإثنين ١٢ مايو ٢٠١٤

نحسب أن الشيخين لا يجتمعان على ضلالة، وأن أفعالهما ليست طيشاً وارتجالاً، إنما ربما تغيب عن أذهاننا دلالاتها ومعانيها. ونحسب أن أفعالهما الصادمة لما ألفناه من قواعد ومعايير غايتها تحفيز الأذهان وتنشيط العقول للتفكر والتدبر في الأمر. نعلم علم اليقين أنكما لا تجتمعان على ضلالة، وأن أي درب تختارانه - وإن بدا غريباً وشاذاً ومخالفاً لكل منطق - ففيه صلاح الأمة ونجاتها، وإن استحال تحقيقه حتى لو عبر خرم إبرة. يا شيخنا، حين أهدى تلميذكم الشيخ النابه العريفي المذيعة علا الفارس من قناة «mbc» أصابنا ارتباك كبير وحيرة عظمى، فما نعلم إلا أنها مذيعة متبرجة متبنطلة، في قناة فاسدة مفسدة لم نختلف على فسقها يوماً، باستثناء أيام ظهورك فيها. ثم إن العريفي سبق أن حذّرنا من هذه القنوات ووصفها بالفساد، ودعانا نحن المريدين المخلصين إلى مقاطعتها ومقاطعة الشركات المعلنة، لأجل كسر شوكتها وإخماد جذوتها، فكيف جاز له أن يهدي مذيعتها الهدايا؟ هل «يتابعها»؟ وما الذي وجده فيها غير ما نعرف؟ شاهدنا يا شيخنا جميع مقاطع المذكورة، فلم نجد إلا تبرجاً واختلاطاً لا يرضاهما مسلم من العوام، فكيف بشيخ صدح بالحق وأعلن معارضته لكل فسق ومجون؟ تشاورنا حينها في الأمر، واتفقنا أن لا حراك حتى يأتينا من فضيلتكم قبس، فإما أن نسمع ونطيع وإما أن نرفض ونستنكر، باعتبار أن ذوي الفضل…

الساحر… عادل فقيه

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

اللافت في إعفاء عبدالله الربيعة أنه جاء بعد ساعات من إقرار مجلس الوزراء برنامجه في معالجة «كورونا» ما يعني، غالباً، حدوث تطور معلوماتي مهم خلال الساعات اللاحقة أدت إلى الإعفاء. ويبدو أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز استشعر الخطر، الذي عايشه سابقاً في حمى الوادي المتصدع، حين كان ولياً للعهد، ما دفعه إلى قطع زيارته لفرنسا والتوجه إلى جازان مباشرة، فاتخذ قراره الفوري والحاسم بالتغيير. الرسالة الواضحة هي أن الملك لا يقبل مساساً بحال المواطن وصحته. وهي رسالة للوزراء المتقاعسين في عملهم ليدركوا أن الرضا لا يدوم إلا بقدر الخدمة، وأن الناس، عند الملك، هم الهم الأول والأخير. عادل فقيه سيصنع فرقاً واضحاً لأنه نتاج بيئة لا ترتهن إلى البيروقراطية. هذه هي نقطة تباينه مع غازي القصيبي الذي كان، على رغم نقائه الذهني الحاد، تربية القطاع البيروقراطي، ما أضعف إنجازاته، وطعن في قدراته على رغم فرادتها وامتيازها. المهندس عادل ابن نقي للقطاع الخاص. وأبرز جهوده أنه أحال وزارة العمل إلى مؤسسة قطاع خاص من دون أن يصطدم ببيروقراطية الحكومة ودوائر عملها التي لا تفضي إلى نتيجة فاعلة. أبقى عادل فقيه فريق العمل الحكومي من دون مساس بوظائفهم لأن مرجعهم هو وزارة الخدمة المدنية، إنما استثمر صلاحياته الوزارية في إنشاء فريق فاعل وترك للبيروقراطيين فرصة الخيار، إما الحركة أو السكون. سينجح فقيه…

… إلا القرضاوي

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

هاجم الشيخ يوسف القرضاوي دول الخليج المتضررة من نشاطاته الظاهرة والباطنة في الدوحة، معتبراً أن إشاعات مغادرته قطر هي «من تمنّيات الفارغين والحالمين، من أعداء الإسلام» وفق ما نشرته «الشرق» القطرية السبت الماضي. من المؤكد أن إسرائيل والدول الغربية لا يعنيها وجوده، إنما «أعداء الإسلام» هنا يمكن حصرها «إضافة إلى مصر» في السعودية والإمارات والبحرين التي أدرجها ضمن الأعداء في خطبه وهاجمها مراراً، خصوصاً الإمارات التي أخرجها وحكامها من عباءة الإسلام في خطب عدة. هذه الدول لا يهمها خروج القرضاوي أو بقاؤه، وهي تدرك جيداً أن خطره نشأ من محل إقامته والدعم الذي يناله ليمارس التحريض القولي والفعلي ضد هذه الدول وتهييج كوادر جماعته داخلها لإرباك أمنها وسلمها. ومعنى الخروج هو انقطاعه، كلياً، عن هذه الأعمال سواء بقي أم غادر. لم يعتذر القرضاوي عن أقواله، على الأقل، وإنما أصرَّ على أن «ما قلته وأقوله إنما هو من باب النصيحة المخلصة، التي سيتبيّن صدقها بعد حين»، ما يعني أن موقفه السابق لم يتبدل. والأنكى أنه يؤكد أن هذه الدول ماضية إلى خطر إن لم تسمع قوله وتتبع نصيحته في تمكين جماعته من مفاصلها، حتى يظهر الإسلام «السني النقي» المتجسّد في طروحات حسن البنا. تناقلت وسائل الإعلام تصريحات القرضاوي على أنها «رسائل تصالحية» لدول الخليج لاشتمالها على عبارات محبته للسعودية والإمارات، إلا…

الأزواج لا يؤدبون!

الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤

يتعرض «العقال» السعودي إلى تهديد جدي قد يزيله، مستقبلاً، من رؤوس السعوديين، خصوصاً المتزوجين منهم، إن ثبتت معاقبة الأزواج الذين يضربون نساءهم، غرامة وسجناً، لأن «العقال» هو أداة الضرب الأولى، بحكم قرابته للكرباج وتوافره الدائم على الرأس. وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت لائحة عقوبات أقلها خمسة آلاف ريال يدفعها الزوج إن ضرب امرأته. وهو تنظيم خطر يعيد سيرة «ساهر» ويؤدي إلى خنوع الأزواج وفقدانهم حقوقهم التقليدية، فلا يرفعون رؤوسهم في المنزل كما هي حالهم في الأدب حين يعترض «ساهر» طريقهم. مشكلة السعوديين مع «ساهر» أنه ينتشر كالفيروس في كل شارع، بينما لا يستطيعون مقاومة طرائقهم المتهورة في القيادة فيصطادهم أكثر مما ينجون منه، ويستنزف أموالهم فلا يبقي من رواتبهم ما يكفي للجوال والقروض والمتطلبات الأخرى. ومشكلتهم مع تنظيم «الشؤون الاجتماعية» أنهم سيغوصون في رمال الديون أو الزنازين، لأن الذين اعتادوا ضرب المرأة والاستمتاع بذلك يصعب عليهم الانقطاع فجأة من دون دورات علاجية مكثفة أو عقوبات متوالية. تنظيم «الشؤون الاجتماعية» مفاجئ وغير واضح الملامح من حيث التحقق من الشكوى أو مستوى الضرب الذي يوجب العقوبة، وهل تكفي شهادة الزوجة وعاملتها أم لا بد من كدمات وتقارير طبية؟ ومن الذي يقرر درجة العقوبة وكيفية تطبيقها؟ وهل تغني شهادة الأبناء عن حضور الزوجة؟ وما الفرق بين المستكينة والمدافعة عن نفسها ترد الضربة بأخرى؟ وهل…

اغتيال «اليمامة»!

الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤

كيف يمكن أن تبقى مؤسسة اليمامة الصحافية من دون المجلة التي كانت سبباً في نشأتها؟ وهل يجوز لها - بعد ذلك - أن تحمل اسماً لا تنتمي إليه؟ وهل ترخيص مجلة «اليمامة» ملك للحكومة أم للمؤسسة؟ وإن أوقفت المؤسسة المجلة فهل بإمكان أي مستثمر أن يشتري الترخيص ويعاود إصدارها؟ فالمطبوعات تموت، بينما تبقى التراخيص حية، لأنها لا تتناسل ولا تنقرض استناداً إلى حصرية ملكيتها للحكومة التي لم تمنحها حرية النمو والتجدد مثلما فعلت مع الجامعات، التي قفزت من سبع إلى 28 جامعة. ربما يكون من حق المؤسسة الخلاص من مطبوعة مرهقة، إلا أن مسؤوليتها الأخلاقية والمهنية تتحدد في أنها لم تبذل جهداً في إنقاذ المجلة، حتى سقطت هيبتها وتحولت إلى مطبوعة بائسة، ينفر منها القارئ ويتجنب ملامستها حين يراها. كان المنطق قبل الإيقاف أن تراجع المؤسسة وضع المجلة وتبحث سبل إخفاقها، وأن تعمل على إنعاشها حتى يثبت أن عمرها انقضى، أما أن تهملها مريضة مشلولة كل هذه الأعوام ثم تعلن نهايتها فهو خلل خطر. يجب على وزارة الثقافة والإعلام أن تسأل عنها وتتثبت من وقائعها قبل أن تترك وسائل الإعلام المحدودة في هذا البلد العريض نهبة لمن لا يعرفها ولا يستطيع القيام بعبئها. لماذا لا تقتدي مؤسسة اليمامة الصحافية بالشركة السعودية للأبحاث والنشر التي أعادت مجلة «المجلة» إلى العالم الورقي،…

مها المنيف وزير الشؤون الاجتماعية

الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤

أود إبلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية أن الدكتورة مها المنيف كرمها الرئيس الأميركي بجائزة «أشجع امرأة» في الرياض، بعد أن منعتها الإصابة من تسلمها من زوجته في أميركا. وأن هذه السيدة كانت خلف نظام «الحماية من الإيذاء» الذي أقره مجلس الوزراء عبر الوزارة ذاتها بحكم الترتيبات البروتوكولية، بينما هو جهد المنيف ورعاية الحرس الوطني عبر برنامج الأمان الأسري الوطني الذي أنشئ عام 2005 بأمر ملكي. وأذكّر الوزير أنه سبق أن حضر ندوة أدارتها مها برعاية وزير التربية والتعليم السابق الأمير فيصل بن عبدالله، وأنه حضر معها جلسة نقاش في الحرس الوطني، أما ما عدا ذلك فلا يبدو أن لقاءات عمل تجمعهما، على الأقل إعلامياً. وأن الوزارة العتيدة استولت علانية على النظام مثل ما فعلت روسيا بالقرم، من دون أن تكون عاملة عليه أو أن يكون لها دور فيه. موقع الوزارة القائمة على شؤون اليتامى والأرامل وكبار السن يتزين بخريطة عشبية وصور مسؤولي الوزارة من دون صورة إنسانية واحدة، أو بسمة طفل، أو نظرة تفاؤل من عجوز، أو صورة لمنطقة خدمات، أما تصريحات الوزير فمدارها الأساس الشكر والثناء والتهنئة. وعند البحث في الموقع عن مها المنيف الحاصلة على ثلاث جوائز دولية في العمل الاجتماعي فلا وجود لها، وكأنها تنتمي إلى كوكب آخر، أو أن طبيعة نشاطها لا تتفق مع معايير الوزارة العتيدة،…

إخوان السعودية: الرؤى والاستتار

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣

جاءت تغريدة سلمان العودة عن حلم يشي بسرعة انتهاء سلطة السيسي عودة لافتة إلى فضاء الأحلام والرؤى التي وظفها «الإخوان» من أجل تدعيم شرعية مرسي وإلباسه عباءة قدسية فضفاضة، ما يعبر عن حالة انتكاس وانحسار تعصف برؤى الجماعة والمساندين، واستحضارا حزينا لفرحة باستحواذ السلطة وعودة الخلافة الإسلامية المرتقبة لم تدم طويلا. هذه التغريدة من السعودي العودة، تحديدا، تعلن حالة ارتباك واضح وأن الزخم الشعبي الميداني إلى تراجع فلابد من دفعات معنوية تستحضر الأحلام لإحياء الأمل، خصوصاً أن ثقافة الأحلام هي الأكثر رواجاً وقبولاً لدى الكوادر. وهي المنطق الفعلي الذي يستندون إليه لمجابهة الانكسارات والفشل. ويبدو أنها أضحت التكتيك الوحيد الذي سيعيد الهاربين إلى حظيرة الجماعة بعد ذوبان جميع التعهدات والالتزامات، وتبخر القيادات ودعوات الصمود. الرجوع إلى الرؤى يعني الدخول في نفق الانتظار مرة أخرى، ومحاولة لملمة الجراح وحث الصغار على الصبر والانتظار؛ إذ صبر السابقون أكثر من ثمانين عاما حتى حان وقت القطاف المبتور. وهي تؤكد أن التابعين يرهنون أنفسهم وأحلامهم لهذه الطروحات ويتشبثون بها دلالة على فقدانهم الاستقلالية وتغييب المنطق والعقل. يمكن القول إن مرحلة ما بعد مرسي ستشهد نشوء خطاب مراوغ لا يعلن الانتماء الواضح وإنما يستند إلى تمرير رسائل غير مباشرة تكون صلة رحم بين المنتمين وتشد أزرهم؛ ليبقوا على يقينهم المتصدع ولإعادة البناء دون انكشاف ظاهر.…

يادي النيلة!

الإثنين ٠٤ فبراير ٢٠١٣

لم أجد عنواناً آخر يناسب حالة «عبدالله الداوود» الذي طالب في قناة «المجد» بتغطية وجه الطفلة متى ما كانت مشتهاة، خصوصاً إن كانت جميلة أو مليانة الجسم. وهذه الرسالة موجهة بالطبع للعائلة، مما يستدعي التفكير في الهيكل الأسري وإعادة تشكيله ليتفق مع رؤية الداوود وغيرته على البنيات البريئات التي تتناوشهن عيون الشهوانيين من الأسرة وهي تلهو في براءتها! استناداً إلى الغضبة التي واجهت الداوود، فإن بعض المقترحات يمكن أن تسهم في طمأنته دون اللجوء إلى خنق «البنيات». منها أن تحرص الأسرة على تجويع طفلتها فلا يكون جسمها إغراءً لذويها. ومن الحلول الأصيلة الزواج من الدميمات فتتقلص احتمالية إنجاب الجميلات والاستفادة من التقنية في تحديد جنس المولود، فلا يكون الذكور أكبر من البنات؛ ضماناً لانتفاء الشهوانية، وإن كانت المشكلة تبقى في الأقرباء الآخرين. يمكن أيضاً فصل البنات عن الأولاد في البيت فلا يلتقون إلا باشتراطات محددة وملابس يجيزها أحد المعتبرين من أصحاب «الفتاوى» المماثلة، أو تعويد الأبناء على السفر كثيراً فتنطفئ شهوة عيونهم ويتحسن سلوكهم. يجب خلط الماء بالكلور لتخفيف الرغبات، واستجلاب أجهزة تثبت في أجسام الرجال وتصدر أصواتاً حال الاستثارة، وهذه يمكن الاستفادة منها في الأسواق وأماكن العمل أيضا. كان من الممكن طرح تزويج الأطفال قبل الرابعة عشرة، إلا أن الخشية من الفساد المتأصل قد تؤدي إلى نتيجة معاكسة وهي…

فضيحة الهريفي

الجمعة ٠١ فبراير ٢٠١٣

التلصص وسوء النية والنزوع إلى التشويه من أبرز الملامح الاجتماعية يستوي في ذلك فئات كثر. والشهوة في معرفة أسرار الآخرين تطغى على كل القيم والأخلاقيات. والنزوع إلى ترويج الإشاعات السلبية والانتشاء بها يأخذ الأولوية في المجالس والرسائل. كل الثقافة الوعظية التي تغذى عليها المجتمع عقوداً، وتربى عليها أكثر من جيل لم تؤسس لمعايير أخلاقية رفيعة، ولم تعمق معاني الاحترام والمودة والتسامح، ولم تشجع على غض النظر والستر بل جعلت الاستهداف والتشويه أبرز منطلقاتها في إطار الحرب على الخصوم والمناوئين مما جعل كثيرين يعتقدون أن الفضائحية نزعة خيرة ومطلوبة لطرد الشر والفساد. الهلالي الذي بث صورة الهريفي مع زوجته في مكان عام على أنه يجاهر بالمعصية ينطلق من تعصبه أساساً لكنه مستند إلى مفهوم أخلاقي يبرر مسلكه ويدرجه ضمن الممارسة الصالحة باعتبار أن الطبيعي فضح الفاسدين والتشهير وليس غريباً أن يأتي آخرون يرون أن مجرد خروج المرأة كاشفة وجهها دلالة على الليبرالية والعلمانية وغير ذلك من التهم المماثلة وأن نشر مثل هذه الصور سيدفع الناس إلى المحافظة والنساء إلى الحجاب. العقوبات وحدها تطهر الخطايا وتحمي الحقوق ولو أن أي جهة تحركت لمعاقبة واحد فقط من الذين يطعنون في الناس ويزورون حقيقتهم لتوقف المتطاولون فوراً لكن بقاء المجال مفتوحاً سيزيد من وتيرة هذه الاعتداءات سواء بسوء نية مباشر أو بقصد إنقاذ المجتمع…

الدفاع المدني يتابع “تويتر”

الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣

أظهر الدفاع المدني أنه متابع جيد لـ”تويتر” وما يحدث فيه، ومن المؤكد أنه وظف فريقاً أو “جيشاً تويترياً” لمتابعة ما يكتب عنه سلباً أو إيجاباً، وأن هذا الجيش له خطوط اتصال مباشرة مع أصحاب القرار لأنه ما إن ظهرت تغريدة الشيخ عادل الكلباني التي قال فيها إنه ينوي شراء مايوه قبل عودته إلى الرياض احتياطاً من الأمطار وتمنَّى أخرى للدفاع المدني حتى جاء الرد فورياً وصاعقاً من الدفاع المدني عبر المتحدث الرسمي ليضع “المواطن” في حجمه الطبيعي ويوجهه للتفرغ إلى شؤونه وألا يتدخل في ما لا يعنيه. من الممكن أن يكون المتابع الذي حاوره الكلباني أحد جنود الدفاع المدني السريين؛ إذ لا حساب له أو لعل أحد المتطوعين أوصل التغريدة للمتحدث الرسمي إن لم يكن فريق المتابعة من الكثرة والدقة بحيث يرصد كل ما يدور وما يكتب. هذه السرعة في الرد المرجو ألا تقل عنها سرعة التحرك في الحوادث والطوارئ، وأن تكون الشدة والفاعلية في التعامل مع الكوارث ليست أقل درجة من الرد على الكلباني حتى يعتدل الميزان. وخشية أن يرسل الدفاع المدني رسالة مماثلة لي يوجهني كمواطن بألا أتدخل في ما لا يعنيني فإني أؤكد أن الدفاع المدني لا يعني أحداً سوى المواطنين الذين يهمهم الاطمئنان إلى الخدمات المقدمة وفاعليتها وهو ما شدد عليه الكلباني في رده على رد…

نكهة السروال والفانيلة

الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣

يبدو أن الشاب أراد أن يتحرر من نمطية الثوب وسماته الرسمية فبحث في مخزونه من الأزياء فلم يجد زياً خفيفاً وظريفاً ينفع للمشاوير العابرة والطارئة سوى السروال والفانيلة فليس بعدهما سوى الفروة والبشت والجاكيت والدقلة وكلها أشد تعقيداً من الثوب وأكثر إرهاقا. محلياً لا فرق بين الزي الرسمي والبسيط إلا درجة التأنق والكي، والخروج بثوب غير مكويّ دلالة قذارة أو حاجة. سابقاً لم يكن الخروج بالسروال والفانيلة شائعا بل إن كونهما ملابس منزلية كان ذلك مقتصراً على فئات شعبية ومجموعات من العزاب أما اليوم فهو المقابل للجينز والقميص وهو تحول لافت في درجة الذوق ومعايير المسلك الاجتماعي، فإما أن يكون تمرداً ورفضاً غير مباشر للثوب خصوصاً أن التهمة تتجه إلى الشباب عموماً، أو أنه الخيار الوحيد للخلاص من الثوب دون نبذ الانتماء إليه. ظاهرة السروال والفانيلة مقتصرة على الرياض وضواحيها لأن ثقافتها ترى في البنطلون انسلاخاً وتغريباً بينما السروال جزء من الهوية أو امتداد لثوب النوم الذي دخل كل مكان فلم يعد ثمة مجال لثورة في الأزياء سوى اعتبار السروال والفانيلة «كاجوال» سعودياً يعمق الخصوصية ويقلص النفقات ويحافظ على وحدة اللون ويستثمر الوقت الضائع في تبديل الملابس. السروال والفانيلة ليس مجرد زي بل هوية ثقافية سواء أكان القصد الراحة أو الإغواء أو التمرد أو حتى الكسل والاستخفاف. أبو سروال وفانيلة…

تأنيث محلات الذهب

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣

لا تختلف محلات الذهب كثيراً عن محلات المستلزمات النسائية فهي تقوم على المعاينة والتجربة المباشرة للتحقق من ملاءمة البضاعة، وتستلزم التقارب الواضح بين البائع والمشتري الذي هو المرأة في كل حال وإن كان برفقتها رجل. محلات الذهب مكشوفة وظاهرة وليس فيها غرف داخلية للتخزين أو الإدارة فلا شبهات تحرش فيها. وهي لا تتطلب مهارات عالية إنما بعض التدريب والتأهيل كما أنها ذات دخل جيد وساعات عمل معقولة. لم تنجح سعودة محلات الذهب على الرغم من تعدد التوجيهات والأوامر والملاحقة نتيجة سيطرة اليمنيين، غالباً، وجنسيات أخرى على هذه الصناعة وتسويقها رغم مضار الاحتكار وشبهات غسيل الأموال واستنزاف الاقتصاد. كما أنها نجحت في الضغط على وزارة العمل لتحريرها من «نطاقات» وخفض نسبة السعودة من شاملة إلى 70% رغم أن النسبة الحقيقية متدنية جداً مما يثير التساؤلات حول استعصاء هذا القطاع على السعودة وممانعته الشرسة ونجاحه في تحقيق رغباته كاملة. في شهر أكتوبر نشرت «عكاظ» خبراً عن مصادر غير محددة أن الوزارة تنوي التأنيث خصوصاً في الورش والمصانع إلا أن الخبر بقي معلقاً دون مؤشرات رسمية أو عملية تؤكد هذا التوجه ومدى الجدية فيه. منذ عام 2001 ومحاولات السعودة تتعثر في قطاع الذهب. وبعد كل انتفاضة حكومية يستعيد التجار أنفاسهم ويعيدون سيرتهم الأولى ويتهيأون لموجة أخرى لن تدوم طويلاً. تجار الذهب أذكياء لم…