خالد السليمان
خالد السليمان
كاتب سعودي

«السعودية» ومد أجنحتها !

الإثنين ١٨ سبتمبر ٢٠١٧

بدأت الخطوط السعودية في تسيير رحلاتها إلى موريشيوس، وهي وجهة سياحية جاذبة ونشطة كانت تستأثر شركات الطيران الإقليمية المنافسة بمسافريها من السعودية، ولعل ذلك يدفعني لتشجيع «السعودية» على مد خطواتها وأجنحتها لتصل إلى أستراليا، إحدى أهم الوجهات العالمية!، والحقيقة أن الخطوط السعودية ومنذ أن بدأت تحديث أسطولها واستلام طائراتها الجديدة تباعا وهي تتقدم نحو الأمام، خاصة في ميدان الرحلات الدولية، وربما حان الوقت لتخصيصها أكثر لنشاط الرحلات الدولية، بحيث تتحرر من عبء تشغيل ومشكلات النقل الجوي الداخلي وتتفرغ لخوض تنافسية عادلة مع شركات الطيران الإقليمية وتنال حصتها المستحقة من حركة نقل الترانزيت عبر المنطقة! وربما يعزز هذا الاتجاه تدشين طيران أديل الاقتصادي الذي يمكن أن يحل محل الخطوط السعودية في تلبية الطلب على النقل الداخلي إلى جانب شركات الطيران المحلية الأخرى ناس ونسما والسعودية الخليجية بالإضافة للبيرق! ومن خلال تجارب سفري الشخصية الدولية على الخطوط السعودية في السنوات الأخيرة من الإنصاف كما انتقدتها في الماضي أن أشهد لها بتقدم ملحوظ في مستوى الخدمات وكفاءة الأداء، كما أن مقاعد طائراتها الجديدة تضاهي مقاعد أفضل شركات الطيران العالمية، أما المشكلات التي أواجهها من حين لآخر كتأخير الرحلات أو بعض القصور في الخدمات والمعاملة فهي لا تختلف كثيرا عن تلك التي أواجهها مع أي شركة طيران أخرى وتبقى رهن الظروف الطارئة أو التصرفات…

إيران ووسام الشرف القطري !

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧

كيف يمكن لإيران التي لها ضلع في كل أزمات وحروب وشرور ومشكلات المنطقة أن تكون شريفة ؟! إيران التي تورطت في تفجير الخبر، ومحاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح، وشغب الحج، واغتيال رفيق الحريري، وتشكيل خلايا التجسس والإرهاب في البحرين والكويت والسعودية، ودمرت العراق ومزقت سورية وساهمت في قتل وتهجير ملايين الأبرياء على أسس طائفية وعرقية لا يمكن أن تكون شريفة إلا في مقياس من لا يعرف الشرف أو يفتقر له ! إيران الملالي والباسيج والحرس الثوري وولاية الفقيه وحزب الله والعصبية المذهبية والعنصرية العرقية، والسجل المثقل بإعدامات مواطنيها وقمع معارضيها ومطاردة مخالفيها، في نظر السلطة القطرية شريفة، والمقارنة في الشرف مع من ؟! مع شقيقاتها دول الخليج العربية، التي صبرت 20 عاما على تدخلاتها في شؤونها التي وصلت إلى حد التآمر على وحدة أراضيها واستقرار أمنها ودعم معارضيها بل واغتيال بعض رموزها ! في الحقيقة وافق شن طبقه، فما يجمع سلطتي قطر وإيران أكثر مما يفرقهما، فالتآمر على أمن واستقرار المنطقة والتدخل بشؤون الدول الأخرى والعمل على الإضرار بالسعودية وتمويل الميليشيات والتنظيمات الإرهابية من مشتركات سياستهما، وبالتالي ليس غريبا أن يتلاقيا بل ويتحالفا ! اللافت أن قطر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تمسسها يد التخريب الإيرانية ولم تستهدفها سهام الملالي الشرفاء ! المصدر: عكاظ

أزمة قطر وتناقضات الحركيين !

الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧

اصطف كثير من حركيي الأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع صدام حسين في غزوه للكويت وتهديده للسعودية، وتعاطفوا مع الحوثيين في حر بهم ضد السعودية، فكيف لا يصطفون اليوم مع السلطة القطرية في أزمتها مع السعودية ؟! فمناكفة السياسة السعودية ليس جديدا على هذه التنظيمات ومنها تنظيم الإخوان المسلمين رغم كل البوادر الحسنة التي أظهرتها السعودية لرموز الإخوان منذ طاردهم عبدالناصر حتى انتهى بعضهم اليوم في أحضان خامنئي ! كنت ومازلت أرى أن مشكلة بعض التيارات الحركية الإسلامية تكمن في «الانتهازية» التي تتناقض مع المبادئ الأخلاقية التي يجب أن تحكم منهج التيارات الدينية، فعندما ترفع شعار الدين فإنك محكوم بقيم تختلف عن بقية التيارات السياسية والقومية والشعوبية والعرقية ! لم أفهم يوما كيف يمكن لراشد الغنوشي وعباس مدني وعلي بلحاج أن يحرضوا على بلاد الحرمين ويقفوا مع صدام حسين البعثي في احتلاله للكويت التي كانت يومها منارة للأنشطة الخيرية للجمعيات الإسلامية، أو يمكن لمكتب إرشاد الإخوان في مصر أن يصدر بيانا يساوي فيه بين الحوثي الذي يتوعد بقصف الكعبة والسعودي الذي يحمي الكعبة، أو يمكن لحماس أن تطعن في السعودية وتتحالف مع إيران، ناهيك عن أن السعودية الدولة الوحيدة التي التزمت بتطبيق الشريعة الإسلامية وظلت دائما النصير الأول لقضايا المسلمين، وقدمت كل شيء للقضية الفلسطينية، وكانت مواقفها الإيجابية تجاه قضايا إخوانها المسلمين…

أزمة قطر.. وماذا بعد ؟!

الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧

موجة فرح عارمة عمت الخليج العربي مع إعلان اتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فقد مل الخليجيون من أجواء الخلاف وما أثاره من عواصف ترابية إعلامية خانقة عكرت صفو حياة الناس، لكن سرعان ما تبعت موجة الفرح موجة إحباط وخيبة أمل مع ما بثته وكالة الأنباء القطرية وتناقلته عنها وسائل الإعلام المحسوبة على الحكومة القطرية عن الاتصال من صيغة خبرية مراوغة سعت على ما يبدو لحفظ ماء وجه السلطة القطرية على حساب المصلحة العليا للشعب القطري ! وما بين مشاعر الفرح وخيبة الأمل المتقلبة أظهر الشعب الخليجي موقفه من الأزمة، ورغبته في حلها وطي هذه الصفحة المريرة بكل تفاصيلها، لكن للأسف يبدو أن الراغبين في تعقيد الأمور واستمرار الأزمة في الدوحة يتغلبون حاليا على العقلاء الراغبين في الحل والتخلص من أعباء السياسات العابثة والمغامرات الباهظة التكلفة! ما جرى يؤكد أن القرار في الدوحة في مكان آخر، وأن الطرف الذي سبب الأزمة ما زال يمسك بزمام الأمور، وأن المراوغة ما زالت هوايته المفضلة، لكن ردة الفعل السعودية الحازمة التي عبر عنها بيان وزارة الخارجية تؤكد أن الرياض لم تعد تجامل ولن تتسامح مع أي عبث صبياني حتى ولو كان يهدف لحفظ ماء وجه شكلي! أرجو أن يتمكن العقلاء في قطر من جمع شتاتهم…

المنتخب لا يلدغ من جحر مرتين !

الخميس ٠٧ سبتمبر ٢٠١٧

نفس المنتخب الذي هُزم أمام الإمارات هو الذي فاز على اليابان، ونفس المهاجم الذي هاجمته الجماهير بسبب هبوط مستواه هو الذي صنع فارق الأهداف الذي حسم تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم، إنه عالم الكرة الذي لا يستقر الرضا فيه على حال، فوز وخسارة وما بينهما كرة مشاعر الجماهير التي لا تستقر في مرمى! على أي حال الكرة اليوم استقرت في مرمى الفرح وسجلت هدف الرضا ليفوز المنتخب بقلوب الجماهير حتى حين، فالإنجاز عظيم ويرفع راية الوطن في أهم حدث رياضي يجتذب شعوب العالم! إجمالا هذا أفضل منتخب مثل الكرة السعودية منذ منتخب عام 2006م الواعد الذي وصل للمباراة النهائية لكأس آسيا قبل أن يسقطه تخبط الإدارة وتعصب الصحافة، ومن المهم ألا نلدغ من نفس الجحر مرتين! فبعد أن تنتهي احتفالات التأهل ويهدأ صخب الفرح، سيبدأ التفكير بالمشاركة التي سيذهب بها المنتخب السعودي إلى روسيا، والذكرى التي سيخلفها وراءه عند عودته، فهذه المرة الخامسة التي يشارك بها المنتخب في نهائيات كأس العالم، وقد تجاوزنا مرحلة المشاركة لمجرد المشاركة، وحان الوقت لترك أثر مشرف كما فعلنا في أول مشاركة عام 94م، ونمحو آثار الإخفاقات الثلاثة التي تلتها! الأكيد أن منتخبنا سيحظى بدعم هائل في مونديال «روسيا 2018»، وما حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المفاجئ للمباراة إلا إشارة لذلك، وتبقى الكرة…

إلا «الهوى» أعيا من يداويه !

الأربعاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٧

تجمع وسائل التواصل الاجتماعي جميع المتناقضات ليس بين الناس وحسب بل وحتى عند الشخص ذاته، فهناك من يعيب على الآخرين إدلاءهم بآرائهم في الخلاف الخليجي القطري لمجرد أنهم لم يوافقوا هواه في تعرية السياسة القطرية، بينما هو لم يبق شأنا حول الكرة الأرضية لم يدس أنفه فيه ! الأمر نفسه حصل في أحداث مصر وتركيا وسوريا والعراق وليبيا واليمن، فالموقف من حرية التعبير وحق إبداء الرأي يحدده «الهوى» وليس مبدأ الحرية، واللافت أن بعضهم ينصحك بالانشغال بالشأن العام ومشكلات المجتمع وترك السياسة في الخلاف مع سلطة قطر لولاة الأمر وهو الذي لم يفعل ذلك عندما تعلق الأمر بموقف ولاة أمره من التحولات السياسية بمصر والعلاقة بحركة حماس على سبيل المثال، وأنا هنا لا أعيب عليه أن يكون له رأي مختلف، لكنني أعيب عليه مصادرة حق الآخرين في التوافق مع سياسة حكومة بلادهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة وأمن واستقرار الوطن ! البعض يريد منح حصانة ضد النقد لأنظمة حكم وسياسات دول وقنوات تلفزيونية وشخصيات حزبية وإعلامية في الوقت الذي يمنح نفسه كامل حرية نقد خصومهم، ومن شاركه «هواه» اعتبره أخلاقيا في طرحه ومن خالفه عده متطفلا على شؤون الآخرين في أبسط الأحوال ومرتزقا في أشدها ! المشكلة أن هؤلاء لا يكتفون بتحديد الأخيار والأشرار في ساحتي الحدث والرأي، بل ويرسمون…

نائب الأمير ومطار الحج !

الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٧

قرأت عنوانا صحفيا: نائب أمير منطقة مكة المكرمة يفاجئ صالة الحجاج بمطار جدة ويصطدم بسوء الخدمات، هذا العنوان الصحفي الذي صاحب مقطع فيديو للأمير عبدالله بن بندر وهو يوبخ بعض مسؤولي المطار ويعبر عن عدم رضاه عن بعض التقصير ويبدي فيه أسفه لبعض الحجاج عما واجهوه من قصور في الخدمات يجعلني أتساءل عن مصداقية بعض الأخبار والتصريحات والفلاشات التي كانت طيلة الأيام التي سبقت زيارة الأمير ترسم لنا صورة باهرة للخدمات المشرفة وتلمع لنا مسؤوليها ! لقد أحرج محتوى مقطع الأمير بعض وسائل الإعلام والمسؤولين الذين كانوا يمطرون خدمات استقبال الحجاج في مطار جدة بالمديح والأرقام القياسية في سرعة الإنجاز وسلاسة الحركة وجودة الخدمة ! وإذا كان الأمير عبدالله قد أبلغ مسؤولي المطار أن أي تقصير لا يمكن قبوله ولا تبريره في مثل هذا الحدث، فإن من المهم أيضا أن يتوقف بعض المسؤولين عن البحث عن فلاشات صور مصافحة الحجاج وتوزيع الورود والابتسامات عليهم، فدور المسؤول هو التفرغ لمساندة فرق عمله وموظفيه ليؤدوا مهامهم على أكمل وجه وليس الانشغال بفلاشات التلميع ! والنقد هنا لا ينتقص من الجهود الجبارة التي بذلها ومازال يبذلها عشرات الآلاف من الموظفين والمتطوعين في كافة قطاعات خدمة الحج التي لا ينتقصها تقصير عارض هنا أو سهو طارئ هناك، بل على العكس يتكامل معها ويبرز حرص…

فواتير يا قلب العنا !

الإثنين ٢٨ أغسطس ٢٠١٧

كتبت في تويتر: «أجمل ما في فواتير شركة الكهرباء أنها تحسسك أن بيتك عامر بحسك حتى وأنت مسافر في إجازة طويلة»، ساخرا من استمرار ارتفاع فاتورة الكهرباء حتى والبيت خال من أهله، فجاءتني بعدها فاتورة شركة المياه لتؤكد هي الأخرى على أنها حريصة على الحس العامر حتى في لحظات الغياب والصنابير المغلقة ! حقيقة لم أفهم فواتير الكهرباء والمياه لا شتاء ولا صيفا، فهي تبدو كما لو أنها لم تعد مرتبطة بفترات الاستهلاك الصيفية والشتوية بل مرتبطة بالأرقام العالية وحدها، ولو اشتكيت أرسلوا لك فنيين يسهلون عليك فهم حسابات اللوغاريتمات على حساباتهم لتبرير الزيادة ! السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون الحال لو تمت زيادة تعرفة الكهرباء والمياه كما هو منتظر وفق البرامج المعلنة للتوازن المالي؟! سيقول قائل إن حساب المواطن سيعوض عن فارق التكلفة، لكنها في الحقيقة مساعدة تخص شريحة من المواطنين وليس جميعهم، كما قد تعوض الفارق المباشر لكنها لا تعوض التكلفة غير المباشرة التي ستنشأ عن ارتفاع تكلفة إنتاج السلع والإيجارات وغيرها من التكاليف الرديفة في المجتمع ! شخصيا لا أعلم أي تقشف يمكن أن أمارسه مستقبلا أكثر من أنني أطفأت جميع الأجهزة والمقابس وأغلقت جميع الصنابير والمحابس في بيت خال من ساكنيه، ورغم ذلك اكتويت بفاتورتي الكهرباء والمياه ! المصدر: عكاظ

في ضيافة الشيطان !

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧

وصف الفنان المصري محمد صبحي منتقدي زيارته لدمشق بالمنحطين أخلاقيا، ونفى لقاءه برئيس النظام السوري بشار الأسد، مؤكدا أنه ذهب هناك تلبية لدعوة معرض دمشق الدولي وليس النظام ! طبعا بإمكان الفنان محمد صبحي أن يزور أي مكان، فهو حر ويتحمل وحده مسؤولية اختيار الأماكن التي يتردد عليها والأشخاص الذين يقابلهم والأنظمة التي يتعاطف معها، لكن ما ليس من حقه أن يطل علينا عبر شاشة التلفزيون طوال العام ليلقي على مشاهديه مواعظه الثورية والتقدمية في حرية الإنسان والدفاع عن حقوقه ثم يطل علينا من دمشق الأسد ليصب على منتقدي تناقضاته سيل شتائمه وبذاءاته ! مجرد زيارة دمشق في هذا الزمان والظرف، وحضور مناسبة تقام تحت مظلة النظام المخضبة يداه بدماء السوريين هو وصمة عار في جبين رجل يقدم نفسه للعالم العربي على أنه صاحب مبادئ إنسانية يدافع عن حقوق الإنسان وحرياته في وجه الظلم والاستبداد! ورغم نفيه مقابلة بشار الأسد إلا أنه يفاخر بلقاء نائبته نجاح العطار، وأصدقاء مثل مفتي النظام محمد حسون، وأي فخر يمكن أن يرتجيه ضمير محمد صبحي في صداقة ولقاء رجل يمنح بركات السماء لجزار الأرض ؟! محمد صبحي وأشكاله ليسوا سوى تجار مواقف ومبادئ، يعرضونها في أزهى صورها ثم يبيعونها لأي مشتر.. حتى ولو كان الشيطان ! المصدر: عكاظ

النائب العام وحرية التعبير !

الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧

رغم أن بيان النائب العام الذي أعلن فيه أن النيابة العامة ستباشر مشاركات الرأي التي تحمل مضامين ضارة للمجتمع استهدف طمأنة المجتمع تجاه بعض الآراء الطائفية والتكفيرية والمضللة التي تستهدف أمن واستقرار ووحدة المجتمع وبعث رسالة تحذير لأهل الفتن، إلا أن بعض العبارات كانت فضفاضة بحيث قد يندرج تحت عقوباتها أي تعبير عن الرأي ! فأي نقد عام لقصور أداء بعض المؤسسات الحكومية وخدماتها يمكن أن يُختلف حوله ويفسر على أنه مضر بالمجتمع وتأليب للرأي العام، وكنت أرجو أن تكون المسألة أكثر تحديدا و«تقييدا» حتى لا يقع أصحاب الرأي مستقبلا تحت رحمة اجتهادات تفسير رجال النيابة العامة ! كما أن تصريح النائب العام أحدث لبسا في الفصل بين اختصاصات لجنة المخالفات الصحفية والنيابة العامة في الاختصاص بقضايا الرأي المنشورة، ففي السابق كان تدخل النيابة العامة بقضايا الرأي محصورا بأضرار التشهير، لكن وفق تصريح النائب العام الأخير فإنه يمنح النيابة العامة صلاحية تحريك الدعاوى الجزائية ضد أصحاب الرأي في أي وسيلة نشر عند إثارة نعرات الكراهية والطائفية والتصنيفات الفكرية والمذهبية وتضليل الرأي العام، ولا بأس في ذلك ما دام يحقق مضامين العدالة والقانون، لكن من المهم التفصيل في تفسير مضامين الرأي الضارة للمجتمع، حتى لا يكون الأمر ثوبا فضفاضا يضيق على حرية التعبير حسب اجتهادات الفهم الفردي للرقيب ! المصدر: عكاظ

تقزيم الكفاءات !

الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٧

عضو مجلس الشورى المحترم عبدالله السعدون قدم توصية في المجلس تلزم البلديات بوقف «تقزيم الأشجار» وفرض المعايير البيئية الإيجابية في التشجير، وأنا بدوري أقترح توصية تلزم الإدارات بوقف تقزيم الموظفين الأكفاء وفرض المعايير المهنية الإيجابية في التعيين ! فوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وفق معايير الكفاءة والأهلية هو من أهم أدوات الإصلاح التي ستقضي على ضعف وتعثر الأداء في المؤسسات الحكومية، وما لم يتخلص بعض المسؤولين من سياسة تقريب الأكثر ولاء وقرابة بدلا من الأكثر كفاءة وعطاء فإن تحقيق التحول المطلوب لإنجاز مقومات رؤية ٢٠٣٠ ستعاني من التعثر وستصاب بالوهن ! أعلم أن التخلص تماما من ثقافة المحسوبيات وتقرب الأصحاب والأقارب والموالين في الوظائف ليس ممكنا وتعاني منه جميع المجتمعات في العالم، لكن على الأقل لنقلب الهرم ليكون في نسبه الدنيا بدلا من أن يكون القاعدة وغيره الاستثناء! عندما أطلق برنامج التحول الوطني وأعلنت رؤية ٢٠٣٠ ساد شعور عام بأن هناك تغييرا شاملا سيبدل ثقافة العمل والإنتاج، ويمكن أصحاب الكفاءة من التنافس بعدالة على فرص العمل، لكن بعض المنتمين للأمس ممن أخافتهم ملامح الغد يختبرون اليوم جدية وقوة التغيير لينسابوا مع تياره أو يقاوموه!. بالنسبة لي قلتها في أول مقال عن الرؤية.. لا يمكن صناعة الغد بأدوات الأمس ! المصدر: عكاظ

شيعة الخليج والأسر الإيراني!

الأحد ٠٦ أغسطس ٢٠١٧

طرح الكاتب الكويتي خليل علي حيدر ـ وهو كاتب شيعي المذهب أقرأ له في الصحافة الكويتية منذ أكثر من ٢٠ عاما ـ سؤالا مهما في مقال نشرته جريدة الجريدة مؤخرا: هل العالم معجب بالتجربة الإيرانية؟! الكاتب يتساءل في مقاله عن سر نجاح إيران في التعامل مع مخاوف العالم الغربي واستفادتها منه، كما أنه يسلط الضوء على تحول النشاط السياسي للقوى السياسية الشيعية في دول الخليج وخاصة البحرين والكويت نحو الصبغة الطائفية منذ نجاح الثورة الخمينية، والتأثير السلبي لذلك على مكاسبها الحقوقية والسياسية ودخولها في حالة عزلة داخل مجتمعاتها ذات الأغلبية السنية! في مقالات سابقة له سأل الكاتب شيعة الخليج عما كسبوه وخسروه من معاداة السعودية، وأسئلته في الغالب إجابات تخاطب العقول التي أسرها الغزو الأيديولوجي للثورة الإيرانية، وخلاصة آرائه أن الشيعة العرب لا يكسبون الكثير بالتقوقع المذهبي والتمترس الأيدلوجي بإيران بل يخسرون الكثير مقابل مكاسب الاندماج في مجتمعاتها والتعايش الذي كان قائما لقرون قبل أن تنجح الثورة الإيرانية في خلق صراع طائفي قسم مجتمعات المنطقة وإرتهن أقلياتها الشيعية! أهم ما في مقال الكاتب إشارته إلى أن إيران لا تدافع عن الشيعة في السعودية وغيرها من الدول الأخرى بقدر ما تضعف المعتدلين منهم وتعزز وجود المتشددين الذي يعمقون من الصراع الطائفي ويصنعون أدواته الشرسة! في النهاية الكاتب يدعو إيران لإظهار وجهها…