مشعل السديري
مشعل السديري
كاتب بصحيفة الشرق الأوسط

الجنّي لا يتلبّس جنيّاً مثله

الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨

اللحية مثلما يقول البعض هي (زينة الرجل) - طبعاً إذا كانت نظيفة ومنسّقة، وليست مثل لحية رجل أوروبي يتباهى بأنه حصل على الرقم القياسي في طول لحيته التي زادت على 60 سنتيمتراً، وهناك رجال دين أتقياء يربونها لأنها سنّة حسنة، ورجال يربونها لأنها عنوان الرجولة والشهامة - وهذه كلها لا غبار عليها، بل إنني أشجعها وأقول: اللهم زد وبارك. غير أن ما يرفع ضغطي انتشار ظاهرة إطلاق اللحى بين الشباب، فاختلط الحابل بالنابل، وأصبحنا لا نعرف الصالح مِن الطالح. وأكبر دليل ومثال هو ما فعله عميل الاستخبارات الأميركي (توم دانيال)، الذي أطلق لحيته وانضم لـ(القاعدة) تحت اسم (تيسير عبد الهادي)، وكان له الدور الرئيسي في اغتيال أبو مصعب الزرقاوي وأبو أيوب المصري. وتحضرني الآن قصة خيالية، جاء فيها أن طائراً حطّ على بركة ماء ليشرب فوجد أطفالاً بالقرب منها، فانتظر حتى غادر الأطفال وابتعدوا، ولكن جاء رجل ذو لحية إلى البركة، فقال الطائر في نفسه: هذا رجل وقور ولا يمكن أن يؤذيني، فنزل إلى البركة، فرمى الرجل الطائر بحجر ففقأ عينه!! فذهب الطائر إلى نبي الله سليمان شاكياً... استدعى النبي الرجل وسأله: ألك حاجة عند هذا الطائر ورميته؟! قال: لا، فأصدر النبي حكماً بفقء عين الرجل، ولكن الطائر اعترض قائلاً: إن عين الرجل لم تؤذِني، بل اللحية هي التي خدعتني،…

عندما صليت صلاة الراحلة

الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨

قبل عدة سنوات كنت مع ثلاثة أشخاص نركب السيارة، ومنطلقين من مكة إلى جدة، وفي منتصف الطريق حان موعد صلاة العشاء، فاقترح علينا أفهمنا أن نصلي صلاة «الراحلة»، وهذا ما حصل حيث أمّنا هو لأنه يجلس في المقعد الأمامي، والوحيد الذي لم يشاركنا الصلاة هو من كان يقود السيارة بسبب الحيطة والدواعي الأمنية - مع أنه حاول مشاركتنا إلاّ أنني نهرته. وذكرت ذلك للأستاذ نجيب يماني الذي أكد لي أن صلاتنا تلك كانت باطلة. الحقيقة أنني فوجئت - ورغم اعترافي بأن تفقهي بالدين محدود بجانب غزارة ثقافته الدينية، إلاّ أنني لم أستسلم للاستفادة من معلوماته، فقلت له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الراحلة أينما توجهت، والسيارة في هذه الأيام هي بمثابة الناقة، فقال: هذا يكون في صلاة «النافلة» فقط، أما في صلاة «الفريضة» فينزل ويستقبل القبلة ويصلي. قلت له: إذن كيف نستوعب، أن أماكن الصلاة على الطائرات أصبحت هي العنوان الأبرز في الحملات الترويجية لدى الكثير من الناقلات في المنطقة. أجابني: قال عليه الصلاة والسلام، جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فالفريضة لا تصح إلاّ على الأرض، وفي الطائرة هم محمولون على الهواء، لهذا يجب عليهم أن يؤجلوها حتى ينزلوا على الأرض. وأخذني حب الاستطلاع وسألته: ماذا عن من ركب سفينة؟!، أجابني: الصلاة على السفينة جائزة…

طبيب العيون الأعمى

الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٨

سوريا دخلت العام السابع وهي لا تزال تتقلب على فوهة بركان: تهدمت مدن، وأحرقت مزارع، وقتل مئات الآلاف، وشرّد وهجّر الملايين؛ كل هذا حصل لعيون طبيب العيون السابق بشار، ابن صاحب الانقلاب السابق حافظ الذي جثم على صدر سوريا ما يقارب من 40 عاماً، ثم ورّثها باردة مبرّدة لابنه، على أمل أن يكمل المشوار بأن يجثم كذلك 40 عاماً آخر. مشكلة هؤلاء الانقلابيين العرب أنهم يتحدثون عن (الاشتراكية) وهم أبعد ما يكونون عنها في حياتهم الخاصة، ويتحدثون عن (الديمقراطية) وهم لا يحكمون إلاّ بالحديد والنار، ويهاجمون (التوريث) وسرعان ما يلحسون كلامهم وكأنهم يلحسون العسل. الذي أثار أساي أكثر من حنقي هو ما قرأته عن زواج بشرى ابنة اللواء بسام مرهج حسن، المستشار الأمني لبشار، من خالد ابن رجل الأعمال القريب من النظام، نعيم الجراح. وأقيم حفل الزفاف الأسطوري بمباركة بشار، وعقد القران مفتي سوريا غير المنافق أحمد بدر الدين الحسون، وشهد المنتجع السياحي (أب تاون)، الذي تعود ملكيته لوالد العريس، الحفل الباذخ الذي استمر بين بسط وهز وسط وموائد عامرة إلى طلوع الفجر، وانتهى بهدية من فخامة الرئيس للعروس: طقم معتبر من الماس، ومرسيدس متواضعة للعريس، قيمتها 150 ألف دولار فقط. كل هذا كان يجري والطائرات لا تتوقف عن القذف بقنابلها وبراميلها المتفجرة على كل من هب ودب، مطبقة المثل…

المجرم (النموذجي)

الأحد ١١ مارس ٢٠١٨

كتبت إلى الآن عدة مقالات عن السجون، إما بشكل رئيسي أو عرضي - أبعدنا الله عنها. ولا أدري ما هي الحكاية؛ هل القط - مثلما يقولون - يبحث عن خنّاقه؟! لا أعتقد ذلك لأنني أولاً لست بـ«هر»، ثم إنني أكره ما أكره أن يخنقني أو يحبسني أحد، حتى لو في جنات نعيم الدنيا. إذن، للمرة الثانية: ما هي الحكاية؟! إنني لا أدري، ولكن (شمس تطلع.. خبر يبان) - اللهم اجعله خيراً. المهم، تعتزم البرازيل تقديم طريقة جديدة لنزلاء سجونها الاتحادية المكتظة من أجل تخفيف مدة عقوبتهم، من خلال خصم أربعة أيام من مدة العقوبة مقابل كل كتاب يطالعونه. وستتاح لهم قراءة ما يصل إلى 12 عملاً في الآداب والعلوم والفلسفة والكلاسيكيات لخفض مدة أقصاها 48 يوماً من مدة عقوبتهم كل عام. ولقيت هذه الفكرة إقبالاً من المساجين، على أساس أنها فرصة لا تعوض، غير أن أحد المساجين العتاة، وعمره في حدود الخمسين، رفض نهائياً أن ينخرط مع الآخرين بالقراءة، وكلما أحضروا له كتاباً قذف به أو مزقه بيديه وأسنانه، وحجته التي حكاها هي أنه أولاً يكره القراءة، لهذا لم يكمل دراسته، ثم أنه قد بقي له من محكوميته لكي يخرج من السجن 30 عاماً، ولو أنه قرأ كل سنه 12 كتاباً، فمعنى ذلك أنه سوف يقرأ طوال فترة محكوميته (360)…

الزوجة والقرد

السبت ٠٦ يناير ٢٠١٨

علمت أن الإنسان الذي يتناول وجبات طعامه مع الآخرين، تزيد كميتها على 40 في المائة فيما لو أنه أكل لوحده، وقد لاحظت ذلك شخصياً - خصوصاً إذا كانت كمية الأكل الجماعية محدودة، والعدد كبيراً - فكل واحد وقتها يريد أن يملأ طبقه بأكبر كمية ممكنة. لهذا قصرتها أنا من أولها، فـ90 في المائة من وجباتي الثلاث أتناولها في منزلي منفرداً، أولاً: لكي يقل أكلي، وثانياً: لتقل مصاريفي، ثالثاً: لأحافظ على البقية الباقية من رشاقتي. وقد تجبرني الظروف أو المناسبات أو المجاملات أحياناً، على تناول الطعام الجماعي، وهذا هو ما حصل لي قبل عدة أيام، عندما كنت واحداً من ضمن 20 رجلاً متحلقين حول طاولة مستطيلة. ورماني حظي العاثر أن أكون مجاوراً لصديق لا بأس به، لو أنه تخلص من لسانه الطويل الذي لا يتعب من كثرة الرغي - أي الكلام. وأخذ أخونا بالله يغرب ويشرّق، ويعطينا دروساً في الغذاء الصحي دون أن نطلب منه ذلك. ومن ضمن ما قاله اختصاراً: خففوا من تناول اللحم الأحمر، اشحنوا أجسادكم بالكربوهيدرات، لا تنسوا المعادن، حاذروا من الكوليسترول، راقبوا المغنيسيوم، تناولوا المحار. والحمد لله أن أحدهم قاطع استرساله شاكراً له على ما ذكره، ومن حسن الحظ أنه توقف عن النصائح، غير أنه قال من دون أي مناسبة ومقدمات: سبحان الله، فإذا كنت لا تحب…

قانون أنديرا غاندي

الثلاثاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٧

للأبناء حق على الآباء، فالأب الذي لا يتحمل المسؤولية لا يستحق الأبوة، وما أكثر الآباء المحسوبين زوراً وبهتاناً على أنهم رجال، مع أنهم لا يمتّون إلى (الرجولة) الحقّة بأي صلة. كذلك المرأة البليدة أو الظالمة أو المريضة نفسياً، التي تجرّع ضناها مرارة العلقم دون أن ترفّ في رمشها شعرة، أو يتحرك في أعماقها ضمير، مثل تلك المرأة (المشوهة) لا تمت إلى (الأمومة) الحقّة بأي صلة. وما أكثر الوقائع والنماذج التي تخجل المبادئ الإنسانية منها، بعضها معروف وأكثرها مستتر خلف الجدران، وياما في البيوت من أسرار يشيب لها الولدان. انظروا مثلاً إلى ذلك الرجل الإسرائيلي الذي عرض ابنته الرضيعة ذات الـ3 أشهر للبيع، مقابل 25 ألف دولار، لسداد دين مستحق عليه بسبب لعب القمار. وتعثرت صفقة البيع بعدما اتضح أن المشتري هو شرطي سري، فقام بالقبض على الرجل وزوجته المتواطئة معه، بينما تم إيداع الرضيعة مقر الرعاية الاجتماعية. وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ القضاء، ألزم قاضٍ في ولاية أوهايو الأميركية مواطناً بعدم الإنجاب، وذلك بسبب امتناعه عن إعالة أبنائه الأربعة منذ عام 2009 – انتهى. ومن هذه الناحية (حدِّثوا ولا حرج)، فمثل ذلك الرجل الأميركي هناك أشباه له في بلادنا العربية، هم أكثر من الهم على قلوبنا، ولو أنكم فتّشتم في المنازل والمحاكم والشوارع بل وحتى في السجون…

إذا فات الفوت ما ينفع الصوت

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

وافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مبدئياً قبل عامين من توليه منصبه، على لعب دور رئيس الولايات المتحدة الأميركية في الجزء الثالث من فيلم «عاصفة أكولي». وعقب بضعة أسابيع من إرسال العقد، أبلغ محامي دونالد ترمب الشركة بأنه يعتذر عن عدم أداء الدور نظراً إلى أنه سوف يترشح لمنصب الرئاسة الأميركية بشكل حقيقي وليس تمثيلياً. وأنا لا أستبعد - وهذا مجرد تخمين - أن الرئيس في جلسة انفرادية حميمة مع زوجته طرحت هي عليه فكرة الترشح، قائلة له بما معناه: ليه ما تترشح؟! أنت ما راح تخسر حاجة. عندها حليت الفكرة برأسه وقرر أن يخوض الانتخابات. فهل خسرت السينما الأميركية ممثلاً بارعاً؟! إذ إنه لو كان قد أدى الدور لحصل حتماً على جائزة (الأوسكار). *** صعقت عندما قرأت خبراً عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أنه ينفق 2700 دولار شهرياً على تناول نوع فاخر جداً من (الآيس كريم)، كما أنه ينفق نحو 13 ألف دولار شهرياً على بند الملابس. عندها حزنت أو عذرت بعض المسؤولين العرب على بعض هواياتهم، و(فيش حد أحسن من حد). وهذا الخبر أورده على مبدأ (اعرف عدوك). *** ضحكت حتى استلقيت على قفاي، مثلما يقول أجدادنا العربان، عندما عرفت: أن نحو 25 ألف طالب من خريجي المدارس الوطنية في ليبيريا فشلوا جميعاً في تخطي الاختبار، ولم يتمكن أي…

وما أدراك ما الوظيفة!

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧

  الحمد لله لم أكن في أي مرحلة من مراحل حياتي موظفاً، لا في هيئة حكومية، ولا في مؤسسة أو شركة خاصة، فكنت وما زلت حراً طليقاً ألعب على كيفي، وأعمل على كيفي. ليس معنى هذا أنني خامل وقنوع، بل بالعكس فحياتي أعيشها (كالدافور) الملتهب، ولديّ شفاحة ما بعدها من شفاحة لتملك كل ما هو جديد، سواء من العلم أو الفن في أي مجال من مجالاته، لأنني بطبعي أحب التجريب، إلا فيما يتعلق بالأكل، لأنني من هذه الناحية أجبن الجبناء. وقبل أن يفلت الزمام من يدي، أعود إلى ما يسمى (الوظيفة) التي نعلم أن أهم قاعدة فيها هي الالتزام بدوام محدد بالساعات. غير أنني سمعت وقرأت عن ما يدعونه (الدوام المرن). فمنذ ما يقارب عشرين عاماً، ابتكر الألمان نظاماً مرناً للعمل، يقضي بإتاحة الفرصة أمام المستخدم لاختيار أوقات العمل التي تلائمه، وأدت هذه الفكرة التي استهدفت في البداية التخفيف من ازدحام السير إلى نتائج مدهشة، للمستخدمين وأرباب العمل على حد سواء. وأعجب بهذه الفكرة صاحب مصانع أقلام في الولايات المتحدة، بولاية كونكتيكت، فأطلق الحرية لموظفيه، بداية من المدير حتى مصمم الموديلات، في اختيار أوقات الدوام التي تناسبهم، فكانت النتيجة أن انخفضت نسبة التغيب عن العمل بمقدار 50 في المائة، مما حمل الشركة على تطبيق هذا الإجراء أيضاً في معاملها الموجودة…

عِمّة ولا كل العمائم

الثلاثاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٧

كانت الأخطاء المطبعية منتشرة في السابق، ولكن بعد تطور الوسائل الحديثة أصبحت نادرة في هذه الأيام، وكنوع من التحدي فقد رصدت «التايمز» البريطانية مكافأة مقدارها ألف جنيه، لكل قارئ يعثر على خطأ مطبعي واحد، وبعد انقضاء سنتين وسبعة أشهر، لم يحصل عليها أي قارئ. ومما يروى أن الشاعر الإنجليزي كيبلينغ قرأ خبر وفاته في إحدى الصحف، فكتب إلى رئيس التحرير: لقد نشرت جريدتكم اليوم خبر وفاتي، ولما كانت الجريدة من المطبوعات الجادة، فلا شك أن خبر موتي صحيح، لهذا آمل منكم شطب اسمي من قائمة المشتركين، فجريدتكم لن تفيدني ما دمت قد انتقلت إلى العالم الآخر - انتهى. وفي عام 1907 نشرت إحدى الصحف، وصول سلطان الأطرش إلى إحدى الحفلات في مصر - وهو زعيم درزي سوري له مواقف مشرفة ضد الاستعمار. ونشرت الصحيفة الخبر بخط عريض قائلة: وصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش، راكباً (جراده) - فقد حلت الراء محل الواو في كلمة (جواده). وغضب الزعيم وكاد يقطع زيارته لولا اعتذاراتهم الشديدة له بأن الخطأ مطبعي. ويروي المرحوم الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق، أنه في عام 1991، ذكر في مقابلة له مع «المجلة العربية» أنه أنشأ دار (القبلة) للنشر. فتفاجأ باتصال الصحافي اللبناني بديع سربية الذي يصدر عدة مجلات فنية، يعرض عليه أنه سوف يهديه كتاباً…

المفارقات الزوجية

الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧

مفارقات الحياة تيارات لا تنتهي، ففيها العجيب وفيها المضحك وفيها المبكي، وتكون المفارقات قاتلة أحياناً إذا تعلقت «بالمؤسسة الزوجية»، التي إذا لم يكن فيها توافق تصبح كارثة على صاحبيها، لهذا جاء في القرآن الكريم: «... فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، وما عدا ذلك فهو ضرب من الجنون. وليس كل الأزواج مثل العجوزين البريطانيين هاري (92 سنة) ولوكاس (91 سنة)، اللذين دام زواجهما (70 سنة). العجيب أنهما عزوا استمرار زواجهما إلى «الشجار اليومي» وقالا إنهما تشاجرا ما لا يقل عن 25.550 مرّة، لكنهما أكدا أنهما دائماً يتصالحان ويقبّل بعضهما بعضاً قبل الخلود إلى النوم، وأكدت الزوجة قائلة: «نحن نحب بعضنا بعضاً؛ لكننا نتشاجر دائماً، أقلّه مرّة واحدة باليوم». وهذان الزوجان حالة نادرة وليسا بمقياس، فهناك زوجة مصرية من «الدقهلية» مثلاً لم تطق الحياة مع زوجها وطلبت منه الطلاق، وعندما رفض أشعلت بنفسها النار وتوفيت. وبالمقابل هناك زوج في القاهرة، عندما تقدمت زوجته للقضاء تطلب «الخُلع»، ما كان منه إلا أن يشنق نفسه «واتكل على الله». التي قطعت قلبي حقاً، هي فتاة فرنسية أصيب خطيبها بنوبة قلبية قبل زفافهما بشهر واحد، فطلبت من السلطات أن يتم زفافها على خطيبها المتوفى، وهذا هو ما حصل عندما وقفت أمام «الأسقف»، وهي حاملة صورة خطيبها، قائلة وهي تذرف دموعها: «سوف أكون وفية له، وأحمل اسمه…

خزعبلات

السبت ١٩ أغسطس ٢٠١٧

حزنت عندما سمعت عن تصادم القطارين في الإسكندرية قبل أيام، مما نتج عنه عشرات الضحايا الأبرياء، وحزنت أكثر عندما قرأت في جريدة «الشروق» المصرية تصريحاً لوزير النقل هشام عرفات جاء فيه: نحن متأخرون عن العالم في هذا المجال 30 سنة!! وتضاعف حزني أكثر عندما تذكرت أن مصر كانت ثاني دولة في العالم بعد بريطانيا تدخل فيها خدمة السكك الحديدية وذلك في عام 1851. وفي الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي صنفت القاهرة كأجمل مدينة في العالم، وكان يطلق على الإسكندرية مسمّى عروس البحر الأبيض المتوسط – هذا كله كان (زمان). تخيلوا لو أن الدول العربية سلمت من الانقلابات العسكرية، وهي التي كان يطلق عليها زوراً وبهتاناً «الثورات العربية»، ومن يومها فتلك الدول من انحدار يتلوه انحدار، وهزائم تتلوها هزائم، وخطب وتبريرات وأناشيد و(ضحك على الذقون) لها أول وليس لها آخر. «الثورة» لا تأتي في ليل أظلم وعلى ظهور الدبابات، ولكنها تأتي في نهار ناصع وعبر عطاء فكري، كالمسيرة السلمية التي قادها غاندي وهو عاري الصدر وحافي القدمين. *** أثبتت دراسة ميدانية أن نحو 600 ألف موظف بريطاني يتأخرون عن العمل كل يوم، مما يكلف اقتصاد بلادهم خسائر تصل إلى تسعة مليارات جنيه إسترليني سنوياً. وشطح بي الخيال كعادتي متسائلاً: كم يا ترى تتكلف اقتصاديات الدول العربية من جراء تأخر موظفيها، ناهيكم…

مواقف

الخميس ٢٧ يوليو ٢٠١٧

ضحَّت الطفلة الباكستانية مسرت أصغر (8 سنوات) بحياتها لإنقاذ حياة والدها محمد أصغر، وذلك خلال اعتراض اللصوص لطريقهما في الليل بإحدى المناطق النائية في منطقة حافظ آباد بإقليم البنجاب الباكستاني. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن الطفلة كانت برفقة والدها عندما كانا عائدين إلى منزلهما بعد غروب الشمس، عندما اعترض طريقهما اللصوص، وأثناء مشادة جرت بين اللصوص ووالد الطفلة أراد أحد اللصوص أن يطلق النار على والد الطفلة بعد إسقاطه على الأرض، إلا أن الطفلة سقطت على والدها وحجبت الطلقات بظهرها عن صدر والدها مما أدى إلى مصرعها. وأوضح الوالد أن ابنته لم تتحرك عن صدره إلى آخر لحظة على الرغم من تكرار إصابتها بالطلقات، وقد أصيب الوالد بجروح طفيفة بينما أصيبت الطفلة بنحو 13 رصاصة في ظهرها وساقيها وذارعيها ورأسها من الخلف - انتهى. أعتقد والله أعلم أن ذلك الوالد الباكستاني كان مرتبكاً إلى أبعد الحدود، وإلاّ من المفروض أن يزيح أو يرمي بابنته بعيداً عنه، أو في أضعف الإيمان يضع ابنته تحته ويجثم عليها ليتلقى الرصاصات بدلاً منها، ولكن بعض الناس تذهب عقولهم في ساعة الخطر، ولا يفكرون في غير النجاة بأنفسهم - أي أنا ومن بعدي الطوفان. ولن ينفع أو يجدي كلامه عندما قال بمرارة وحسرة: إن الجروح التي أصابته ستبرأ مع مرور الوقت، إلا أن جرح…