سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

ردّ من هيئة الطرق والمواصلات في دبي

الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨

بدايةً لابد من توجيه الشكر والتقدير إلى هيئة الطرق والمواصلات على تعاونها الدائم، وحرصها المستمر على الرد على جميع الملاحظات التي تُطرح في وسائل الإعلام المختلفة، أو التي يطرحها الجمهور على مختلف الوسائل المتاحة، كما لابد من إعادة التأكيد على أن أياً من هذه الملاحظات لا يقلل أبداً الجهود الضخمة التي تبذلها الهيئة في مختلف مجالات عملها، فهي أكبر من أن يتجاهلها شخص، أو يتغافل عنها أحد، ولاشك في أن هذه الجهود أوصلت مستوى الطرق والبنية التحتية في دبي إلى العالمية، وبدرجة امتياز مع مرتبة الشرف. تحدثت أمس، من وجهة نظر شخصية، ومن مبدأ أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، عن تصميم لوحات أرقام السيارات الجديدة في دبي، وذكرت أنه لا يوجد سبب أو داعٍ لتغيير اللوحات الحالية، خصوصاً أنها جميلة الشكل، وتتمتع بدرجة وضوح عالية. واليوم أترك المجال لهيئة الطرق والمواصلات، لتوضيح وجهة نظرها في هذا الموضوع، من خلال الرد التالي الذي وصلني منها: «هذا التغيير يعتبر الأول الذي تقوم به هيئة الطرق والمواصلات، منذ تأسيسها في عام 2005، ففي ديسمبر من عام 2014، قامت الهيئة، في إطار دعمها لجهود حكومة دبي لتعزيز العلامة التجارية لدبي، بطرح لوحات أرقام تحمل علامة دبي التجارية، وكان ذلك اختيارياً للمتعاملين. وفي نوفمبر من عام 2017، طرحت الهيئة الجيل الجديد من…

السؤال الأهم.. لماذا التغيير؟

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨

ندرك تماماً أن تصميم وإصدار لوحات أرقام المركبات هو اختصاص أصيل لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبما أنها هي الجهة الحكومية التي أعطاها القانون هذا الحق، فالجميع عملياً سيلتزم بأية تعليمات، أو تغييرات تجريها الهيئة في هذا الشأن، لا اختلاف على ذلك، فنحن ندرك أيضاً حجم الجهود التي تبذلها الهيئة سعياً للتميز، وسعياً لتقديم الخدمات المتطورة جداً للجمهور، وهذا أمر لا اختلاف عليه أيضاً. ولكن من باب حق التعبير عن وجهة النظر، ونقل الآراء المختلفة، لابد أن تدرك الهيئة أن التغييرات المستمرة والمتتابعة لتصاميم وأشكال أرقام لوحات السيارات، وبشكل دوري غير مسبوق عالمياً، أصبحت بالفعل مسألة غير مريحة للجمهور، فهي تتصف بشيء من التسرّع وعدم الثبات، والأمر كله لا يستدعي كل هذه التغييرات والتعديلات والإرباك أصلاً، لأنها جهود ضائعة يمكن توفيرها لأشياء أخرى أكثر أهمية! وبغض النظر عن مسألة «إلزامية» تغيير الرقم الجديد في العام 2020، وبغض النظر عن القيمة المالية المترتبة على الجمهور جراء هذا التغيير، هل لنا أن نتساءل أولاً وأخيراً عن سبب هذا التغيير، وما الأمر الجديد الطارئ والمُلّح الذي استدعى تغيير اللوحات السابقة؟ وفقاً لرصد بسيط لتصريحات المسؤولين في الهيئة حول الموضوع، وجدت أن هناك سببين رئيسين كررهما أكثر من مسؤول: الأول هو حرص الهيئة على توحيد هوية أرقام المركبات في إمارة دبي، والسبب الثاني هو…

الموت باسم الحب!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨

تحت مسمى الحب، هناك آباء يسهمون في موت أبنائهم، هذه للأسف حقيقة مزعجة، حدثت مرات عدة، فهؤلاء الآباء يمولون تزويد مركبات أبنائهم، لتتحول إلى سيارات قتل لا نقل، ويتحول الحب والدلال إلى أداة من أدوات الموت، فما يحدث على الطرقات السريعة، وفي رمال الصحراء بعد تزويد السيارات، أمر لا يكاد يصدقه عقل، واحتمال الموت فيه يصل إلى نسب عالية جداً، لأن السيطرة على المركبة تكون معدومة تماماً، وعند وقوع الحادث تتحول كل قطعة حديد فيها إلى وسيلة لإنهاء حياة قائد المركبة ومن معه، ويصعب احتمال نجاة أي منهم، فهل أرواح الأبناء رخيصة إلى هذا الحد؟! ندرك تماماً أن هناك عوامل أخرى مساعدة على انتشار هذه الظاهرة، وندرك تماماً أن هناك من يستفيد مالياً من تزويد السيارات، وهؤلاء لا يجب إعفاؤهم من المسؤولية، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق أولياء الأمور، والآباء تحديداً، خصوصاً أن الإحصاءات والأرقام التي تمتلكها شرطة دبي تثبت أن معظم مزودي السيارات هم في أعمار صغيرة، ومعظمهم لا يمكن أن يتحملوا كُلفة التزويد المرتفعة، ولذلك فالاعتماد على تمويل تزويد السيارات، وبمبالغ عالية جداً، يتم في الغالب عن طريق الآباء، لذلك فرسالتنا إليهم مفادها «لا تفقد ابنك بتزويد مركبته»! قد لا يستوعب كثير من الآباء خطورة ما يحدث، وربما لا يعلمون عن كيفية تزويد السيارات، وخطورة تحويلها إلى…

العظماء لا يمسهم الضّر..

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨

العظماء يظلون عظماء، لا يمسّهم ضرُّ، ولا تطالهم الإساءات، فهم في منزلة عالية مرتفعة، لا يصلها السفهاء، ولا الجهلاء أبداً.. التاريخ علمنا ذلك. علّمنا أنّ وراء كل عظيم خالد سفيهاً حاقداً، وعلمنا أيضاً أنه يسطّر أسماء العظماء وسيرهم بأحرف من نور، في حين يندثر ذكر من أساء إليهم سريعاً، ويرميهم التاريخ في مزبلته، فلا ذكر لهم، ولا لإساءاتهم، لأنهم لا يعدون أن يكونوا زبداً كزبد البحر! ولنا في سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسوة حسنة، فهو أعظم من مشى على هذه الأرض، ومع ذلك واجه مواقف متعددة مع سفهاء عصره، لكنه كان دائماً يسبق حلمه على من آذاه، وصبره عليهم، وإعراضه عن سفاهة السفهاء، حتى وصفه من عايشه وتعامل معه، فقال: «يسبق حلمُه جهلَه، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً»، أي يسبق حلمُه وهدوءُه: غضبَه وردةَ فعله السلبية، وكلما زاد أذى الناس له ازداد هو حلماً واستيعاباً لهم، وإعراضاً عن إساءاتهم. لم يمسوا منه شعرة، ولم تفدهم سفاهتهم، ولا إساءاتهم، ولا كلماتهم المنحطّة والتافهة، فهو سحاب علا فوقهم جميعاً، وهو اسم خالد إلى يوم الدين، وهم اندثروا وبادوا مع البائدين. هكذا كان جميع العظماء المسلمين، منذ إشراقة شمس الإسلام، يعرضون عن الجاهلين، ويترفعون عن السفهاء، لأنهم تسلحوا بأخلاق قائدهم ومعلمهم وقدوتهم رسول الله ـ صلى الله…

أفراد المجتمع معنيون جميعاً بـ «عام التسامح»

الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨

الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والتعايش الحضاري، هذه حقيقة تثبتها الأرقام، فلا توجد دولة أخرى في العالم يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهذا إنجاز بحدّ ذاته، لكن الإنجاز الأكبر هو التعايش السلمي والمودة، والاحترام الذي ترتبط به هذه الجنسيات جميعها عند التعامل مع بعضها بعضاً على أرض الإمارات، رغم المشاحنات والعداوات والمشكلات بين جنسيات عدة في أوطانها الأصلية! في الإمارات يعيش الجميع مع الجميع، بحريّة واحترام متبادل، بعيداً عن أية مشكلات سياسية، أو حتى حروب طاحنة بين دولهم الأصلية، لأن الإمارات أرض الفُرص وأرض السلام، وأرض التسامح وإنفاذ القانون، للجميع حقوق متساوية، والقانون هو الفيصل، وجميع الجاليات والجنسيات تعرف تماماً أن القانون سيطبق عليها في حالة الإخلال به، أو الإضرار بالآخرين، والتعدي على حريّاتهم وخصوصياتهم. وفي الإمارات شعب متسامح، يتقبل الآخر، ويتعامل مع جميع الجنسيات دون تعصّب، شعب محب للحياة والسلام والاستقرار، شعب له سمات وصفات مميزة، يتحلى بها أينما كان، في تعاملاته مع الآخرين داخل الدولة، وفي تصرفاته وسلوكياته خارج الدولة. لذلك فلاغرابة أبداً في أن يكون عام 2019 هو «عام التسامح»، فهو جزء لا يتجزأ من الشخصية الإماراتية، وهو في الوقت ذاته فرصة لترسيخ الدور العالمي الذي تلعبه الإمارات بوصفها عاصمة عالمية للتسامح والتعايش الحضاري، وللإمارات هدف طموح، فهي تسعى لأن تكون مرجعاً عالمياً رئيساً في ثقافة…

الاقتصاد الرقمي بوابة التكامل العربي..

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨

فشل العرب في أن يوحّدوا أنفسهم، في أي مجال من مجالات الحياة، فشلوا في تكوين تكتل سياسي قوي، بل تطاحنوا في الغالب وافترقوا واختلفوا، وأصبح القرار السياسي الخاص بالكثير من القضايا العربية يُتخذ خارج حدود هذا الوطن، وفشلوا في تكوين كتلة اقتصادية يواجهون بها التكتلات العالمية، وسلسلة الاختلافات العربية طويلة ومتعدّدة.. ومع ذلك لم تيأس الإمارات يوماً، وهي مستمرة دون كلل أو ملل في دعم جميع المشروعات التي يمكن أن تحقق التقارب والاتفاق العربي، في شتى المجالات دون استثناء، ولذلك فهي تقدّم اليوم فرصة ذهبية للوطن العربي الكبير لتحقيق الوحدة الاقتصادية، ولكن عبر بوابة الاقتصاد الرقمي، فهو المستقبل، وبه يمكن أن تتحقق الكثير من التطلعات والآمال، ومن أجل ذلك استضافت أبوظبي وبرعاية كريمة ومباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمي العربي، ليكون فاتحة خير لهذه الأمة العربية تواجه به تحديات المستقبل، وتدخل عبر بوابته في شراكات وتعاون تؤدي إلى التكامل والتنسيق العربي الذي نفتقده منذ عقود طويلة.. هناك الكثير من الإمكانات والموارد التي يحظى بها العرب، فهم يسيطرون على نحو 18 مليون كيلومتر مربع، ويعيش في الوطن الكبير نحو 350 مليون نسمة، ويفوق ناتجه الإجمالي 2.5 تريليون دولار، ويضم الوطن العربي طاقات شبابية هائلة لديها كفاءات رقمية وبرمجية وتستطيع إحداث الفرق…

آن الأوان للتعامل مع الطب الوقائي بجدّية..

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨

الطب الوقائي هو فرع من الطب، يعنى بدراسة وإيجاد وتطبيق سُبُل الوقاية من الأمراض، هو ليس علماً نظرياً، بل هو علم تطبيقي، لا يقل أهمية، إن لم يكن يزيد بأهميته على الطب العلاجي بمختلف أنواعه، ولكن مع ذلك قليلون هم من يهتمون بهذا النوع من الطب، وقليلة هي الدول التي تعطيه أهمية، وترصد له الميزانيات، وتتعامل معه باستقلالية وأولوية، وتعتبره ضلعاً متوازياً تماماً مع الإنفاق الصحي والعلاجي. نحن هُنا، للأسف، لا نتعامل مع الطب الوقائي بأهمية، وهو في الغالب إدارة أو قسم صغير، لا يهتم به أحد، وربما لا ترصد له الهيئات والجهات المعنية بالصحة الميزانيات الكافية، بل ربما لا تعطيه أي حجم في الإنفاق أو الاهتمام، وهذا دون شك خطأ كبير جداً، وهذا الإهمال هو السبب المباشر في ارتفاع ميزانيات العلاج لبقية الأمراض، فالمعادلة الحقيقية واضحة، وتتلخص في الآتي: «الصرف على الوقاية يعني توفير قيمة العلاج، وإهمال الوقاية يعني ارتفاع فاتورة وكلفة علاج الأمراض»! وللأسف أيضاً تبدو فكرة الطب الوقائي للكثيرين أحلاماً، ورفاهاً لا معنى له، ويرونها دون الواقع، ورؤية بعيدة المنال، وتكلفة غير مبررة على ذوي الدخول المتواضعة، ولكن تجربة الطب الوقائي في البلدان المتقدمة أثبتت فاعليتها في رفع المستوى الصحي للأفراد، والتقليل من الفاتورة الصحية التي يتحملها الفرد، والحد من العجز المالي لموازنات وزارة الصحة، وبشكل كبير،…

ترامب وبوتين ومحمد بن راشد!

الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨

لا تنفصل سياسات الدول عادة عن ثقافة أهلها، بل في الغالب فإن ثقافة ومكونات شخصيات القادة، وأحياناً هواياتهم، لها تأثير مباشر في سياسات دولهم ومواقفهم الخارجية، وطريقة تعاملهم مع الدول الأخرى. الخبراء المشاركون في المنتدى الاستراتيجي العربي 2019، يؤكدون ذلك، على سبيل المثال فإن حب الرئيس الروسي، بوتين، لرياضة الجودو وممارسته لها، دفعاه إلى ممارسة السياسة في كثير من الأحيان وفقاً لقوانين هذه اللعبة، فالمواقف الروسية تتسم بروح التحدي، ومحاولة طرح الخصم أرضاً كلما سنحت الفرصة، والأمر ذاته ينطبق على الرئيس الأميركي، ترامب، المُعجب بالمصارعة، ولذلك فهو يريد التغلب على الخصوم، ويسعى لاستسلامهم أو إيذائهم، وهناك أيضاً الصين وجيرانها الذين يعشقون مصارعة السومو، ولذلك فهم يعشقون السيطرة على المناطق من خلال دفع الآخرين خارج تلك المناطق باستخدام الوزن، ومن دون عنف! استنتاج صحيح، ويتضح ذلك أكثر في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فعشقه للفروسية والخيل، جعله فارساً نبيلاً بتعاملاته وأخلاقه، كما جعله عاشقاً للمنافسة الشريفة، ومتطلعاً دائماً إلى المركز الأول، لذلك فهو في سباق دائم مع المستقبل، وهو لا يرى نهاية لسباق التميز، ولا توقف طموحاته كلمة «مستحيل». ورغم اختلاف الثقافات والسياسات الخارجية للدول، فإن الخبراء المشاركين في المنتدى الاستراتيجي يرون أن الحقبة المقبلة لن تشهد ألعاب عنف وتشابك، بل سيشهد العالم رجوع واحدة من أقدم…

مرتكزات ومبادئ السياسة الإماراتية

الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨

الإمارات دولة مبادئ وثوابت، سياستها تقوم على مرتكزات متماشية مع الأخلاق العربية والإسلامية أولاً، ووفقاً للقوانين والأعراف الدولية ثانياً، هذه هي الحقيقة التي تدركها جميع دول العالم، الشقيقة والصديقة، ولا ينكرها إلا أولئك المتحزبون المختبئون خلف عباءة «الإخوان المسلمين»، وهم بالتأكيد لا يشكلون رقماً مهماً على المستوى العالمي. الحفاظ على السيادة هو أهم مرتكزات السياسة الإماراتية، وهي حريصة كل الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي المقابل فهي لا ترضى، ولن تقبل بأن يتدخّل أحد في شؤونها الداخلية، كما لا تقبل بشكل عام بالتدخلات الإقليمية في شؤون الوطن العربي، وهذه التدخلات هي السبب المباشر لغالبية المشكلات والأزمات التي تمر بها المنطقة، فالتنافس والتغوّل الإقليمي للتحكم بهذا الوطن الكبير، وبأشكال مختلفة، أدى إلى غياب الأمن وخلق حالة عدم الاستقرار، وهو بكل تأكيد ليس في مصلحة العالم العربي، بل على حسابه وحساب شعوبه، لذلك فلا غرابة أبداً في أن تسعى الإمارات للبحث عن نسق عربي جديد، يُعيد الاستقرار للعرب، ويبعد عنهم مخاطر التدخلات الإقليمية. والإمارات تسعى دائماً للمحافظة على الاستقرار الإقليمي، وتبذل لأجل ذلك جهوداً ضخمة، كما أنها تُغلّب دائماً الوسطية والعقلانية، ولا تُغلِّب الأيديولوجيات، فهي تدرك تماماً فشل المؤدلَجين، وتدرك أن الواقع العملي يثبت فشل كل من غلَّب الأيديولوجيا، ولم ينتهج الاعتدال والوسطية والعقلانية. لذلك أصبح التصدي للتطرف…

تجارب ممتازة لكن المطلوب قرار ملزم للجميع..

الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨

تُلزم الإدارة في شركة ضخمة، جميع الموظفين من مختلف المستويات بالقيام بفحوص طبية سنوية، بل إن إدارة الموارد البشرية في هذه الشركة تحجز لكل موظف موعداً لهذا الفحص في عيادة محدّدة، وتُعطي الموظف يوم إجازة في ذلك الموعد، ليُنهي عملية الفحص الطبي، وكل تلك الكلفة تتحملها الشركة، وما على الموظف إلا الذهاب للفحص فقط، وتتولى الشركة قبلها وبعدها متابعة بقية الأمور! هذه الشركة ليست في السويد ولا في فنلندا، بل في دبي، وتطبّق ذلك منذ سنوات طويلة، فهي تدرك معنى الوقاية خير من العلاج، وتدرك العلاقة والربط القوي بين صحة الموظف وسلامته، وبين مستوى إنتاجه وعطائه، وتدرك أيضاً أن مردود هذه الخطوة، مهما كانت كلفتها، لا يقارَن أبداً بفقدان موظف مُنتج بسبب مرض لم يتم علاجه مبكراً! وفي دبي أيضاً وفي دائرة حكومية، هي الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، هناك خطوة إيجابية منذ عام 2015، وبقناعة شخصية من المدير العام، اللواء محمد المري، بتعميم إلزامية الفحص الطبي السنوي، وربط ذلك بالعلاوة والترقية لكل موظف، فلا ترقية من دون فحص، وبالتأكيد مثل هذه الخطوة في مصلحة الموظف، ولابد منها، وحتى لو تذمّر البعض من ذلك فالاستمرار فيها شيء ضروري، ولابد من المطالبة بتعميم هذه التجارب على الجميع. تجارب تستحق الإشادة، لكنها حتماً لا تكفي، والمطلوب هو قرار اتحادي عام يُلزم جميع…

عملية إسعاف غير عادية تستحق الشكر والتقدير

الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨

جهدٌ ليس بالعادي، وعمل تم باحترافية ومهارة، وحادثة تثبت مرة أخرى جاهزية دبي لاحتواء الأزمات بشكل سريع ومنظم، وبفاعلية عالية، ربما كثيرون لن يعرفوا تفاصيل ما حدث، وبالتأكيد فإن الإعلام العالمي لن يعطي الأمر أهمية، ولن يتطرق لتلك الجهود الضخمة التي حدثت فجر أمس، لكن الدنيا كانت ستقوم قائمتها، وسهام الانتقاد والهجوم اللاذع ستُطلق من كل حدب وصوب، لو سارت الأمور كما يريد كثير من المغرضين، وبغض النظر عن جميع الأمور الإنسانية أو الظروف المصاحبة للحادثة! في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، تلقت الجهات المعنية بلاغاً يفيد بوجود دخان كثيف ناتج عن احتراق سيارة في مواقف سفلية بمبنى، والمشكلة ليست في ذلك، بل في مكان هذا الاحتراق وهذا الدخان، فهو في مبنى مستشفى، يضم في طوابقه المختلفة غرف عناية فائقة، وغرفاً للعناية بالأطفال الخدج، ونساء حوامل على وشك الولادة، ما يعني أن هذا الدخان الكثيف يشكّل بالتأكيد خطورة حقيقية على حياتهم جميعاً، وقد يتسبب في حالات اختناق من دون شك! تحركت فرق الإسعاف، التابعة لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، فوراً إلى مكان الحادث، ليست الفرق، بل الجميع هُرع إلى مكان الحادث بمن فيهم المدير التنفيذي للمؤسسة، وصلوا إلى موقع المستشفى بالضبط خلال خمس دقائق، وعلى الفور وضعت خطة الإخلاء، وتحرك المسعفون لإجلاء الأطفال حديثي الولادة، وقُدّر عددهم بـ١١ طفلاً، ومن…

لابد من حقن دماء شباب الوطن..

الثلاثاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٨

حقن دماء الشباب هو بالضبط ما قام به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، في منطقتي البداير والفايه تحديداً، فما كان يحدث هناك شيء أشبه بالفوضى التي تسببت في إزهاق أرواح شباب في مقتبل العمر، خسرتهم الدولة، وخسرهم أهاليهم، لأسباب تافهة، استعراضات، وتسابق، وصعود تلال رملية، أعقبتها فواجع ومآسٍ، ونزيف مستمر من ثروة الوطن الحقيقية.. شباباً وصغاراً. لقد بلغ السيل الزبى، وتوالت الحوادث بشكل شبه يومي، وأصبح الموت وتناثر الجثث مجرد مقاطع لمادة فيلمية تتناقلها الهواتف النقالة، دون أن يرتدع منها بقية الشباب، أو تحرك ساكناً، ولا شعرة في رأس أهاليهم، فهم يرونهم أمامهم في سياراتهم المزودة، ويسمعون ضجيجها وإزعاجها، ويشاهدون الحوادث المميتة بشكل دائم، ومع ذلك، وكأن على رؤوسهم الطير، لا يمنعون أبناءهم، ولا يستطيعون التأثير فيهم، وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً، لذلك تحرك الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وبادر باتخاذ إجراءات صارمة، وتدابير كفيلة بحماية الأرواح والممتلكات، والمحافظة على سلامة مرتادي المناطق البرية، وتعزيز الأمن والأمان في الصحراء والتلال الرملية. وشملت تلك التدابير الدفع بعدد من الآليات لتسوية المنطقة الرملية، خصوصاً في منطقتي الفاية والبداير، فيما وضعت حواجز أسمنتية بصورة تمنع الوصول للعراقيب الرملية، والتي يلجأ لاعتلائها الشباب بمركباتهم للاستعراض بحركات متهورة، إلا أن تلك الحواجز لن تكون عائقاً أمام الأسر المتوجهة للمناطق البرية…