سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

نعيش «الربيع» منذ ‬41 عاماً!

الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣

يجب ألا نستغرب، كثيراً، المقالات التي تنشر في صحف بريطانية وأوروبية وغيرها، والتي تتحامل على الدولة بشكل غريب وساذج في بعض الأحيان، فهؤلاء الكتاب الأجانب متأثرون بتقارير تلك المنظمات الأجنبية المعروفة، في حين أنهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الإمارات وحاضرها، ولا يرون الإنجازات التي تحققت، لأنهم قيدوا أنفسهم بأحكام انطباعية، تتلاءم مع عواطفهم ومشاعرهم غير النبيلة تجاهنا! هم وغيرهم من الأجانب غير المنصفين، ومن العرب ذوي الأجندات، المدفوع لهم سلفاً، يرون أن مشروعات التنمية في الدولة مشروعات مرهونة بظروف وقتية، ونحن يجب ألا نهتم، ولا نلومهم على هذه الانطباعات، فهم لم يعيشوا في الدولة، ولا يعرفون الكثير عنها، لكننا نلومهم فقط على تحاملهم وسذاجتهم أحياناً، لأنهم يكتبون ما لا يعرفون، ويتبعون انطباعات ومعلومات مغلوطة، وتالياً فإنهم يبتعدون ـ في الأغلب ـ عن الموضوعية والدقة. يعتبرونها مؤقتة، لأنهم اعتادوا ذلك من رؤسائهم وقادتهم ورؤساء الأحزاب، فكل مرشح للرئاسة يبدأ حملته الانتخابية بوعود انتخابية، لا تخرج عن أشياء حياتية مهمة للشعب، أولها معالجة البطالة، والتأمين الصحي، ورفع مستوى الاقتصاد، وتخفيف وطأة الضرائب، ويركز ـ بشكل كامل ـ على الشؤون الداخلية، لكن بمجرد تسلمه السلطة ينسى كل ذلك، بل يعمل خلافه، فيبدأ بالتفكير في تنويع الضرائب لزيادة أموال الخزانة، ويقف عاجزاً عن توفير الوظائف، ثم يتحايل على الفشل الداخلي بالانطلاق نحو الخارج…

سلطة لخدمة الناس

الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٣

تشرفنا بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس، بعد أن أعلن عبر حسابه في موقع «تويتر» عن التشكيل الوزاري الجديد، بنحو نصف ساعة، فكان من الطبيعي جداً أن نبدأ حديثنا معه ببضعة أسئلة حول هذه التغييرات. أكد سموه في كلماته لنا أن «التغيير دائماً ما يكون مفيداً في التجديد والتطوير وضخ الطاقة والدماء الجديدة»، وركز سموه على نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها فقال: «لن نتردد أبداً في إجراء أي تغييرات تصب في صالح خدمة الناس، فهم المعيار الأول لأي تغيير وزاري»، وبذلك يجدد سموه ما قاله مراراً في كثير من اللقاءات، وآخرها القمة الحكومية، حول الدور المنتظر من الحكومة لخدمة المواطن والمقيم، حين قال: «نحن سلطة لخدمة الناس لا سلطة عليهم»، ولم أجد أفضل من هذه الكلمات نصيحةً للوزراء الجدد، والوزراء الذين واصلوا العمل في حكومة محمد بن راشد، سواء الذين احتفظوا بحقائبهم، أو انتقلوا إلى وزارات جديدة، فهم هنا جميعاً لخدمة الناس، وخدمة الوطن، ومعيار رضا رئيس الدولة ورئيس الحكومة عنهمم هو بمقدار ما يقدمونه من فعل وفكر تطويري متجدد في تقديم خدمات حكومية أفضل للمجتمع بأسره، فالمهمة صعبة، وهي تكليف يحتاج إلى جهد وصبر وإنتاج وعمل، ولن تكون مجرد تشريف ومزايا وسلطة مطلقة. العمل مع رئيس حكومة بوزن وفكر محمد بن راشد ليس…

رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!

الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣

درس جديد قدمته الإمارات، أمس، إلى كل المشككين من الداخل والخارج في سلامة نهجها الذي تسير عليه، واحترامها الإنسان وحقوقه، والتزامها بالقوانين والإجراءات القضائية المطبقة، ومع ذلك فهي لم تفعل ذلك من أجل إرضاء أحد، ولا خوفاً من أحد، فالإمارات لم تفعل إلا ما أقره قانونها ومبادئها ودستورها. تحدثوا عن منع من دخول المحاكمة، وتحدثوا عن منع تواصل المتهمين مع محاميهم، وتمادوا في تشويه صورة الدولة، وتحويلها إلى دولة قمعية، وانكشفت أكاذيبهم مع بدء أول جلسة لمحاكمة أعضاء ما يسمى «تنظيم الإخوان» في الإمارات، فلم يمنع أحد من الدخول، طالما التزم تعليمات الدخول، وعقدت الجلسة بحضور أهالي المتهمين، ومحاميهم، وممثلين عن جمعيات النفع العام، والإعلام كان حاضراً يتابع ساعات الجلسة الطويلة ساعة بساعة، ولم يمنع أحد من الكلام، ولم يمنع محامو المتهمين من الترافع، والتقدم بطلبات المتهمين للقضاء! الحرية كانت مكفولة للجميع، في جلسة أمس، ومنح القاضي جميع المتهمين الحاضرين فرصة الكلام، كما منح محاميهم أيضاً فرصاً كاملة، تعامل مع الجميع بأريحية وسعة صدر، شهد بها كل الحاضرين، الذين غصّت بهم القاعة الضخمة، وأثبت للجميع نزاهة واستقلال وقوة المؤسسة القضائية الإماراتية. استمع بعناية فائقة للجميع، وكان دقيقاً في الإجراءات المتخذة كافة، التي توافقت وتماشت مع جميع الإجراءات القانونية، وأصول المحاكمات المعمول بها في الدولة، ولم يسجل خلال الجلسة أي خطأ…