تغريد الطاسان
تغريد الطاسان
كاتبة بصحيفة الحياة

أكاديميات فنون.. وقادم أجمل

الأربعاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٩

في الثاني من حزيران (يونيو) عام 2018م جاء تأسيس وزارة الثقافة وفصلها عن وزارة الإعلام، ليؤكد ذلك حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على نمو القطاع الثقافي السعودي والنهوض به، لتكون الثقافة نمط حياة رئيسياً، ومسهماً في نمو الاقتصاد الوطني، ومعززاً وداعماً لمكانة المملكة وحضورها في المحافل الثقافية العالمية. ومنذ تأسيسها تفاجئنا الوزارة ما بين فترة وأخرى بقيادة أميرها الشباب بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود بترجمة الأهداف التي أنشئت من أجلها على أرض الواقع، لتحوّل الحلم حقيقة وتسير الفنون في السعودية بخطى واثبة على مسارها الصحيح أسوة بالتجارب الفنية الناجحة في دول العالم، تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030م. لقد رسمت وزارة الثقافة استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق تحول ثقافي شامل وواسع النطاق، وفق أعلى المعايير والجودة، بحيث يصبح واقعاً ملموساً في قادم الأيام، وتضمنت رؤيتها ستة محاور رئيسية، أحدها تقدير المواهب ورعايتها تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا في بناء وتنمية الإنسان، وتماشياً مع رؤية وتوجهات الوزارة للإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة المستقبلية. ولأن بناء وتنمية الإنسان مرتكز رؤيتها القادمة، فقد كشفت وزارة الثقافة خلال الأيام الماضية عن توجهها لتأسيس «أكاديميات الفنون» للتأهيل الأكاديمي المتخصص، وكمرحلة أولى ستنطلق أكاديميات الفنون بأكاديميتين لتأهيل المواهب كحزمة أولى…

فلسفة سعادة

الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

هناك إجماع على أهمية السعادة ونشر الروح المعنوية العالية، وأثرها الإيجابي في التعليم بصورة خاصة، وفي حياة الطلاب عامة، لكن الخلاف بين الخبراء التربويين يدور حول كيفية نشر السعادة بين الطلاب، وهل يكون ذلك من خلال إضافة مادة دراسية جديدة اسمها «السعادة»، أم أن القيام بذلك سيفرغها من جوهرها، ويجعلها مادة للاختبار مثل بقية المواد، ويكون سبباً في المزيد من الضغوط التعليمية، وبالتالي إلى التعاسة بدلاً من السعادة؟ من المؤكد أن البعض يرى قيام المدرسة بمهمة نشر الرضا والروح المعنوية المرتفعة والسعادة بين الطلاب يكلفها ما يفوق قدراتها، لكن النظريات الحديثة توضح أن الشعور بالرضا والسعادة لا يقوم على الاسترخاء والخمول، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن بذل الجهد والتغلب على التحديات واجتياز الصعاب يجعل الشخص يشعر بقيمة الإنجاز الذي قام به، وعندها يشعر بقيمة الذات وبقدرته على تحقيق أهدافه العالية. ينبغي النظر إلى التربية والتعليم بمنظور أشمل، بحيث لا يقتصر على الجانب الأكاديمي، أي اكتساب المعرفة، والحصول على درجات مرتفعة في الاختبارات فحسب، ومع التأكيد على أهمية الحصول على المعلومات واكتساب المهارات التعليمية المختلفة فإن التعليم يشمل أيضاً بناء الشخصية، ولذلك فإن أفضل تعليم هو الذي يحقق التوازن بين العقل والنفس، وتشير نتائج الأبحاث الميدانية إلى أن التعليم هو أهم عوامل تحقق السعادة، وبالدرجة نفسها فإن السعادة هي…

المتدين السعودي

الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠١٦

تعودنا نحن السعوديين على أن تكون مسميات مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وبلاد الحرمين، نعوتاً تصاحب التعريف ببلادي، التي تعتبر رمز الإسلام وعاصمته الأقوى لاعتبارات كثيرة، منها أنه وطن احتضنت أرضه المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومنها أيضاً قوانينه الصارمة في اعتماد الشريعة دستوراً تقوم عليه الحياة الاجتماعية والنظام القضائي والمنهج السياسي. كل هذا كان مصدر فخر وعز وجواز مرور يختم على شخصية السعودي بتأشيرة سلام واحترام وتقدير تجعل كل شيء في الخارج يفتح له أوسع أبواب الترحيب والثقة والقبول والذكر الحسن والاحترام في العالم أجمع. ولكن بعد أحداث ١١ أيلول(سبتمبر) كل هذا اختلف وتغيرت الصورة من المسالم السعودي إلى الإرهابي الوهابي - مع تحفظي على هذا الوصف -. أصبح ختم جواز سفر ابن وطني للسماح له باجتياز حدود كثير من الدول صعباً معقداً يمر في نفق طويل من الإجراءات والعقبات والتعالي، الذي أعتبره شخصياً إرهاباً نفسياً يمارس تعنيفاً غير مبرر، من خلال الاعتداء على احترام الشخصية السعودية التي ما زالت واجهة مشرقة للنقاء، وحمامة سلام ما زالت تحلّق بغصن زيتون أخضر غض طري، لم تيبس طيبته ولم يتبخر عطر أخلاقه، ولم تمت إثارته وفطرته السليمة التي تقدم الخير وتنفر من الشر. في اعتقادي المتواضع أن أحداث ١١ سبتمبر وما تلتها من أعمال تخريبية وتفجيرات داخل السعودية وخارجها، وتورط عدد كبير من…

الصين.. العيون المتسعة

الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦

< منذ زمن وأنا أتساءل عن سبب خوف العالم ونفوره من المارد الصيني، وقراءتهم الداكنة له، وتقديمها لنا في قوالب مبالغ فيها أحياناً، وتقديمها لنا وكأن عيونهم الضيقة تحجب كل رؤية صالحة عنهم. صادف أنه في إحدى زيارتي لمدينة ميونيخ الألمانية أن كانت العاملة التي تتولى التنظيف بالسكن الذي أسكن فيه من الجنسية الصينية، فقررت أن أجلس مع هذه السيدة التي تنظف لنا الغرفة، تفاجأت بأنها تمتلك مؤهلاً عالياً في الصناعات الكيماوية، ولكن بسبب عدم الاعتراف بشهادتها في ألمانيا، تقوم من النوم الساعة 5,00 صباحاً، لتمارس رياضة الصباح ثم تفطر، بعدها تنظف سلالم إحدى العمارات، ثم تذهب إلى العمل في السوق المركزية من 10,00 صباحاً وحتى 6,30، ثم تعود لتنظيف أحد المنازل أو المتاجر، ثم تستريح، لتذهب عند منتصف الليل إلى جارة لها في الـ80 من عمرها، لتجهزها للنوم، أي تأخذها للحمام وتغير لها ملابسها، وبذلك تعمل يومياً حوالى 15 ساعة. قالت لي: «إن الصيني يعرف أن سعادته ومستقبله مرتبطان باجتهاده، ولذلك لا يوجد طلاب كسالى في المدرسة، وكلمة المعلم مقدسة. الوالدان يراجعان يومياً الواجبات المدرسية، لا يعرف الوالد جلسة المقهى أو المجلس مع الأصدقاء، ولا تعرف الأم التلفزيون وجلسات الصديقات والحديث الطويل على الهاتف». وتضيف في حديثها لي: «الصيني يرفض الدعوات إلى الطعام، لأنها تعطله عن العمل وكسب المزيد…