توماس فريدمان
توماس فريدمان
كاتب عمود شهير بالنيويورك تايمز

عالم ما بعد الجائحة.. ثورة في التعليم والعمل

الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠

ألقى الله علينا جائحة بالتزامن مع تحول تكتوني في طريقتنا في التعليم والعمل والتوظيف، لنستعد جميعاً: فعندما نخرج من أزمة كورونا هذه، سنشهد واحدة من أعمق فترات التدمير الإبداعي على الإطلاق وفقاً لنظرية «شومبيتر» (عالم أميركي في الاقتصاد اشتهر بالترويج لنظرية الفوضى الخلاقة)، التي يسرعها هذا الوباء ويخفيها في نفس الوقت. لن تكون هناك وظيفة ولا مدرسة من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر ولا جامعة ولا مصنع ولا مكتب بمنأى عن ذلك، وستؤثر على العمال ذوي الياقات البيضاء والزرقاء على حد السواء، وهذا هو السبب في أن هذه الانتخابات تهم كثيراً، كيف نزود المزيد من الأميركيين برعاية صحية، ومعاشات تقاعدية قابلة للنقل، وفرص للتعلم مدى الحياة لتحقيق أقصى استفادة من هذه اللحظة وتخفيف الأسوأ، هو ما يجب أن تكون عليه السياسة بعد 3 نوفمبر، أو أننا نتجه حقاً إلى عدم الاستقرار. السبب في أن حقبة ما بعد الجائحة ستكون «مدمرة جداً ومبدعة»، هو أنه لم يكن هناك مثل هذا العدد من الناس الذين يمكنهم الوصول إلى العديد من أدوات الابتكار الرخيصة، ولم يكن هناك المزيد من الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى حوسبة عالية الطاقة وغير مكلفة، ولم يتمكن المزيد من الأشخاص من الوصول إلى مثل هذا الائتمان الرخيص -المال المجاني تقريباً -لابتكار منتجات وخدمات جديدة، ناهيك عن هذا…

بوتين..لماذا يُعجب بترامب؟

السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦

عندما يتعلق الأمر بتقييم السباق الرئاسي، فإني أفضل الاستماع إلى آراء الجواسيس. فتقييماتهم عادة ما تكون خالية من العاطفة ولا تعرف الرحمة، علاوة على أنهم يمتلكون القدرة على النفاذ إلى ما وراء الهراء، والوصول إلى الخلاصة الباردة والقاسية. وفي الوقت الراهن نجد لدينا اثنين من كبار أساتذة الجاسوسية السابقين، الذين يرسلون الآن رسائل غير مشفرة، بشأن ما الذي سيعنيه انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة. أيها السيدات والسادة: أقدم لكم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية«روبرت جيتس»، وعدوه اللدود وعميل الكي. جي.بي السابق فلاديمير بوتين. بوتين كما هو معروف يحبذ انتخاب ترامب رئيساً، أما جيتس فلا يفعل ذلك. في مقال له في صحيفة «وول ستريت جورنال» كتب جيتس الذي شغل في السباق منصب وزير الدفاع في إدارة جورج دبليو بوش وباراك أوباما، مقالاً وجه في النقد لكل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، لفشلهما في التصدي للتهديد الذي تمثله روسيا بوتين بشكل جدي. وأضاف جيتس في مقاله أن ترامب قد ذهب إلى أماكن مع بوتين لم يكن أي مرشح رئاسي أميركي محتمل ليذهب إليها، كما أن«تعبير السيد ترامب عن الإعجاب بالرجل ونظامه السلطوي، يتسم بالسذاجة وعدم المسؤولية في آن». صحيح أن هيلاري لديها مشكلة، فيما يتعلق بمسألة المصداقية خصوصا في الموضوعات التي تتصل بالأمن القومي، ولكن ترامب متواطئ مع نفسه. ولكن…

دبي فعلت ما لم تفعله أمريكا

السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤

تتالى الفشل الأمريكي منذ بداية "الصحوة العربية" عام 2010 . فقد حاولنا تغيير النظام في ليبيا من دون غزو وفشلنا، وحاولنا التنازل في سوريا وفشلنا وحاولنا فرض الديمقراطية في مصر وفشلنا في المصادقة على انتخاب الإخوان المسلمين، لقد فشلت سياسة الولايات المتحدة في تغيير النظام، وفي الاحتلال، وفي المساومة، فهل نعيد التدخل في العراق اليوم رغم أن القرار لم يصدر بعد؟ قليلون منا يشعرون بالتفاؤل . لعل أول متطلبات الحكمة الاعتراف بأننا لا ندري ما نفعل هنا، والأهم من ذلك أننا لا نملك الإرادة لاستغلال قوتنا المهيمنة أياً كان الزمن الذي تتطلبه، لإجراء التغيير في تلك المناطق وحتى لو حاولنا، فمن غير المؤكد أن القوة ستكون مجدية . وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط مهمة لدرجة أننا لا نستطيع إصلاحها ولا التخلي عنها، فماذا بقي؟ أعتقد أن هناك واحداً من حلين "الاحتواء" أو "التوسع" . ولكن كيف ذلك؟ يمكن توسيع التجربة في المناطق التي تعمها الفوضى مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، بالتعاون مع القوى المحلية لاحتواء الأزمة، وهو أساساً ما نفعله اليوم . لكنني آمل ألا نتعمق كثيراً . وفي دول مثل مصر والجزائر لا بد من العمل بهدوء مع الحكومات لتعميق احترام النظام، بحيث يكون شاملاً . وفي الدول التي يسود فيها النظام مع الاحترام مثل المغرب والأردن ولبنان والإمارات…

الظلام الإعلامي في العراق وسوريا

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤

صاحب سيطرة تنظيم «داعش» الوحشية على مساحات واسعة من العراق وسوريا عمليات اختطاف وقطع رؤوس للصحافيين. وعليه، أصبح دخول أي صحافي غربي للمناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» اليوم ينطوي على مخاطرة بحياته في كل ثانية. وبذلك نجد الآن أن الولايات المتحدة تشارك في أول حرب طويلة الأمد داخل الشرق الأوسط في العصر الحديث، من دون أن يتمكن المراسلون والمصورون الأميركيون من تغطية الأحداث بصورة مباشرة ويومية. هذا بالتأكيد ليس بالأمر الجيد.بيد أن الوضع يزداد سوءا، حيث أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية، الأسبوع الماضي، إلى أن «داعش» أجبر أحد رهائنه البريطانيين على العمل مراسلا من ميدان القتال، خلال شريط دعائي مصوَّر من داخل مدينة كوباني السورية، حيث «توقع السقوط الوشيك للمدينة في أيدي المسلحين، رغم موجات الضربات الجوية الأميركية». ويكشف هذا الأمر أن «داعش» أصبح أكثر ذكاء في جهوده للترويج لقضيته، عبر اتباعه أساليب التغطية المستمرة للأحداث المميزة للقنوات الإخبارية.وخلال المقطع المصور، يظهر الصحافي الرهينة وهو يقول: «مرحبا، أنا جون كانتلي، ونحن اليوم داخل مدينة كوباني على الحدود السورية - التركية. في الواقع، هذه تركيا تظهر خلفي مباشرة».الواضح أن الوضع في طريقه نحو مزيد من السوء، حيث كتب ديلان بايرز، المراسل الإعلامي لدى صحيفة «بوليتيكو» في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعث بمذكرة إلى مؤسسات إعلامية…

زيارة إلى اليمن

الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣

قمت بزيارة اليمن الأسبوع الماضي، وعشت تجربة لم أرَ مثلها من قبل، فقد قدت سيارتي من المطار في العاصمة اليمنية صنعاء عبر الطريق الرئيس الذي كان يغطيه سيل هائج من المياه. وكنت أقيم في البلدة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة، والتي يتم الوصول إليها عبر طريق قديم يشبه الخندق المائي، ويعرف باسم «سيلة»، والذي دائما ما كان قذرا وموحلا وعلى جانبيه شجيرات الفلفل، والذي كان على مدى أجيال طويلة يتشرب بالمياه التي تغمر المنطقة في فصل سقوط الأمطار. وفي عام 1995، قامت الولايات المتحدة، بناء على طلب من اليمن، بتقديم نفقات تعبيد هذا الطريق. ونظرا لقيام اليمنيين بإزالة الغابات الموجودة على الجبال المحيطة بصنعاء، فإن عدم وجود أشجار ونباتات يعني اندفاع مياه الأمطار قبالة الجبال لتدخل المدينة وتصل إلى طريق «سيلة» المعبَّد وتحوله إلى قناة تجري خلالها المياه. وفي النهاية، وصلنا بسيارتنا الرياضية إلى الفندق بعدما عرفنا معنى جديدا لعبارة «أبحرنا إلى المدينة». وفي اليوم التالي، هطلت أمطار غزيرة في صنعاء وتراكمت المياه في بعض المناطق مثل الثلوج التي تسقط في فصل الشتاء. وفي تلك الأثناء، باتجاه الشمال، أدت عواصف ممطرة هي الأعنف منذ 25 عاما في المملكة العربية السعودية إلى مقتل 13 سعوديا في الفيضانات، وكان التلفزيون السعودي يبث «مقاطع فيديو لأشخاص يتعلقون بالأشجار والسيارات الغارقة…