آراء

أحمد أميري
أحمد أميري
كاتب اماراتي

أيها الإماراتيون… أرجوكم!

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

لا يغيب عن بالي وجه مستثمر روسي قدم إلى الدولة في التسعينيات بقصد مزاولة نشاط تجاري، وأقنعه شخص يرتدي كندورة بتسليمه آلاف الدولارات، ثم اختفى ذلك الشخص. وبسؤال الروسي في التحقيقات عن ضمانات تسليم النقود، قال إن الضمانة كانت الكندورة، فمن يرتدونها معروفون بالشرف والأمانة. يبتعد عن الصواب من يعتقد أن عجلة الازدهار والتنمية في الإمارات ما كانت لتدور لولا النفط، فماذا جلب النفط لدول، ستخطر ببالنا الآن، إلا الدمار والاقتتال؟ أو من يختصر نجاح الإمارات بقوة الإرادة، والكفاءة، والتخطيط، فمن يسوقون شعوبهم للحروب ويصبّون على رؤوسهم البلاء لديهم قوة إرادة أيضاً، وكفاءة، وتخطيط، لكنها تستخدم حطباً لنيران الطمع والعدوان. وواهم من يتصوّر أن الأيدي الخفية هي التي تدفع الدول إلى الهاوية، وأن دولاً تحدد مصير دول أخرى بقرار واحد، أو أن قوة الجيوش هي التي تضمن الاستقرار، أو أن القدرة على مواجهة التحديات تكون بعقد التحالفات مع الدول الكبرى، أو أن دوام النعم من كثرة دور العبادة وانتشار التديّن،…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

تنكة زيت زتون!

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

في كل عام في مثل هذه الأيام تغتال فرحتنا وسائل الإعلام وهي تنشر صوراً لعجائز فلسطينيات يحتضن أشجار زيتون عمرها من عمر حضارتنا، مانعات محاولات جرافات إسرائيلية اقتلاعها ومحاولة طمس وجود هذه الشجرة المباركة في الأرض المباركة في البقعة المباركة، وكلما أوغلت الجرافات في غيها ومحاولة اقتلاع تاريخنا من الأرض، زاد الاقتلاع من قيمة ما تبقى من أشجار الزيتون وزاد من معنى وجودها لدى الفلسطينيين. لم تعد أشجار الزيتون تحمل معنى تجارياً أو غذائياً أو صحياً، بل أصبحت ذات دلالات وطنية فقط، ولذلك لا نرى في الصور سوى كبار السن من نساء ورجال يحاولون الحفاظ عليها لأنها أصبحت رمزاً للوجود الفلسطيني على تلك الأرض، فإما أشجار الزيتون أو شجرة الغرقد! في الشارقة وفي كل فريج لدينا يوجد معلم فلسطيني من أيام الستينات أو السبعينات، هو دائماً متقاعد، ودائماً ذو هيبة، وغالباً كان عضواً في منظمة فدائية أو ثورية قبل «أيلول الأسود»، ودائماً يمتدح «صدام» على استحياء وتوجس، تقول له مستفزاً…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

مأساة وطن.. رحيل “الرويلي” أنموذجا

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

لم يكن رحيل - بل استشهاد – الروائي والقاص السوري محمد رشيد الرويلي الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي عاديا، بل كان مأساويا مؤلما على يد أبناء بلده من "قتلة" النظام السوري الذين دخلوا بيته ونهبوه وعاثوا فسادا في محتوياته ثم اقتادوه إلى جهة غير معلومة. وفشلت كل محاولات أهله ومعارفه المقربين في إطلاق سراحه أو معرفة مكانه، لتظهر جثته الأسبوع الماضي وقد تفسخت، لتشير الترجيحات إلى أن "القتلة" أعدموه قبلها بشهرين، أي في اليوم ذاته الذي اعتقلوه فيه من غير ذنب ارتكبه سوى أنه قرر ألا يغادر مدينته، ويصبح إن فعلها لاجئا داخل وطنه أو خارجه. فالتزم بيته ليكتب عن المرحلة، مفضلا الصمت على الوقوف في صف النظام ضد الشعب الثائر. الرويلي الذي رحل عن 65 عاما، أعرفه عن قرب، شخص ظريف مرح، عاشق للكتابة منذ صغره، ومحب لبلده ومدينته دير الزور بفراتها وغَرَبها ونخيلها. يشكل رحيله خسارة للأدب السوري. لكن النظام الذي صار يقتل عشوائيا لم يعد يميز بين…

ميدان التحرير من جديد

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

يا سبحان الله! نفس الشعارات التي حملها ورددها شباب ميدان التحرير ضد الرئيس مبارك تتكرر اليوم في نفس المكان ولكن ضد الرئيس مرسي. عبارات مثل «ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام» يتردد صداها اليوم في ميدان التحرير. بل لن أستغرب لو حمل بعض المتظاهرين ذات اللوحات التي حملوها قبل أشهر في ميدان التحرير ضد مبارك. لوحات ربما لم يجف حبرها بعد منذ أيام المظاهرات الشهيرة ضد النظام السابق. وفي هذا تأكيد أن شباب مصر قد عرفوا سر قوتهم حينما اكتشفوا -عبر وسائل التواصل الاجتماعي- قدرتهم على تنظيم أنفسهم وترتيب صفوفهم. لكنها مفارقة أن يتحول ميدان التحرير اليوم إلى منبر للتعبير عن صدمة قطاع واسع من شباب مصر في رغبة «الإخوان» الجامحة للهيمنة على مفاصل الدولة. أيام المظاهرات الكبرى ضد مبارك تعامل «الإخوان» فيما يبدو مع الموقف بفكرة «تمسكن حتى تتمكن». ركضوا للتفاوض مع عمر سليمان. ولو أن فصيلاً سياسياً سبقهم لمقابلة عمر سليمان لفضحوه وكالوا ضده تهم العمالة والخيانة. أمر محزن…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ماذا علمني ملعب ” ذا أولد ترافورد ” ..!

الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢

بعد استقراري في مدينة مانشيستر للبدء في دراسة الدكتوراة، كانت أولى زياراتي السياحية - بعد شرائي السيارة - لهذا الملعب الشهير الذي يطلق عليه عشاق الشياطين الحمر " ملعب الأحلام "، هذا الملعب يعتبر مقصدا سياحيا مهما في مدينة مانشيستر تتوافد إليه يوميا وفود من جميع أنحاء العالم. خلال تجولي في انحاء الملعب صادفت مكتب الإدارة أمامي، فقلت في نفسي: لماذا لاأدخل وأسأل عن تذكرة لحضور أقرب مباراة لمانشيستر يونايتد، وهذا ماحدث بالفعل وبعد السؤال أجابتني موظفة الاستقبال بأن هناك مكتبا أخر خاصا لبيع التذاكر ولكن لاداعي للذهاب إليهم سأتصل بهم حالا لأستفسر لك عن مدى توافر التذاكر ( خدمة متميزة )، فرفعت سماعة الهاتف واتصلت فقرأت من ملامحها بأن كل التذاكر قد نفذت وقد كان حدسي صحيحا، لذا، أعتذرت مني وشكرتها على خدمتها هذه.قفلت راجعا لأستكمل جولتي، وفجأة وجدت نفسي أمام مكتب التذاكر، وقررت الدخول والسؤال بنفسي وكعادة هذه المكتب لابد من طابور أمامك فوقفت كما يقفون بانتظام، وعندما…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

الشيطان الغائب .. الحاضر

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

رغم أني أتحاشى استخدام تعبير: (الغائب / الحاضر) لكثرة ما استُخدم حتى استُهلك، لكني فعلت حين فطنت أن هذا الوصف لا ينطبق على أحد مثلما ينطبق على الشيطان! كانت مدينة فيينا، قبل البارحة، تحتضن في إحدى كبرى قاعاتها الأخاذة، الزعامات الدينية المسيّرة لمشاعر وشعائر سكان هذا الكون. تحت قبة واحدة، بل ربما على الطاولة نفسها، كان يجلس الشيخ الإسلامي والقس النصراني والحاخام اليهودي والزعيم الهندوسي والبوذي، يجلسون معاً لا للتقريب بين الأديان كما كان المفهوم الخاطئ في زمن مضى بل للتقريب بين أتباع الأديان فيما يخدم مصالحهم الإنسانية المشتركة ويخفف الاحتقان الذي يهدد أمنهم كل يوم. قلت لزميلي على الطاولة: أرى أن المنظمين قد دعوا كل المعنيين عن الاحتقان الذي يلف العالم اليوم لكنهم نسوا أن يدعوا واحداً من أهم الأطراف المعنية في التشابك البغيض بين بني البشر .. لقد نسوا أن يدعوا الشيطان!! كانت هذه ممازحة، في الحين الذي كنت أعلم أن الشيطان موجود أصلاً في حفلة التصالح تلك،…

مريم راشد
مريم راشد
كاتبة و إعلامية إماراتية

خارجٌ من مارج

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

في ظل الثورات التي طالت عدداً من الدول العربية وأسفرت عن نتائج اختلفت في مخرجاتها ومدلولاتها والأهداف التي تقف ورائها فإن ما كان سبباً فيها كلها على الأقل ( ظاهرياً ) هي السياسة الإجتماعية التي كانت تُتّبع في تلك الدول والتي لم تأتِ موافقة تماما ً لرغبة وإرادة الشعب. هذه السياسة التي هي مسئولة عن تلبية متطلبات الأفراد والنظر في حاجاتهم وتقديم الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم والتي يعني تأمينها توفير حياة كريمة مُرضِية، وما غاب عن أذهان بعض الرؤساء الذين أسقط الشعب أنظمتهم أنه من حق الفرد أن يكون طرفاً في عملية وضع هذه السياسة التي كانت سبباً في ازياد نسبة الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية الأخرى في بلدانهم. لكن أن يكون الفرد مساهماً في وضع السياسة الإجتماعية لا يعني أن يكون الأمر عشوائياً فجاً وغوغائياً، ولا أن يتم عبر التخطيط المبطّن والتحزّب والإنضمام إلى جماعات سرية تتآمر على بلدانها وحكوماتها خاصة إن كانت الأخيرة غدت نموذجاً يُضرب به المثل في…

عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

الحب في زمن فيسبوك..

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

يزداد سعر المعادن الثمينة كالذهب والألماس بندرتها وصعوبة الوصول إليها، ويقل سعر البترول رغم تكلفة استخراجه والحاجة المفرطة إليه بسبب وفرته الحالية. هذا المثال يجيب على السؤال الشائع: هل تغيرت حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا بعد دخول الشبكات الاجتماعية (فيسبوك وتويتر) إلى حياتنا؟ الجواب يمثل معادلة صعبة، فبقدر ما زادت العلاقات الاجتماعية والصداقات من ناحية الكم أضعافا مضاعفة، فإنها من حيث الكيف قد تناقص عمقها، وصارت سريعة سطحية مع القليل جدا من الولاء لهذا الكم الهائل من «الأصدقاء». هذه النتيجة البدهية ليست كلامي بل هي نتاج مئات الدراسات العلمية عن تطور حياتنا الاجتماعية والعاطفية مع تطور الشبكات الاجتماعية. السؤال إذن: لماذا نكلف أنفسنا العناء والوقت في بناء علاقات هشة وننسى أساليب أيام «زمان» لما كانت الصداقة أقوى وأعمق، تصادف صاحبك وجها لوجه فلا تنسى ابتسامته لأيام وتتردد كلماته في ذهنك وتعيش معه همه وهمك. لماذا تنازلنا عن هذا كله من أجل «أسماء مستعارة» وهويات محدودة وكثير جدا من المجاملة التي لا تحمل…

سعيد الوهابي
سعيد الوهابي
يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).

صورة أبهم وحكاية الوالي العريان

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

كنت سأكتب لكم عن حكاية الوالي العريان ولكن صديقي الساخر العظيم “أبهم” خرّب السالفة، أبهم وعد أن يكشف عن صورته الحقيقية إذا تجاوز عدد متابعيه مائة ألف وهذا ما حدث، أخيراً شاهدنا صورة أبهم، حسناً من هو الوالي العريان؟ يُحكى أن خياطاً مخادعاً وصل لمدينة يحكمها والٍ سفاح يبطش بكل معارضيه من مستشاريه أو مواطني المدينة، ذهب الخياط لقصر الوالي ووقف بين يديه وأخبره أنه سيصنع له ثوباً سحرياً خاصاً لم يسمع به البشر من قبل، ذُهل الوالي واتفق مع الخياط أن يستعجل صناعة الثوب ليرتديه في العيد الوطني في المدينة بعد أسبوع، انتشر خبر الثوب في المدينة وتجمّع المواطنون للاحتفال ولرؤية ثوب الوالي، في نفس الوقت كان الخياط يضع اللمسات الأخيرة على ثوب الوالي، في الحقيقة لم يكن هناك ثوب ولكن الخياط المخادع كان يهيئ للوالي ويقول له أدخل يدك من هنا.. شد طرف الثوب من هناك.. والوالي يشد الهواء ويدخل يده في الهواء، بعدها وقف الوالي بملابسه الداخلية…

في سجن العراق!

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

الزيارة التي قام بها لبغداد مؤخراً السفير السعودي لدى الأردن فهد عبدالمحسن الزيد خطوة مهمة من الضروري أن تتبعها خطوات أهم. فملف السعوديين المعتقلين في العراق مسألة وطنية من المخجل التقصير في التعاطي معها. أعرف أنه ملف شديد التعقيد إذ إن جماعات دينية متطرفة وأخرى سياسية في المنطقة قد وجدت في شبابنا خامة جاهزة لاستغلالهم في ألاعيب سياسية انتهت بهم إلى الموت العبثي أو إلى سجون المالكي. طريقة التعامل مع كثير من شبابنا في المعتقلات العراقية ليست بريئة من العنصرية الطائفية البغيضة. وهم -بلا استثناء- قد أضاعوا سنوات عزيزة من أعمارهم في البحث عن الوهم في العراق. ويا ليتنا نحاسب من ضلل شبابنا وقادهم إلى ميادين الموت العبثي، من أفغانستان إلى بغداد. الرقم المعلن لعدد المعتقلين السعوديين في العراق بلغ 62. لكن المتداول أن مئات من شبابنا ما زالوا يبحثون عن مخرج من ورطتهم في اليمن وباكستان وأفغانستان وخارج سجون العراق. مأساة أن يُستغل الشاب السعودي في لعبة سياسية أكبر…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

أحمد صلاح الدين ومحمد صلاح الدين

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

اضطررت مرة لاستخدام اسم مستعار في عملي الصحفي، فكان أول ما خطر ببالي اسم «أحمد صلاح الدين»، ما جعل زميلاً لي يعتقد أنني اخترت هذا الاسم تحديداً، لأن والدي أحمد، وابني صلاح الدين، ولكن الحقيقة أنني كنت أفكر في أستاذي محمد صلاح الدين . أكثر ما كان يعجبني فيه هو أنه صحفي «ملتزم»، والمقصود بذلك أنه كان صاحب رأي وموقف، ظل مؤثراً وواضحاً في مسيرته الصحفية حتى خطفه الموت قبل أكثر من عام، حاولت ـ ولا أزال ـ أن أكون ذلك الصحفي الملتزم، مع الاحتفاظ بالموضوعية، وقبول الرأي الآخر، وعدم التعصب . كان هذا قليلاً ممّا تعلمته من محمد صلاح الدين، وهو لمن لا يعرفه صحفي سعودي من جيل الرواد الذين احترفوا الصحافة وعملوا في مختلف المواقع فاكتسبوا الخبرة والحرفية معاً، وهذا أمر آخر تعلمته منه؛ أن الصحافة تستحق أن تتفرغ لها وتصبح كل حياتك . ولكني تعلمت منه أموراً أخرى، بعضها شخصي، أهمها التواضع، كان رحمه الله مستعداً لأن…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

أفا يالهامور..!

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

يعرف الشباب الذين «يطلعون بحر» معنى أن يقوم أحدهم باصطياد هامور كبير، فأول ما سيفعله هو النظر إلى البقية الباقية من رفقاء «الطراد» بفوقية وازدراء، وكأنه كان له دور في اختيار نوع هذه السمكة المرغوبة بشدة لدى هواة الصيد وهواة الأكل على حد سواء، فاصطياد هذه السمكة بشكلها المميز ونقاطها الحمراء الجميلة ينسي الجميع معاناة دوار البحر وإفراغ البطن، بسبب عدم تناول الحبة السحرية في القارب، وصوت المحركات المزعج، ورائحة الديزل المحترق، ورطوبة الخليج السمجة، والخوف الدائم من تغير مزاج البحر أو عبور الخط الدولي من دون قصد، والتعرض لمضايقات وسخافات حرس الحدود الإيراني. الهامور في تراث الشعوب الخليجية بدوره له دلالات خاصة، فهو مسمى يطلق على كبار التجار في العادة، ويكون له عادة بعض الدلالات السلبية المتعلقة بالجشع والاحتكار، ولايزال مطلع قصيدة ذلك الشاعر الذي خسر ثروته أثناء أزمة سوق الأسهم محفوظاً: «هامور» سوق السهم وقف وكلمني                        …