مقابلات

مقابلات

المسماري (الأخيرة): حرّضتُ الفرنسيين على مهاجمة القافلة وزوّدتُهم بإحداثيات باب العزيزية

الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢

المسماري: حرّضتُ الفرنسيين على مهاجمة القافلة وزوّدتُهم بإحداثيات باب العزيزية ... الحلم النووي كان موجوداً ومصنع الرابطة أسبيرين من فوق وأسلحة محظورة من تحت هذا ما تفعله السلطة المطلقة بمن يمارسها بلا رقيب ولا ضوابط. يقول الذين عرفوا معمر القذافي باكراً إنه كان شاباً متحمساً يحلم بالوحدة العربية والوقوف في وجه الظلم والاستغلال. لم يدُرْ في خُلدهم ان هذا الشاب سينفرد بالسلطة ثم ينظّم آلة قتل مروعة في الداخل والخارج. دائماً يعثر المستبد على مدّاحين ومبخّرين ومتسلّقين يسارعون إلى الانضواء تحت جناحيـه. يحجبون عنه حـقيقة مشاعر الناس فيـزداد انـفصالاً عن الواقـع. يـزداد قسوة ويـزداد تـشبـثاً بالـسلطة. في البدايات يغـمر الدم كاحـليه ثم تبـدأ رحـلة الـغرق. ينتهي المستبد سابحاً في دم شـعبه الذي يسـتنجد بالطائرات الغريبة لإنقاذه من آلة القتل. اندلعت الثورة ورفض القذافي التقاط الرسالة. صمّم على مكافحة «الجرذان». وكانت النهاية مأسوية له ولعائلته ولبعض جلاوزته. حاولنا في الحوار مع أمين المراسم نوري المسماري الاقتراب من خيمة العقيد. من خيمة الرجل المريض الذي كان مُكلِفاً لبلاده حين حكمها على مدار اربعة عقود وكان مُكلِفاً أيضاً يوم انتَفَضَت لتطوي صفحته. تتلمس ليبيا اليوم طريقها نحو الديموقراطية. لن تكون الرحلة سهلة. لكن الأهم ألا تقع تلك البلاد مجدداً في قبضة الاستبداد سواء تمثّل في شخص أو فكرة. أزعجتُ المسماري بأسئلتي الكثيرة، لكن…

مقابلات

المسماري (5): رأى المعتصم الثورة في مصر فقال: هذه نهاية الديكتاتوريات

الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢

كاد نوري المسماري يقع في الفخ الذي نُصب له. لم يُطق معمّر القذافي فكرة وجوده بعيداً في باريس ومعه سنوات من الأسرار والمشاهدات. تدخّل لدى العائلة لإقناعه بالعودة. أرسل فريقاً لاغتياله. ثم أرسل نجله المعتصم لاصطحابه وإعادته. صدّقت العائلة، أو بعض أفرادها، تطمينات القائد وسلك المسماري طريق المطار لارتكاب رحلة العودة. أنقذَتْهُ نصيحة جاءت في اللحظة الأخيرة وعاد إلى باريس. لا يغفر القذافي لمن يقفز من السفينة ويبتعد. لهذا كان المسماري مرشحاً لمواجهة مصير مشابه لما حلّ بعمر المحيشي يوم نجح العقيد في استعادته من المغرب وقتله. كان إسكات المسماري مهماً للقائد، ذلك أن أمين المراسم القريب من باب الخيمة ومن باب العزيزية سمع الكثير وشاهد الكثير، فضلاً عن انه كان يرافق القذافي كظله في الأسفار والمؤتمرات. لم يكن في ليبيا دستور ولم يكن فيها قانون. كانت البلاد تعيش على ساعة مزاج القائد. وحين يعتكر مزاجه يعاقب التقصير البسيط بالسجن في المخالفات التي لا يرى انها تستحق الشطب الكامل والإلغاء. كان المسماري في السجن حين انعقد مؤتمرٌ في ليبيا. لاحظ الوفد القطري التحضيري غيابه فسأل وعرف. بعدها تدخّل رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لدى العقيد فعاد المسماري الى عمله. خلال تنفيذه مهمة في مالي التي شهدت احتفالات حضرها الزعيم الليبي، شعر المسماري ان شيئاً…

مقابلات

المسماري (4): دخل أنان الخيمة مرعوباً وأشرف القائد شخصياً على خطة إذلاله..

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢

المسماري: دخل أنان الخيمة مرعوباً وأشرف القائد شخصياً على خطة إذلاله...لبس القفازات البيض كي لا يصافح مبارك وفوجئتُ ببيرلوسكوني يقترب ويقبّل يده ماذا يريد معمر القذافي أكثر من ذلك؟ جاء رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني الى مؤتمر الشعب العام. ألقى خطاباً ثم تقدّم من قائد الثورة وقبّل يده. كان أمين المراسم نوري المسماري واقفاً قرب القائد وأثار المشهد استغرابه. لاحقاً سُئل المسماري في التلفزيون الإيطالي إن كان يشعر بالخجل لأنه عمل مع القذافي، فأجاب: «كنتُ أعمل مع ليبيا وليس مع القذافي، وكنتُ أعمل من اجل ليبيا. أنا لستُ خادماً عند القذافي لكن من يجب أن يخجل هو مَن مدَّ أمامه البساط الأحمر وطابور الشرف وعزف له الأناشيد وقبّل يده. أنا لم أفعلها». كان القذافي يشعر في قرارة نفسه أن الغرب يبحث عن وسيلة لاسترضائه وعينه على «الذهب الأسود» الذي تنام عليه ليبيا. غفر الغرب للقذافي تاريخه الدموي في الداخل وابتهج بإعادة تأهيله وتحسين صورته. جاءت المفاجأة هذه المرة من «الربيع العربي». كان القذافي يستمتع بإذلال الرؤساء، يتأخر عن المواعيد أو يُعدّل برنامجه فجأة ويُربك مستقبليه والقواعد المتعارف عليها. وكان يتعمّد إزعاج من يستقبلهم. يضرب لهم موعداً في الصحراء. ذات يوم وضع خطة لإذلال زائر اسمه كوفي أنان جاء للبحث في قضية لوكربي. استقبله ليلاً في الصحراء في مخيم موحش، فخاف…

مقابلات

المسماري (3): شاهدتُ السيدتين المغتصبتين وخَجِلت وكانت ارتكابات القائد تُغطى بتعويضات …

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢

المسماري: شاهدتُ السيدتين المغتصبتين وخَجِلت وكانت ارتكابات القائد تُغطى بتعويضات ... استغربتُ المشهد فأجابني القذافي: أنت لا تعرف فوائد غسل اليدين بالدم الساخن (3) الحاكم إنسان. يصيب ويخطئ. يُسامح ويَحقد. يبالغ ويرتكب. يخطئ في السياسة ويخطئ في السلوك الشخصي. يناور ويكذب. عاقب الأميركيون رئيسهم ريتشارد نيكسون على فضيحة «ووترغيت». اعتبروا انه انتهك القانون وكذب على مواطنيه وأخلّ بثقتهم. قبلها تسلّى الأميركيون بقراءة مغامرات الرئيس جون كينيدي وحديث المتسللات الى البيت الأبيض من باب سري، خلال غياب السيدة الأولى. انتسب الرئيس بيل كلينتون لاحقاً الى نادي مثيري الفضائح وحفظ العالم اسم صبية عادية أو أقل اسمها مونيكا لوينسكي. الرؤساء الفرنسيون لم يكونوا كلهم من قماشة شارل ديغول المهجوس بصناعة التاريخ ثم كتابته. تسلّى الفرنسيون بأخبار الرئيس فاليري جيسكار ديستان وقصة اصطدامه بسيارة بائع الحليب لدى عودته فجراً الى الإليزيه من زيارة ليلية غامضة. جاك شيراك لم تعوزه الجاذبية ولا الإشاعات. وفرنسوا ميتران كان جذاباً يجيد نصب الفخاخ، ومشت في جنازته زوجته وابنته من صديقته. هذه قصص حب وخيانات لم تغب عن سير قادة كثيرين بينهم ماوتسي تونغ الذي توهّم أنصاره ان وقته لا يتسع للمراهقات والمغامرات. لكن تلك القصص لم يخالطها العنف والقسر والسلوك السادي الفاحش. القائد الليبي كان من قماشـة أخرى. كان عنيـفاً ومـريضاً. هذا ما يُظـهره حـديث نوري المسماري…

مقابلات

المسماري (2): عرض القذافي على صدام اللجوء وتابع محاكمته كمن يتابع مصيره

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢

المسماري: عرض القذافي على صدام اللجوء وتابع محاكمته كمن يتابع مصيره احتقر بلير ولم يعتبر مبارك نداً له وعلاقته مع عرفات وعباس بلا ودّ أفسدت الشاشات هناءة المستبد. تنقل له ما حل بنظيره وصوره وتماثيله، كأنها تخبره عما سيكون. شاهد القذافي الآلة العسكرية الأميركية تقتلع نظام صدام حسين. كان يكرهه من الوريد الى الوريد، لكن المشهد كان أبعد من ذلك وأخطر. رآه لاحقاً يُقتاد الى المحاكمة ورآه يُعدَم. يكشف نوري المسماري أمين جهاز المراسم العامة الليبية ان معمر القذافي عرض على صدام اللجوء في ليبيا لتجنيب بلاده الحرب، وتابع لاحقاً فصول محاكمته كمن يتابع مصيره. يروي المسماري ان صعود سيف الإسلام اصطدم برغبة والده في الاستمرار في الإمساك بكل الخيوط، كما اصطدم بمعارضة أشقائه على رغم تدخل والدتهم السيدة صفية. يكشف المسماري ايضاً ان عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة حاول في كمبالا الدخول لقتل القذافي وهو نائم، لكن الحارس شهر سلاحه ومنعه. وينقل عن حراس ان القذافي وبعدما نجح في احضار المحيشي من المغرب، قال له أتينا بك تحت أرجلنا وأطلق النار عليه وأرداه. ويقول المسماري ان القذافي لم يعتبر الرئيس حسني مبارك نداً له ولم يكنّ ودّاً للرئيس ياسر عرفات وأنه كان يصر على ان يكون كرسيه اعلى من كرسي زائره. وهنا نص الحلقة الثانية: يقال ان القذافي…

مقابلات

المسماري (1): لأربعة ضباط بينهم السنوسي دور في تصفية الصدر ورحلة التضليل… !

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢

المسماري: لأربعة ضباط بينهم السنوسي دور في تصفية الصدر ورحلة التضليل... يستيقظ القذافي ويقول لي هاتِ العبد ويقصد الرئيس الأفريقي الزائر! لو قرأتُ هذا الكلام في رواية لما صدّقته ولاتهمتُ الكاتب بالمبالغة وجموح الخيال. لكن المتحدث هنا يروي ما شاهد وما سمع. وهو كان حاضراً قرب الخيمة وفيها وقرب باب العزيزية وفيه. وكان ايضاً في طائرة معمر القذافي ولقاءاته وأسفاره وعلى مقربة من فمه وأذنه. وفي مؤتمرات القمة كان يجلس خلف القائد، جاهزاً لتلقي التعليمات ومستنفراً لحل الإشكالات وهي كثيرة... وفظيعة. من 1997 حتى 2010 عمل نوري المسماري أميناً لجهاز المراسم العامة برتبة وزير دولة، وكان عمل بين 1977 و1982 مديراً عاماً للمراسم. وفي الفترة الفاصلة بين التجربتين عمل في التجارة. ترك المسماري سفينة النظام في 2010 وكان أول من جاهر بانشقاقه لدى اندلاع الثورة في السنة التالية. رصد القذافي 50 مليون دولار لإعادته، وجهّز له حوضاً من ماء النار لكنه نجا. تكشف رواية المسماري علاقة عبدالله السنوسي عديل القذافي بجريمة إخفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان أواخر آب (أغسطس) 1978، أو على الأقل مشاركته في إخفاء الجريمة، كما تشير الى متورطين محتملين. وتتضاعف قيمة الرواية لأن موريتانيا وعدت بتسليم السنوسي الى السلطات الليبية على رغم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتسلمه لمحاكمته. تكشف الرواية أيضاً…

مقابلات سليمان الهتلان :أنا مواطن “خمس نجوم”

سليمان الهتلان :أنا مواطن “خمس نجوم”

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢

وأنت جالس هذه اللحظة ما الذي يدور بخلدك ؟ كيف أجيب عن أسئلتك؟ ما هي حدود قدرتك على مقاومة الظلم ؟ بالكتابة... قدر المتاح. شعورك عندما تنتصر لك امرأة؟ شعور مواطن عربي، من طوال الشوارب، يعز عليه الاعتراف بأي فضل لــ "حرمة"!! لو أصبحت رئيسا لأكبر دولة في العالم ما أول قرار تتخذه ؟ التنسيق الجاد والأكيد أمنياً وسياسياً مع دول الجوار العراقي لو سنحت لـك الفرصة أن تصبح مليونيرا ما الذي تشتريه أولا ؟ فلة في حي الجميرا بدبي أراقبها منذ سنتين! هل عشت الانكسار وجربت مرارته ؟ يقول الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد: "الرجال العنيدون ينكسرون سريعاً. الرجال العنيدون من تحت أنقاضهم يُبعثون"! آخر مرة تشاجرت مع زوجتك ؟ لا أتحدث عادة في الشأن العائلي. عندما تهزم ما هي التدابير التي تتخذها ؟ أتصل بصديق! هل ترسلك الزوجة بورقة المقاضي ؟ شأن عائلي! متى يشدك الحنين إلى أيام الطفولة ؟ نادراً. أفضل كتاب قرأته في حياتك ؟ الكتاب الذي يأسر وقتي وعقلي فلا يهدأ لي بال قبل الإنتهاء من قراءته. شعورك عندما يصادر الآخر لحظات أنسك ؟ أعرف قيمة أن يكون عندي أصدقاء يبهجك دائماً حضورهم وعلى رأس القائمة سهيل آل مكتوم وزياد الدريس وياسر حارب وجمال الشحي. مشكلة تتربص بك ولم تستطع حلها ؟ التوقف المتكرر عن الكتابة…

مقابلات الهتلان: الأنظمة السياسية شوّهت صورة القبيلة … وأرعبت الناس بـ «المتشددين»

الهتلان: الأنظمة السياسية شوّهت صورة القبيلة … وأرعبت الناس بـ «المتشددين»

الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١١

  دبي - فضيلة الجفال «الاستقلالية، الاستقلالية، الاستقلالية» هذا ما يحتاج إليه الإعلام العربي؛ لينطلق ويواكب الإعلام العالمي، قالها ثلاثاً، بأصابعه، وبصوته، مؤكداً: «نحن في العالم العربي جزء من هذا الكون. نحن لسنا خارج هذا الكون»!. إنه الإعلامي سليمان الهتلان الذي خرج في فضاء شاسع من التجارب الإعلامية العالمية دراسةً ومهنةً، لم يبتر يد القرية، ولم يخرجها من رأسه، إنها تعيث في ذاكرته، في أحاديثه، وتندره، وتهكمه العميق. لم يخاصم الماضي، ولم يقاطع أيامه الأولى، ولا ليل «الوادي الأبيض» بشتائه وصيفه. تحدث في حوار مع ‍«الحياة» عن رأيه ورؤيته، قارن الإعلام العربي بالغربي بإشكالية عاجزة، وأسرف في آماله منتظراً ربيع الإعلام العربي المقبل، كما حث مستثمري الإعلام العرب على أن يعيدوا حساباتهم تماماً مع هذا الفصل الجديد. فإلى التفاصيل: > الجدران بين العالم العربي أو بين الخليج والعالم ككل، سقطت بعد العولمة والإعلام الجديد، فماذا عن تأثير العولمة وأدواتها على المستوين الفكري والاجتماعي؟ - العولمة الآن لم تعد نظرية في كتاب؛ فهي أدوات في متناول الناس. التقنية لا تأتي وحدها، بل تأتي بثقافة جديدة. منتجات العولمة اليوم تحكم علاقاتنا بعضنا مع بعض ومع الآخرين خارج حدودنا الضيقة؛ «فيسبوك» مثلاً أعتقد أن صاحب الفكرة لم يكن يتخيل أنها ستسهم في ثورة تطيح بأنظمة سياسية في بلدان حكمتها الديكتاتورية طويلاً. هذه الوسائل…