تتجه الأنظار في الساعة الثامنة مساء الثاني من نوفمبر المقبل، إلى استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي، لمتابعة «كلاسيكو السودان» الذي يجمع بين الهلال والمريخ، وأصبحت العاصمة جاهزة لاستضافة المباراة التي تقام برعاية وتوجيهات القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، بالتزامن مع عام زايد 2018، حيث تأتي هذه المبادرة التاريخية إيماناً بالعلاقات المتميزة التي تربط الإمارات بالسودان منذ قيام الاتحاد، بما يمثل امتداداً للتعاون بين الطرفين، وتبادل الخبرات الرياضية، والتي من شأنها أن تسهم في إعادة الكرة السودانية إلى الواجهة مجدداً.
وتمثل إقامة اللقاء في الزمان والمكان المحددين، ثمرة لجهود مجلس أبوظبي الرياضي، واتحاد كرة القدم، بعد أن توصلا إلى اتفاق لم يستغرق وقتاً طويلاً عقب وصول الوفد الرياضي الإماراتي إلى الخرطوم، والالتقاء مع الجهات الرسمية واتحاد الكرة السوداني والناديين، لبحث استضافة الإمارات لقمة الكرة السودانية التي تجمع بين الناديين الكبيرين، وكان الترحيب الفوري دون قيد أو شرط من الناديين العريقين الجاريين اللذين تأسسا في مدينة أم درمان العريقة عام 1927.
وتركت الدعوة الرياضية الكروية لقمة الكرة السودانية، أصداء واسعة تعدت حدود الوطن العربي لشعبية الفريقين التي تقدر بالملايين، مما يسهم في إنجاح اللقاء المرتقب الذي يجمع العديد من نجوم الكرة السودانية الصاعدين في الملاعب الإماراتية، بعد غياب طويل، كما يمثل اللقاء المرتقب فرصة ذهبية للجالية السودانية المقيمة بالإمارات ومنطقة الخليج، لمشاهدة المباراة على الطبيعة، والدخول لها باستاد محمد بن زايد بالمجان، لتكون فرصة للعائلات لمشاهدة العديد من الفقرات الاحتفالية المصاحبة، اعتباراً من الساعة الخامسة مساءً قبل موعد المباراة، بعدما تحدد موعد وصول الفريقين، والتأكيد على خوضها دون قيد أو شرط، بجانب دعوة نخبة من الإعلاميين والرياضيين والخبراء السودانيين الذين سبق لهم العمل في الإمارات، نوعاً من الوفاء والتقدير لما قدموه للرياضة الإماراتية في مختلف المجالات. يرأس أشرف سيد أحمد الكاردينال بعثة الهلال، التي تصل إلى أبوظبي يوم 26 أكتوبر الجاري، عقب المحافظة على لقب الدوري الممتاز، وتحقيق أول لقب لدور النخبة، قبل ملاقاة المريخ الذي نجح في تحقيق لقب كأس السودان، ويخوض «الأزرق»، عقب معسكره القصير بالإمارات، تجربتين وديتين بملعب «الجوهرة الزرقاء» في أم درمان، عقب عودته من معسكر الإمارات. وتصل بعثة المريخ مساء اليوم التالي، عن طريق مطار أبوظبي الدولي، برئاسة محمد جعفر قريش الأمين العام، بجانب وفد إداري رفيع، وعدد من أعضاء المجلس، على رأسهم رئيس القطاع الرياضي أسامة الشاذلي والأعضاء خالد أحمد المصطفى وهيثم الرشيد ضمن البعثة الحمراء، وهناك اتجاه أيضاً لإقامة معسكر قصير للفريق عقب «الكلاسيكو».
ويسبق موعد مباراة الهلال والمريخ الاجتماع الفني بحضور المدربين واللاعبين، لشرح شروط وضوابط المباراة، وبوابات الدخول لجماهير الفريقين والأماكن المخصصة للعائلات، يذكر بأن حجم كل بعثة 50 فرداً، وهناك أكثر من 50 إعلامياً من مختلف القنوات الرياضية والصحف السودانية أكدوا حضورهم «كلاسيكو السودان» في أبوظبي. وعبر حمد محمد الجنيبي سفير الدولة لدى السودان عن عمق العلاقات بين البلدين، وهي ليست وليدة اليوم والأمس، بل منذ تأسيس الدولة، مؤكداً أن دور السودان كان كبيراً ومؤثراً في الإمارات، خلال سنواتها الأولى، وحان الوقت لكي نعبر عن مشاعرنا، لتلك العلاقة الراسخة، ونقدر أدوارها الكبيرة والتي يشهد لها كل الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد سفير جمهورية السودان لدى الدولة، محمد أمين عبدالله الكارب، خلال لقائه مع عدد من الإعلاميين السودانيين بمقر السفارة في أبوظبي الأسبوع المنصرم، سعادتهم بالمشاركة في احتفالات الإمارات في مئوية زايد الخير، وحكيم العرب، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال تلك المباراة الكبيرة المنتظرة على «أرض زايد»، والتي تعتبر نوعاً من الوفاء، وشكر السفير الإمارات، قيادةً وحكومةً وشعباً، على تلك المبادرة الرائعة، مؤكداً حرص الجالية السودانية بالإمارات ودول الخليج العربي على إنجاح المهرجان الرياضي المجتمعي بمشاركة أبناء الجالية السودانية بالإمارات. لن تقتصر مبادرة إقامة قمة الكرة السودانية في أبوظبي بين الهلال والمريخ، بل ستكون الثقافة والأدب حاضرة من خلال تنظيم أسبوع خاص للثقافة السودانية تجمع من خلالها نخبة من أدباء وشعراء وكتاب السودان ليعرفوا الجميع عن ثقافتهم المتنوعة، والتي أثرت الساحة الثقافية العربية طوال عقود من الزمن، بجانب الفعاليات الفنية المصاحبة.
المصدر: الاتحاد